نقد كتاب الكنوز المخفية عن النيابة المصطفوية
نقد كتاب الكنوز المخفية عن النيابة المصطفوية
المؤلف أحمد الرفاعي (ت: 578هـ)والذى تنسب إليه الطريقة الرفاعية
وفى المقدمة تحدث المؤلف عن وظيفتى الظاهر والباطن فقال :
"بسم الله والحمد لله والصلاة على من تفضل لابنه بتقبيل كفه وجعلها له على غيره مزيه سيدي ومددي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
جمع الحبيب الأعظم بين وظيفتي الظاهر والباطن فأوضح السبيل وحقق الوعد واكمل الله به الدين وتمت به النعمه ومن بعده قام عنه النواب المحمديون يأمرون بأمره وينهون بنهيه"
والسطور القليلة السابقة تحتوى عدة أخطاء :
الأول وجود ابن للنبى(ص) قبل كفه وجعلها له مزية وهو ما يخالف أن فى القرآن كان للنبى(ص) عدة أبناء ولكنهم ماتوا قبل بلوغ مبلغ الرجال وفى هذا قال تعالى :
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
وهو يخالف التاريخ المعروف من وجود اسماء لهؤلاء الأبناء كالقاسم والطيب وإبراهيم
الثانى أن الرسول (ص) هو مدد المؤلف ولا نعرف كيف يكون الميت الذى يقدر على أى شىء عون للحى
الثالث جمع الرسول(ص) بين وظيفتى الظاهر والباطن ولا يوجد فى الشرع ما يسمى بتلك الوظيفة الباطنية لأن ظاهر الحق باطنه الباطل والعكس كما قال تعالى:
" فماذ بعد الحق إلا الضلال"
الرابع النواب المحمديون فالرجل مات وليس له نائب ولم يطلب الله أن يكون الناس محمديون ولكن ربانيين أى مسلمين كما قال تعالى :
"ولكن كونوا ربانيين "
وتحدث عن كون الظاهر هو نفسه الباطن فقال :
"كما انتهض لأحكام أحكامه الوراث الجامعون فانقسمت الوظيفة لنوعين:
أ: نوع ظاهر. ب: نوع باطن، والأمر واحد فمن ظن أن الوظيفة تشتمل على أمر باطني غير الظاهر فقد أخطأ، ولم يجمع بين الوظيفتين على نمط واحد غير الخلفاء الأربعة الراشدين وذلك لانحجاب وظيفتهم الباطنية ببردة النبوة واين لهم الظهور بها (الوظيفة الباطنية) مع تلاطم بحر النور المحمدي الذي شهدته العين وامتلأت من مهابته القلوب."
وهذا كلام متناقض فكف ينقسم الشىء وهو الوظيفة إلى نوعين ومعنى ألأول هو نفس معنى الثانى بقوله"فمن ظن أن الوظيفة تشتمل على أمر باطني غير الظاهر فقد أخطأ" وهو يناقض نفسه بتسميتها وظيفتين بقوله "ولم يجمع بين الوظيفتين على نمط واحد غير الخلفاء الأربعة"
والخطأ هو وجود بحر النور المحمدى بعد موته وهو ما يخالف أن بعد الموت ينتهى كل شىء
وتحدث الرفاعى أو أيا كان المؤلف عن مقامات الوراثة فقال :
مقامات الوراثة والنيابة المحمدية:
1 مقام البضعية، أو مقام النوبة الجامعة المحمدية)
وأكمل النبوة النورية كان في مقام البضعية من حيث التحلي بحلية الطينة الذاتية الأحمدية، إنما هي نوبة السيدة البتول العذراء سيدتنا وقرة اعيننا فاطمة أم السبطين الزهراء سلام الله ور ضوانه عليها."
ونلاحظ الخبل فى أن مقام البضعية كان لفاطمة وحدها مع أن الرجل فى أول الكتاب قال بوجود ابن قبل النبى (ص) كفه بقوله" والصلاة على من تفضل لابنه بتقبيل كفه" كما يناقض القرآن فى وجود بنات وليس بنت واحدة فى قوله تعالى:
" يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين "
ونلاحظ الجنون فى عبارة العذراء فكيف تكون من تزوجت وأنجبت أولادا عذراء ؟
وكان المقام المزعوم الثانى هو :
2: (مقام الخلافة البضعية)
وقام عنها بنوبة الجزء الظاهر بعلها المأمون المنوه على جلالة قدره وعظيم مكانته بطالعة " علي مني بمنزلة هارون من موسى " فادرع بدرع الخلافة البضعية متحكما في مشهد الخلافة الأمرية أصالة " كونه رجلا ظاهرا مخالطا للمؤمنين من الرجال معايشا لأوضاعهم، ولكونها له من باب الخلافة مع الثلاثة الخلفاء الذين سبقوه " وفي مشهد الخلافة البضعية وكالة " عن رسول الله لنص الحديث وعن السيدة البتول بحكم الزوجية " حتى لقي الله."
والخطأ هو كون على لمحمد(ص) كهارون(ص) من موسى(ًص) وهو كلام جنونى تماما فهارون(ص) أخو موسى(ص) فعليا وأما على فابن عمه وهارون(ص) نبى وعلى ليس بنبى ومن ثم لا يمكن أن يكون على كهارون(ص) على الإطلاق وحتى على أرض التاريخ لم يكن على من ناب عنه أنما جاء رابعا
والخبل الأخر هو أنه لا يوجد نيابة عن ميت فالنيابة إنما عن الحى فموسى(ص) كان حيا عندما ناب عنه هارون(ص) فى الحكم
وتحدث عن المقام الثالث المزعوم فقال :
3: (مقام النوبة الجامعة المحمدية)
فادرع بمرطها النوراني السبطان السعيدان الشهيدان الإمامان الحسن والحسين سلام الله وتحياته عليهما، " فكانت لهما أصالة ونيابة كما كانت لأبيهما عليه سلام الله" فجمعاها من الأم الطاهرة والأب الفاخر عليهما سلام الله لذلك سميت بالنوبة الجامعة المحمدية، ودارت هذه النوبة الجامعة المحمدية في الأسباط الطاهرين سبطا بعد سبط عليهم سلام الله وبركاته."
وهذه النيابة التى لا وجود لها للسبطين وذريتهما تتعارض مع عذرية فاطمة فكيف تكون عذراء أى غير متزوجة وتنجب ؟
الكلام متناقض فلا وجود للحسن والحسين أو غيرهما فى ظل تلك العذرية المزعومة
كما أن وجود النوبة المزعومة فى ذرية فاطمة يتناقض مع وجود بنات أخريات للنبى(ص) لهم ذرية أيضا كما قال تعالى :
" يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين "
فلو أن النوبة موجودة وهى غير موجودة بالفعل لوجب أن تكون فى الكل من باب العدل بين البنات أم أنهم يتهمون النبى(ص) بأنهم يقول شىء ويفعل ضده فهم ينسبون له اعدلوا بين أولادكم وأنه رفض أن يشهد على وصية لواحد من ألبناء دون بقيتهم وقال لا أشهد على زور أو ظلم
وحدثنا عن المقام الرابع المزعوم فقال :
4: (مقام الكنزية المضمرة)
وهي ثابتة بإذن الله تعالى إلى كنز النسل الأحمدي وخلاصة الطينة المحمدية ووارث المقامين سليل الحسين، الخلف الصالح إلى أن يأذن الله تعالى بخروجه وقيام دولته ألا وهو سيدنا الإمام " محمد بن عبدالله " الملقب بـ (المهدي) عليه سلام الله."
