من يطالب الإخوان وأذيالهم بنبذ العنف، والإيمان بالوطن، وبالدولة المدنية الحديثة، وبالمساواة بين كافة البشر، وبحرية الإنسان في عقيدته الدينية، دون تدخل من دولة أو أي جهة، ماذا يكون قد ترك لهم ليكونوا إخواناً مسلمين ومجاهدين؟. . من يطلب مثل هذه الطلبات اللامنطقية، كمن يقول لهم "اخدعوني من فضلكم"، أو يكون هو من يخدعنا، فلا نامت أعين السذج والحقراء، وإذا أوصلك الهطل أو الإنسانية لأن تعيد احتضان الثعبان، ليتمتع بالدفء في صدرك، فلا تجأر بعدها بالصراخ إذا عاد هو أيضاً للدغك في قلبك. . . من يدعو للمصالحة يرى أن المشكلة كانت في الأشخاص وتجاوزاتهم، ومن يرفضها يراها في صميم الفكر المعادي للحياة والحضارة.
• لا أظن أن وزارة الخارجية أو هيئة الاستعلامات أو الإعلام المصري مقصر في توضيح الصورة الحقيقية للغرب، فالغرض مرض كما يقولون، ولقد أصيب الغرب بعمى حيثي مؤقت، لحين قيام الشعب المصري بفرض إرادته، بعدها سيأتي الغرب متوسلاً موطئ قدم. . اللي بيربي أي حيوان بيصعب عليه يموت، ولندن مثلاً هي عاصمة الإرهاب العالمي، والمقر الأساسي لجماعة الإخوان المجرمين، لازم نعذرهم في خوفهم عليهم ووقوفهم جنبهم!!. . سترون أن إدارات العالم الغربي حالما تتأكد أن الشعب المصري قد فرض إرادته، ستعود إلى نغمة تأييده في محاربة الإرهاب. . لا أحد يحترم غير لغة القوة!!
• لقد ارتكب من أصدر قرار الإقامة الجبرية لمبارك إساءة استخدام قانون الطوارئ، المخصص لدواعي الأمن القومي، وليس لتهدئة الحثالات. . قرار وضع مبارك تحت الإقامة الجبرية قرار سخيف في ظرف سخيف بهدف خداع من هم أكثر سخافة. . يعدد البعض سلبيات عصر مبارك، كما لو كانت جرائم ارتكبها الرجل، والحقيقة أنها تدخل في توصيف فشل في الإدارة، وفشل أي إدارة لا يرجع للرئيس أو المدير وحده، فدائماً ما يكون الجميع مشاركون فيها. . محاسبة الرجل على الفشل كان بخلعه ونظامه، أما الحديث عن الفشل كما لو كان جرائم متعمدة فهذا خطأ كبير، أو افتراء وظلم متعمد لإنسان مصري. . بالتأكيد مبارك هو المسؤول الأول سياسياً عن توحش وتغلغل التيار الديني في مصر، كما أنه المسؤول عن أن المعارضة السياسية له تكاد لم تضم إلا الحثالات. . لم يرتكب الرجل جريمة جنائية، أما جرائمه السياسية فكلنا شركاء فيها. . قبل أن تحاكموا مبارك شعبياً، ليتنا نحاكمكم وشعبياً أيضاً على تحالفكم مع الإخوان ومحمد مرسي وأركبتموهم فوق ظهورنا. . ليتكم تخرسون فأنتم أساس نكبتنا!!. . لا يحسبني أحد مؤيداً لمبارك أو حتى متعاطفاً معه كرئيس، بل كتبت أشد المقالات نقداً له في عز سلطانه. . فقط أرفض عدم احترام القانون والقضاء، وأرفض وأشمئز من حجم الافتراءات والأكاذيب التي ألصقت بالرجل، كما أرفض من حركوا هذه الأكاذيب من حثالة القوم، بقايا عهد ناصر الكارثي. . نعم مبارك مسؤول عن توحش التيار الديني، لكن لا ينبغي أن ننسى أن هؤلاء متوغلون في كل العالم بما فيه إوروبا وأمريكا. .هم وباء عالمي لم نقاومه بالصورة الصحيحة. . هل قرر الشعب المصري أن يصير هتيفة ثورة مستمرة، على أن تتولى دول الخليج إطعامنا؟!!. . حالة شاذة بكل تأكيد، أن يكون الشعب عظيماً، ونخبته حثالة. . يا نخبة العار: حقاً اللي اختشوا ماتوا!!
