العراق نقطة ومن أول السطر
بداية لابد من توجيه تحية للرجال في الجيش السوري البطل، الذين يقفون ببسالة نادرة في وجه زحف ذئاب الظلام، مقابل التخاذل المهين لقوات الجيش العراقي، التي فرت مذعورة أمام الإرهابيين الحفاة. من لا يدافع عن وطنه دفاع الرجال، لابد وسيبكي عليه كما النساء!!
إذا حررت الطيور فإنها تطير، وإذا حررت الأحجار فسوف تسقط. هكذا بعدما حررت القوات الأمريكية بغداد في 9 أبريل 2003، أخذت أحجار القبائل العربية السُنِيَّة في السقوط. ويبدو أنها الآن قد وصلت إلى القاع البدائي الوحشي للبشرية. الحرية في الشرق، تعني فتح أبواب مستشفيات المجانين ليهرب النزلاء!!. . هذه هي الجريمة التي ارتكبتها أمريكا، حين أقدمت على تحرير العراق من قبضة صدام حسين وحزب البعث الرهيب. جريمة منح الحرية لقبائل بدائية، تم شحنها بثقافة الكراهية والعداء للعالم وللحياة، فأنتجوا لنا المجاهدين في سبيل الله، وارتدعوا لبعض الوقت، تحت تأثير إغراء الدولار، مشكلين قوات صحوات، مالبثت الآن أن ارتدت إلى سيرتها الأولى، لتفتح بلادها لشذاذ الآفاق، الذين تكالبوا عليها من كل حدب وصوب.
لأكثر من عقدين من الزمان، والإدارات الأمريكية المتعاقبة تتخبط في أوحال الشرق الأوسط الكبير، تورطت وورطت الشعوب التي امتدت إليها أيديها، وآخرها العراق، الذي ربما يلفظ الآن أنفاسه الأخيرة. وحده الشعب المصري، الذي تعثر لبرهة، ومالبث أن قام. ليسترد بلاده ومصيره، من أيدي ذئاب الظلام وشياطينه، ويوجه لطمة لإدارات أمريكية وأوروبية، أهم ما يميزها الجهل والحماقة. نعم شعوبنا تفاجئ العالم الغربي بما لا قبل له بالتعرف عليه، من أفانين الجهالة والتعصب الأعمى وهوس البدائية الوحشية. يبدو أن هذه الشعوب، إما أن تكون خرافاً يسوقها طاغية، وإما أن تستحيل إلى ذئاب تنهش بعضها بعضاً. لكن هذا لا يعفي إدارات العالم الغربي، بمراكز دراساته ومؤسساته، من الفشل الذريع، وبتسبب تدخلاته الجهولة، في تفاقم حالة التردي والسقوط المروع الحادث لشعوب المنطقة.
مبروك للقبائل السنية دولة داعش الإسلامية بالعراق والشام. ومرحباً بدولة كردستان التي ظلمها التاريخ. يبدو أن المستفيد الوحيد الآن من تحرير العراق من قبضة صدام حسين، هم الأكراد الذين وقفوا لسنوات طويلة كالأسود، في مواجهة دموية الطاغية. والذين يحق لهم الآن تشكيل النواة الأولى للدولة الكردستانية، لتضم إليها في المستقبل الذي نرجو أن يكون قريباً، أكراد سوريا وإيران وتركيا.
لابأس بتجميع نفايات وحثالات المنطقة والعالم من المجاهدين، في تلك المنطقة التي سيتم إعلانها دولة الخلافة الإسلامية، ولا أرى مصلحة للعالم والإنسانية في منع داعش مما تقوم به الآن. فضربهم يشتتهم ولا يقضي عليهم. لن يقضي عليهم بالفعل إلا تأسيس دولتهم، التي يذبحون الناس توصلاً إليها. فهم أهل قتل وسفك دماء، وليسوا أهل إقامة حياة لبشر يعيشون في سلام. فقط لتستعد دول الجوار والعالم لاستقبال الأبرياء الهاربين من جحيمها، ليتم بعد ذلك رسمياً وعبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، اعتبار هذه المنطقة موبوءة وتحت الحصار. علها تكون مقبرة تاريخية لهؤلاء الذين عادوا الحياة، فلفظتهم وحاصرتهم حتى نهايتهم!!
اجمالي القراءات
9095