بدأت عناصر شبابية من أصلاء ثورة 25 يناير تستعيد المشاهد المبكرة لتلك الثورة المجيدة، التى لم يشارك الإخوان المسلمون فى تفجيرها، وظلوا يراقبونها من بعيد. فلما أيقن كهول الإخوان أن الثورة ستستمر، وربما تنجح بهم أو بدونهم، سارعوا بدفع عدة مئات من شبابهم فى نهاية اليوم الرابع (28/1/2011) إلى صفوف الثوار.
- الكذب والتقية عند الإخوان
- هـل الإنسان حـبـر وورق ..؟؟
- حزب الله وحزب الشيطان بين الدين والسياسة
- الدولة المدنية.. فالدولة المدنية.. ثم الدولة المدنية
- الدولة المدنية أو الهجرة إلى السعودية
- الإخوان يقتلون الإخوان ..!؟ هل قتل الأمن المصرى القيادى الإخوانى محمد كمال لحساب غريمه محمود عزت ..!؟
- هــل سيـضيع الـدم الـمـصــري بـين الـقـبــائـل
- هــل فعـلا الزراعة هي الحل ..؟؟
ومع كل يوم خلال الأسبوعين التاليين، كان مزيد من شباب الإخوان يلتحق بالثورة، ويتجمعون فى ركن خاص بهم فى ميدان التحرير. ويشهد أصلاء الثوار أن الإخوان أبلوا معهم بلاء حسنا يوم المواجهة العنيفة مع قوات النظام فى ما سُمى «بمعركة الجمل»… ولكن لم يسقط منهم أحد، لا فى ذلك اليوم ولا فى بقية أيام الثورة الثمانية عشر.
وأما بالنسبة للسلفيين، فإنهم لم يشاركوا على الإطلاق. بل إنهم كانوا يحرضون ضد الثورة وضد الثوار، تحت ذريعة أن «الخروج على الحاكم، هو معصية، قد تؤدى إلى فتنة، والفتنة -عندهم- أشد من القتل». ومن ذلك جاء قولهم المأثور: «الصبر على حاكم غشوم أفضل من فتنة قد تدوم». هذا فضلا عن اعتبارهم أن السياسة نجاسة، والاشتغال بها رجس من عمل الشيطان.
ومع ذلك، فمجرد أن تنحى مبارك (11/2/2011)، انفتحت شهية السلفيين فجأة للعمل السياسى. بل وبدؤوا يتصرفون كأنهم هم الذين قاموا بالثورة، ومن حقهم أن يحتكروها. ومن ذلك، مثلا، أنهم اعترضوا بقوة السلاح على تعيين محافظ قنا لا لشىء سوى أنه من الإخوة الأقباط.
ويستمر عدد من أصلاء ثورة يناير فى استدعاء ذكرياتهم لوقائع السنة الأولى، وكيف أن الدعوة إلى المليونيات فى التحرير، وفى ميادين مصر الأخرى، كانت تصب فى النهاية لمصلحة جماعة الإخوان المسلمين. وكان الاكتشاف الصارخ لهذه الحقيقة مع إصرار الإخوان على الانتخابات أولا، وقبل أى دستور، وهو ما تم الاستفتاء عليه يوم 19/3/2011.. وظهرت فى الترويج له دعوات ترهيبية باسم الدين على شاكلة أن على المؤمنين أن يقولوا «نعم»، وهى الطريق إلى الجنة، بينما المعترضون بـ«لا» فلهم جهنم وبئس المصير!
كانت هذه اللغة الترهيبية، باسم الدين، جديدة تماما على شباب الثورة الأصلاء من جانب زملائهم الدخلاء على الثورة. وتتالت مشاهد اختطاف الثورة من انتخابات نيابية لمجلسى الشعب والشورى إلى انتخابات رئاسية. وقبيل كل جولة انتخابية كانت ترتفع أصوات شباب الإخوان بالدعوة إلى «مليونية» يستدرجون من خلالها الثوار الأصلاء ليحاربوا فى معارك الإخوان ضد خصومهم.
ونجح الإخوان فى إلصاق تهمة «الفلول» بكل خصومهم. بل ونجحوا فى استصدار قوانين من مجلس الشعب، الذى كانت لهم فيه أغلبية، لكى يعزلوا معظم هؤلاء الخصوم، ويعرقلوا إما ترشيحهم، مثلما فعلوا مع اللواء عمر سليمان، أو انتخابهم، كما فعلوا مع الفريق أحمد شفيق.
طبعا، فى كل ذلك، يتحمل شباب الثورة الأصلاء قسطا من المسؤولية. فقد عبّروا عن زهدهم فى السلطة، ونفورهم من العمل الحزبى، ومن تولى أى مناصب قيادية فى العمل العام. وربما كان ذلك محمودا فى أيام الثورة الأولى. وهو ما جنّبها الفُرقة والصراع الداخلى على المواقع القيادية، حتى إن وسائل الإعلام العالمية أطلقت عليها «ثورة بلا قيادة» (Leaderless Revolution). بل وقيل فى ذلك إنها «أول ثورة فى التاريخ، لا يستولى من قاموا بها على السلطة ممن أسقطوهم». وبتعبير آخر إن المثالية الزائدة للثوار المصريين الأصلاء هى التى أفسحت الطريق للأكثر نهما، والأقل مثالية لاختطاف الثورة، ثم لاقتناص السلطة.
والآن يتساءل الثوار الأصلاء، ومعهم ملايين المصريين، هل سيستمر الإخوان المسلمون فى إحكام قبضتهم على مفاصل الدولة المصرية، ثم على الاقتصاد المصرى، ثم فى النهاية على المجتمع المصرى كله؟
مع صباح اليوم الذى كتبت فيه هذا المقال (5/9/2012) كانت حركة تعيين المحافظين الجدد قد أعلنت، وبالطبع كان معظمهم من الإخوان المسلمين وحلفائهم من السلفيين، ومن انطوى تحت جناحهم من القوى السياسية الأخرى.
وربما يقول المراقب المحايد، أليس ذلك من حق الحزب الفائز فى الانتخابات؟ وهذا صحيح لأول وهلة. ولكن نظرة متفحصة لنتائج تلك الانتخابات تشير إلى أنهم فازوا «بأكثرية» لا «بأغلبية» أصوات المصريين الذين لهم حق التصويت، وهم خمسون مليون ناخب، حصل المرشح الإخوانى (محمد مرسى) على ما يقارب 14 مليون صوت، بينما حصل منافسه أحمد شفيق على 13 مليون صوت. أى أن الرئيس الإخوانى يحكم حقيقة بأكثرية لا تتعدى 28% ممن لهم حق التصويت.
ومرة أخرى، تم استدراج معظم شباب الثورة الأصلاء، إما إلى مقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، أو إبطال أصواتهم. هذا فى الوقت الذى حرص فيه كل إخوانى وكل سلفى، سواء كانوا شبابا أو كهولا، على التصويت. وكانت النتيجة أن الملايين الثلاثة عشر الذين قاطعوا تلك الانتخابات أو أبطلوا أصواتهم فيها، هم فى الواقع من أعطوا محمد مرسى الحافة التى فاز بها على أحمد شفيق.
والسؤال الذى يردده، الآن، شباب الثورة الأصلاء: هل اخترق الإخوان بقية الأحزاب السياسية، كما اخترقوا صفوف ثورة 25 يناير، ثم اختطفوا الثورة، ثم السلطة؟ وأهم من الثورة والسلطة، يتساءل نفس هؤلاء الشباب، هل سيختطف الإخوان الوطن كله؟
أسئلة أرجو أن يشارك فى الإجابة عنها كل من يهمه الأمر..
وعلى الله قصد السبيل.
استاذنا الفاضل / الدكتور سعد الدين ابراهيم
كل عام وحضرتك بخير
مقال سيادتك يفتح بابا من الأسئلة لا نهاية له ، لكن قبل أن ندخل في موضوع طرح الأسئلة لابد أن نحمل المثقفين في مصر جزء كبير من المسئولية التي يعاني منها المصريون اليوم
معظم المثقفين أو النخبة التي تهتم وتنشغل بالعمل السياسي في مصر والتي تساهم بقدر كبير في تشكيل وعي الجمهور ، هذه النخبة تعاملت مع الاخوان دون أن يقرأ معظمهم تاريخ الاخوان ، تعاملوا معهم بعد الثورة ، وصنفوهم وقيموهم بعد الثورة ، وكذلك الأمر مع السلفييين تم التعامل المباشر معهم بعد الثورة أيضا وانخدع جميع المثقفين بكلام هؤلاء وهؤلاء وانخدعوا بحديثهم عن الدولة المدنية والحرية والديمقراطية والمواطنة وموافقتهم على اختيار نائب رئيس قبطي او امرأة وعن كذبهم في المنافسة على 30% فقط من البرلمان ، وكذبهم في عدم ترشيحهم مرشحا للرئاسة ، ورغك كثرة الأكاذيب والمتناقضات التي وقع فيها الاخوان خلال عام ونصف فقط وكلها ظاهرة للعيان إلا أن هذه النخبة التي تدعي الثقافة روجوا لعملية عصير الليمون كيدا في شفيق ، وتناسوا وغفلوا ان مصائر الأمم والأوطان لا يمكن التعامل معها بمنطق ومنهج الكيد لفلان أو علان ، وأقنعوا أعداد كبيرة جدا من شباب الثورة أن يعصروا على أنفسهم ليمونة ويصوتوا للدكتور مرسي
وكانت هذه أكبر خطيئة وقعوا فيها كنخبة يفترض أنهم يقرأون الواقع ويستشعرون الخطر ويمثلون البوصلة الحقيقية للمواطن العادي يوجهونة للصواب وينصحونه ويصححون له المفاهيم
والسبب في كل هذا من وجهة نظري هو التكبر والعنجهية عند كثير من المثقفين ، والخوف عند البعض الآخر ، فكثير من المثقفين يتكبر حين يبين له كاتب او مفكر غيره خطورة أمر ما أو خطورة وحقيقة جماعة ما فيلوي عنقه ويغضب ويرفض النصيحة ، ويرفض حتى السماع باهتمام لما يقال
والبعض الآخر يخاف من المواجهة ، وهذا ما لاحظته في معظم البرامج في التليفزيون كانوا يستخدمون سياسة اللف والدوران والتلاعب باللألفاظ حين يطلب منهم الحديث عن الارهاب والتطرف والوهابية فلا يجرؤ واحد منهم أن ينسب الوهابية للدولة السعودية أو آل سعود أو عبد العزيز آل سعود او محمد ابن عبد الوهاب ، ولا يجرؤ احدهم على ذكر كلمة واحدة عن حذور جماعة الاخوان
وبذلك تعامل معظم الناس مع الاخوان وكأنهم ملائكة السماء وأكثر الناس إيمامان وصلاحا وأفضل من يصلح لتولي السلطة وبذلك تركوا الساحة لهم يفعلون ما يشاؤون في عقول الناس وفي إرادتهم ... وللحديث بقية ...