وهذا الكلام كلام أهل الكفر الذين يكذبون قوله تعالى :
" ما كان محمد أبا محمد من رجالكم"
فلا نسل لأحمد أى محمد(ص) ويكذب نسبة النسل للرجال فى قوله تعالى :
" ادعوهم لآباءهم"
فالحسن والحسين إن صح وجودهما هما نسل على وليس نسل محمد(ص)
ولو كان يعلمون لجلدوا ثمانين جلدة على تلك الكلمة لأنهم بذلك يتهمون محمد(ص) بأنه زنى بابنته وأنجب الولدين والعياذ بالله
والمقام المزعوم الخامس هو :
5: (مقام الإلباس أو النواب المحمديون الجامعون) فتلقاها أي " النيابة الجامعه المحمدية " عنه من مقام الإلباس النواب الجامعون المحمديون فهم إلى عهدنا هذا من بني الإمام الحسين السبط شهيد كربلاء عليه وعليهم نوافح السلام والرضوان نعم قام بينهم من أصحاب نيابة الخلعة رجال صدقوا منهم أناس من الفاطميين للأمهات ومنهم اناس من غير الفواطم وذلك فضل الله (والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)"
وهذا الخبل السابق يبين لنا مدى الجنون الذى وصل القوم له فهم اختاروا من بنات النبى(ص) الصغرى فأعطوها النيابة المزعومة واختاروا الأوسط من أولادها لتكون له النيابة ومن ثم لا قاعدة للخيار المزعوم ولا أساس لذلك فلو أنهم كانوا يسيرون على قاعدة لاختاروا الأصغر من البنين أو البنات دون تفرقة
ومع هذا التحديد بكونهم من الذرية الفاطمية إلا أن الرجل أ‘طاها لغيرهم فى المقام السادس عنده فهو :
6: (النواب المحمديون الجامعون من غير الفاطميين)
أ / سيدنا العارف بالله (معروف بن فيروز الكرخي) _ " نائب النظر "
وهو من موالي سيدنا الإمام علي بن موسى الرضا عليه سلام الله، من جلة المشايخ وقدمائهم والمشهورين بالزهد والورع والفتوة مجاب الدعوة يستسقى بقبره، يقول أهل بغداد قبر معروف ترياق مجرب، وقبره هناك مشهور معروف يتردد الخلق لزيارته وقد وفقني الحق سبحانه لزيارته وقد قال عن نفسه " أنا معروف ولا يزورني إلا معروف " كان أستاذا لسيدنا سري السقطي وقد قال له يوما فإذا كانت لك إلى الله حاجة فأقسم عليه بي. روي عنه أنه قال: إذا اراد الله بعبد خيرا استعمله. وقال: ما أكثر الصالحين وأقل الصادقين في الصالحين. قال: توكل على الله حتى يكون هو معلمك ومؤنسك وموضع شكواك فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك. وقال إذا أراد الله بالعبد شرا ابتلاه بالخذلان وأسكنه بين الأغنياء فإذا نظر إليهم استعظم غناهم " أي ونسي صاحب الغنى المطلق سبحانه وتعالى فكان ذلك سببا لمقته " انتقل إلى جوار ربه سنة مائتين وقيل احدى ومائتين ونفعنا ببركاته في الدارين.
ب / سيدنا العارف بالله (سري السقطي) " نائب العزم "
هو أبي الحسن سري بن مغلس السقطي أحد أرباب الطريقة وأرباب الحقيقة كان أوحد زمانه في الورع وعلم التوحيد وهو خال سيدنا الجنيد صحب سيدنا معروف الكرخي وقيل أن سبب زهده أنه كان يتجول في السوق ويتردد إلى معروف قال: فجاءه معروف يوما وهو في حانوته ومعه صبي يتيم فقال: اكس هذا اليتيم فقال السري فكسوته ففرح معروف بذلك وقال: (بغض الله إليك الدنيا وأراحك مما أنت فيه فقمت من الحانوت وليس شئ أبغض إلي من الدنيا وكل ما أنا فيه من بركات معروف).
