آحمد صبحي منصور Ýí 2014-04-24
جاءتنى هذه الرسالة على موقع ( اهل القرآن ) فى صفحة الفتاوى . ولخطورتها أنشرها فى هذا المقال :
يقول مُرسل الرسالة : ( السلام عليكم انا شاب من ( .... ) لازلت صغيراً فقط 16 سنة بدأت بمشاهدة المواقع الجنسية قبل 3 أشهر او .. وكنت اشاهد مقاطع عادية للجماع بين الرجل و المرأة ، لأسد حاجتي الجنسبة و لكن بعد مدة بدأت با الميل إلى جنس جديد و هو تقبيل اقدام المرأة بأغراض جنسية للتلذذ فقط ، و لكثرة زيارتي وقعت في مقاطع جنسية لشواذ في البداية قلت يعع ممل جداً. و لم اشاهده حتى . و لكن بعد مدة اصبحت اشاهد نساء يعذبن الرجال { إمرأة سادية } و اخذت امارس العادة السرية بمشاهدة هذه الفيدوهات و لكن و فجأة شاهدت مقطع فيديو الإمرأة سادية تمسك برجل يمتص في ... رجل اخر ... فبدأت أهتم بهم و الأن أصبحت افكر اني امارس الجنس مع أصدقائي و .. فقط عندما امارس العادة السرية في الخارج اتكلم معهم بشكل عادي و حتى تصرفاتي لم تتغير إتجاهم اي اني لم اصبح شاذا ، و لكن عند ممارسة العادة السرية ابدا بتخيل نفسي امص ... اصدقائي و غيرها ... انا اخشى انا اخبر عائلتي فهي عائلة محترمة و قد يعاقيونني اشد العقوبات لو علمو ا بأني اشاهد الماوقع الجنسبة + امارس العادة السرية على مقاطع للواط ... انا مستعد لكي اقتل نفسي و لا اعيش حياة شواذ انا احب انا اكون رجل ذو شأن عظيم و له مكانة في العالم ... يا ربي سامحني فقط حتى ان حياتي اصبحت مملة احسست با ن ليس لدي مستقبل رغم اني في 16 من عمري فقط :/ و اخاف انا اذهب إلى طبيب نفسي او ما شابه بذلك خوفاً من أن تصل الكلام إلى أمي و أبي .... و الله انا محتار ماذا افعل بنفسي حتى اني افكر احيانا في الإنتحار على العيش ذليل مذلول كا لنساء ... هل هناك حل للقضاء على هذا الشذوذ ؟ هل انتحر ؟ هل لو قتلت نفسي سا أدخل للجنة ؟ كثير من الأسئلة انتظر جوابك يا شيخ .. ملاحظة : الإميل كتبته غلط . انا خائف للدرجة لا تتصور. لو ممكن ترد عليا هنا و لا تقوم با اي تليمح اني نشرت هذا او سالتك عنه و بارك الله فيك ) إنتهى .
إبنى العزيز : أشكرك على صدقك فى التعبير ، وأرى في هذا صدقا فى الرغبة فى التوبة . وسأنشر سؤالك فى هذا المقال مع حذف اسمك وبلدك ، نظرا لأهمية السؤال لمن هم فى مرحلتك العُمرية وللآباء والأمهات . رسالتك تثبت خطورة المواقع الاباحية على تدمير الشباب المراهق ، ولعلها تكون جرس إنذار لكل من يهمهم الأمر ، وهم بالملايين. لذا فإن النصيحة الأولى لك أن تمتنع نهائيا عن الدخول لتلك المواقع الاباحية ، وأن تشغل نفسك بما هو نافع لك فى حاضرك ومستقبلك . وتذكر : إنه عليك أن تشغل نفسك بالحق حتى لا تشغلك نفسك بالباطل. وهذا يحتاج توضيحا :
2 ـ أنت الآن على أعتاب الرجولة وتحمل المسئولية والتكليف ، أنت تجتاز مرحلة خطرة فى حياتك ، تحدث فيها تحولات جسدية ونفسية وعقلية هامة ، وربما تؤثر فى مستقبلك . وقد يحدث فيها تشوش بسبب عوامل خارجية ( كالمواقع الاباحية ) بمثل الذى تتحدث عنه ، وهذا شىء طبيعى وعادى . المهم كيف تعرف أن تجتاز مرحلة المراهقة هذه بأقل قدر من الأخطار . هذا هو موضوعنا .
3 ـ أنت الآن تتمتع بنعمة الصحة ( وفوران الشباب ) وتتمتع بالوقت . هاتان النعمتان قد تتحولان الى كارثة لو أسأت إستغلالهما ، أى تستغل وقت الفراغ فى تلبية غرائزك الجنسية والادمان على المواقع الاباحية بما يوقعك فى مصائب نفسية و تهيؤات جنسية شاذة وغير شاذة كما يحدث لك الآن . ويمكن أن تستفيد من الصحة ووقت الفراغ بأن تشغل نفسك فيما ينفعك فى مستقبلك ، الفيصل هنا هو مدى قدرتك على التحكم فى نفسك وغرائزك . إذا تمكنت من التحكم فى نفسك فأنت ناجح ، وإن استسلمت لغرائزك وتحكمت فيك أهواؤك فستظل ضعيف الشخصية ، خاملا خائبا طيلة حياتك . من المستحيل أن يقتل الانسان غرائزه فى داخله، ومن المستحيل أن يتجاهلها ، ومن الصعب جدا فى مرحلة المراهقة التخلص من عنفوان وسيطرة الغريزة الجنسية إلا بأن تعلو فوقها ، بأن تشغل نفسك عنها ، وأن تداريها وتؤجلها ببديل نافع تستغل فيه نعمة الوقت ونعمة الصحة .
4 ـ إبدأ من الآن ومبكرا ـ وانت فى مطلع شبابك أن ترسم لنفسك هدفا نبيلا تحققه فى حياتك ، وتعمل له من الآن ، ومن أجله تتجنب الانقياد لغرائزك . بمعنى أن تؤجل الاستجابة لها الى أن تتزوج ، وبعد تحقيق مرحلة من مراحل هدفك المنشود . إجلس مع نفسك وتفكر فى مستقبلك . ماذا تريد أن تكون ؟ هل تريد أن تكون مهندسا ؟ طبيبا ، متخصصا فى التكنولوجيا ؟ فى الحاسبات الهارد وير والسوفت وير ؟ هل تريد أن تكون أديبا ؟ كاتبا ؟ باحثا ، قصاصا ؟ فنانا مطربا ، ملحنا موسيقيا رساما ممثلا مخرجا ؟ فى مرحلة المراهقة تتفتح فى داخل الانسان بوادر طاقات إبداعية من الشعر و التمثيل وغيرها . المهم أن تختار طريقا لحياتك وعملك ، وتبدأ من الآن العمل من أجله بالآتى : أن تتفوق فى دراستك الثانوية ، كى تتأهل لدخول الكلية التى تتخصص فى المهنة التى تحبها ( الطب ، الهندسة ، الصيدلة ، الآداب .الفنون .الخ ) ، ثم لا تكتفى بالتفوق فى دراستك الثانوية بل تتعود وبكل جدية على القراءة ، سواء فى الكتب أو فى الانترنت ، وكل المعلومات متاحة على الانترنت ، أى بدلا من مواقع الفساد والجنس عليك بالبحث عن المعلومات التى تفيدك فى تخصصك المطلوب .
