إهمال العمل الصالح عند أهل الأحاديث - "افتح بؤك تنفتح أبواب الجنة!!"ج2

نقرأ في صحيح البخاري:

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الفُرَاتِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، قَالَ: أَتَيْتُ المَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ وَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمَرَّتْ جَنَازَةٌ، فَأُثْنِيَ خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ،
ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى، فَأُثْنِيَ خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ،
ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ، فَأُثْنِيَ شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ،
فَقُلْتُ: وَمَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قُلْتُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ»،
قُلْنَا: وَثَلاَثَةٌ، قَالَ: «وَثَلاَثَةٌ»، قُلْتُ: وَاثْنَانِ، قَالَ: «وَاثْنَانِ»، ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الوَاحِدِ.

[ ص 935، تحقيق البغا، http://waqfeya.com/book.php?bid=9754]

كما ترى إن الخبر مُغرِق في النمطية. وتبدو عليه فبركة التكرارات الثلاثية [وهي كثيرة في الأحاديث]. فأبو الأسود ينتظر عمراً حتى يقول للمرة الثالثة "وجبت" ليسأله "وما وجبت يا أمير المؤمنين؟". ثم تتكرر هذه الثلاثية بالأقوال المنسوبة لخاتم النبيين: "..شهد له أربعة" ثم يُسأل عن الثلاثة فيقول "وثلاثة" وبعدها "واثنان". وبعدها الإضافة السمجة "ثم لم نسأله عن الواحد".
ولماذا لم يسأله عمر عن الواحد؟ ولماذا لم يقل الرسول رأساً: "أيما مسلم شهد له اثنان بخير أدخله الله الجنة"؟

ولكن لنترك طريقة سرد الحديث: هل يوجد شخص لا يشهد له اثنان بخير؟ هل كل الناس في الجنة؟
إننا نجد للمجرمين الذين أبادوا شعوباً مَن يشهد لهم بكل خير! أكاد أجزم أنه يستحيل أن تجد شخصاً لا يشهد له اثنان بخير.
فالحديث غير مقبول والذي اخترعه كان كاتب سيناريست "بايخ".

أيضاً في صحيح البخاري:

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ
وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ ،
وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ »
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« مِنْ إِيمَانٍ » مَكَانَ «مِنْ خَيْرٍ»

أيضاً هنا التكرار الثلاثي: "شعيرة" "برّة" "ذرّة". ونفس المشكلة في استسهال دخول الجنة. إذ: مَنْ ليس عنده ذرة خير أو إيمان؟

من قرأ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصرًا في الجنَّةِ
ومن قرأها عشرين مرةً بني له قصرانِ
ومن قرأها ثلاثينَ مرَّةً بُنِيَ له ثلاثٌ

المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

أيضاً مبدأ الثلاثيات تجده هنا.. 10 ثم 20 ثم 30. وهو ظاهر السخف.

أذكر بهذا الحديث الذي يحب نشره الشيخ محمد حسين يعقوب:

(ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ)

المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - : من سأل اللهَ الجنةَ ثلاثَ مراتٍ, قالتِ الجنةُ : اللهم ! أَدخِله الجنةَ , ومَن استجار مِن النارِ ثلاثَ مراتٍ ؛ قالتِ النارُ : اللهم ! أَجِره مِن النارِ .

المحدث : الألباني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح | خلاصة حكم المحدث : صحيح

ولا أدري ماذا يحصل لو طلب الإنسان الجنة 4 مرات أو مرتين؟ [كما ترى أيضاً مبدأ الثلاثيات.]
العملية مثل دخول مغارة علي بابا. توجد جملة سرية تقول عدداً معيناً من المرات فتدخلها.

من قالَ: رَضيتُ باللَّهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبِمُحمَّدٍ رسولًا، وجَبت لَهُ الجنَّةُ

المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وكما تقدم في الجزء الأول هذا الحديث يحب نشره الشيخ عائض القرني. وهو يعني به عملية النطق! فقد قال إن الأمر يتم في 3 ثوان!

عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ،
وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ،
وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ،
فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ
غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

كما ترى من الناحية الحسابية الحديث صحيح: 33+ 33+ 33 + 1 = 100.
ولكن هل تكرار الأقوال ضمان لنيل المغفرة؟ والحديث يقول "وإن كانت مثل زبد البحر"!
(وأيضاً هنا التراكيب النمطية الثلاثية.)

والحديث له أخ جاء في الصحيحين:

ومَن قال في يومٍ: سبحانَ اللهِ وبحَمْدِه مِئةَ مرَّةٍ؛ حُطَّتْ خطاياه، وإنْ كانتْ مِثلَ زَبَدِ البحرِ.

وكنا قد ذكرنا في الجزء الأول أن القرني قال إنه يحقق ذلك في دقيقة واحدة..

إنها والله طريقة رائعة تغنينا عن أي جهد وعناء! ثمّ هي عملية أسهل من الصلاة.
فلماذا لا يفتي الشيخ القرني بأنه يجوز أن نترك الصلاة كلياً إذا كنت تكرر يومياً مئة مرة تلك الجملة؟!

طبعاً إن كان ترديد جملة في دقيقة يكفّر عنك خطاياك كلها حتى لو كانت مثل زبد البحر،
فلن تعجب من وجود حديث يجعل صيام يوم تكفيراً عن خطايا سنة:

صِيامُ يومِ عاشُوراءَ ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ

المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أخرجه مسلم:

وقد نشر موقع "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" هذه التغريدة من موقعه التويتري:
 

https://twitter.com/iumsonline/status/1170718009431941121
http://www.iumsonline.org/ar/Contact.aspx

لعلّ الشيخ القرني يخبرهم بالطريقة الأخرى الأسهل للتكفير عن الخطايا، طريقةِ الدقيقة الواحدة!