حافظ الوافي Ýí 2014-11-08
- هل كان القرآن الكريم بحاجة إلى آلية تفسيرية وملحق تفصيلي؟
- ألم يقل الله في محكم كتابه:" {مَّا فَرَّطْنَا في الكتاب مِن شيء}، (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ) " وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا " الكهف 54
" وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " الزمر 27
" الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ " هود 1
" .... وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا " الإسراء 12
وهي الآيات التي يجب علينا ان نقول عنها "صدق الله العظيم" لا أن نقدم على تكذيبها ؟
- هل كان أصحاب المرجعيات الشيعية والسنية يمتلكون تفويضاً من الرسول محمد "ص" ليكتبوا عنه أمور فرقتنا ونحن على دين واحد.. أم انهم كانوا يقومون باجتهاد شخصي، فالاجتهاد الشخصي لا يلزمنا دينا ولا تشريعا عدا أنه مرجعا وبحثا تاريخيا يوضح لنا حياة من سبقونا فحسب..
- لماذا تفرقنا وتمزقنا بمناهج ومؤلفات ومذاهب مرجعياتنا وأصبحنا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا.. أين الخلاف الذي وصفوه بالرحمة علينا ونحن نعاني النقمة المذهبية والتشتت الطائفي رغم إننا أمة واحدة في الإسلام وعلى ملة ابراهيم عليه السلام.
- ألم يحن الوقت لنتوحد بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بدلا من هجرانه واتقاء الكارثة؟
- "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا.. الآية".
قال تعالى: " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم
يؤكد الله على الايمان بما انزله من الآيات وليس بالاحاديث والرويات.. قال تعالى:
" تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ" الجاثية 6
" أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" العنكبوت
لا ادري لماذا هذا الهوس وراء أحاديث كتبت بعد موت الرسول "ص" بمائتين وخمسين سنة ثم نصدق انها وحيُ منزلاً من عندالله وكأن السنة وحيا نزل على الرسول محمد وتولد به "البخاري ومسلم" بعد أكثر من قرنين على وفاته.. وننسى ان الايمان لا يكون إلا بحديث الله وماعداه فهو لهو الحديث.. ألم يقل الله تعالى:" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ"..
كيف وصلتنا كيفية الصلاة :
لو كانت كيفية الصلاة وعدد ركعاتها غير معروفة لكان فصلها القرآن وأوضحها لأن كتاب الله بيًن وواضح عدا انه جاء ليقوم الاعجواج عن ملة أبونا ابراهيم، فصحف ابراهيم عليه السلام لم يتم تحريفها والنبي محمد "ص" بعث على ملة ابراهيم حنيفا مسلما وكانت تفاصيل الفرائض؛ "الصلاة والصيام والحج والزكاة.. وغيرها من مقومات الاسلام" كانت موجودة في ملة ابراهيم وموضحة عدا ان كفار قريش لم يعملوا بها فجاء القرآن يحثهم على اقامة الصلاة وليس تأديتها فحسب .. بل وسخر من تأديتهم لها ولم يعتبر كرمهم زكاة ولم يأبه لكسوتهم الكعبة واشرافهم على الحج وتعمير المساجد التي وصفها الله انها شاهدة على كفرهم، اذا القرآن جاء يحثنا على إقامة الصلاة المعروفة والمتواترة على ملة ابراهيم وألا نكتفي بتأديتها فحسب وتأدية الصلاة هي القيام بممارستها سلوكيا أما اقامتها فتعني الخشوع فيها والمحافظة عليها وتزكية النفس بها على أن تنعكس آثارها الايجابية بالتقوى على سلوك المؤمن..
ملة ابراهيم شيء مختلف عن الكتاب السماوي لأن الملة هي طريقة أداء العبادة، ولقد دعا ابراهيم وابنه اسماعيل أن يريهما الله تعالى مناسكهما { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ البقرة 128 ) ومن المناسك الصلاة و الحج و الصيام. وتلك أعمدة ملة ابراهيم التي توارثها العرب ـ وحدث فيها تحريف فعالجه القرآن الكريم الذى هو المهيمن والحكم على ملة ابراهيم.
وبشأن من يقول إن هناك من وضح لنا تفاصيل الصلاة والصوم والحج وغيرها في روايات أطلقوا عنها " السنة" ، هذا يدفعنا للتساؤل: كيف كان الناس يصلون قبل هذه المؤلفات المذهبية أو تلك التي جمعت على طريقة "البخاري ومسلم" بعد نحو مائتي عام على وفاة الرسول .. ؟ وماذا لو لم يقوم اصحاب هذه المرجعيات بتأليفها.. هل سيظل الأمر غامض وسيضيع الدين، الجواب: "طبعا لا ".. لأنه من المعروف ان الصلاة وغيرها من الفرائض كانت متواترة على ملة ابراهيم والدليل على ذلك آيات كثيرة ومناسك الحج خير شاهد قال تعالى: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"، والملة هي السنة المتبعة طبعا..
وخير شاهد الصيام فقد كان المسلمون يصومون على ملة ابراهيم المعهودة كون القرآن حثهم على ذلك " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم" فكانوا يصومون من العشاء الى المغرب وكان وقت الافطار هي الفترة القصيرة بين المغرب والعشاء فكان البعض يختانون انفسهم فانزل الله تعديلا في ذلك رحمة بالمسلمين :" عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ.. الايه"
ثم نزلت الايه :" أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ {البقرة:187}.
ولفظة "أحل لكم" في بداية الآيه تشير الى تشريع جديد يعدل في وقت الصيام ولعل الدكتور احمد صبحي منصور قد أوضح ذلك بشكل يزبل أية لبس يذكر..
