الحلف كذبا(16)الاخوان المسلمون طلاّب دنيا ويكفرون بالآخرة

آحمد صبحي منصور Ýí 2012-02-19


هو خصم لله رب العالمين من يخلط السياسة بالدين

أولا  متى يكون التنافس السياسى قذرا ؟

1 ـ التنافس السياسى يجب أن تتساوى فيه الأدوات والمؤهلات . هو صراع من أجل طموح دنيوى ، فيجب أن يظل فى إطاره الدنيوى ، بمعنى أن يتنافس السياسيون وأحزابهم على أرضية دنيوية ، يحاول كل فريق أن يجتذب اليه الناس بمقدرته على تلبية مطالبهم ورعاية مصالحهم ، وأن يعرض عليهم مواهبه الوظيفية وسجله العملى وسيرة حياته الدنيوية ونجاحه المهنى والتعليمى و السياسى . هنا تكون المساواة وتكافؤ الفرص ، وتتحول السياسة من لعبة قذرة الى تنافس شريف .

2 ـ تكون السياسة لعبة قذرة حين يدخل فريق من المتنافسين ممتطيا الدين ليصرع به خصومه السياسيين . هنا يرتكب هذا السياسى خيانة لله جل وعلا وللناس . فالله جل وعلا لم يمنحه دون غيره من المتنافسين مزية أن يحتكر إسمه العظيم ، أى هو كاذب على الله جل وعلا ، بل هو ـ وأستغفر الله العظيم جل وعلا ـ يحتقر رب العزة إذ أستخدم إسمه العظيم مطية ليصل به الى السلطة والثروة وليحقق به مطامح سياسية ومطامع دنيوية . ومن كان هذا شأنه يجب على الناس ـ لو كانوا عقلاء ـ أن يحتقروه وأن ينبذوه ، لا  أن ينتخبوه . ثم هو خائن للناس مخادع لهم إذ يدعى لهم نفس الادعاء ؛أن الله جل وعلا إختاره ليحكمهم باسم الله جل وعلا ، وبالتالى فهو صاحب حق الاهى لا يجوز الاعتراض عليه لأن الاعتراض عليه إعتراض على الله ، أى كفر . أى هو يستخدم إسم الله ودين الله لاسترقاق الناس واستعبادهم . ومن يرى فى نفسه هذا ومن يرى فى الناس هذا يجب على الناس ـ لو كانوا عقلاء ـ أن يحتقروه وان ينبذوه ، لا أن ينتخبوه . وهو أيضا خائن لرفاقه السياسيين الذين يتنافس معهم ، إذ بسبب عجزه عن منافستهم فى كفاءتهم السياسية والعلمية وصلاحيتهم دونه للفوز فإنه يبدأ بإلغائهم من البداية حين يحتكر لنفسه دونهم قوة الاهية مستغلا قيمة الدين وهيبته فى النفوس والقلوب .

3 ـ هذا الفريق المخادع المفترى على الله جل وعلا كذبا ليست له كفاءة إلا فى الكذب والافتراء والخداع ، وبهذا التخصص يمارس السياسة ، ومن الطبيعى أن يفشل لو وصل الى الحكم فى بلد يجتاز فترة التحول الى الديمقراطية ، إذ لا يمكن أن ينجح الا إذا كان مستبدا بالحكم ،لا يسأل عما يفعل ، وله أجهزة قمع تسكت النقد وأجهزة دعاية تسبح بحمده وتحيل الفشل الى نجاح والهزيمة الى إنتصار . وفى بلد كمصر يتحول الى الديمقراطية وقد أوصلت أغلبيته الصامتة ذلك الفريق المخادع الى ( الحكم ) فالفشل المحتوم لهم سيجعل هذا الفريق المخادع المفترى أمام طريقين لا ثالث لهما : إما أن يترك الحكم وينزوى بعيدا عن السياسة ، وهذا ما يرفضه ، وإما أن يستمر فى الحكم بعد إغتيال الديمقراطية التى وصل بها الى السلطة . يتوقف الأمر على مدى حيوية الشعب ومدى صلابة القوى الحيّة واستعدادها للتضحية فى سبيل الحرية ، إن فرطت القوى الحية لحظة فى حقوقها فقد اوقعت نفسها ووطنها رهينة لحكم شيطانى مستبد ظالم فاجر. وإن قاومت ورفضت إغتيال تحولها الديمقراطى وحافظت على مكاسبها الديمقراطية وحققت المزيد تشريعيا وواقعيا فلن يكون أمام فريق الاستبداد والاستعباد إلا الرحيل النهائى ليعود الى مكانه الذى أتى منه ؛ تاريخ السلف الماضى . ولن يكون هذا سهلا على الاطلاق ، ستدخل مصر فى سنوات من العشوائية السياسية والصراع السياسى والحزبى والمظاهرات الدامية وربما حروب أهلية الى أن تتخلص من استبداد العسكر واستبداد الاخوان والسلفيين . كل هذا لأن الأغلبية المصرية الصامتة ( حزب الكنبة ) قد إختارت الاخوان والسلفيين ومكنتهم من مجلس الشعب بعد أن خدعهم أولئك الوهابيون بالدجل وباسم الاسم الاسلام العظيم .