• لا أعتقد أنها مصادفة أن ذات الأصوات التي توغل في العداء لشخص مبارك (وليس لنظامه الذي ثار عليه غالبية الشعب المصري)، هي ذات الأصوات التي تدعو لما يسمى مصالحة مع ذئاب الظلام، وتدعو لإشراكهم في حكم مصر، وهي ذات الجهات التي تحالفت معهم في الفترة الماضية، ودخل بعضها الانتخابات النيابية على قوائم الإخوان. . هي ذات الأصوات الناصرية العروبجية اليسارجية، وهي ذات الجذور الأيديولوجية التي تجمعهم بذائب الظلام، والتي تتسيدها الكراهية للعالم، ولا تقوم على حب الوطن، بقدر ما تنحو لكراهية هدف ما، قد يكون الآخر الغربي، وقد تدعوه الرأسماليين الذين يمتصون دماء الشعوب، وقد تلقبه باليهود أحفاد القردة والخنازير والنصارى عباد الصليب. . الأمل الذي تصورناه بعيداً أن يدرك الشعب حقيقة الإخوان وأذيالهم قد تحقق بأسرع مما تصورنا، لذا فعلينا أن ننتظر يوماً يستيقظ فيه الشعب على إدراك مدى خطورة حرافيش العروبة والناصرية واليسار!!
• أحب الفصل بين 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013، فثورة 30 يونيو هي ثورة الكتلة الرئيسية من الشعب المصري، بغض النظر عن أدوار ثانوية تكميلية قام بها الشباب، وبمنأى عن النخبة المنتهية الصلاحية في جبهة الإنقاذ. . أظن أن من يدعي غير هذا يحاول سرقة الشعب المصري وثورته الخالدة ضد ذئاب الظلام، كما أحب بطبيعتي وتكويني الشخصي والفكري كلمة "ثورة" و"ثوار"، لكنني وطوال عامين ونصف مضيا، كلما سمعت كلمة "ثوار" راح نظري إلى سلة المهملات، لأرى إن كان بها متسعاً لكل هؤلاء الغلابة المشوشين والمشحونين بالأحقاد والخزعبلات. . مشكلة المصريين الآن في ثوارهم وليس في أعداء ثورتهم. . أعرف الثورة فكراً وإرادة تهدم القديم المنتهية صلاحيته، ليقيم أبنية جديدة عصرية، ولا أعرفها ظلامية وهيمنة، أو صياعة وأحقاداً وتلاعباً وقلة أدب. . أنصح الشاب محمود بدر وأصحابه أن يعوا حقيقة أنهم لم يحركوا كل هذه الملايين من الشعب المصري في 30 يونيو، فكل ما فعله هو إطلاق صيحة كان الجميع يرددها، فكانت الاستجابة ليس له، وإنما لما يموج في قلوب الجميع. . ليته الآن يصمت، حتى لا يتحول إلى كائن على شاكلة حمدين الصباحي!!
• يعرف الفريق السيسي بالتأكيد أن كل من بالساحة كدابين زفه، وأنه الوحيد الذي يحوز ثقة ومحبة الشعب المصري. . واضح؟!!. . تيجوا نتكلم بالمفتشر ولامؤاخذة؟. . مصر محتاجة من يحكمها بالحديد والنار لمدة خمس سنوات على الأقل. . بعدها تفرج، يمكن نكون نظفنا!!. . في ظل ما أتمناه من اختفاء الوجوه القديمة، أتوقع باقة مرشحين جدد للرئاسة، مثل عبد الفتاح السيسي ود. مصطفى حجازي ود. حسام بدراوي و تهاني الجبالي.
• من طبيعة التفكير والسيكولوجية البشرية احتياجها إلى جدار ثابت تستند إليه، ونقيض طوباوي يأخدها الحنين إليه، في مواجهة ما تواجهه من صعوبات وإحباطات، فهي تحتاج في مواجهة الظلم والعشوائية العبثية، أن تتخيل مصدراً للعدالة والانتظام في العالم، وفي مواجهة عدو غادر تحتاج لصديق وفي، يفضح بوفائه نذالة العدو، وفي السياسة يدفعها الواقع المتردي الفاشل إلى تصور فترة ذهبية، لذا نجد من يذهب الآن لعصر الملكية أو للفترة الناصرية أو الساداتية، بل وهناك من يختصر الطريق ويطوب مرحلة مبارك التي عانينا فيها جميعاً. . الاحتياج للنقيض حاجة إنسانية تتفاقم مع طفولة الفكر أو سذاجته.
• حين أنتقد وبعنف التيارات السياسية، إخوانية أو سلفية أو ناصرية أو عروبية أو يسارية، فإن نقدي ينصب على الفكر، لما يمكن أن يؤثر به على حاضر مصر ومستقبلها، مع كامل احترامي الإنساني للأشخاص الذين يعتنقون تلك الأفكار، وحتى استهدافي لأشخاص بعينهم من النخبة، هو استهداف للدور الذي أراه مدمراً ومخرباً للحالة المصرية، ولا يعني هذا أبداً توجيه إهانة شخصية لهؤلاء. . أنا لا أعادي أبداً أشخاصاً، وإنما أفكاراً وسلوكيات. . صدق نزار قباني حين قال: أطلق على الماضي الرصاص. . عن ستة عقود ماضية على الأقل أتحدث.
• المادة الثالثة من الدستور المعطل والخاصة بشرائع المسيحيين واليهود يجب حذفها، فهي تكرس دينية الدولة التي تلمح إليها المادة الثانية.
اجمالي القراءات
8365