آحمد صبحي منصور Ýí 2017-01-07
ما الذى يحبه أغلب البشر :
1ـ يقول جل وعلا : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) آل عمران ) .
2 ـ إختبار هذه الحياة هو فى زينتها التى يغتر بها الناس ، يقول جل وعلا :( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) الكهف ). الزينة غطاء خارجى مزخرف ، وعرض زائل مثل المساحيق التى تتجمل بها النساء . الأصل هو الجوهر الباقى الخالد ، أى الجنة، أى بصلاح النفس وتقواها . لذا تأتى المقارنة بين الزينة والجوهر الباقى ، يقول جل وعلا : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) الكهف ). هذه الآية ((46) الكهف ) شرحتها الآيتان (14 ، 15) من سورة آل عمران. عن الزينة، وعن التقوى والجنة .
3 ـ زين الشيطان للناس ذكورا وإناثا حب الشهوات ، وهى النساء والبنين والأموال والحرث اى الأطيان الزراعية والخيول . مفهوم أن الرجال تشتهى النساء ، ومفهوم أيضا أن المرأة تشتهى أن تكون لها وصيفات وخادمات ، فالشهوة ليست فى الجنس فقط بل كل ما تشتهيه النفس من سيطرة وجاه وقوة ونفوذ . هذا هو متاع الحياة الدنيا الزائل الذى يقع فى ( حُبّه ) الناس . أما الباقى الخالد الذى لايفنى فهو الجنة ونعيمها .
4 ـ وبينما يعى هذا المؤمنون المتقون فإن أغلب الناس يحبون الدنيا وزينتها وهم لاهون عن الآخرة لا يعبأون بها وبما ينتظرهم فيها. قال جل وعلا : (إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27) الانسان )، ( كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21) القيامة ) .
5 ــ أى هو إختيار وإختبار . ويوم القيامة يفشل فيه اغلب البشر الذين يحبون المال حبا جما : ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً (20) الفجر )
ما الذى لا يحبه الكافرون :
هؤلاء الكافرون الذين غرتهم الحياة الدنيا لا يحبون الوعظ ولا النصيحة . قالها النبى صالح لقومه ثمود بعد أن أهلكهم الله جل وعلا ( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) الاعراف ). لذا هم يعرضون عن الحق ويكرهون ما نزل الله جل وعلا .
ما الذى يحبه الكافرون :
هؤلاء الكافرون الذين غرتهم الحياة الدنيا منهم :
1 ـ من يحبُّ أن تشيع الفاحشة فى مجتمع المؤمنين ، والله جل وعلا يتوعدهم بعذاب أليم فى الدنيا والآخرة ، ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (19) النور ). هذا العذاب الأليم فى الدنيا والآخرة يأتى عقابا على مجرد ( الحب ) فى أن تشيع الفاحشة فى مجتمع مؤمن . عذاب فى الدنيا والآخرة على مجرد مشاعر ، وليس تصرفات ، لأن هذه المشاعر نتاج كفر قلبى ورغبة فى نشر الفسق والشرور .
2 ـ من يحبّ أن يمتدحه الناس ، وهو لا يستحق هذا ، ( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188) آل عمران )
ما الذى يحبه المؤمنون :
يبدأ الفرد بإختيار الهداية فيزيده الله جل وعلا هدى، قال جل وعلا : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) محمد ) ، ومن ملامح تلك الزيادة فى الهداية : ( الحب ) ، أى حب الايمان وان يكون زينة فى القلب المؤمن ، هى الزينة الحقيقية الباقية النافعة النقية ، وبالتالى يكره الكفر والفسوق والعصيان ، ويكون هذا فضلا من رب العزة جل وعلا ونعمة ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) الحجرات ).
هذا المؤمن ( يحب ):
1 ـ أن يتطهر قلبه من رجس الاعتقاد بالأوثان ، يحب أن يتطهر لأن الله جل وعلا يحب المتطهرين . هذا ما قاله رب العزة عن مسجد المدينة فى عصر النبى محمد عليه السلام :( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) التوبة ) .
2 ـ أن يغفر الله جل وعلا له ، ولهذا هو يعفو ويصفح حتى عمّن يسىء اليه ممّن يقدم لهم الاحسان ، قال جل وعلا : (وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) النور )
3 ـ النصر من رب العزة جل وعلا ، وهو يعمل الصالحات مؤمنا مجاهدا . قال جل وعلا :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13 ) الصف ) .
4 ـ عمل الخير إبتغاء وجه ربه جل وعلا وشكرا على نعمته ، وهذا ما فعله النبى سليمان عليه السلام الذى قال : ( إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي (32) ص )
هذا المؤمن يبلغ فى الكرم والعطاء الى درجة أنه يحبُّ أن :
1 ـ يتصدق ويؤثر على نفسه حتى لو كان به خصاصة أو فقر ، ثم يحب أولئك الذين يتصدق عليهم . هكذا كان عظماء الصحابة من الأنصار . قال جل وعلا عنهم : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (9) الحشر )
2 ــ يتصدق من (المال ) الذى يحبه لأنه ( يحب ) أن يكون من المتقين . قال جل وعلا :( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة ) : يؤتون المال ــ على حُبّه ـ المستحقين .
لو كانت لديه أنواع مختلفة من العُملات والأوراق النقدية فهو يتخيّر منها ما يحبه أكثر لينفق منه ، حتى ينال درجة الأبرار يوم القيامة . قال جل وعلا : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) آل عمران ) . مثلا : لديه الجنيه المصرى والدولار . هو يتصدق بالدولار لأنه يحب الدولار .
وهو حين يتصدق بالطعام فلا يتصدق بما تبقى أو بالفائض أو بما لا يستسيغه من الطعام ، بل يتصدق بالأفضل وبما يحب هو نفسه من أجود الطعام ، قال جل وعلا :( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) الانسان ). فى النهاية فإن ما يأكله من الطعام سيخرج منه برازا نتنا قذرا ، أما ما يتصدق به من الطعام فهو الذى سيؤهله للجنة .
الخطأ فى الحب وفى الكراهية :
1 ـ بعض الناس يحب شيئا قد يكون شرا له ، ويكره شيئا قد يكون خيرا له . قال جل وعلا : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216) البقرة ). الفيصل هنا هو الطاعة لأوامر رب العزة جل وعلا
2 ـ أن تحبّ من يكرهك ويخدعك : كان بعض المؤمنين يحبون بعض المنافقين الحاقدين ويتخذونهم أولياء ، ولا يعرفون مدى كراهية أولئك المنافقن لهم . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) آل عمران )
أخيرا : الحب بين الرجل والمرأة
1 ـ فى المصطلح الشائع نقول ( الغرام ) ، وليس هو الحب . الغرام من ( الغُرم ) والخسارة ، يكفى دعاء عباد الرحمن : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) الفرقان ) . ونقول ( الهوى ) و الهوى ليس الحب بالتحديد ولكنه ما تهواه الأنفس فى الكفر والانحلال الخلقى وسائر الشرور ، قال جل وعلا عن المشركين : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23) النجم )، وقال عن المتقين : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) النازعات )
2 ـ مشاعر الحب بين الزوجين تكون ( مودة ) و ( رحمة ) أى تتم ترجمة مشاعر الحب الى حنان وإحسان وعطف ورفق . قال جل وعلا فيما ينبغى أن تكون عليه العلاقة بين الزوجين : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) ) الروم ) .
3 ـ وهناك قصة (حُب ّ ) من طرف واحد فى سورة يوسف عليه السلام : ( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) يوسف ) . التعبير رائع فى قولهن (قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً ). وهو تعبير صادق أيضا لأنه ظلت تحب يوسف بعد أن أدخلته السجن ، وربما زاد ظلمها له حُبا له . ولهذا فإنه حين إشترط يوسف إعلان براءته قبل أن يخرج من السجن ، وعقد الملك إجتماعا عاما حضرته النسوة اللائى راودن يوسف عن نفسه بادرت إمرأة العزيز بالاعتراف علنا وندما ( وحُبّا لأنه شغفها حُبّا ) : (قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) ) يوسف )
لفظ البنين هو الذكور فماذا عن البنات ؟
حسب معلوماتي المتواضعة بالعربية، فالمذكر يعني في كثير من الاحيان المذكر والمؤنث، ويغهم هذا من سياق الكلام، كما هو الحال في كلمة بنين في الآية. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك في القرآن.
ومع تحياتي للسيد سعيد
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5132 |
اجمالي القراءات | : | 57,365,979 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
لا تقل لفلان ابن فلانة : يا صاحب الجلالة . فهذا تأليه لهذا الفلان ابن الفلانة لماذا ؟
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
دعوة للتبرع
المسئولية شخصية: ذكرت أن أبو حنيفة أقام مدرسة الرآي و إنه كان...
وكانوا مستبصرين : ما معنى مستبص ر في الاية الكري مة ( ...
Music: I am a passionate saxophone player. I particular ly love to play jazz,...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول من الاست اذة القرآ نية منيرة...
النفاق وعذاب الدنيا: يقول تعالى في سورة التوب ة آية 101 وَمِم َّنْ ...
more
السلام عليكم
لي تعليق على الآية
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ ... (آل عمران 14)
وعلى ما جاء في المقال: "زين الشيطان للناس ذكورا وإناثا حب الشهوات ، وهى النساء والبنين والأموال والحرث اى الأطيان الزراعية والخيول . مفهوم أن الرجال تشتهى النساء ، ومفهوم أيضا أن المرأة تشتهى أن تكون لها وصيفات وخادمات ، فالشهوة ليست فى الجنس فقط بل كل ما تشتهيه النفس من سيطرة وجاه وقوة ونفوذ."
الكلام هنا للناس، أي للرجال والنساء، و صحيح كما ذكرتم أن الشهوة ليست في الجنس فقط، أي أنها في الجنس وغير الجنس، أي أن كلمة الشهوة في الآية تعني الجنس وغير الجنس، فالشهوة إلى البنين أو المال مثلا ليست جنسية، لكنها جنسية وغير جنسية تجاه الجنس الآخر. فلماذا ذكرت الشهوة (الرجالية) ومنها الجنسية للنساء، ولم تذكر الشهوة (النسائية) ومنها الجنسية للرجال، إلا أللهم عند النساء مثليي الجنس؟ لا أدري أن العلم النفسي الحديث توصل إلى أن المرأة ليس عندها شهوة للرجل, وبالرغم من وجود اختلاف في طبيعة هذه الشهوة، فهذا لا ينفيها. ما جاء في مقالكم عن هذه الفقرة من الآية يوحي لي بتبرير أكثر منه بتفسير. بودي لو كنت أعلم لماذا جاءت الآية بهذا الشكل.