ان الله سبحانه وتعالى نهانا عن اتباع ما ألفنا عليه اباؤنا عدا ملة ابراهيم يأمرنا باتباعها في كل الديانات ورغم ان هذه الملة العملية قديمة الا ان الله الذي تكفل بحفظ الذكر، فقد حفظ مناسكها عبر التواتر العملي لأداء الفرائض على مدى الاجيال ونحن مأمورين باتباعها مع التعديل الذي يأتي بنص قرآني في بعض الفرائض والتشريعات مثل العقوبات ووقت الصوم والذي كان يبدأ من وقت العشاء حتى المغرب وكان وقت الافطار قصيرا فلا يبقى وقتا لمعاشرة النساء فكان المسلمين يختانون انفسهم فجعل الله الصوم في النهار وهذا ما يؤكد ان المسلمين عندما قاموا بالصيام في البداية صاموا من العشاء الى المغرب اي على صوم على ملة ابراهيم والتي كان هناك من يقيمها بقريش قبل الاسلام مثلها مثل الحج.. كما فصل القرآن الاشياء التي كانت غامضة على المسلمين كالوضوء وكالمواريث.. ولو كانت تفاصيل الصلاة والصوم والزكاة والحج ستضيع بملة ابراهيم لما وصانا الله باتباعها ولو كانت هذه التفاصيل ضاعت قبل ان يبعث محمد لما كان المسلمين صاموا الوقت الطويل من عشاء حتى المغرب دون ان يكون هناك ما يوضح ذلك سوى انها كانا متواترة على ملة ابراهيم لهذا توعدنا الله وحذرنا من عدم اتباع ملة ابراهيم بمعنى كتاب الله وملة ابراهيم والله خبير وحكيم وعليم بما يناسبنا.. فالتفاصيل كانت متواترة عبر الاجيال حتى بالصلاة وقد كان الكفار يؤدونها ولا يقيمونها لكن الله احبط اعمالهم (وما صلاتهم عند البيت الا مكاء....الخ) ..
وكان الله عندما تنحرف الاجيال عن ملة ابراهيم جاءت الكتب السماوية لتعيدهم الى الملة نفسها دون ذكر التفاصيل في الفرائض كونها معروفة عبر الاجيال والرسل بعثوا فقط لتقويم الاعوجاج الذي حدث واية تشريع جديد فهو من حق الله وحده ولم يحدث لأي نبي أن احل او حرم خارج كتاب الله كون ذلك تعديلا في ملة ابراهيم وهي من حق الله وحده.. وملة ابراهيم ملة عملية وليست سنة قولية لهذا عندما يذكر القرآن بعض الصلوات ولا يتطرق لبعضها كصلوات الظهر والعصر كون الصلوات معروفة وتفاصيلها معروفة ولا يذكرها الا في سياق ما وردت به ومعرفة وبلام العهد اي انها معهودة فمثلا يذكر القران من الاسبوع يومي الجمعة والسبت ولا يذكر اسماء بقية الايام كالأحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس وهذا لا يعني ان الاسبوع يومين فقط كون الاسبوع معروفة ايامه قبل ان ينزل القرآن وهو ان ذكر يومين فقط ذلك لأنها مرتبطة بما يتحدث عنه فتفاصيل الفرائض كانت موجودة عدا ان قريش اشركت هذه الفرائض في عبادتها الأوثان وجعلت الحج ليس حنيفا مخلصا لله بل انها جعلت فيه سوق عكاظ وتبادل الشعر والتفاخر بالأنساب والقبيلة كما كانت قريش تمتع بإيلاف اي حصانة لقوافلها وذلك لزعامتها الدينية كما كانت بموجب هذه الحصانة هي الوسيط لنقل وحماية التجارة بين الهند واليمن الامر الذي جعلها ترى في دين محمد تهديدا لمصالحها كون محمد ضد الاوثان وهي تحتفظ لكل قبيلة وثنا بالكعبة ويدعو لان تكون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي تستمد زعامتها من استرقاق الناس وممارستها الفساد وكذا من سوق عكاظ كمنبر ثقافي يؤجج العصبية ويفرق ولا يوحد وهو ما يتنافى مع ملة ابراهيم...
ولعل الفرق بين الدين وبين الملة أنّ الملّة لا تضاف إلّا إلى النّبيّ عليه الصلاة والسلام الذي تسند إليه. نحو : فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ [آل عمران:95] ، وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي[يوسف :38] ولا تكاد توجد مضافة إلى اللّه ، ولا إلى آحاد أمّة النّبيّ.
والمراد بملة إبراهيم : شريعته التي أمره الله - تعالى - باتباعها في عقيدته وعبادته ومعاملاته، وهى شريعة الإِسلام ، التى عبر عنها بالصراط المستقيم في قوله - تعالى -: قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الأنعام: 161
اذا الملة قد تكون مرادفة لمصطلح "سنة" ونحن مأمورين باتباع ملة ابراهيم قال تعالى :
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل:123
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)
قال الله : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ) النساء:125
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام:161
ودائما صدق الله العظيم
أشكر مرورك يا دكتور أحمد صبحي وتعليقك على منشوراتي شرف كبير لي.. أسئل الله ان ينفعنا بك معلما وملهما لما فيه الخير
دعوة للتبرع
صراع الاخوان والعسكر: النظا م العسك رى فى مصر يعتقل الاخو ان ...
فى الركوع: في الركو ع أقول دائما :(الْح َمْدُ ...
فما مصيره ؟!: الصل اه والصي ام والحج والزك اه كلها...
التشيع الاثناعشرى: السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته.ان لاقا ...
التوجه للقبلة: السلا م عليكم الصلا ت الي الکعب ه فرضا ام...
more
وننتظر منه إسهامات جديدة نتعلم منها.