4 ـ من الطبيعى أن هذا الدجل وذاك الخداع لا وجود له فى مجتمع واع متحضّر يقظ نشط . تخلصت أوربا من هذا الدجل الدينى الذى كانت به الكنيسة تتدخل فى السياسة متحالفة مع الملكية المستبدة والنبلاء الإقطاعيين وفرسانهم على حساب الشعب من تجار وفلاحين وعمال .وبتخلص أوربا من هذا الثالوث الشيطانى خرجت من ظلمات القرون الوسطى وقادت العالم كله سياسيا وثقافيا وعلميا وتكنولوجيا . وكانت مصر على وشك اللحاق بأوربا لولا أن زرع فيها عبدالعزيز آل سعود تلك الشجرة الخبيثة ، شجرة الوهابية فأثمرت الجماعات السلفية الدعوية وجماعات الاخوان السياسية ، وخلال أكثر من ثمانين عاما تم تغييب الشعب المصرى فى غياهب السلفية الوهابية الحنبلية السنية تحت شعارات اسلامية. والآن نجح الوهابيون المصريون ( السلفيون والاخوان ) فى الوصول الى الحكم وقد تأبطوا معهم دين الله ، أو إغتصبوه . وأغلبية المصريين صامتة صمّ بكم عمى فهم لا يعقلون .!!

5 ـ أولئك المتدينون بالاسلام ـ بزعمهم ـ لم يفعلوا شيئا للاسلام سوى إستخدامه فى طموحهم السياسى . وبإنغماسهم فى فتن السياسة وتآمراتها إنفردوا بسفك الدماء ، ولأنهم يحملون إسم الاسلام ويطلق عليهم ـ بالغباء ـ  لقب (إسلاميين ) فقد أصبح بهم الاسلام موصوما بالارهاب الدموى والتخلف والتطرف والتزمت والتعصب . هذا هو ما قدموه للاسلام . وكل هذا يهون عندهم فى سبيل أن يصلوا الى السلطة الملعونة. لو كان الاسلام فى قلوبهم فعلا لتفرغوا مثلنا لتوضيح حقائقه وقيمه العليا وشريعته السمحاء وصلاحيته لكل زمان ومكان ، وذلك بالفصل بينه وبين تراث المسلمين فى العصور الوسطى . فالاسلام يحتاج الى من يعانى فى سبيل تجلية حقائقه بعد قرون من التضليل والتغييب . وعلى النقيض من ذلك تماما أن يأتى أفّاقون لإحياء وتفعيل هذا التضليل فى عصرنا الراهن ليصلوا به الى الحكم على حساب الاسلام.

ثانيا : الاخوان والسلفيون لا يؤمنون بالآخرة ولا يعملون لها بل هم طلّاب دنيا باسم الدين

1 ـ المسلم الحقيقى هو من يؤمن بالآخرة ويعمل لها ، فهل يؤمن السلفيون والإخوان (المسلمين ) باليوم الآخر ويعملون له ؟ . الايمان باليوم الآخر ليس كلمة تقال وليس شعارا يرفع ، بل هو درجتان : العادية ، وهى التقوى فى التعامل مع الله جل وعلا تتركز فى الاخلاص له فى الدين وفى الدعاء وفى العبادة ، وهو تقوى فى التعامل مع الناس تظهر فى السمو الخلقى والحرص على حقوق الغير والعدل معهم والاحسان اليهم ، والتمسك بالصدق فى التعامل والامتناع التام عن ظلم الآخرين وخداعهم والاعتداء على حقوقهم وفى أن يكون بسلوكه الحميد صورة لتطبيق قيم الاسلام فى الصبر والتسامح والعدل والاحسان والعفو والايثار والعطاء والكرم وأن يقول للناس ـ كل الناس ـ حسنا. ثم هناك درجة عليا ، هى أن يجاهد هذا المسلم المتقى سلميا فى الدفاع عن الاسلام والفصل بينه وبين مساوىء المنتسبين له ليأتى يوم القيامة شاهدا وشهيدا على قومه .

2 ـ الايمان باليوم الآخر بدرجتيه يشغل عمر ووقت صاحبه فى ملء صحيفة أعماله بالخير الذى سينفعه فى الاخرة وليس بالخداع الذى يصل به الى الحكم ، يجعله يقضى ليله قانتا لله جل وعلا ـ وليس متآمرا فى سبيل الوصول للحكم !!. هل ينطبق على الاخوان والسلفيين قوله جل وعلا ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) ( الزمر 9 )؟ هو نفس التساؤل يوجهه رب العزة لأولى الألباب كى يتذكروا . وقليل هم أولو الألباب فى مصر.!!.

3ـ وأتحدى أن يجيب رءوس الاخوان والسلفيين على هذا السؤال : هل تؤمن باليوم الآخر وتعمل له ؟ وماهو دليلك الذى يظهر للناس فى سلوكك وعملك ؟ لقد تحدّى رب العزة جل وعلا المنافقين وعصاة الصحابة بإظهار عملهم الصالح ليكون مرئيا فى الدنيا ثم يكون الفصل فى الآخرة : (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( التوبة 94 ، 105 ). وأولئك لم يكونوا دعاة دولة ولا طلّاب سلطة ، كان منافقو الصحابة يزعمون الايمان وكان عصاة الصحابة يريدون التوبة. هذا كل ما فى الأمر . فكيف بالاخوان والسلفيين الذين يحتكرون الدين ليحكموا به ـ ظلما ـ المصريين ؟

4 ـ هذه الحياة ( الدنيا ) مجرّد معبر لحياة أزلية خالدة ، إما أن تكون فيها خالدا فى الجنة أو فى النار . والمتقى المؤمن باليوم الآخر هو الذى يجعل هدفه فى رحلة حياته الدنيوية القصيرة أن يتزود بزاد التقوى طاعة لقوله جل وعلا :( وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ )(البقرة 197 ). وهذا يفرض على المسلم أن يعمل للآخرة وليس لدنيا فانية سيموت فيها مهما طال عمره . والسؤال الآن لزعماء الاخوان والسلفيين : ما هو هدفك فى هذه الحياة الذى تناضل فى سبيله وتعانى : هل الوصول للحكم والعلو فى الأرض أم التزود بالتقوى فى رحلة الحياة الدنيا هذه لتفوز فى الآخرة ؟

5 ـ الاجابة معروفة . وقد جاءت فى القرآن الكريم فى نهاية قصّة قارون . إن قارون هذا كان من قوم موسى فبغى عليهم وانضم الى الفرعون أكبر المفسدين المستبدين ، ولذا كان موسى مرسلا لفرعون وهامان وقارون معا (غافر24 ) . وبعد هلاك فرعون وآله نجا قارون مؤقتا ، ولأنه كان من معية فرعون فقد كان يعرف كنوزه المخبأة ، تلك الكنوز التى دعا موسى وهارون ربهما أن يطمسها (  وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ)( يونس 88). واستجاب الله جل وعلا لدعوة موسى (قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا ) ( يونس 89 )، فأعلن فرعون إيمانه عند الغرق ( يونس 90 ـ ) وطمس الله جل وعلا كنوز فرعون ودمّر قصوره وأورثها بنى اسرائيل :(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ )( الاعراف 137 ). ومن المنتظر أن يعثر قارون على المطموس من كنوز فرعون ، بما لديه من علم ، وبذلك كان له من الكنوز ما إن مفاتيحه لتنوء بالعصبة اولى القوة . طغى قارون وتكبر ولم ينتصح فخسف الله به وبداره وكنوزه الأرض .والقصة معروفة مشهورة ومذكورة فى القرآن الكريم ، ولكن قلّما يلتفت الناس للعبرة التى من أجلها ذكر الله جل وعلا قصة قارون . العبرة جاءت فى قوله تعالى فى نهاية القصة تعقيبا عليها :( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (القصص ـ 83 ). العبرة تتحدث عن اليوم الآخر:( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ ) أى الفوز بالجنة التى ستكون لمن يعمل لها . فمن هم من يعمل لليوم الآخر ؟ الاجابة فى قوله جل وعلا : ( نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا )، أى هم المتقون الذين يفوزون فى الآخرة أى العاقبة : (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )

نرجع لسؤالنا لزعماء الاخوان والسلفيين : أين أنتم من هذه الآية الكريمة ، وهى تتحدث عن شىء منظور يظهر فى التعامل بين الناس ، وليس مجرد الاعتقاد القلبى . فالذى (يريد) علوا فى الأرض لا بد أن يكون ظاهرا مرئيا لأنه يريد أن يعلو على الناس وفوق الناس ،أى أن يراه الناس وهو يتسيد عليهم ويركبهم مستبدا مثل فرعون الذى علا فى الأرض مستبدا،فقال جل وعلا عنه:(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ ) ووصفه فقال ( إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)(القصص 4 ). وأبرز مثل للعلو فى الأرض هو من ( يريد ) إقامة دولة دينية يؤسسها على دين أرضى مزعزم يتحول به من مستبد عادى الى مستبد دينى يؤله نفسه مثل فرعون الذى أعلن الربوبية العليا فى مؤتمر عقده له حزبه ( الوطنى ) وحشر له الغوغاء والرعاع من جند فرعون وقومه (فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ) ( النازعات 23 : 24 ). وتتكرر جزئيا هذه الملامح بطريق غير مباشر فى شخص الزعيم الملهم مثل عبد الناصر ومثل صدام صاحب التسعة والتسعين أسما وفى (نفحات صاحب النعم ) فى السعودية وتأليه المرشد فى ايران . هذا ( العلو فى الأرض ) والتسيد على الخلق لا (يريده ) فقط الاخوان المسلمون والسلفيون ولكن يناضلون فى سبيل تحقيقه ، وليس بوسائل سياسية مثل بقية المتنافسين على السلطة ولكن بركوب الاسلام وأتخاذه مطية لهم . فهم لا (يريدون) فقط ولكن (يعملون) ليل نهار . وهم لا يعملون ليل نهار فى سبيل تحقيق علوهم الدنيوى  السياسى بوسائل دنيوية سياسية كبقية الفرقاء السياسيين ، ولكنهم يرتكبون أفظع الكفر وأحقره وأبشعه حين يمتطون إسم الله العظيم فى هذا الجرم الذميم ـ وأستغفر الله العظيم .!!

ثالثا : الإخوان والسلفيون بين أقسام البشر فى إرادة الدنيا أو إرادة الآخرة

 1 : أغلبية البشر مسكونون بحب الدنيا ويؤثرونها على الآخرة :(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)(الاعلى 16 : 17).ولهذا يأتى وعظ الرحمن لنا بطريقتين : الأولى أن يكون تنافسنا فى الخير وابتغاء الفوز فى الآخرة وليس فى سبيل حطام دنيوى زائل ، كقوله جل وعلا: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ   سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ( الحديد 20 : 21 ). الثانية : إن التنافس الدنيوى لن يؤثر توزيع الرزق ، فمن كان يريد الدنيا العاجلة فمهما سعى فلن ينال سوى الرزق المقدر له سلفا، ثم يكون مصيره الجحيم ، يقول جل وعلا : (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا) أمّا من أراد الآخرة وسعى لها سعيها بالايمان والعمل الصالح فسينال رزقه المقدر سلفا فى الدنيا ثم مصيره الجنة :( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا) كل فريق ينال رزقه المحتوم المقدلر سلفا ، ولكن الأفضلية فى النهاية لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن : ( كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ) ( الاسراء  18 : 21).

