( بين التبشير والتكفير )

آحمد صبحي منصور Ýí 2017-01-24


مقدمة :

1 ـ فى الاسلام حرية الدين مطلقة لكل فرد ، لأن كل فرد سيأتى يوم القيامة مُساءلا عن دينه أمام الواحد القهار جل وعلا : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) مريم ) (  يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111) النحل  ),

2 ـ والله جل وعلا وحده بإعتياره فاطر السماوات والأرض وعالم الغيب والشهادة هو الذى سيحكم بين البشر فى إختلافاتهم الدينية يوم الدين : (  قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر ) ، لذا يحرم الإكراه فى الدين (  لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ   )(256) البقرة ) . وحين تحمّس النبى محمد فى الدعوة وضغط على بعضهم ليؤمن قال له ربه جل وعلا : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)  ) يونس ) ، شاء الله جل وعلا أن يكون الناس أحرارا فى إختيار الايمان أو الكفر ، الطاعة أو المعصية ثم سيحاسبهم على إختيارهم هذا يوم القيامة ، وقال جل وعلا  للبشر: (  إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) الزمر  ) .

3 ـ حرية الدين المطلقة لكل فرد وكل جماعة تعنى حرية الايمان أوالكفر وحرية التعبد وإقامة الشعائر وحرية الدعوة لأى دين .

4 ـ الدعوة الدينية تعنى حرية التكفير ، فالدين السماوى والأديان الأرضية تقوم دعوتها على التكفير ، أى إن كل دين يقول إنه على الحق وغيره على الباطل .

5 ـ  التكفير أساس فى دين الله جل وعلا لأنه به يتم وضع الفارق بين الحق والضلال . وبدون التكفير تتميع المسائل ويختلط هذا بذاك . الله جل وعلا قالها عن دينه أنه الحق وما عداه هو الضلال ، قال جل وعلا : (فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ  ) 32) يونس ).

(لا إله إلا الله ) تبدأ بالكفر بكل ألالهة وتنتهى بالايمان بالإله الواحد الخالق جل وعلا . أو تبدأ بالكفر بالطاغوت ( الطاغوت فى المصطلح القرآنى ، هو الأقاويل والأحاديث والوحى الشيطانى المنسوب زورا لله جل وعلا ورسوله ) وبالكفر بالطاغوت يكون الايمان بالله جل وعلا وحده، قال جل وعلا فى تبشير المؤمنين : ( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ) 17 الزمر ).

 فهناك حق قرآنى وما بعده ضلال وطاغوت ولا توسط بينهما ، قال جل وعلا :  ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) لقمان ). لذا فالتوسط هنا كفر ، ومنه تلبيس الحق بالباطل بالتحريف ، وقد قال جل وعلا لأهل الكتاب : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) آل عمران )، ومنه التأويلات الفاسدة إيمانا ببعض الكتاب وكفرا ببعضه ، قال جل وعلا لبعض أهل الكتاب : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) البقرة )، وهو أساس الديانات المحمدية حتى الآن . وهم يجادلون بباطلهم ليدحضوا به الحق القرآنى ، ينطبق عليهم قول رب العزة جل وعلا : ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً (56) الكهف ) .

 فى النهاية فالايمان بالباطل هو كفر بالله جل وعلا . قال جل وعلا : ( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (52) العنكبوت ).

وفى النهاية فإن الايمان بحديث غير حديث الله جل وعلا فى القرآن هو كفر بالرحمن ، فى التبشير بالنار للمحمديين المؤمنين بأحاديث خارج القرآن قال جل وعلا : (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)   ) (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف  ) (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات   )

5 ـ ايضا فإن كل دين أرضى يحتكر لنفسه الحق ويرمى الآخر بالكفر والهرطقة . حتى داخل الدين الواحد ، تتشعب طوائفه ومذاهبه وكل منها يرمى الآخر بالكفر، يحدث هذا بين الشيعة والسنة و الصوفية والكاثولوكية والارثوذكسية والبروتستانتية والبهائية ..الخ .

