الإسلام شيء والمسلمون شيء آخر

منيرة حسين Ýí 2015-04-02


الإسلام شيء والمسلمون شيء آخر مختلف

الله جل وعلا هو الرحمن الرحيم السلام المؤمن . وهو الذى ارسله رحمة للعالمين , وهو جل وعلا لا يرضيه ما يفعله المسلمون فى انفسهم فى عاصفة الحزم وقتل أبناء اليمن .

الإسلام دين الله برىء من قتل النفس البشرية البريئة . وهذا هو الذي ينبغي أن يتمسك به المسلمون، ولكن المسلمين اليوم هم الذين يشوهون الاسلام . وهناك فرق دائماً بين ما ينبغي أن يكون  وبين ما هو كائن فعلاً. وفي عهد الرسول عليه السلام كان أروع تطبيق للإسلام .ولكن بدأت بعد عصر النبوة تلك الفجوة بين الإسلام والمسلمين بالفتوحات التى شوهت الاسلام ، ويطلقون عليها الفتوحات الاسلامية ، وهى غزو واعتداء واحتلا لأراضى الغير وظلم لشعوب لم تبدأ العرب المسلمين بالاعتداء . ، وبهذه الفتوحات تكونت للمسلمين امبراطوريات مستبدة ظالمة ، وتاريخ ظالم وتراث يعادى الاسلام . على خطاهذه الفتوحات الظالمة التى شوهت الاسلام لا يزال المسلمون يشوهون الاسلام وهذه نماذج تاريخية للفجوة بين الإسلام والمسلمين .

1ـ إن أفظع الذنوب عند الله تعالى أن يقتل المؤمن أخاه المؤمن، لذا يستبعد القرآن الكريم أن يقتل أخاه المؤمن إلا على سبيل الخطأ " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأً ... 4/92 " .

ثم  يجعل جزاءاً رهيباً  ينتظر ذلك الذي يتعمد قتل المؤمن وهو الخلود في النار وغضب الله عليه  واللعنة والعذاب العظيم "ومن يقتل متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما : 4/93 " .

ذلك كله لأجل قتل مؤمن واحد ... فما بالك بقتل الآلاف من المؤمنين ... هذا هو رأي الإسلام في قتل المؤمن ولكن أين هم المسلمون من القرآن ؟.

2ـ وتاريخ المسلمين وحاضرهم يثبت أنهم أجرأ الناس على سفك دمائهم بأنفسهم . هذا منذ الفتنة الكبرى في خلافة على بن أبي طالب  وما حدث فيها من حروب أهلية الى الحروب الحالية بين المسلمين شيعة وسنة فى سوريا والعراق واليمن  ،  

وهذه الحروب فى العراق وسوريا والجزيرة العربية تكرر نفس الحروب فى عصور الخلفاء . هذه المناطق كثيراً ما شهدت الاقتتال بين المسلمين منذ موقعة الجمل إلى احتلال الكويت والعراق ثم الى فشل ثورات الربيع العربى ، وعودة الاقتتال بين الشيعة والسنة .

وفى موقع ( اهل القرآن ) أبحاث تاريخية عن الحروب الأهلية بين المسلمين ، ومنها مثلا ما كان يفعله القرامطة ، وهم الآباء الحقيقيون للوهابية وداعش فيما يخص الارهاب وسفك الدماء ، والتخصص فى قتل المسلمين المسالمين .

في سنة 286هـ وفي خلافة المعتضد بالله العباسي ظهر القرامطة في منطقة الخليج العربي ، وقد امتد نفوذهم إلى مناطق بالشام والعراق والحجاز، وكان القرامطة على مبدأ التشيع ولكنهم كانوا يقتلون الأشراف من آل البيت .

واشتهر القرامطة بقتل الحجاج والإغارة على قوافل الحج، وفي سنة 317هـ اقتحم أبو طاهر القرمطي مكة فقتل الحجاج بها ومن وجده من أهل مكة وألقى بالجثث في بئر زمزم واعتدى على حرمة الكعبة وقلع الحجر الأسود وحمله إلى عاصمته .

وتاريخ القرامطة في سفك دماء المسلمين شديد البشاعة .

 ونقتطف من مقال للدكتور احمد صبحى منصور عما قاله الطبرى فى تاريخه ، وكان الطبرى يعيش هذا العصر وقد عاصر القرامطة وكان على مقربة منهم.

 يقول عن أول قائد للقرامطة وهو أبو سعيد الجنائي أنه "قوى أمره وقتل من حوله من أهل القرى ". " ثم صار إلى موضع يقال له القطيف .. فقتل من بها "...

وتولى بعده ابن زكرويه القرمطة الذي اشتهر بقتله للأسرى من المسلمين وبأنه كان يخدع الناس بالأمان ثم يقتلهم ، وأنه كان يبيد الناس قتلاً حتى الأطفال وكل الأحياء ..

يقول الطبري عن فتوحات ابن زكرويه في الشام أنه " صار إلى حماة ومعرة النعمان وغيرهما فقتل أهلهما وقتل النساء والأطفال ثم سار إلى بعلبك فقتل عامة أهلها  حتى لم يبق منهم فيما قيل إلا اليسير، ثم صار إلى سلمية فحاربه أهلها ومنعوه الدخول ثم وادعهم وأعطاهم الأمان ففتحوا له بابها فدخلها فبدأ بمن فيها من بني هاشم وكان بها منهم جماعة فقتلهم ، ثم ثنى بأهل سلمية فقتلهم أجمعين ثم قتل البهائم ثم قتل صبيان الكتاتيب ثم خرج منها وليس بها عين تطرف .. وصار فيما حول ذلك من القرى يقتل ويسبي ويحرق ويخيف السبيل ... تاريخ الطبري .. 10 – 100 ".

والقرامطة كانوا يقولون لا أله إلا الله  محمد رسول الله ، وكانوا يقتلون إخوانهم في الدين . ولا زلنا متمسكين بهذه العادة السيئة ، لأن داعش تفعل نفس ما كان يفعله القرامطة . الجديد في عصرنا الرديء أننا نستورد السلاح بأموالنا لنقتل  أنفسنا بأيدينا ، بل ونستورد أحيانا لآخرين ليساعدونا في تقطيع أوصالنا وسفك دمائنا ... ثم لا يتورع بعضنا عن الزج باسم الإسلام في هذه الحروب المجنونة وهذا هو ما تفعله داعش وغيرها باسم الاسلام .    

اجمالي القراءات 11551

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-02-13
مقالات منشورة : 30
اجمالي القراءات : 509,837
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 54
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt