آحمد صبحي منصور Ýí 2018-01-18
لمحة عن الخطبة فى تاريخ المسلمين:( عصر النبوة )( 2 ):أُكذوبة خطبة حجة الوداع
أولا : ملاحظات عامة :
1 ـ هل كان النبى محمد يعلم موعد موته بحيث إحتاج الى أن يلقى خطبة الوداع يقول فيها ( لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا.. ) ؟
2 ـ قد يقال : إن الوحى بالقرآن قد إنتهى نزولا فعلم النبى أن مهمته قد انتهت وأنه سيموت فخطب هذه الخطبة الوداعية . هذه الحجة فى داخلها الرد عليها . لأن الاسلام إكتمل بالقرآن الكريم ، وفيه كل الاسلام ، وبالتالى لا يوجد نقص يستدعى النبى لأن يخطب هذه الخطبة .
3 ـ هذه الخطبة المزورة تدخل فى نطاق الوعظ والتذكير . فهل كان الرسول يعظ ويذكر وينذر بكلامه وخطبه أم بالقرآن الكريم . كان يفعل ذلك بالقرآن الكريم وحده ، وكان هذا إمتثالا لأوامر رب العزة جل وعلا . قال له : ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) ق )( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ ) (19) الانعام ) ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) الانعام ) (وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ )(70) الانعام ).
وقد كان عليه السلام مأمورا بأن يتبع القرآن الكريم ، قال له ربه جل وعلا : (اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) الانعام) (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) يونس ) ( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (2) الاحزاب ) وأمره ربه جل وعلا أن يعلن :(قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) الاعراف ) (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )(50)الانعام) ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) يونس ) (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الاحقاف ), هل بعد كل هذا نتصور خاتم النبيين يعصى ربه جل وعلا فى نهاية العمر ؟
4 ـ لو كانت هذه الخطبة المزورة تتفق مع القرآن لقلنا أنه لا حاجة لنابها لأننا مأمورون بالاكتفاء بالقرآن وحده كتابا، قال جل وعلا عمن لا يكتفى بالقرآن الكريم : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) العنكبوت ) كما أننا مأمورون بالاكتفاء برب العزة جل وعلا وحده إلاها، قال جل وعلا: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )(36) الزمر ) فماذا إذا كانت هذه الخطبة المزورة تتناقض مع القرآن الكريم ؟
ثانيا : عرض للخطبة المزورة كما جاءت فى سيرة ابن هشام نقلا عن ابن اسحاق :
قال تحت عنوان : (خُطْبَةُ الرّسُولِ فِي حَجّةِ الْوَدَاعِ ) :
( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمّ مَضَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى حَجّهِ فَأَرَى النّاسَ مَنَاسِكَهُمْ وَأَعْلَمَهُمْ سُنَنَ حَجّهِمْ وَخَطَبَ النّاسَ خُطْبَتَهُ الّتِي بَيّنَ فِيهَا مَا بَيّنَ فَحَمِدَ اللّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي، فَإِنّي لَا أَدْرِي لَعَلّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا بِهَذَا الْمَوْقِفِ أَبَدًا؛ أَيّهَا النّاسُ إنّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، وَإِنّكُمْ سَتَلْقَوْنَ رَبّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ وَقَدْ بَلّغْت، فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلِيُؤَدّهَا إلَى مَنْ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا، وَإِنّ كُلّ رِبًا مَوْضُوعٌ وَلَكِنْ لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ. قَضَى اللّهُ أَنّهُ لَا رِبَا، وَإِنّ رِبَا عَبّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ مَوْضُوعٌ كُلّهُ وَأَنّ كُلّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيّةِ مَوْضُوعٌ وَإِنّ أَوّلَ دِمَائِكُمْ أَضَعُ دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ، وَكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ فَهُوَ أَوّلُ مَا أَبْدَأُ بِهِ مِنْ دِمَاءِ الْجَاهِلِيّةِ. أَمّا بَعْدُ أَيّهَا النّاسُ فَإِنّ الشّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ مِنْ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ أَبَدًا، وَلَكِنّهُ إنْ يُطَعْ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ فَقَدْ رَضِيَ بِهِ مِمّا تَحْقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَاحْذَرُوهُ عَلَى دِينِكُمْ أَيّهَا النّاسُ إنّ النّسِيءَ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلّ بَهْ الّذِينَ كَفَرُوا، يُحِلّونَهُ عَامًا وَيُحَرّمُونَهُ عَامًا، لِيُوَاطِئُوا عِدّةَ مَا حَرّمَ اللّهُ فَيَحِلّوا مَا حَرّمَ اللّهُ وَيُحَرّمُوا مَا أَحَلّ اللّهُ وَإِنّ الزّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللّهُ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَإِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَةٌ وَرَجَبُ مُضَرَ، الّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ. أَمّا بَعْدُ أَيّهَا النّاسُ فَإِنّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقّا، وَلَهُنّ عَلَيْكُمْ حَقّا، لَكُمْ عَلَيْهِنّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ وَعَلَيْهِنّ أَنْ لَا يَأْتِينَ بِفَاحِشَةِ مُبَيّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَإِنّ اللّهَ قَدْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تَهْجُرُوهُنّ فِي الْمَضَاجِعِ وَتَضْرِبُوهُنّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرّحٍ فَإِنْ انْتَهَيْنَ فَلَهُنّ رِزْقُهُنّ وَكُسْوَتُهُنّ بِالْمَعْرُوفِ وَاسْتَوْصُوا بِالنّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنّهُنّ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ لَا يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنّ شَيْئًا، وَإِنّكُمْ إنّمَا أَخَذْتُمُوهُنّ بِأَمَانَةِ اللّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنّ بِكَلِمَاتِ اللّهِ فَاعْقِلُوا أَيّهَا النّاسُ قَوْلِي، فَإِنّي قَدْ بَلّغْت، وَقَدْ تَرَكْت فِيكُمْ مَا إنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلّوا أَبَدًا، أَمْرًا بَيّنًا، كِتَابَ اللّهِ وَسُنّةَ نَبِيّهِ. أَيّهَا النّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي وَاعْقِلُوهُ تَعَلّمُنّ أَنّ كُلّ مُسْلِمٍ أَخٌ لِلْمُسْلِمِ وَأَنّ الْمُسْلِمِينَ إخْوَةٌ فَلَا يَحِلّ لِامْرِئِ مِنْ أَخِيهِ إلّا مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ فَلَا تَظْلِمُنّ أَنَفْسَكُمْ اللّهُمّ هَلْ بَلّغْت؟ فَذُكِرَ لِي أَنّ النّاسَ قَالُوا: اللّهُمّ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اللّهُمّ اشْهَد . )
ثانيا : نقد تلك الخطبة المزورة :
: 1 ـ قال ابن هشام : ( قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمّ مَضَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى حَجّهِ فَأَرَى النّاسَ مَنَاسِكَهُمْ وَأَعْلَمَهُمْ سُنَنَ حَجّهِمْ. ) . ابن اسحاق هنا فى البداية يتكلم كما لو كان حاضرا ، هذا بينما بينه وبين موت النبى محمد أكثر من قرن من الزمان .هذا يعنى أنه يؤلف هذا الكلام من دماغه . كاذبا على رسول الله . وفى النهاية يقول : ( فَذُكِرَ لِي أَنّ النّاسَ قَالُوا: اللّهُمّ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اللّهُمّ اشْهَد . ) يعنى ذكر له بعضهم ( أن الناس قالوا .. فقال رسول الله .. ) . من هم أولئك الناس المجهولين الذين قالوا له هذا ؟ وهل حضروا هذه الخطبة ثم ظلوا بعدها يعيشون عصر الخلفاء ( الراشدين ) والخلفاء الأمويين والعصر العباسى الأول الذى عاش فيه ابن اسحاق ؟ هذا يعنى أنه يؤلف هذا الكلام من دماغه ..كاذبا على رسول الله .
2 ـ ثم قوله أن النبى أرى الناس أو علمهم عمليا مناسكهم وسنن الحج . فهل قبلها لم يكونوا يعرفون ؟ ولقد حج النبى بالناس قبلها .. فلماذا لم يعلمهم قبلها ؟ هذا مع ان الحج متوارث من ملة ابراهيم ، ونزلت توجيهات جديدة فى تشريعه فى سورتى البقرة والحج . أى لم يعد هناك جديد يتعلمونه .!
3 : قال : ( وَخَطَبَ النّاسَ خُطْبَتَهُ الّتِي بَيّنَ فِيهَا مَا بَيّنَ ). القرآن الكريم هو الكتاب المبين وآياته بينات ومبينات . فهل بعد بيان القرآن بيان ؟ وهل يحتاج الاسلام الى بيان بعد بيان القرآن ؟
4 ـ قال :( أَيّهَا النّاسُ إنّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَكَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا،) . لقد نزل تحريم قتل النفس البريئة فى سور مكية ، قال جل وعلا ضمن الوصايا العشر : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الانعام ) وتكرر هذا فى قوله جل وعلا :(وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ) (33) الاسراء ) وعن عباد الرحمن قال جل وعلا (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) الفرقان ). فهل كانوا محتاجين لأن يعرفوا هذا .
5 ـ من المفترض أنهم كانوا يعلمون باليوم الآخر ولقاء الله جل وعلا يوم الحساب . هل يتفق هذا مع قول : ( وَإِنّكُمْ سَتَلْقَوْنَ رَبّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ ) .
6 ـ ـ ومن المفترض أنهم كانوا يعلمون وجوب تأدية الأمانات من قوله جل وعلا : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) (58) النساء) (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) المؤمنون ). هل يتفق هذا مع قوله : ( فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلِيُؤَدّهَا إلَى مَنْ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا،)
7 ـ قوله ( قَضَى اللّهُ أَنّهُ لَا رِبَا.) . الذى لم يعرفه ابن اسحاق الجاهل مؤلف هذا الكلام أن الربا المحرم فى سورة البقرة هو ربا الصدقة فقط . أى إن الفقير المحتاج الذى له حق فى الصدقة يذهب الى شخص غنى يسأله فيعطيه الغنى هذا قرضا بربا بدلا من أن يعطيه حقه فى الصدقة . لذا كان حديث رب العزة جل وعلا فى سورة البقرة مقارنة بين الصدقة وهذا الربا ( البقرة 261 : 281 ). أما ربا التجارة فهو مباح إذا كان بالتراضى وبدون أضعاف مضاعفة . قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) آل عمران ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ) (29) النساء ). والتفاصيل فى مقالنا :( معركة الربا ) المنشور هنا .
8 ـ قال :( أَمّا بَعْدُ أَيّهَا النّاسُ فَإِنّ الشّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ مِنْ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ أَبَدًا. ) . هذا كلام فى الغيب ، ولم يكن له عليه السلام أن يتكلم فى الغيب ، ثم هذا هجص يخالف فى القرآن ، يزعم أن الشيطان يئس ، والشيطان لا ييأس من إضلال البشر . فقد قال ابليس لرب العزة جل وعلا : (ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الأعراف ) . ولذا تكرر التحذير الالهى فى القرآن الكريم من الشيطان مع الأمر بالاستعاذة بالله منه . ثم كان بعض الصحابة فى وقت نزول القرآن الكريم ( من الذين آمنوا بمعنى الأمن والأمان ـ وليس الايمان القلبى الخالص) ـ يعبدون الأنصاب وهى من عمل الشيطان . قال جل وعلا يحذرهم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة ) . ثم هذه الفتوحات والحروب الأهلية ( الفتنة الكبرى ) التى وقع فيها الخلفاء بعد موت النبى أليست عبادة عملية للشيطان ؟
9 ـ قال : ( أَيّهَا النّاسُ إنّ النّسِيءَ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلّ بَهْ الّذِينَ كَفَرُوا، يُحِلّونَهُ عَامًا وَيُحَرّمُونَهُ عَامًا، لِيُوَاطِئُوا عِدّةَ مَا حَرّمَ اللّهُ فَيَحِلّوا مَا حَرّمَ اللّهُ وَيُحَرّمُوا مَا أَحَلّ اللّهُ ) هنا نقل من القرآن الكريم . فهل لم يكونوا يعرفون هذا ؟
10 ـ قال : ( وَإِنّ الزّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللّهُ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ) . هذا كلام فى الغيبيات لا يمكن أن يتكلم به النبى محمد عليه السلام ، ثم هو هجص وخرافة ولا معنى له .
11 ـ قال : ( وَإِنّ عِدّةَ الشّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَةٌ وَرَجَبُ مُضَرَ، الّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ. ) . هنا جهل بالأشهر الأربعة الحُرُم المتواليات ، وهى : ذو الحجة ومحرم وصفر وربيع الأول . وهذا واضح من بداية سورة التوبة . والتوضيح فى كتابنا عن الحج ، وفى بحث (الحج أشهر معلومات ).
12 ـ هنا فيلم إباحى يقوله ابن إسحاق عليه اللعنة ويجعله فى خطبة ينسبها للنبى محمد عليه السلام 12 / 1 :. قال : ( أَمّا بَعْدُ أَيّهَا النّاسُ فَإِنّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقّا، وَلَهُنّ عَلَيْكُمْ حَقّا، لَكُمْ عَلَيْهِنّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ ) . يعنى إذا زنت بشخص لا تكرهونه فلا بأس ، واهلا وسهلا به . ولها حق فى ذلك.أما إذا كان الزانى شخصا تكرهونه فليس لها حق فى ذلك .!!
12 / 2 : قال : ( وَعَلَيْهِنّ أَنْ لَا يَأْتِينَ بِفَاحِشَةِ مُبَيّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَإِنّ اللّهَ قَدْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تَهْجُرُوهُنّ فِي الْمَضَاجِعِ وَتَضْرِبُوهُنّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرّحٍ ) يعنى إذا وقعت فى الفاحشة المبينة المثبتة فهناك إذن للزوج بعقابها بالهجر فى المضاجع والضرب اليسير .. يا بلاش ..!! وإذن اين عقوبة الجلد فى سورة النور ؟ وواضح أن هذا الفيلم تم إخراجه قبل تأليف عقوبة الرجم .
12 / 3 . وقال : ( فَإِنْ انْتَهَيْنَ فَلَهُنّ رِزْقُهُنّ وَكُسْوَتُهُنّ بِالْمَعْرُوفِ ). يعنى إن تابت وانتهت عن الزنا فلها الرزق والكسوة بالمعروف . ابن اسحاق فى جهله بالقرآن الكريم يعطى حقوق المطلقة العفيفة للزوجة الزانية . هذا مع أن من عقوبات الزوجة المطلقة إذا وقعت فى فاحشة مبينه أن تخرج من بيتها بما يعنى أن لا نفقة لها . قال جل وعلا : (يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) (1) الطلاق ) .
13 : قال : ( وَاسْتَوْصُوا بِالنّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنّهُنّ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ لَا يَمْلِكْنَ لِأَنْفُسِهِنّ شَيْئًا. ) . هذا جهل أيضا بالقرآن الكريم ، فالمرأة فى عصر النبى كانت متفاعلة تشارك فى الشورى وفى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إن كانت مؤمنة وبعكس ذلك إن كانت منافقة ، وتشارك فى القتال ، ويكفى أن الأعذار فى القتال وفى العبادات تسرى على الرجال والنساء بلا تفرقة . أى كانت للمرأة فى عهد النبى محمد عليه السلام شخصيتها المستقلة ، وليس كما قال ابن اسحاق عالة لا تملك لنفسها شيئا . ابن اسحاق يعبر عن عصره . عصر السبايا والجوارى .ولا عجب ، فهذا الكافر الحقير ملأ سيرته بإفتراءات تنسب للنبى أنه كان يسبى النساء .
14 ـ فى النهاية يفترى هذا القول : ( وَقَدْ تَرَكْت فِيكُمْ مَا إنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلّوا أَبَدًا، أَمْرًا بَيّنًا، كِتَابَ اللّهِ وَسُنّةَ نَبِيّهِ.). لا يمكن للنبى محمد ان يقول ( تركت فيكم ) لأنه حين قال هذا كان حيا وليست له ( تركة ). ثم إن القرآن ليس ملكية خاصة إمتلكها النبى وتركها لمن بعده . الله جل وعلا وحده هو الذى أنزل الكتاب ، وهو جل وعلا الذى أورثه لنا ، قال جل وعلا عن القرآن الكريم ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32 ) فاطر) . أما ( السُّنّة ) فهى سُنّة الله جل وعلا والرسول أسوة حسنة فى تطبيقها ، وقد شرحنا هذا فى كتاب ( القرآن وكفى ) وفى بحث ( الاسناد ) ، أى لا يمكن للنبى محمد أن يقول ( وسُنّتى ). ولكن المضحك أن ابن إسحاق ليس فقط جاهلا بالقرآن بل كان جاهلا أيضا باللسان العربى ، ولا عجب فقد كان من الموالى . وقد قال ( وَقَدْ تَرَكْت فِيكُمْ مَا إنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلّوا أَبَدًا،....، كِتَابَ اللّهِ وَسُنّةَ نَبِيّهِ ). هنا خطأ . قال ( إعتصمتم به ) أى هو شىء واحد ، ثم ذكر الكتاب والسنة وهما مثنى . أى كان يجب ان يقول ( إعتصمتم بهما ).
أخيرا :
1 ـ لا عجب أن يكون ابن اسحاق بهذا الجهل ، فالجهل شيمة كل ائمة السنيين . ولكن الأعجب أن تظل أكاذيبه وجهالاته عن النبى محمد عليه السلام ـ مقدسة حتى الآن .
2 ـ ألا يوجد فى المحمديين رجل رشيد ؟ !
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,285,906 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
دعوة للتبرع
إفتراء على بيت الله: هل يعتبر المسج د الحرا م مسجد ضرار ؟ منه اصبح...
ديون الميت: علمت من كتابك م ( الموت ) ان الانس ان يقفل...
حُزنا على أخى .!!: السلا م عليكم أستاذ أحمد صبحي كل عام وانت...
التداوى مطلوب : اعلم ان المرض من الله ولكن ما رايك فيمن يجري...
كشاف الزمخشرى: ما تقييم ك لتفسي ر الكشا ف للزمخ شري؟ ...
more