2 ـ من يريد الآخرة ويعمل لها فريقان : الأول : هو لا ينسى حظه الحلال من الدنيا،ونصحوا قارون بهذا فلم ينتصح :(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) (القصص 76 ـ ).المؤمن باليوم الآخر يعمل عملا صالحا نافعا له وللناس ، ويأخذ أجره فى الدنيا وفى الآخرة أيضا:(لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ)(النحل  30).

الفريق الثانى : يزيد على السابق بكونه مناضلا فى سبيل الحق يقاسى من الاضطهاد ، وقد يلجأ الى الهجرة ويضطر للقتال دفاعا عن نفسه . هذا الصنف تشمله رعاية الله فى الدنيا ، ثم يكون شهيدا على قومه يوم القيامة . يقول جل وعلا عن من يهاجر فى سبيل الله متوكلا على الله  بعد معاناته من الظلم : وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)(النحل 41 : 42 ). ويقول جل وعلا عن الفريقين معا:(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) ويقول جل وعلا عن الفريق الثانى الأعظم مكانة: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ).ثم يقول عن الكافرين المتلاعبين بدين الله جل وعلا ومواكبهم وثرائهم الذى يغرّ بمظهره الناس (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ).وفى النهاية فالعاقبة للمتقين : (  لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) ( آل عمران  190 : 198).

3 ـ من يريد الدنيا ولا يعمل إلا للدنيا ولا يهتم بالآخرة هم أيضا فريقان : منهم من يقوم بعمل الخير ليس إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ولكن لغرض دنيوى، وهذا يكافئه رب العزّة فى الدنيا ولكن ليس له فى الآخرة ألا العذاب الخالد:(مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(هود 15 : 16)(إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (يونس 7 : 8 ).

ومنهم الأسوأ  كالإخوان المسلمين والسلفيين الوهابيين ممّن يقوم بالصّد عن سبيل الله ودينه الحق مستخدما دين الباطل وسيلة للوصول الحطام الدنيوى كفرا بالآخرة . منهم صنف منّاع للخير مدمن للكذب والحلف باسم الله كذبا ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)(القلم 10 ـ ) . ومنهم دعاة منافقون يدينون بالباطل ويخدعون العوام بالحلف بالله جل وعلا باطلا وبزخرف القول ، مع إنه من عتاة الفساد ، وإذا وعظه أحدهم بتقوى الله أخذته العزّة بالاثم ، كان هذا الصنف موجودا فى عهد النبوة وهو مستمر وجوده فى عصرنا وفى كل عصر فيه ناس :( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ  ) ( البقرة 204 : 207 ). ومن هؤلاء المنافقين ـ مريدى الدنيا ـ من يحوزون على إعجاب الناس بثرائهم وجاههم ، ولكن الله جل وعلا سيعذبهم بأموالهم وأولادهم فى الدنيا ثم ينتظرهم الخلود فى النار:(فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )(وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ )( التوبة 55 ، 85 ). ولكن كل عذابات الدنيا لهم تهون بالمقارنة بعذاب الآخرة ، وهم فيها فى الدرك الأسفل من النار ، يقول جل وعلا عمّن يستخدم دين الله ويتلاعب بكتابه فى تحقيق مطامع دنيوية:( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ) ( البقرة 86 )، ويقول عمّن يشترى بآيات الله ثمنا قليلا:(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ)(البقرة 174 : 175 ).