6 ـ الفارق أن الاسلام يجعل الحرية الدينية مطلقة بما فيها حرية التكفير ويمنع الإكراه فى الدين ، كما يمنع الداعية المسلم من الزعم بإمتلاكه الحقيقة المطلقة ، أى عليه أن يقول ما يراه حقا ثم يؤجّل الحكم عليه وعلى الآخر ( الكافر ) الى الله جل وعلا محترما حريته فى الدين ، وهذا معنى الأمر الذى جاء للنبى محمد : (   قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) الانعام)  (وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122)هود  ) (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40) إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) الزمر. )

7  ـ التكفير فى الاسلام هو للوعظ أملا فى إنقاذ الناس من الخلود فى النار . التكفير فى الاسلام هو للإحياء أما التكفير عند  المحمديين ( مثلا ) فهو للقتل . حين يُفتى شيخ بكفر فلان فهذا يعنى دعوة صريحة الى قتله بتهمة الردة أو الزندقة . وحين يفتى بكفر قوم أو أهل دين أو مذهب فهذا يعنى دعوة صريحة الى قتالهم . وهذا يجرى تطبيقه اليوم بالحديد وبالنار ، وتتم كتابة حروفه بالأشلاء وأنهار الدماء . وهنا يتجلى الفارق بين التكفير الوعظى  فى الاسلام  والتكفير الدموى الارهابى للمحمديين وشريعتهم القائمة على الإكراه فى الدين  .

8 ـ التبشير بالجنة أو بالنار ضمن اساليب الدعوة فى الاسلام ، ومن وسائل الوعظ الاسلامية ، وهو موضوعنا الآن :

  التبشير الدينى بالكتب السماوية والرسل  

  أرسل الله جل وعلا  الرسل بالرسالات السماوية مبشرين ومنذرين .

1 ـ قال جل وعلا : ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ ) 213 البقرة ) ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ) 56 الكهف ) ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) 48 الانعام )

2 ـ هم يعظون الناس ، والناس أحرار فى الطاعة أو العصيان  فيما يخص الدين ، وبالتالى فلن تكون لهم حُجّة يوم الدين ( رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) 165 النساء )

  وأنزل الله جل وعلا القرآن بشيرا ونذيرا :

1 ـ عن القرآن الكريم نفسه بشيرا للمؤمنين قال جل وعلا :( تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ  الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )1 : 3 النمل )( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) 97 البقرة )( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) 102 النحل )( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) 9 الاسراء )

2 ـ وعنه بشيرا ونذيرا قال جل وعلا : ( الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) 1 : 2 هود )( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ) 3 : 4 فصلت )( وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) 12 الاحقاف)  ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ) 1 : 4 الكهف ).

3 ـ ويوم القيامة سيكون القرآن الكريم بوصفه تبيانا لكل شىء هو أساس الشهادة يوم القيامة ، وهو لبشرى والرحمة للمسلمين ، قال جل وعلا :  ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) 89 النحل )

وأرسل الله جل وعلا الرسول محمدا بشيرا ونذيرا :

1 ـ ( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ) فى حدّ ذاته ليس بشيرا ولا نذيرا . ولكن محمد رسول الله هو بالقرآن الكريم بشير ونذير فى حياته . الفيصل هنا هو الرسالة أو القرآن . ولهذا يأتى النّصُّ على الإرسال ( أرسلناك ) والاشارة الى القرآن الكريم أو الحق الالهى . قال جل وعلا : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) 105 الاسراء ) ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ) 119 البقرة ) ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ) 24 فاطر ).

2 ـ محمد البشر مات ولكن تظل الرسالة القرآنية بعده بشيرا ومذيرا للناس كافة ، قال جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) 28 سبأ ). وهو بالقرآن رحمة للعالمين ، وليس لارهاب العالمين ، قال جل وعلا : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)  الانبياء  )وهو أيضا بالقرآن الكريم نذير للعالمين (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً (1)) الفرقان )

3 ـ محمد الرسول كان يبلّغ القرآن بلسانه مبشرا منذرا ،  قال جل وعلا : ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ) 97 مريم ). وهو بهذا الوحى القرآنى كان ينذر ويبشر ، وتعجبت منه قريش فقال جل وعلا : ( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ ) 2 يونس ).

4 ـ من هنا نفهم وصفه عليه السلام بأنه مبشر ونذير ، قال جل وعلا : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) 8 الفتح ) ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) 56 الفرقان )، ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا ) 45 : 47 الاحزاب ) .

5 ـ أى يبشر وينذر بالقرآن حتى لأهل الكتاب ، قال جل وعلا :  ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )19)  المائدة ).

6 ـ  وبعد هذا هو لايعلم الغيب ولا يملك لنفسه أو لغيره نفعا ولا ضرا ، هو مجرد بشير نذير . قال جل وعلا : ( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) 188 الاعراف ).

7 ـ وهو ينذر ويبشرالجميع ومنهم المؤمنون، قال جل وعلا :( إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ) 11 يس ).

8 ـ هذا .. وبشّر عيسى بمبعث خاتم النبيين . قال جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) 6 الصف ).

اجمالي القراءات 6956

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٢٦ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[84617]

شكرا استاذ أسامة قفيشة ، واقول


وجهة نظرك رائعة فى آية ( كان الناس أمة واحدة ) . أرجو أن تحولها الى مقال كامل .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5130
اجمالي القراءات : 57,285,706
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي