آحمد صبحي منصور Ýí 2017-06-20
( تعمير مساجد الكافرين بالملايين والبلايين )
مقدمة :
1 ـ فيما يُعرف بالصحوة ( السلفية ) أنفقت السعودية ودول الخليج عشرات البلايين فى إنشاء المساجد ( الايدلوجية ) التنى تنشر دين الوهابية على أنه الاسلام . بالوهابية إنتعشت التجارة بالدين وإزدهر الرياء وظهر أثرياء من هذه النوعية كانوا ينشئون المساجد والزوايا فى كل قرية وكل مدينة وكل حى، ونافسهم فى هذه التجارة نصّابون محترفون يجمعون الأموال من الناس بحجة ( تبرع يا أخى لبناء المسجد ..من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له قصرا فى الجنة ، ما نقص مال من صدقة ) .
2 ـ فى مصر تعيش أغلبية من عشرات الملايين فى أحياء عشوائية وفى المقابر وعلى الأرصفة ، وتحتدم أزمة السكن حتى لا يجد الشباب غرفة للزواج ، وتتكدس الأسرة الكثيرة العدد فى غرفة ضيقة حيث ينتشر زنا المحارم . وينتهز الفرصة نصّابون مجرمون فيقيمون مساكن يبيعونها لمن يستطيع الدفع بالتقسيط ، ثم لا تلبث أن تسقط على رءوسهم ، فإذا لم يفقدوا حياتهم فقدوا أموالهم و ( تحويشة العمر ) وأصبحوا مشردين يزاحمون الآخرين على الرصيف وعلى سكن المقابر والعشوائيات .هنا يصبح لمصطلح ( ابن السبيل ) معنى جديدا . ليس هو الغريب الضيف الذى يجب إيواؤه طبقا لشريعة القرآن ، ولكنه المواطن الذى أصبح غريبا بلا سكن آدمى يؤويه فى بلده . هذا بينما يترفع المترفون فى قصورهم وشققهم وشاليهاتهم وقُراهم السياحية .
3 ـ لكن الأفظع أنه بينما يجب أن تتوجه أموال البر والصدقات الى بناء مساكن بسعر التكلفة وبأقساط ميسرة للشباب والأسر الفقيرة وبناء دور إيواء لأطفال الشوارع والأرامل ــ فإن أموال البرّ والصدقات قد إمتصّها نصابو الصحوة الوهابية ، وبهم إنتشرت مئات الألوف من مساجد ايدلوجية تنشر الارهاب . وحتى لو كانت مساجد محايدة فلا داعى لها ، لأن عدد المساجد يزيد عن الحاجة ، ولأن المسلم يمكن أن يصلى فى يته أو فى أى مكان . فما البال إذا كان إنتشار هذه المساجد الوهابية قد صحبه إنتشار للفساد الخلقى على كل المستويات لأنها فى الأصل مساجد ضرار تنشر ( الظاغوت الدينى ) وهو الأحاديث الكاذبة والتشريعات التى تناقض شرع الرحمن جل وعلا .
4 ـ ولأن الناس على دين ملوكهم تجد المستبد الذى يسرق شعبه لا يتوانى عن بناء أفخم المساجد فى بلده من المال السُّحت الذى ينهبه من بلده .