5 ـ قبل هذا وبعده يا بنى ، عليك أن تتعود الصلاة ، وأن تتعود الخشوع فيها ، وتعلم أنك بالصلاة تخاطب ربك جل وعلا ، تدعوه وتسبحه وتقدسه وترجو منه الخير وأن ينجيك من نفسك التى تأمرك بالسوء والفحشاء ، وأن تتعلم من الصلاة أن تكون طاهرا نظيفا مُحسنا للناس فعّالا للخير فى مجتمعك . لقد منحك ربك جل وعلا 24 ساعة كل يوم . تأدية الصلاة بالفرائض الخمسة وبالوضوء لا تتجاوز نصف ساعة فقط . هى زكاة هذا اليوم . جرّب أن تلتزم بالصلاة إلتزما حازما وحاسما مهما كانت الظروف ، وجرّب أن تخشع فى صلاتك وانت تخاطب ربك جل وعلا ، وجرّب أن تركّز فى صلاتك ، بألّا تسهو مهما استطعت ، وسترى نتائج ساطعة فى إصلاح نفسك . لو سوّلت لك نفسك الوقوع فى معصية ستسأل نفسك كيف ستصلى وتخاطب ربك جل وعلا وأنت مصمم على المعصية ؟ كيف تقول لربك وأنت تقرأ الفاتحة تدعون ( إهدنا الصراط المستقيم ) وأنت مصمم على الوقوع فى الفحشاء ؟ الصلاة أعظم وسيلة للتقوى والاصلاح والتطهر والسمو الأخلاقى. الصلاة أيضا ( مع الصبر ) أعظم وسيلة فى مواجهة كل المصاعب والمصائب والأزمات، ونحن معرضون للمصاعب والأزمات كل يوم . يقول جل وعلا (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة ). قد تغلبك نفسك فتخطىء . لا تيأس من رحمة الله ، فهو جل وعلا يعفر الذنوب جميعا لمن يريد ان يتوب مخلصا . يكفى أن تتوب توبة صادقة ، وأن تكون صلاتك وخشوعك فيها برهان ودليل توبتك . موجز ما سبق أن تلتزم بتجنب المواقع الاباحية ، وأن تلتزم بتأدية الصلاة والخشوع فيها .
6 ـ وفى كل أحوالك يا بنى : لا تقدس مخلوقا . كل الأنبياء والرسل والملائكة مخلوقات خلقها الرحمن جل وعلا ، فليكن تقديسك وعبادتك وخضوعك لله جل وعلا وحده..
7 ـ فى النهاية : أرجو أن تكون من رواد موقع ( أهل القرآن ) وأن تتفاعل فيه بالقراءة والتعليق . وستجد فيه معلومات هامة تاريخية ودينية وعامة ..تفتح لك آفاقا جديدة من مجالات التفكير ، تأخذك من عالم الغريزة السفلى الى اللذة العقلية ومتعة التفكير التى تضىء العقل وتسمو بالوجدان ، ولا يعقبها ألم ولا ندم .
8 ـ ادعو الله جل وعلا لى ولك بالهداية .
أشكرك يا دكتور على ردك.
لا جدال أن الحرام ما حرمه الله بنص واضح ولكن (وبعيدا عن موضوع حجب المواقع الاباحية) فان التقنين البشري مجاله المباح. لا يوجد نص قرآني صريح يأمرنا أن ندفع الضرائب ونلتزم بقوانين المرور والامتناع عن التدخين في المكتبات والمباني العامة. البشر يقدرون مصلحة مجتمعهم ويقيدون المباح بناء على ذلك.
أما المواقع الاباحية فهي مبنية أساسا على الصناعة البورنوغرافية التي هي مستندة على الزنا والتغرير بالشباب العامل بها وافساد المجتمع المشتري لها (و فتح المواقع الاباحية على الانترنت يدر دخلا عن طريق الأعلانات). القرآن فيه نص صريح يأمرنا أن لا نقرب الزنا والفاحشة بشكل عام وهذا في تقديري يشمل مشاهدة الزنا العلني الربحي الذي يصنعه هؤلاء. ولا أظن أن أحدا يقول عن نفسه مسلم (أرضي أو قرآني) يرضى أن ينفتح مجمعه على الصناعة الاباحية. ولكن لكراهية الكاتب مصطفى فهمي للاسلاميين في مقالته تلك صار حتى حجبهم للمواقع للاباحية مرفوض.
نصحته أن ينتقي معاركه لأنها معركة خاسرة ولكن من امتلأ قلبه بغضا لا يحب الناصحين.
رغم ان المقال رائع والاجابه رائعه ومحكمه الا اني اختلف مع الدكتور احمد في حرمانيه المواقع الاباحيه فانا اعتبرها مواقع ثقافيه لا غني عنها وخاصا في مجتمعنا العربي المتشدد
يوجد مصادر (تثقيف جنسي) لا مشكلة فيها. المشكلة بل المصيبة في صناعة البورنوغرافي المستندة على الفاحشة و التغرير. مجتمعاتنا الناطقة بالعربية مشكلتها ليس التشدد بل الفساد والاستبداد والظلم الذي يتولد عنه الأصولية كردة فعل.
السلام عليكم و رحمة الله
ان الافلام الاباحيه درجات و كلها في الاصل حرام لقوله تعالى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ). و تختلف درجة الحرمه بحسب درجة التأثير السلبي لهذه الافلام على المشاهد فكلما كان الفلم ذو تأثيرسلبي اكثر كلما كان اكثر حرمة. هذا ما افهمه من الايه ومن اختصاصي كمعالج نفسي و الله تعالى اعلم.
و مسألة تحريم الافلام الاباحيه لا جدال فيها بين المعالجين النفسيين المسلمين لوضوح اثرها السيء خصوصا تلك الافلام الشاذه التي تنقل المدمن من درجة مرضيه الى درجه مرضيه اعلى عن طريق التطبّع الاشتراطي conditioning
اما هذا الشاب فأقول له:
يجب عليك ان تطلب مساعدة متخصص او معالج نفسي بأقرب فرصه. ذلك انه الذي حصل لك هو بسبب قانون التطبّع الاشتراطي يزداد بأزدياد المشاهدة و التلذذ بالمشاهدة في كل مرّة.
حيث انك في البدايه كانت لديك حاجه جنسيه و حرمان جنسي طبيعي فأندفعت لأشباعها بطريقة النظر فقط. و لأن النظر الى الجنس غير ممارسة الجنس، فأن جوعك بدأ يزداد اكثر و التوتر بدأ يزداد اكثر و اكثر بسبب الحرمان الجنسي الجسدي و التلذذ و الاشباع عن طريق النظر فقط. و بسبب هذا التوتر الكبير الذي في داخلك (الذي يزداد تدريجيا) فانك بدأت بمشاهدة افلام اكثر و اكثر شذوذا عن المألوف.
يجب عليك مراجعة اقرب معالج نفسي مسلم باقرب و قت (وبأمكانك استخدام التلفون و السكايب اذا كنت خائف من انكشاف الخصوصيه) حيث انه ربما توجد اسباب اخرى تدفعك الى هذا. اذا لم تراجع المعالج النفسي في اقرب فرصه فأنك تكون قد ارتكبت جريمه كبيره في حق نفسك لانك بعد مدة سوف تصبح انسانا مريضا اكثر فاكثر و يزداد صعوبة علاجك اكثر فأكثر و سوف تزداد عزلتك و غرابتك عن نفسك و عن الناس اكثر و اكثر.
ملاحظه: اذا شأت فبأمكانك الاتصال بي )بشكل سري اذا شئت(
bless_seeker@yahoo.com
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,289,027 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
دعوة للتبرع
الموت والألم : السلا م عليكم أنا قرأت مقالك حول الموت وصلت...
المرابع / الكفيل: قرأت لك هجوما على نظام الكفي ل واعتب رته من...
تعليقات من عبد الله: Jبخصو قراءة الاست اذ عثمان هي خير من...
رغبة فى المشاركة: ارغب في المشا ركة بكتاب اتي في موقعك م ، فما...
الصلاة فى الحمام: أعمل فى شركة فى نيويو رك ، وأنا المسل م ...
more
هذا ذكرني بسجال حدث في بداية تاريخ تعليقاتي على الموقع مع الكاتب (مصطفى فهمي) على مقالته "لا ... لغلق المواقع الإباحية" قائلا أن "الحرية لا تتجزأ". ومن المؤسف أنك يومها كنت مؤيدا للمقال في أول تعليق لك عليها، بينما أنا بذلت جهدي في توضيح مساوئ تلك المواقع وأنها ليست مثالا على الحرية. ومن المؤسف أيضا تصلب الكاتب في موقفه ولجوئه إلى الاستخفاف والسخرية في الرد علي.
كراهية الأخوان المتاسلمين تصنع العجائب في النفس.
هذا الشاب مثله من ضحايا صناعة ال(pornography) كثير، وهي ذات خطر على المجتمع يساوي خطر المخدرات إن لم يكن أكثر (واليوم في أمريكا يناقشون تشريع المارجوانا وجلعها قانونية).