قال: (أنا في الإستغفار منذ ثلاثين سنة من قولي مرة: الحمد لله قيل وكيف ذلك فقال وقع حريق ببغداد فاستقبلني رجل وقال نجا حانوتك فقلت: الحمد لله فأنا من ذلك الأوان نادم على قولي: حيث أردت لنفسي الخير دون المسلمين).قال: (التصوف اسم لثلاث معان: وهو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ولا يتكلم في علم باطن ينقضه عليه ظاهر الكتاب، ولا تحمله الكرامات على هتك محارم الله). قال: (تدعى الأمم يوم القيامة بأنبيائها فيقال: يا أمة موسى عليه السلام، ويا أمة عيسى عليه السلام ويا أمة محمد عليه السلام، غير المحبين لله فإنهم ينادون: يا أولياء الله هلموا إلى الله فتكاد قلوبهم تنخلع فرحا)وقبره بالعراق ظاهر يزار وقد وفقني الله جل في علاه لزيارته هو الإمام الجنيد رحمهما الله تعالى. انتقل إلى جوار ربه سنة احدى وخمسين و مائتين رحمه الله ونفعنا ببركاته في الدارين."
وحكاية أن المؤمنون بالرسل(ص) غير المحبين بالله تناقض حب المؤمنين لله كما قال تعالى :
" والذين آمنوا أشد حبا لله"
ثم قال :
ج / سيدي العارف بالله (الجنيد البغدادي) " نائب اللسان القائم "
هو سيد الطائفة العارف الكامل أبو القاسم بن محمد وكان من فقهاء الشافعية المعتمدين تفقه على أبي ثور وكان فتي بحضرته وهو ابن عشرين سنة اخذ التصوف عن خاله السري السقطي والحارث المحاسبي وله في طريق القوم أقوال كثيرة ومنها: (علمنا هذا مضبوط بالكتاب والسنة ومن لم يحفظ القرآن ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به).
وقال: (رضوان الله تعالى على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لولا أنه اشتغل بالحروب لأفادنا من علمنا هذا معاني كثيرة، ذلك امرؤ أعطي علما لدنيا). وقال: (أشرف المجال الجلوس مع الله في ميدان فكر التوحيد. وقال: العارف من نطق الحق عن سره وهو ساكت) وقال: (لو أن العلم الذي أتكلم به من عندي لفني، ولكنه من الحق بدأ وإلى الحق يعود)،وقبره بالعراق ظاهر يزار وقد وفقني الله جل في علاه لزيارته هو وخاله الإمام السري انتقل إلى جوار ربه سنة سبع وتسعين و مائتين
د / سيدي العارف بالله (أبو بكر الشبلي) _ " نائب الهمة "
هو الولي الكامل العارف بالله تعالى أبو بكر بن دلف بن جحدر الشبلي كان إمام أهل الورع والأحوال كان واليا بنهاوند والبصرة صحب الشيخ الجنيد وصار أوحد وقته علما وحالا تفقه على مذهب الإمام مالك وكتب حديثا كثيرا قال عنه الإمام الجنيد (لكل قوم تاج وتاج قومنا الشبلي) وله كلام كثير منه: قوله: (سهو طرفة عين عن الله لأهل الله شرك). وقال: (المحبة كأس لها وهج إن استقرت في الحواس قتلت، وإن سكنت في النفوس أسكرت، فهي سكر في الظاهر ومحبة في الباطن) وقال: (الصوفي منقطع عن الخلق متصل بالحق كقوله تعالى" واصطنعتك لنفسي " قطعه عن كل غير ثم قال له لن تراني) ومن قوله: (ليس من استأنس بالذكر كمن استأنس بالمذكور) انتقل إلى جوار ربه سنة أربع وثلاثين و ثلاثمائة "
وكل ما سبق هو من ضمن الخبل الذى بثه الصوفية فى نفوس الناس مكذبين كتاب الله
اجمالي القراءات
2446