4 / 1 : الرئيس الجزائرى بوتفليقة كان من قبل متهما بالاختلاس ، وثرواته بالبلايين . وقد أقام فى مدينة الجزائر أكبر مسجد فى أفريقيا ، وقد تكلف حولى بليون ونصف بليون دولار . أليس فقراء الجزائر أحق بهذا المال ؟
4 / 2 : مسجد الشيخ زايد فى( أبو ظبى ) خامس مسجد فى العالم من حيث المساحة ، بحيث يمكن أن يسع سكان الامارات العرب جميعا . بأربعة مآذن بارتفاع 107 أمتار . المأذنة مكسية بالرخام الأبيض . وتكلف مليارين و 167 مليون درهم . وتغطي أرضيته أكبر سجادة في العالم وتبلغ مساحتها 5 آلاف و 627 مترا مربعا ، وتكلفت نحو 300 مليون درهم . ويصل عدد القباب 82 قبة مختلفة الأحجام ، وجميعها مكسوة من الخارج بالرخام الأبيض المتميز. وتعد قبة المسجد الرئيسية أكبر قبة في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها 83 مترا وبقطر داخلي يبلغ 32،8. وتزن القبة ألف طن. وفيه أكبر ثريا في العالم، بقطر يبلغ 10 أمتار، ووزن يبلغ 9.8 طناً. وقد صنعت الثريا المعلقة تحت القبة الرئيسية للمسجد من ذهب عيار 24 قيراطاً، وكريستال سواروفسكي.ويدخل فى بناء المسجد وزخرفته الرخام الحجر، والذهب، والأحجار شبه الكريمة، والكريستال، والسراميك. ويستقبل الجامع أكثر من ثلاثة مليون سائح سنوياً.
5 ـ هل تعمير هذه المساجد الفخمة هو للعبادة أم هو شاهد على الكفر ؟ هذا هو موضوعنا اليوم .
أولا :
1 ـ يقول جل وعلا : (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ اللَّه شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (18)التوبة ) .
2 ـ بالتدبر فى الأيتين نلاحظ الآتى :
2 / 1 ـ أن الله جل وعلا يتكلم بصيغة العموم التى تنطبق على كل زمان ومكان فى عصر نزول القرآن وما بعده الى قيام الساعة، فلم يقل رب العزة جل وعلا ( يا مشركى قريش ) أو ( يا كفار العرب ) ، بل هو حكم عام عن المشركين الكافرين . قد يقال أن الآية التالية تخاطب قريش فى قوله جل وعلا : (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) التوبة ) ، ولكنها تخاطب كل من يقوم على سقاية البيت الحرام وعمارته ورعاية الحجاج مع إصراره على الكفر والصّد عن سبيل الله جل وعلا. أى بإختصار تنطبق على الأسرة السعودية التى فاقت قريش الكافرة كفرا وفسقا وضلالا .
2 ـ الله جل وعلا يحدد المفهوم الاسلامى لتعمير المساجد . ليس بالبناء والزخرفة ، ولكن بالايمان بالله جل وعلا وباليوم الآخر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والخشية من الله جل وعلا وحده . عسى أولئك ( عسى ) أن يكونوا من المهتدين .!
ثانيا : ـ بالتدبر فى الآية التالية وحدها (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ اللَّه شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ) نلاحظ الاتى :
1 : أن المشركين هم الكافرون ، وأن الشرك هو الكفر . لاحظ وصف المشركين بأنهم شاهدون على أنفسهم بالكفر . وبدأت سورة التوبة بوصف المشركين بالكافرين : (بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) ) ووصفهم بالمعتدين : (وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) التوبة ) وبالصّدّ عن سبيل الله والتجارة بالدين :( اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) التوبة )
2 : تكشف الآية الكريمة عن حقيقة يجهلها المحمديون ، وهى أنه كانت لقريش مساجد يتعبدون فيها ، ولكنهم جعلوها مساجد ضرار. إذ كانوا :
2 / 1 :فى كفرهم فى العبادة والشعائر يعبدون فيها الله جل وعلا ويعبدون غيره من أوليائهم الموتى فى قبورهم المقدسة ( الأنصاب ) . وأرسل الله جل وعلا رسوله بتصحيح ملة ابراهيم التى أضاعها العرب، وأن يكون الدين خالصا لله جل وعلا عبادة وإيمانا ، فأعلن لهم : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) الجن ) فكادوا أن يفتكوا به : ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) الجن ) فأعلن لهم : ( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) الجن ).
2 / 2 : فى كفرهم السلوكى بمعنى الاعتداء والإكراه فى الدين كانوا يمنعون المؤمنين الذين بقوا فى مكة بعد الهجرة من الصلاة فى تلك المساجد ، فقال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) البقرة ).
2 / 3 : وبهذا الأكراه فى الدين أخرجوا المسلمين من ديارهم وأموالهم ثم تابعوهم بالهجوم بعد هجرتهم الى المدينة ، فنزل الإذن للمؤمنين بالقتال الدفاعى ، وكان المقصد منه تقرير الحرية الدينية وحصانة بيوت العباد ، من مساجد للمؤمنين الى صوامع وبيع لأهل الكتاب وأى مكان للصلوات لأى متعبد ، قال جل وعلا : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج ). هنا تأكيد بأنهم كانوا يقيمون المساجد ، ولكنها مساجد ضرار . لا تتأسّس على التقوى وعمار القلوب بالايمان ، ولكن تعميرها مظهريا بزخرفة البنيان بالمال السُحت والظلم والبهتان.
2 / 4 : وقلنا كثيرا إن العرب وقريش كانوا ( يؤدون الصلاة ) بالتوارث من ملة ابراهيم بنفس الفاتحة والتوقيت والقيام والركوع والسجود . لكنهم لم يكون فيها خاشعين ، ولم يكونوا بين الصلوات متقين ( المؤمنون 1 : 11 ) ، أى لم يقيموا الصلاة فى سلوكهم توبة عن الفحشاء والمنكر ( هود 114 ) ( العنكبوت 45 ) ، بل أضاعوا صلاتهم بالمعاصى (مريم59 : 60 ) فأصبحت مجرد حركات تبعث على السخرية أسماها رب العزة ( مُكاءا وتصدية ) ( الأنفال 35 ) . وكان الصراع بينهم وبين النبى يتركز حول العبادة . النبى يدعوهم الى إخلاص الصلاة والعبادة لرب العزة جل وعلا وحده ، وهم يحاولون إثناءه عن هذا الاخلاص ، وأن يعبد مثلهم الأولياء التى بزعمهم تقربهم الى الله زلفا ( الزمر 2 : 3 ، 11 : 15 ، 64 ) ( العلق 9 : 19 ) .
2 / 5 : أى لم يتغير حال اليوم عن حال قريش فى بغيها وكفرها . نفس المساجد الضرار والصلاة فيها تقديسا للبشر والحجر مع الظلم والبغى والاحتراف الدينى والتدين الشكلى المظهرى .
3 ـ قوله جل وعلا فى الآية (شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ )
3 / 1 : يعجز البيان عن روعته ، وستكون هذه الروعة مرئية يوم القيامة . هذه المساجد المزخرفة هى مساجد ضرار ، تتخصّص فى الايدلوجية الوهابية تدعو لها وتصدُّ عن القرآن سبيل الله جل وعلا . ما يقولونه فى هذه المساجد وما فعلوه فى بنائها من جمع لللمال السُّحت هو الشاهد على كفرهم . هم الآن يستخدمون هذه المساجد دعاية لأنفسهم بالتقوى ، وتغليفا لفسوقهم وعصيانهم ، وإعتقادا منهم بأن إقامتهم المساجد ستكون عملا صالحا يكفّر عن بغيهم وظلمهم وطغيانهم . ومهما قلنا ــ نحن أهل القرآن ــ فمن يسمع لنا ، ونحن نتعرض للتهميش والتعتيم ، ولايصل صوتنا الى أبعد من حناجرنا .!! هم الأعلى صوتا ، والأبعد نفوذا والأكثر عددا وعُدّة ، وهم بما يملكون من قوة ونفوذ يخنقون صوتنا يصدون عن سبيل الله جل وعلا يبغونها عوجا . وبدينهم الوهابى الأعوج ينشرون الفساد فى الأرض ، ولا يكاد يمر اسبوع ــ أو يوم ـ دون دماء تسيل ، فى أفريقيا وآسيا والغرب . ومع هذا فبسبب قوة دعايتهم ونفاقهم وخطابهم المزدوج فهم الذين يمثلون الاسلام ، وهم أهل التقوى والصلاح . كل هذا مع أنهم كما قال الرحمن جل وعلا : (شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ). فمتى تتحقق فيهم شهادتهم على أنفسهم بالكفر ؟
3 / 2 : ستتحقق فيهم شهادتهم على انفسهم بالكفر يوم القيامة ، حين ياتون يحملون أوزارهم على ظهورهم ( الانعام 31 )، ويحملون معهم أوزار الذين أضلوهم ( النحل 25 ). يوم القيامة ستشهد عليهم جوارحهم وهم على أعتاب جهنم . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ) فصلت 19 : ــ ) (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) يس 63 : 65 )
4 ــ قوله جل وعلا عن مصير عملهم الذى يحسبونه صالحا : (أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ).
4 / 1 : أعمالهم ستتحول الى حسرة ، حين يتذكرونها وهم خالدون فى النار ، يقول جل وعلا : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167) البقرة ).
4 / 2 : ذلك أن الله جل وعلا سيحبط أعمالهم الصالحة ويجعلها هباءا منثورا : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً (23) الفرقان )
4 / ينتظرهم عذاب هائل يشربون فيه الصديد الذى يخرج من جلوهم ، ويصل بهم العذاب الى الموت ولكن دون موت ، هذا هو العذاب الغليظ فى قوله جل وعلا : ( مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) ابراهيم ) فى الآية التالية يصف رب العزة جل وعلا أعمالهم الصالحة التى أحبطها وأضاع ثمرتها برماد إشتدت به الريح فى يوم عاصف : ( مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (18) ابراهيم ).
5 ـ هؤلاء يدخلون النار بأموالهم . ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله جل وعلا ، ثم ينهزمون ، ثم إذا ماتوا بكفرهم يتم حشرهم الى جهنم ، ويتم إلقاؤهم فيها بمثل ما تٌلقى أكوام القمامة . قال جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (37) الانفال )
6 ـ تخيل المستبدين العرب حين تتم تعبئتهم فى أشولة زبالة ثم يُرمى بهم فى جهنم .. تخيل الخلفاء الراشدين وغير الراشدين والسلاطين والملوك والرؤساء والأمراء العرب ، فى (بالات ) الزبالة يوم القيامة . !!
أحسن الحديث :
(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ (45) ابراهيم )
ودائما : صدق الله العظيم .!!
هو مسجد من اجمل المساجد كلما خرجنا من ابو ظبى نمر عنه حقيقة لم ادخله ولم افكر ذهب زوجى للصلاة فيه يوم العيد فكان هناك صفا للوافدين وصفا للمواطنبن فرجع ها هى المساجد هى معالم جميلة الشكل ومزار للسياح ليس الا .المساجد لم تعد للصلاة والصلاة اصبحت بلا معنى فمسجد السوسى مثلا فى غزة لا انكر فرحت عندما قصفته الطائرات الاسرائيلية فهو مسجد مزعج ليس للصلاة فقط للشحتة ولتعليم الاطفال على العنف عدا عن صوته المزعج الذى يجعلك لو كلمت احد بجوارك وفى اذنه لن يسمع ها هى مسجدنا .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,684,567 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
التوبة هى الحلّ: الحم د لله, وشكرا لك, شيخنا الفاض ل أتأسف...
ليلة القدر: اقرا لك الان سلسلة مقالا ت عن ليلة القدر حيث...
خطبة النساء سرا : ( وَلَا جُنَا حَ عَلَي ْكُمْ فِيمَ ا ...
خمسة أسئلة : السؤا ل الأول : ما معنى ( جنف ومتجا نف ) ؟...
وما كنا له مقرنين : مامعن ى قول الله سبحان ه وتعال ى (وَمَ ...
more
السلام عليكم
صدقت دكتور احمد وهناك دليل اخر على صدق قولك انهم يتسابقون على تسمية بيوت الله بأسماء البشر مع ان لله عزوجل اسماء حسنى لكنهم لا يرتاحوا في مساجدهم الضرار الا اذا وضعوا ختم الشرك عليها بأسم لبشر ويستكثروا على الله ان يسموا بيوته بأسمه قال تعالى {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18 مع ان احدهم لا يحتمل ان يسمى ما يخصه بأسم غيره لكنهم يرتضوا هذا الامر في جنب الله عز وجل