4 ـ ما هو موقف المؤمن من هذا الفريق الذى لا يؤمن بالآخرة والذى إنشغل بالدنيا لم يرد سواها ؟ يقول جل وعلا : (فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )( النجم 29  ). أى يجب الاعراض عنه وليس مناصرته وتأييده وانتخابه ..

أخر السطر : هل أنت خامل أومجهول ؟ هل أنت فاسد أو مخبول ؟ هل أنت جاهل أووضيع ؟ هل لو ترشحت لمجلس الشعب سيهزأ بك الجميع ؟ .. بسيطة .. عدة سنوات ترتدى فيها العمامة واللحية والجلباب مع التفرغ لصحبة (الأخوة ) الأحباب ..بعدها ستكون عضوا فى مجلس النواب ..!!

اجمالي القراءات 13771

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الإثنين ٢٠ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64658]

لا علاقة للدين بالسياسة

لابد ان يكون هناك صدق مع النفس واعتراف بالحقيقة أن ما يقوم به السلفية والأخوان هو لعبة سياسية ، لا تتحمل أي دور آخر فلاوجود للدين في السياسة ولا وجود للسياسة في الدين فكلمة سياسة تتناول فن الممكن ، ونرجو أن تستيقظ الطبقة النائمة التي لا تزال مخدوعة في الأخوان وتقف على جانب التناقض في قراراتهم لتعرف ان ما يحركهم مصالحهم ، فكم من تناقض الآراءفما يؤيدونه اليوم يرفضونه غدا ويتراجعون ..


2   تعليق بواسطة   الشيماء منصور     في   الإثنين ٢٠ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64663]

الاخوان شانهم شأن المشركين بالله سبحانه وتعالي!!

 نعم الاخوان المسلمون يعلمون علي يقين تام بوجود المولي عزوجل ولكن فانهم يشركون به ويتخذوا من هواهم الها ذاك الهوي هو هوي الدنيا الفانية فكل ما يسعي اليه الاخوان السيطرة والحكم والوصول الي كرسي العرش بكل السبل والطرق الممكنة سواء كانت مشروعة او غير مشروعة!! فبيت القصيد في هذه النقطة هو الوصول بأي وسيلة اوطريقة كانت متضمننا معصية الله سبحانه وتعالي؟نعم فمن يستخدم الدين ضد الدين لاغراضه الدنيوية ليس غريبا عليه ان يتخذ لنفسه اكثر من اله حسب حاجته وراحته؟!!


3   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الإثنين ٢٠ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64670]

الإخـوان خائنون لله تعالى .. وللرسول ..!!

الدكتور الفاضل / أحمد صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله .. هل بعد كل هذه المقالات والبحوث القرآنية شك فن أن الأخوان والسلفية.. ومن على شاكلتهم ممن اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا .. مثل بني اسرائيل في الماضي..


واحفادهم من الاخوان والسلفية.. فهم الآباء الروحيين للإخوان واليسلفية..


 هل هناك شك عند كل مؤمن حقيقي بالقرآن وعند كل عاقل .. أن الاخوان والسلفية والوهابية.. وحتى الشيعة المتستترين والمتسربلين  بالدين ليواروا سوائتهم العقلية والأخلاقية..


 هل هناك شك .. ان كل هذه الفرق  خائنة لله تعالى وللرسول محمد حين يتلو القرآن وللرسول (القرآن الكريم) بعد وفاة الرسول


هل هناك شك انهم خائنون لله تعالى وخائنون للرسول ..


كل من لديه عقل وبصيرة يجب ان يعرف حقيقة هؤلاء الاخوان.. ولقد امرهم الله تعالى بعدم الخيانة لله تعالى ونهاهم عن ذلك .. ولكنهم أبوا إلا الخيانة والخسة..


 يقول تعالى عنهم وعن امثالهم ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27


4   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الإثنين ٢٠ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64671]

تاريخيا ثبت أن استغلال الدين يسير في تواز وتناغم مع الاستبداد السياسي وخصوصا العسكري

حسب معلوماتي المتواضعة ، وجدت أن الكهنوت الديني سواء كان من فقهاء السلطان أو الكهنوت الديني كما حدث في العصر العباسي ، أو الفصائل الدينية والجماعات الدينية أو جماعات الاسلام السياسي كما حدث من الأخوان والسلفيين وكل تفريعاتهم فكل هؤلاء دائما يسيرون في تناغم واضح وتعاون مستمر ضد الشعوب مع الحاكم المستبد لشعبه وتتجلى هذه الثنائية أو التعاون عندما يكون الحكم عسكريا كما في مصر


ونعطي مثالا عن مصر بعد ثورة 1919 كانت مصر دولة ليبرالية حرة ودليل هذا ان تم اختيار شخص مثل طه حسين عندما ولى أحمد لطفي السيد أمر وزارة المعارف في عام 1929م قام بتشكيل لجنة كان من أعضائها الدكتور طه حسين والدكتور احمد أمين والشاعر على الجارم وذلك لتعديل مناهج اللغة العربية وآدابها التي تدرس في المدارس الثانوية حتى تصبح أكثر مسايرة للعصر ولحاجات التلاميذ وهذا بالطبع يستحيل وأكرر يستحيل ان يحدث بعد مرور ثمانية عقود على سيطرة الوهابية على الثقافة والتعليم والوعي المصري بمساعدة المستبد العسكري فقد ارتدت مصر على أعقابها ثقافيا وعلميا وتعليميا منذ أن بدأ تأثير الفكر الوهابي يخترق جميع مؤسسات الدولة ولكن على المدى البعيد تحول طع حسين في نظر معظم المصريين إلى ملحد وكافر ولابد من سبه وشتمه وقذفه حين يسمع اسمه هذه هي الثقافة التي انتشرت في ظل تعاون العسكر مع الوهابية


مثال آخر يبين بداية ظهور وسيطرة فكر الاخوان في المجتمع وتدخله في العمل السياسي او القرار السياسي في مؤسسات الدولة وذلك عندما تدخلت وزارة المعارف في امور الجامعة بنقل الدكتور طه حسين من عمادة كلية الآداب إلى إحدى الوظائف بديوان المعارف في عام 1932 وعندها لم يتردد أحمد لطفي السيد في تقديم استقالته من إدارة الجامعة احتجاجا على هذا التدخل وتمسكا بمبدأ استقلال الجامعة


ولكن فيما يبدو ان الاخوان بدأوا مبكرا في اختراق مؤسسات الدولة والتأثير على صانعي القرار ، وهنا يظهر فعلا حقيقة التعاون الواضح والفاضح بين المستبد العربي وخصوصا العسكري وبين الاخوان واهتمام كلاهما بالسلطة مهما كانت التضحيات فالعسكر لا يشعرون بالذنب أبدا وهم يقتلون مئات الشباب البريء الذي يطالب بحريته أملا وبحثا من العسكر في الاحتفاظ بالسلطة والجاه والمال وخوفا من المحاكمة ، والاخوان والسلفيون لا يخجلون في استغلال الدين في تضليل الناس وركوب اظهرمهم والضحك عليهم والتعاون مع القتلة من العسكر والداخلية لكي يصلوا للسلطة أيضا وهنا لابد للعشب المصري لإن أراد الحياة أن يستيقظ من غفوته ويفيق ليلقن العسكر والاخوان درسا في السياسة وذلك حين ينتفض سلميا كاشفا تعاونهم الاجرامي الغير اخلاقي من أجل الوصول للسلطة والاحتفاظ بها ولو لم يستيقظ الشعب انتظزروا نصف قرن آخر حتى تقوم ثورة أخرى ...


مشكلتنا كما قال الدكتور منصور أننا لا نتعلم من التاريخ ، لم نتعلم من القصص القرآني كما جاء في قصة فرعون وهامان وقارون وجنودهما ، وسبب ذلك هو عملية غسل عقول المسلمين وإبعادهم عن القرآن ، لكن المصيبة أننا لم نتعلم من تاريخنا كأمة ومجتمع يعاني منذ ثمانية عقود من الفكر الوهابي ، ومنذ ستة عقود من الحكم العسكرى


فمتى نتعلم ونستفيد من تاريخنا .؟


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5130
اجمالي القراءات : 57,283,237
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي