آحمد صبحي منصور Ýí 2008-08-10
أولا :
عن المنهج العلمى لفهم القرآن الكريم قلنا إنه يفرض على الباحث :
1 ـألا يبدأ بحثه بأحكام مسبقة يريد إثباتها .
2 ـ أن يلتزم بمصطلحات هذا الكتاب ومفاهيمه، لأن المفاهيم التى يعتمدها المؤلف فى كتابه تكون بمثابة عقد بين المؤلف والباحث، فإذا التزم الباحث بتلك المفاهيم والمصطلحات التى يقوم على أساسها نسق الكتاب أمكن للباحث بسهولة، أن يستوعب كل حقائق الكتاب المبحوث.
تحية طيبة
لكن ناظره لاتعني أنها تدركه بالأبصار, من الواضح ان مقصود الآية هو شيء مختلف عن الأدراك البصري, المقصود والله أعلم قد يكون وجوه يومئذ مترقبة أو متأملة رحمة ربها أي مستبشره بالفوز, ووجوه أخرى باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة.
مع التقدير
وتعالى الله الملك القدوس عن أن تدركه الأبصار فهو الذى يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ، ومما يؤيد ما ذهب إليه الدكتور أحمد هو قول الله تعالى على لسان ملكة سبأ ك
(( وإنى مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ))
وهذه الآية الكريمة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن كلمة ( تاظرة) هنا بمعنى ( منتظرة ) اى أن معنى الكلمة يفهم من سياق الآية الكريمة ، فتارة تعنى رأى وتارة تعنى انتظر وترقب .
ولا أنسى هنا أن أوجه شكرى للأخ زهير جوهر على نظرته الثاقبة ووجهة نظره العاقلة .
ولأخى خالد حسن :
ليس شرطاً أن يكون حرف الجر( إلى ) سبباً فى تغيير المعنى ، لأن نظر إلى تختلف عن نظر ل ، وكلاهما تختلفان عن نظر فى ...
فقوله تعالى ( إلى ربها ناظرة ) يعنى منتظرة ومترقبة حكمه ومتلهفة على معرفة مصيرها ..وقوله تعالى ( فنظر نظرة فى النجوم) معناها وجه عينيه نحوها لأنه لا يمكن أن يكون قد رأى النجوم على حقيقتها .. اما نظر ل فلم ترد فى القرآن نهائياً وهى قد تعنى رؤية الشىء القريب ،ويفهم المعنى المقصود من سياق نص الآية الكريمة ، فمثلاً حين قال الله تعالى للذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها ( فانظر إلى طعامك.... واظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً .... وانظر إلى حمارك ) كل هذا يفهم منه الرؤية بالعين حسب سياق الآية .
والله من وراء القصد
عزيزي الدكتور منصور مقالة مهمة ومنهجية، ولكن هل توافقني أن موضوع (رؤية الله) لا يتعلق بالذنوب والعقاب؟ بمعنى أنه لا يعاقب القائل بأي من الرأيين. لأن الآية التي يمكن أن تفصل فصلاً تاماً في الموضوع غير موجودة في القرآن. فلم يقل الله بشكل مباشر أن الخلق لم ولن يروا الخالق، ولم يقل في المقابل بشكل مباشر أن الخلق سيرون الخالق. بل جاءت الآيات محتملة لأكثر من معنى (من الناحية السطحية على الأقل) لحكمة إلهية. بالتأكيد أحد الرأيين فقط هو الصحيح لإستحالة القول بصحة كليهما، ولكن مجرد الحاجة للدخول في العمق والبحث والتفسير والإجتهاد يشير إلى أن الأمر ليس مما يدخل في باب الكفر والآثام وبالتالي العقاب المستتبع لهما. وليس كل الناس على نفس القدر من التبحر والعلم. فمثلاً الشرك حرام والقتل حرام والسرقة حرام و الكذب حرام ولا حاجة للبحث والإختلاف في مدى صحة الحكم، فالحكم واضح جلي. أما الامور الصعبة والمسائل الشائكة والفلسفية فلا عقاب عليها.
أما عن رأيي الشخصي فإنني من الذين يرجحون القول بعدم إمكانية الرؤية لأن عقلي لا يستوعب الكيفية التي سأتمكن فيها من رؤية الله (وما قدروا الله حق قدره) فهذا الأمر أرتعد من مجرد التفكير به. على أية حال أعيد هل أنتم معي بأن القول بأي من الرأيين لا يترتب عليه أي عقاب على الإطلاق، بعكس الإيمان بوحدانية الله والذي لا مجال فيه لتعدد الآراء.
ولكم الشكر.
تحية طيبة
إسمح لى بهذه المداخلة
أتفق معك أنها ليست قضية عقابية بمعنى لو عبداً مات وهو يعتقد أنه سيرى الله جهرة فلن يكون ذلك سبباً وحيداً لدخوله النار ، ولكن ألست معى فى أن الله تعالى حين قال لموسى ص ( لن ترانى ) لم يتبعها ب ( فى الدنيا ) ولا ب ( فى الآخرة ) ولكن الله تعالى تركها مطلقة مفتوحة لتشمل الدارين ، ثم الا ترى معى أن الحرف ( لن ) هو نفى للحاضر والمستقبل أى لن ترانى الآن ولن ترانى فيما بعد ..
وأيضاً لم يكن موسى هو أول من أخذته الصاعقة حين طلب رؤية الله تعالى ، بل حدث ذلك لبنى إسرائيل كلهم حين قالوا لموسى ( أرنا الله جهرة ) فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون .. ثم بعثهم الله من موتهم وتاب عليهم ، ولقد اعتبر الله تعالى أن تفكير بنى إسرائيل فى ضرورة رؤيتهم لله تعالى يعتبر كبيرة من الكبائر وذلك عندما قال تعالى لرسوله الخاتم ص لييخبره بصفات بنى إسرائيل فقال له ( فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة )
كل هذا يؤكد إستحالة أن يردك العبد خالقه حتى لو كان أعظم الملائكة أو رسولاً من رسل الله تعالى فتعالى الله الذى يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار .
كما اشكرك على نبذتك الرائعة فى نهاية تعليقك والتى تدل على نبل المقصد وجمال المنطق وعقلانية النظرة لديكم ولا أزكيك على اللله
والسلام عليكم
جزاك الله خيرا على هذا الاجتهاد الطيب و بارك الله في مجهوداتك الثمينة في سبيل تقريب فهم الناس لكتاب الله فيعقلوه ... لكن عندي بعض التساؤلات و الملاحظات بخصوص هذا البحث الطيب:
أولا: أنت يا دكتور أحمد قد اخترت آية واحدة من بين ايات القرآن و قلت أنها محكمة: هكذا!! دونما توضيح للاسباب التي دفعتك لهذا الاختيار .. و هو أمر بحاجة الى تبيان لكي يعلم الناس ماهي الضوابط التي توجه تفكيركم في اختيار الايات المحكمات.
ثانيا: بخصوص الفقرة التالية من بحثكم الكريم (وبالتوضيح العلمى ـ وهذا من إعجاز القرآن الكريم فى الزمن و سرعات الضوء ـ أن العين البشرية قد تحدد مداها فى الرؤية بسرعة الضوء ، أى 300 ألف كيلو متر فى الثانية ، فالكائن الذى يتحرك أسرع من هذا لا يمكن أن تلحقه أو تدركه لمح العين البشرية بالبصر أو النظر . وهناك مستويات مخلوقة لا تدركها العين فى عالمنا لأن سرعتها أسرع من سرعة الضوء .. وهذا فى المخلوقات فكيف بالخالق جل وعلا.) ... أعتقد أنه يجب تعديل أو حذف هذه الفقرة كاملة من بحثكم الموقر ، لأنها غير صحيحة بتاتا من ناحية فيزيائية لا بالمجمل و لا حتى على مستوى التفاصيل ، فالابصار في العين ليس له علاقة بسرعة الجسم المنظور ، و إنما الرؤية تحدث لأن تردد (أو طول) الامواج الصادرة من الجسم محدود في مجال معين (هو مجال الرؤية) – كما أنه لا يوجد أشياء تتحرك بسرعة أكبر من سرعة الضوء في هذا الكون (و التي هي الحد الاعلى لسرعة الاشياء في هذا الكون).. لذلك أنت لا ترى بعينك أمواج الحرارة ليس لأنها أسرع من الضوء بل لأن ترددها أعلى من 15^10 هيرتز (أو طول أمواجها أقل من 400 نانوميتر) و ليس لأن سرعتها أعلى من سرعة الضوء.. فكل الامواج (و الاشياء) على الاطلاق سرعتها أقل أو يساوي سرعة الضوء. و هناك نجوم سرعتها ربع سرعة الضوء لكن نراها بالعين.
ثالثا: تقول (ولكن يعززها قوله تعالى لموسى عليه السلام حين طلب أن يرى ربه :( قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ) (الأعراف 143) فالنفي هنا (لَن تَرَانِي) قاطع ومستمر إلى المستقبل أي لن يراه فى حياته الدنيوية ولا فى حياته الأخروية) .. و الحقيقة لقد حار عقلي في لماذا قررت يا استاذي العزيز أن التصريح الذي أعطاه الله لموسى يمتد أثره الى الاخرة؟ فالطلب من موسى حدث في الدنيا ، و المحاورة حدثت في الدنيا و التجربة كلها حدثت في الدنيا ... فليس هناك ما يشير مطلقا أن تصريح رب العالمين يمتد للآخرة! ألا تعتقد أن الله لو أراد النفي المطلق لموضوع الرؤية فإن كلمة "لا" لربما تكون أدق؟ فلو قال الله : " يا موسى إنك لا تراني ، أو لا يمكنك رؤيتي" ...الخ ..لكان النفي مطلقا و مؤبدا.... فالله استخدم كلمة لن في قوله "و لن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم" .. فهل هذه الاية تقرر أنه لا يمكن بتاتا العدل بين النساء.. و لا حتى في الاخرة؟؟ .. إنظر الى هذه التركيبة التي استخدمها الله في قوله (فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا) توبة / 83 من الواضح أن الله عندما أراد تأبيد النفي مطلقا فإنه قد استخدم كلمة "أبدا" هناك...
رابعا: أتفق معك أن معنى كلمة ناظرة في آية ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ «22» إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ «23» ) قيامة. هي منتظرة.. و يدعم هذا المعنى آية النمل (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ «35» ) .. أي منتظرة ً ما يرجعون ب (وهو ما قاله الدكتور حسن) إذن بهذا المعنى تصبح الاية لا تتحدث عن رؤية الله فتصبح لا علاقة لها بالموضوع لا نفياً و لا إيجابا. و لكن الله قد بين انه سيغير أبصارنا و يجعلها أكثر قدرة على رؤية أمور أكثر من مسائل الغيب و ذلك في قوله ( لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ «22») ق ... و إذا نظرنا الى الاية التي تقول ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ «103») أنعام .. فإن سياقها جاء ضمن حديث عن آلاء و قدرة الله في خلقه في هذا الكون ما قبل يوم القيامة.. أما أثناء و بعد يوم القيامة فليس من دليل في كتاب الله أننا لن نرى ربنا .. بل إن أية سورة ق تفيد أن الله سيحدث تغييرات جذرية في طريقة إبصارنا للوقائع.
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
و الله تعالى أعلى و أعلم
جزاك الله خبر الجزاء
وزادك الله نورا وعلما راجين الله سبحانة وتعالى أن ينفعنا بعلمكم و جهادكم المخلص فى سبيل إظهار نور الحق القرآنى
مع أخلص الأمانى بالصحة والسعادة الدائمة إن شاء الله
إخوانى الكرام الذين قالوا أن موضوع رؤية الله جل جلاله فى الآخره .ليست من موضوعات الميزان فى الآخره ،ولا تؤثر فى الناحية الإيمانية العقائديه .أقول لهم .دعونى أختلف معكم .وأكرر ما قاله أستاذى دكتور منصور ،فى اننا يجب ألا نساوى بين إدراك الله لمخلوقاته وعدم إدراكهم لرؤيته جل جلاله فى الدنيا والآخرة. وعلينا أن نعلم أن هذا الأمر يستوجب التوبة والإنابة والإياب إلى الله سبحانه وتعالى كما فعل عبده ونبيه موسى عليه الصلاة والسلام .ويجب ألا نغفل عن أن هذه القضية من القضايا الرئيسية من قضايا الإيمان بوحدانية الله جل جلاله وعدم مماثلة أحد من خلقه له سبحانه وتعالى .وأن التهاون فى عدم أخذها بقوة وإعتبارها من قضايا القرآن الكريم الإيمانية الرئيسية فيه من الخطورة الكثير والكثير على صاحبه ....وشكرا لكم جميعا.
تحية عطرة:
نعم أنا معك في الجوهر ولهذا أقول أن الرؤية غير ممكنة. ولكن هذا يبقى رأياً وصلنا إليه نتيجة للتفكير والبحث ولم نصل إليه تلقائياً بمجرد قراءة الآيات، إذ لم ترد أي آية محكمة المعنى في هذا الموضوع. تخيل لو أن الآية التي تخص موسى عليه السلام انتهت بقول الله تعالى: لن تراني في الدنيا ولا في الآخرة. هل كنت ستجد مسلماً واحداً يقول بإمكانية رؤية الله؟ بالتأكيد لن يجرؤ أحد على قول هذا الكلام، لأنها ستكون آية محكمة فاصلة للأمر، ولن يخطر لأي مسلم أن يطرح هذا الأمر للنقاش تماماً كما لا يجرؤ أي مسلم على طرح مسألة وحدانية الله.
ودمت لنا ذخراً وعزاّ
تحية طيبة
هذا رأي صاحب الميزان في تفسير القرآن: نقلته من موضوع تفسير الآية 7 من آل عمران, وانا أعتبر هذا المصدر اكبر المصادر التي بحثت هذا الموضوع حسب علمي المحدود:
مثال ذلك قوله تعالى: «إلى ربها ناظرة»: القيامة - 23، فإنه آية متشابهة، و بإرجاعها إلى قوله تعالى: «ليس كمثله شيء»: الشورى - 11، و قوله تعالى لا تدركه الأبصار»: الأنعام - 103، يتبين: أن المراد بها نظرة و رؤية من غير سنخ رؤية البصر الحسي، و قد قال تعالى: «ما كذب الفؤاد ما رأى أ فتمارونه على ما يرى إلى أن قال لقد رأى من ءايات ربه الكبرى»: النجم - 18، فأثبت للقلب رؤية تخصه، و ليس هو الفكر فإن الكفر إنما يتعلق بالتصديق و المركب الذهني و الرؤية إنما تتعلق بالمفرد العيني، فيتبين بذلك أنه توجه من القلب ليست بالحسية المادية و لا بالعقلية الذهنية، و الأمر على هذه الوتيرة في سائر المتشابهات.
وهذا هو رأي الفخر الرازي وهو برأيي أفضل من كتب بهذا الخصوص
إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
اعلم أن جمهور أهل السنة يتمسكون بهذه الآية في إثبات أن المؤمنين يرون الله تعالى يوم القيامة. أما المعتزلة فلهم ههنا مقامان أحدهما: بيان أن ظاهره لا يدل على رؤية الله تعالى والثاني: بيان التأويل.
أما المقام الأول: فقالوا: النظر المقرون بحرف إلى ليس اسماً للرؤية، بل لمقدمة الرؤية وهي تقليب الحدقة نحو المرئي التماس لرؤيته، ونظر العين بالنسبة إلى الرؤية كنظر القلب بالنسبة إلى المعرفة، وكالإصغاء بالنسبة إلى السماع، فكما أن نظر القلب مقدمة للمعرفة، والإصغاء مقدمة للسماع، فكذا نظر العين مقدمة للرؤية، قالوا: والذي يدل على أن النظر ليس اسماً للرؤية وجوه الأول: قوله تعالى:
{ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }
[الأعراف: 198] أثبت النظر حال عدم الرؤية، فدل على أن النظر غير الرؤية والثاني: أن النظر يوصف بما لا توصف به الرؤية، يقال: نظر إليه نظراً شزراً، ونظر غضبان، ونظر راض، وكل ذلك لأجل أن حركة الحدقة تدل على هذه الأحوال،ولا توصف الرؤية بشيءمن ذلك، فلا يقال: رآه شزراً، ورآه رؤية غضبان، أو رؤية راض الثالث: يقال: انظر إليه حتى تراه، ونظرت إليه فرأيته، وهذا يفيد كون الرؤية غاية للنظر، وذلك يوجب الفرق بين النظر والرؤية الرابع: يقال: دور فلان متناظرة، أي متقابلة، فمسمى النظر حاصل ههنا، ومسمى الرؤية غير حاصل الخامس: قوله الشاعر:وجوه ناظرات يوم بدر إلى الرحمن تنتظر الخلاصا
أثبت النظر المقرون بحرف إلى مع أن الرؤية ما كانت حاصلة السادس: احتج أبو علي الفارسي على أن النظر ليس عبارة عن الرؤية، التي هي إدراك البصر، بل هو عبارة عن تقليب الحدقة نحو الجهة التي فيها الشيء الذي يراد رؤيته، لقول الشاعر:فيامي هل يجزي بكائي بمثله مراراً وأنفاسي إليك الزوافر
وأنى متى أشرف على الجانب الذي به أنت من بين الجوانب ناظراً
قال: فلو كان النظر عبارة عن الرؤية لما طلب الجزاء عليه، لأن المحب لم يطلب الثواب على رؤية المحبوب، فإن ذلك من أعظم مطالبه، قال: ويدل على ذلك أيضاً قول الآخر:ونظرة ذي شجن وامق إذا ما الركائب جاوزن ميلا
والمراد منه تقليب الحدقة نحو الجانب الذي فيه المحبوب، فعلمنا بهذه الوجوه أن النظر المقرون بحرف إلى ليس اسماً للرؤية السابع: أن قوله: { إِلَىٰ رَبّهَا نَاظِرَةٌ } معناه أنها تنظر إلى ربها خاصة ولا تنظر إلى غيره، وهذا معنى تقديم المفعول، ألا ترى إلى قوله:
{ إِلَىٰ رَبّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ }
[القيامة: 12]
{ إلى ربك يومئذ المساق }
[القيامة: 30]
{ أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ }
[الشورى: 53]
{ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[البقرة: 8]
{ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }
[آ ل عمران: 28]
{ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }
[الشورى: 10] كيف دل فيها التقديم على معنى الاختصاص، ومعلوم أنهم ينظرون إلى أشياء لا يحيط بها الحصر، ولا تدخل تحت العدد في موقف القيامة، فإن المؤمنين نظارة ذلك اليوم لأنهم الآمنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فلما دلت الآية على أن النظر ليس إلا إلى الله، ودل العقل على أنهم يرون غير الله، علمنا أن المراد من النظر إلى الله ليس هو الرؤية الثامن: قال تعالى:
{ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
{ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ }
[آل عمران: 77] ولو قال: لا يراهم كفى، فلما نفى النظر، ولم ينف الرؤية دل على المغايرة، فثبت بهذه الوجوه، أن النظر المذكور في هذه الآية ليس هو الرؤية.
المقام الثاني: في بيان التأويل المفصل، وهو من وجهين الأول: أن يكون الناظر بمعنى المنتظر، أي أولئك الأقوام ينتظرون ثواب الله، وهو كقول القائل، إنما أنظر إلى فلان في حاجتي والمراد أنتظر نجاحها من جهته، وقال تعالى:
{ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ }
[النمل: 35] وقال:
{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ }
[البقرة: 280] لا يقال: النظر المقرون بحرف إلى غير مستعمل في معنى الانتظار، ولأن الانتظار غم وألم، وهو لا يليق بأهل السعادة يوم القيامة، لأنا نقول: الجواب: عن الأول من وجهين الأول: النظر المقرون بحرف إلى قد يستعمل بمعنى الانتظار، والتوقع والدليل عليه أنه يقال: أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي، والمراد منه التوقع والرجاء، وقال الشاعر:وإذا نظرت إليك من ملك والبحر دونك زدتني نعما
وتحقيق الكلام فيه أن قولهم في الانتظار نظرت بغير صلة، فإنما ذلك في الانتظار لمجيء الإنسان بنفسه، فأما إذا كان منتظراً لرفده ومعونته، فقد يقال فيه: نظرت إليه كقول الرجل، وإنما نظري إلى الله ثم إليك، وقد يقول ذلك من لا يبصر، ويقول الأعمى في مثل هذا المعنى: عيني شاخصة إليك، ثم إن سلمنا ذلك لكن لا نسلم إن المراد من { إلى } ههنا حرف التعدي. بل هو واحد الآلاء، والمعنى: وجوه يومئذ ناضرة نعمة ربها منتظرة.
وأما السؤال الثاني: وهو أن الانتظار غم وألم، فجوابه أن المنتظر إذا كان فيما ينتظره على يقين من الوصول إليه، فإنه يكون في أعظم اللذات.
التأويل الثاني: أن يضمر المضاف، والمعنى إلى ثواب ربها ناظرة، قالوا: وإنما صرنا إلى هذا التأويل، لأنه لما دلت الدلائل السمعية والعقلية على أنه تعالى تمتنع رؤيته وجب المصير إلى التأويل، ولقائل أن يقول: فهذه الآية تدل أيضاً على أن النظر ليس عبارة عن تقليب الحدقة، لأنه تعالى قال: لا ينظر إليهم وليس المراد أنه تعالى يقلب الحدقة إلى جهنم فإن قلتم: المراد أنه لا ينظر إليهم نظر الرحمة كان ذلك جوابنا عما قالوه.
التأويل الثالث: أن يكون معنى: { إِلَىٰ رَبّهَا نَاظِرَةٌ } أنها لا تسأل ولا ترغب إلا إلى الله، وهو المراد من قوله عليه الصلاة والسلام:
{ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
" اعبد الله كأنك تراه " فأهل القيامة لشدة تضرعهم إليه وانقطاع أطماعهم عن غيره صاروا كأنهم ينظرون إليه الجواب: قوله: ليس النظر عبارة عن الرؤية، قلنا: ههنا مقامان:
الأول: أن تقيم الدلالة على أن النظر هو الرؤية من وجهين: الأول: ما حكى الله تعالى عن موسى عليه السلام وهو قوله:
{ أَنظُرْ إِلَيْكَ }
[الأعراف: 143] فلو كان النظر عبارة عن تقليب الحدقة إلى جانب المرئي، لاقتضت الآية أن موسى عليه السلام أثبت لله تعالى وجهة ومكاناً وذلك محال الثاني: أنه جعل النظر أمراً مرتباً على الإرادة فيكون النظر متأخراً عن الإرادة، وتقليب الحدقة غير متأخر عن الإرادة، فوجب أن يكون النظر عبارة عن تقليب الحدقة إلى جانب المرئي.
المقام الثاني: وهو الأقرب إلى الصواب، سلمنا أن النظر عبارة عن تقليب الحدقة نحو المرئي التماساً لرؤيته، لكنا نقول: لما تعذر حمله على حقيقته وجب حمله على مسببه وهو الرؤية، إطلاقاً لاسم السبب على المسبب، وحمله على الرؤية أولى من حمله على الانتظار، لأن تقليب الحدقة كالسبب للرؤية ولا تعلق بينه وبين الانتظار، فكان حمله على الرؤية أولى من حمله على الانتظار.
أما قوله: النظر جاء بمعنى الانتظار، قلنا: لنا في الجواب مقامان:
الأول: أن النظر الوارد بمعنى الانتظار كثير في القرآن، ولكنه لم يقرن ألبتة بحرف إلى كقوله تعالى:
{ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ }
[الحديد: 13] وقوله:
{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ }
[الأعراف: 53]
{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ }
[البقرة: 210] والذي ندعيه أن النظر المقرون بحرف إلى المعدي إلى الوجوه ليس إلا بمعنى الرؤية أو بالمعنى الذي يستعقب الرؤية ظاهر، فوجب أن لا يرد بمعنى الانتظار دفعاً للاشتراك.
وأما قول الشاعر:وجوه ناظرات يوم بدر إلى الرحمن تنتظر الخلاصا
قلنا: هذا الشعر موضوع والرواية الصحيحة:وجوه ناظرات يوم بكر إلى الرحمن تنتظر الخلاصا
والمراد من هذا الرحمن مسيلمة الكذاب، لأنهم كانوا يسمونه رحمن اليمامة، فأصحابه كانوا ينظرون إليه ويتوقعون منه التخلص من الأعداء، وأما قول الشاعر:وإذا نظـرت إليـك مـن مـلك
فالجواب: أن قوله: وإذا نظرت إليك، لا يمكن أن يكون المراد منه الانتظار، لأن مجرد الانتظار لا يستعقب العطية بل المراد من قوله: وإذا نظرت إليك، وإذا سألتك لأن النظر إلى الإنسان مقدمة المكالمة فجاز التعبير عنه به، وقوله: كلمة إلى ههنا ليس المراد منه حرف التعدي بل واحد الآلاء، قلنا: إن إلى على هذا القول تكون اسماً للماهية التي يصدق عليه أنها نعمة، فعلى هذا يكفي في تحقق مسمى هذه اللفظة أي جزء فرض من أجزاء النعمة، وإن كان في غاية القلة والحقارة، وأهل الثواب يكونون في جميع مواقف القيامة في النعم العظيمة المتكاملة، ومن كان حاله كذلك كيف يمكن أن يبشر بأنه يكون في توقع الشيء الذي ينطلق عليه اسم النعمة، ومثال هذا أن يبشر سلطان الأرض بأنه سيصير حالك في العظمة والقوة بعد سنة، بحيث تكون متوقعاً لحصول اللقمة الواحدة من الخبز والقطرة الواحدة من الماء، وكما أن ذلك فاسد من القول: فكذا هذا.
{ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
المقام الثاني: هب أن النظر المعدي بحرف إلى المقرون بالوجوه جاء في اللغة بمعنى الانتظار لكن لا يمكن حمل هذه الآية عليه، لأن لذة الانتظار مع يقين الوقوع كانت حاصلة في الدنيا، فلا بد وأن يحصل في الآخرة شيء أزيد منه حتى يحسن ذكره في معرض الترغيب في الآخرة، ولا يجوز أن يكون ذلك هو قرب الحصول، لأن ذلك معلوم بالعقل فبطل ما ذكروه من التأويل.
وأما التأويل الثاني: وهو أن المراد إلى ثواب ربها ناظرة، فهذا ترك للظاهر، وقوله: إنما صرنا إليه لقيام الدلائل العقلية والنقلية على أن الله لا يرى، قلنا: بينا في الكتب العقلية ضعف تلك الوجوه، فلا حاجة ههنا إلى ذكرها، والله أعلم.
مع التقدير
أخانا الأكرم أستاذ عثمان:
نعم هي قضية إيمانية عقدية ونحن لم نقل غير ذلك. لكننا قلنا أنها لا تستوجب العقاب ولم نأتي على ذكر الثواب. بمعنى إذا صحّ رأينا وهو صحيح إنشاء الله فلنا أجرنا وليس عليهم عقاب. وإ ن صحّ رأيهم فلهم أجرهم وليس علينا عقاب. أما موسى عليه السلام فلم يصعق لأنه قال أن رؤية الله ممكنة، بل لأنه طلب رؤية الله، والصعق لم يكن عقاباً لموسى وإنما تعليماً وتوضيحا، كي يرى موسى عليه السلام عظمة الله وأنه يطلب المستحيل، فهو كمخلوق غير مؤهل لرؤية الخالق. هنا يمكنك أن تقول أننا نحن آثمون إذا طلبنا رؤية الله في الحياة الدنيا لأننا قد علمنا أن ذلك غير ممكن. ولاحظ أن الله قد غفر عن وتاب على بني إسرائيل عندما طلبوا رؤيته ولكنه لم يذكر أنه غفر عن موسى وتاب عليه عندما طلب نفس الطلب لأن الله لم يغضب عليه أصلاً وإنما موسى عليه السلام عندما رأى ما حل بالجبل صعق، ولما أفاق قال: (سبحانك تبت إليك) لأنه عرف أنه لم يقدر الله حق قدره. أما كل من يطلب رؤية الله في الحياة الدنيا من بعد موسى فهو يستحق غضب الله وسخطه. ويبقى موضوع الرؤية في الآخرة موضوعاً للإجتهاد والبحث والله الموفق.
والسلام عيكم
أولا .. ما سيحدث في الآخرة هو مختلف تماما عن الدنيا .. ولا أعتقد أن قوانين الطبيعة والزمن في الدنيا .. ستكون مثل تلك التي في الآخرة ..
والآية :
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ..
لاتحتمل تفسيرا لغويا .. غير التي بها ..
في الآخرة وفي الجنه خصوصا .. ستكون الوجوه ناضرة والي ربها ناظرة .. بمعني شاخصة ..
مثلما يحدث في اجتماع يستمع في عدد كبير من الاشحاص مثلا الي زعيم يحبونه .. ستكون وجوههم ناظرة اليه ..
تماما مثل الي ربها ناظرة في الآية ..
سامحني د. احمد
أنت في هذا المقال فعلت ما تحذر منه تماما .. دخلت علي القرآن بفكرة مسبقة .. وحاولت اثباتها ..
باٌضافة إلى الدلة التي ذكرت في مقال الدكتور أحمد على أن ناظرة تعني منتظرة ، وما قاله الأخوة في تعليقاتهم يوضوحون ذلك من خلال آيات القرآن الكريم ، أضيف دليلا أخر يثبت أن معنى ناظرة التي جاءت من الفعل نظر تعني منتظرة ، ولكن جاءت إحدى مشتقات هذا الفعل في قول الله جل وعلا لإبليس حينما رفض السجود لآدم واتباع امر الله جل وعلا مثل الملائكة فطلب من المولى قائلا(قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وكان رد المولى عز وجل قائلا (قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) الأعراف 14، 15
وقد تكرر ذكر قوله تعالى لإنك من المنظرين ثلاث مرات في القرآن وكلها موجهه لإبليس ، وكلها تعنى الإنتظار في الدنيا إلى يوم البعث ، وليس معناها الرؤية الحسية بالعين.. هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى أن قدرة الإنسان على الإبصار محدودة الإمكانيات ، والقدرات ، ومحدودة المدى ، بمعنى أن حاسة الإبصار عند الإنسان لها حدود لا يمكن أن تتعداها مثلا عندما ينظر الإنسان منا لنور كشاف سيارة مضيء بالليزر لمدة عشرون ثانية أو أقل فإنه أولا لا يرى ما ينظر إليه رؤيه حقيقية على الإطلاق ، والسبب بدون أن أفتى في شيء لا أعرفه أن إمكانيات العين لا يمكن أن تحدد بوضوح ما تنظر إليه ، وسيظل الإنسان بعد هذه النظرة لا يقل عن نصف ساعة حتى يمكنه تجميع قدرته على الإبصار بطريقة سليمة ، وهذا مع ضوء كشاف سيارة محدد بشدة تيار معينة من صنع الإنسان ، ومثال أكثر وضوحا لو نظر الإنسان لضوء الشمس وقت الظهيرة نفس المدة عشرون ثانية ماذا سيرى بعينيه ، فهذه هي الأشياء التي يمكن من خلالها ان نقيس قدرة حاسة الإبصار عند البشر ، ولو فرض أن من ينظر إلى كشاف الليزر او إلى آشعة الشمس انه سيرى صورة مشوشة او مشوهه ، لكن عندما يحاول نفس الإنسان أن ينظر لنور الله جل وعلا ونوره سبحانه وتعالى ليس في مقدور البشر أن يقيسه أو يتحمله فهل يمكن ان ينظر هذا الإنسان الضعيف لله جل وعلا ، وهنا تشبيه لا يجب ذكره على الإطلاق لأنه يخق رب العزة جل وعلا ..
وتقبلوا خالص الشكرو التقدير
رضا عبد الرحمن على
تحية طيبة
أستاذ عمرو أسماعيل, هذه المسائل لايمكننا ان نعرف التأويل النهائي لها أي أننا لانعرف بالضبط كيف تتحقق, لانها من الغيبيات ولانها مثلما قلت انت قوانين الآخرة مختلفه عن القوانين الحالية, نحن نستطيع ان نبحث احتمالات ولكننا لن نستطيع ان نؤكدها, وهذا النوع من المتشابه سوف اتطرق له في بحثي ان شاء الله.
لكن بصورة عامة الدكتور منصور لم يدخل بفكره مسبقة على الموضوع, بل هو دخل على الآية المتشابهه من الآية المحكمة وهذا هو الصحيح, فالمتشابهات تحمل على المحكمات, أي ان المتشابهات تفسر (بضم التاء وفتح السين) بما لايتناقض مع المحكمات,ومن الواضح ان الآية المحكمة في هذا الموضوع هي التي ذكرها الدكتور أحمد.
الموضوع هو: رؤية الله
الآية المحكمة في الموضوع هي: ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) ( الأنعام 103).
لماذ هذه الآية هي محكمة؟ لانها واضحة وعامة وتتفق مع بقية الآيات المحكمات في القرآن حول طبيعة الله. (ليس كمثلة شيء).
لذلك فيجب ان تفسر الآية (الى ربها ناظرة) بما لايتناقض مع الأنعام 103
وأعتقد ان آراء الرازي جيدة في هذا المجال.
لكن في النهاية مثل هذا النوع من المتشابة لايجوز لنا ان ندعي بأننا نعلم تأويله وذلك لان ذلك يتناقض مع الآية 7 من سورة ال عمران.
أخي العزيز دويكات: طبعا انت محق حول نقدك للأستاذ منصور حول الرؤية وسرعة الضوء والترددات, وكنت في الحقيقة اتمنى على الأستاذ الكبير منصور ان لايدخل في مثل هذه الاشياء.
لكني أتفق مع الدكتور منصور حاليا على ان الانعام 103 هي آية محكمة في موضوع رؤية الله تعالى.
والآية عامة: الله قال لاتدركه الأبصار, لم يخصص الأبصار بتلك الموجودة في الدنيا, بل جاءت عامة مطلقة أي لاتوجد اي أبصار مدركة له في كل الاحوال في الدنيا أو الآخره, الآية واضحة.
لكني أعترض علية عندما جاء بآية موسى, فهي لاعلاقة لها بالموضوع, أذ انه ممكن الرد علية بأن الله لم يريد لموسى بأن يراه في تلك اللحظة وذلك لاينفي امكان الرؤية في غيرها من الأحوال.
صحيح يوم القيامة نرزق بأبصار أقوى من هنا في الدنيا, لكن ذلك لايعني ابدا بأن ذلك يجعلنا نرى الله, الذي قال في آية محكمة بأنه لايمكن بأن تدركة الابصار أطلاقا.
مع التقدير
الحقيقة الاية رقم 103/أنعام و ما قبلها تتحدث عن الكون و ما خلق الله فيه سبحانه من أشياء كثيرة جدا.. و كيف أبدع الكون بما فيه .. و أعتقد (وهذه نظرة شخصية) أن الله كان يقصد بها عدم القدرة على إدراكه بأبصارنا (وليس بعيوننا) في هذه الدنيا ..مهما بلغنا من علوم و تقدم .. و حتى في تلك الاية فإن كلمة الابصار قد فسرتها الاية التالية مباشرة ـ إقرأ كاملا (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ «103» قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ «104» )أنعام ..فمن أبصر هنا لا تعنى فمن رأي أو شاهد بالإبصار و العيون .. و إنما تعنى فمن أدرك و فهم و استوعب في عقله و قلبه.. و بالتالي فإن قوله (لا تدركه الابصار) يُسحب على أنه لا تستطيع فهمه (سبحانه) العقول و القلوب ...
مما لا شك فيه أننا سنلاقي ربنا ..و سوف نعرض على ربنا (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا) كهف/48 ...أي أننا سوف نعرض صفا أمام الله.. و سوف يتم إيقاف بعض الكافرين على ربهم (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ)أنعام/30 ... و نحن نعمل في هذه الدنيا لأجل لقاء ربنا سبحانه (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)كهف/110... فكيف سيكون هذا العرض و اللقاء يوم القيامة؟ هل سيكون من وراء حجاب؟ أو هل سيخاطبنا الله بالوحي؟ الله يقول (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ «51» )شوري.. و واضح أن معنى الاية شامل و كامل و مطلق. إذ لا يوجد كلام مباشر بين الله و بين أي بشر .. مطلقا ... لكن هل هناك علاقة بين التكلم مع الله و رؤية نوره ؟ يبدو أنه فعلا لن نستطيع رؤية نوره سبحانه إلا إن شاء و أبدلنا أبصارا قادرة على ذلك.. فهو وحده يفعل ما يشاء.
و الله أعلم
تحية طيبة
عندما قلت ان آراء الرازي جيدة في هذا المجال كان قصدي الآراء التي تعرض لها, وليس رأيه هو في هذا المقام, حيث ان الرازي كما يبدوا يؤمن برؤية الله تعالى يوم القيامة.
هذا من الأمور المتشابهه ونحن غير مطالبين بمعرفة تأويله, الله وحده يعلم تأويل هذا الأمر, والا فسوف نصبح من الذين وصفهم الله بأن في قلوبهم زيغ, حيث انهم يبتغون تأويل القرآن الذي لايعلم تأويله الا الله, ومن الواضح ان موضوع رؤية الله سبحانة وتعالى يوم القيامة يدخل في موضوع تأويل القرآن , ونحن لسنا مطالبين به, فهذا لايعلمة ألا الله, اما الراسخون في العلم فموقفهم هو الأيمان به كل من عند الله ,
وما يذكر الا اولو الالباب.
اللبيب يعلم انه يجب ان لايدخل نفسه في مالايستطيع ان يعلمه
وكما قال جعفر الصادق: ماطالبنا الله به أوضحه لنا, وما لم يوضحه لنا لم يطالبنا به, فلماذا ننشغل بمالم يوضحه لنا ولم يطالبنا به عما اوضحه لنا وطالبنا به.
مع التقدير
الآية :
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) ( الأنعام 103).
هي فعلا والعلم عند الله .. أنها آية محكمة في أمور الدنيا ..
أما في الآخرة حيث ننتظر جميعا لقاء الله .. ارحم الرحمين ..
فالآية : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ..
يجب أن نأخذها كما هي إن كانت من المتشابهات .. التي لا يعلم تأويلها الا الله .. وليس حتي الرلسخون في العلم ..
وأعتقد أن جملة الي ربها ناظرة .. لا تحتمل تأويلا .. لأن ناظرة لو كانت بمعني منتظرة .. لجاءت الآية
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة نَاظِرَةٌ ربها ..
مايفرق بين ناظرة بمعني النظر وناظرة بمعني الانتظار .. هو سياق الجملة .. وأعتقد والعلم عند الله وعلي الآقل بالنسبة لي .. الي ربها ناظرة تعني شيئا واحدا .. زدعوتي لكم ولنا جميعا أن نكون في الآخرة وجوهنا ناضرة والي ربها ناظرة ..
تحية مباركة طيبة وبعد
أولا - أعتذر عن انقطاعي عنكم خلال الفترة الماضية ، وكان سبب ذلك أنني كنت مشغول بالعمل ميدانيا من خلال مشروع التوعية الجذرية بالديمقراطية ، وهو عبارة عن قوافل توعية تجوب المحافظات المختلفة داخل مصر ، بهدف تغيير ثقافة المجتمع المصري وحث المصريين على المشاركة في العمل العام وخصوصا السياسي .
ثانيا - لي كلمات بسيطة حول الموضوع المثار تتمثل فيما يلي :
أ - اللفظ القرآني ليس له إلا معنى واحد لا يختلف في أي سياق قرآني ، فموضوع النظر والانتظار لهما معنى واحد ، والفارق في توجيه المعنى ونسبته ( الآن أو غدا ) من خلال عملية التجريد عن الأشكال والقوالب التي ورد فيها اللفظ ( الدلالات ) .
بـ - إلى ربها ناظرة ، تعني في اتجاه بصرف النظر عن الرؤية من عدمها ، أما باقي الآيات فتحدد عدم إمكانية الرؤية ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا .... )
جـ - ما كنت أود قوله حول موضوع المحكم والمتشابه يتمثل في أن آيات القرآن جميعها محكمة وتم تفصيلها في السياق القرآني بسوره المتعددة لتحقيق أهداف إضافية ، وحديثنا عن ( ام الكتاب )
ومن خلال المحور الثاني للنسق الذي قدمته إذا أردنا أن نعرف حقيقة القوة مثلا فعلينا النظر في الآيات التي وردت فيها كلمة القوة ، وكذلك آيات العلم لمعرفة حقيقة العلم ، والرحمة ... وهكذا كل الموضوعات .
فالقرآن الكريم مترابط في شبكة علاقات متداخلة ، وهذا هو أحد المحاور .
من هنا يجب علينا أولا أن نحدد منهج التعامل مع القرآن الكريم قبل أن نبدأ في عملية التأصيل القرآني .
وفقني الله وإياكم لما فيه الخير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خالص الشكر لمن قرأ و لمن علّق . وأقول :
1 ـ معيار اختيار المحكم من الآيات يعتمد على المنهج نفسه وقدرة الباحث على استخدامه ، ولهذا لا بد من أن يكون الباحث متمكنا من استذكار القرآن كله ، ومعايشة آياته واستحضارها بعقله حين يريد ومتى شاء. لا يتوقف الأمر على الاطلاع على القواميس التى تجمع الايات حسب تركيب الكلمة لفظيا ، لو توقف الأمر على ذلك لكان سهلا على أى باحث عادى أن يفتح (المعجم المفهرس ) و يجمع منه كل الايات التى ورد فيها ( نظر ) و ( رأى ) ويبحثها ، ولكن لا بد من أن (يترسخ ) العلم بآيات القرآن ومواضيعها فى قلب الباحث وعقله ، بحيث يستحضر كل الآيات التى أشارت من قريب ومن بعيد الى المعنى المراد بحثه ، وبكل الألفاظ . ومثلا فى موضوع الشفاعة السابق ذكره لم تقتصر الايات المحكمة على الايات التى ورد فيها لفظ (شفع ) ومشتقاته ، بل تعدى ذلك الى آيات كثيرة متنوعة اللفظ ، ولكن السياق كله فى تاكيد واحد هو أن الشفاعة لله تعالى وحده . وليس لبشر سلطة الشفاعة .ومن هنا تاتى إشارة القرآن الكريم فى الآية السابعة عن الراسخين فى العلم ، أى الذين عايشوا العلم القرآنى فترسخ فى قلوبهم وعقولهم وانشغلوا به آناء الليل وأطراف النهار ، وكيف أنهم يؤمنون بكل الايات ويقولون أنها كل من عند ربهم ، ثم ينظرون فيها كلها باحثين عن المحكم منها و المتشابه وفق ما سبق توضيحه .
2 ـ والراسخ فى العلم القرآنى عليه وهو يبحث السياق أن يعى الفوارق الدقيقة فيه لأن تلك الفوارق تحوى أحيانا إعجازا فى الفصاحة و التركيب ، وربما تأتى بحوث لاحقة عن الاعجاز فى اختيار اللفظ القرآنى . إن قول الله تعالى لموسى (لن ترانى ) يختلف عن قوله تعالى للمؤمنين (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ) وقوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام (فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ ) .
فى كل المواضع فان النفى ب(لن ) يفيد النفى فى المستقبل ، ولكن تحديد (درجة ونوعية ) هذا المستقبل يتوقف على السياق ، ومثلا فان النفى ب ( لن ) مقصور على الدنيا فقط فى قو له تعالى : (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ) وقوله جل وعلا (فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ ) فهنا تشريع للدنيا ولا علاقة له بالآخرة ، بل أن فى الآيتين اختلافا فى درجة ونوعية المستقبل الدنيوى ، ففى قوله تعالى :( فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ ) تجد التشريع خاصا ومحددا زمانيا ومكانيا ومتعلقا بأشخاص معينين هم النبى ومجموعة من المنافقين ..و لا يسرى على أى عصرنا بعدهم ، ولنتذكر ما بعدها حيث التأكيد على خصوصية التشريع ومحدوديته فى الزمان والمكان والانسان (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) فهامش المستقبل هنا ضيق متعلق بموت اولئك المنافقين وموت خاتم النبيين . أما قوله تعالى (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ) فهو لكل زمان مستقبلى بعد نزول الاية وطالما يوجد مسلمون.
ولكن لا مجال لهذا أو ذاك بالاخرة . فليس فى الآخرة تشريع أو تكليف ، ولكن فيها الثواب لمن أطاع التشريع و العقاب على من عصى التشريع . وقوله تعالى لموسى ( لن ترانى ) لا يدخل فى التشريع ولكن فى صميم الأسماء الحسنى فالله تعالى هو البصير الذى يرى كل شىء ولكن لا يراه أى شىء لأنه جل وعلا (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) ، والنفى بعدم رؤية الأبصار له أمر يسرى فى الدنيا والاخرة .
من خلال نقديري لشخصكم الكريم وعلمكم ..
نتفق في قولك :. فليس فى الآخرة تشريع أو تكليف ..
ولكن نحتلف في أن قوله لموسي عليه السلام ولن تراني يسري علي الآخرة ..
الآخرة لها وضع مختلف تماما ..
الآخرة والجنة هي نعيم أروع تصوير له هي هذه الآية : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
فلا تحرمنا من الأمل في هذا النعيم استاذي الفاضل ..
ولي سؤال أتمني له جوابا واضحا بسيطا لا يحتمل تأويلا ..
ماهو تعريفكم للراسخين في العلم .. هل هم الذين تحصلوا علي دراسة وخبرة .. أم هم فئة اختارها بعد الدراسة والعلم ولا يستطيع أحدنا أن من الذي احتاره الله .. والا تري معي أن الله أعطي حق تأويل الآيات المتشابهات له فقط ولم يعطه حتي لهؤلاء الراسخين في العلم ..
في رأيي الشخصي لا يستطيع أي انسان في الدنيا أن يقرر لنفسه أو لغيره عندما يأتي الآمر للقرآن ..أنه أو غيره من الراسخين في العلم ..هؤلاء علمهم عند الله ..
أما الاجتهاد ومحاولة التدبر وفهم القرآن دون تأويله .. فهو حق للجميع وهناك فعلا من هم أعلم من غيرهم .. مثل الدكتور منصور .. ولكن فقط في نطاق الاجتهاد ..ماوصفته سيادتكم من قبل بالهداية العلمية .. هو فقط لله حق علمه وهو فقط من له حق تقدير من وصل لهذه الدرجة من الهداية ..
3 ـ ولقد قلت من قبل إن ( العلماء والذين أوتوا العلم و أهل الذكر و العالمون والراسخون فى العلم ) ، قد تحدث عنهم رب العزة ، أى هم موجودون بين الناس . وهم مرجعية بشرية غير معصومة ، لا يزعمون الوحى الالهى ، ولكن يتخصصون فى الكتاب السماوى ، هم ليسوا طائفة مختارة من الله عز وجل ، بل هو مجال مفتوح لكل من أراد أن يهب حياته لهذا النوع من العلم . وقلت من قبل أن هناك درجات لفهم القرآن الكريم ، أبسطها درجة الهداية لمن يشاء الهداية ودخول الجنة ، وهى متاحة لكل من أراد الهداية فقد نزل القرآن ميسرا للذكر من أجل الهداية ، وهناك درجات التعمق والاجتهاد لاكتشاف كنوز القرآن الكريم ، وهذه أيضا متاحة للجميع ولكن تستلزم التفرغ والاستعداد العلمى و الاعداد المعرفى بالقرآن والتراث شأن أى فرع من فروع العلم . ويبقى ما يقوله العلماء أو الراسخون فى العلم أو أهل الذكر ـ مجرد اجتهاد لا يلزم أحدا من الناس .
ومن حق أى إنسان يرى نفسه راسخا فى العلم بالقرآن أن يعلن عن نفسه ، كما أن من حق الناس رفضه والالتفات الى غيره . وفى النهاية فان الحكم عليه يكون بما يكتب ، وبما لديه من معرفه وأدلة وبراهين .هو علم بشرى يستلزم تخصصا شأن كل علوم البشر ، ولأصحابه نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ، والناس أحرار فى الذهاب الى ذلك الطبيب أو غيره أو سؤال ذلك الفقيه أو غيره.
4 ـ الراسخون فى العلم لا يفرضون أمنياتهم وأهواءهم على كتاب الله ، فمن يتمنى منهم رؤية الله تعالى ليس من حقه أن يؤول الآيات ويتجاهل ويحرّف لكى يثبت هواه وما يتمناه ، فلا يفعل ذك إلا الذين فى قلوبهم زيغ كما قال رب العزة فى الاية 7 من سورة آل عمران . الراسخون فى العلم عكس ذلك تماما لأن الشرط الأساس أن ينظفوا قلوبهم من الهوى الشخصى والرأى المسبق والامنيات ،فإذا قال تعالى ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ) ( النساء 123 ) فان الأمر واضح فى أن المطلوب هو الطاعة والالتزام وليس التمنى والعصيان ... ولنتذكر أن الشفاعة وغيرها من منتجات التمنى والهوى ..وأرجو مراجعة مشتقات ( أمنية و تمنى ) فى القرآن ..
5 ـو كثيرة هى الآيات التى ورد فيه استعمال (نظر ) ومشتقاتها بمعنى ( رأى ) وبمعنى( انتظر ) ، ولكن إختصارا لم أستشهد إلا بما ورد فى سورة البقرة فقط .ولمن يرد التاأكد فليرجع الى المعجم المفهرس ..
6 ـ ولكن الذى أعتب عليه حقا أن أكون متهما بأننى دخلت على القرآن الكريم بفكرة مسيقة أريد اثباتها ..لن أقول إن هذا الاتهام يدخل فى النوايا يزعم صاحبه أنه يعلم ما فى قلبى ونواياى ، ولن أقول إنه اتهام لى بأننى من الذين يأمرون الناس بالبر و ينسون أنفسهم ومن الذين يقولون ما لا يفعلون. لن أقول ذلك ، ولن أؤكد أن منهجى فى البحث هو هو ، لا يختلف سواء كتبت فى الشفاعة او فى الرجم او فى الردة او فى الرؤية ، ولن أقول إن الذى اكتشفته فى القرآن طبقا لهذا المنهج كان كله جديدا فى تاريخ المسلمين الفكرى وجديدا بالنسبة لى ، وبه تعرفت ولا أزال على كنوز القرآن ..لن أقول هذا كله ..ولكن أقول إن الذى يحكم على اتباع هذا المنهج أو استبعاده هو البحث نفسه ، والنتيجة التى يخرج بها مؤكدة أن القرآن الكريم ليس حمال أوجه . البحث هنا جاء بالمحكم و المتشابه ، وقام بتوضيح معنيين مختلفين للمتشابه وأخضع المتشابه للمحكم ،خلافا لما فعله ويفعله أصحاب الهوى الذين يتجاهلون المحكم ويتتبعون بعض المتشابه و يؤولون معناه ليتفق مع هوى لهم سابق.
وبالمناسبة فليس لى هوى سابق فى موضوع رؤية الله جل وعلا ، فلم يسبق لى أن قلت رأيا مجردا فى رؤية الله جل وعلا ، ثم بعدها بحثت بعدها عن آيات تؤيد هذا الرأى السابق ..بل للتاريخ أذكر إنهم حققوا معى فى نيابة امن الدولة العليا لمدة شهرين وأنا فى السجن عام 1987 وسألوا عن كل آرائى ومعتقداتى ، واحتل التحقيق أكثر من مائة صفحة ، وكل ذلك موثق ـ وقد قلت فيه كل آرائى فى الهجوم على البخارى و انكار الرجم وحد الردة ، وكانت جريدة ( اللواء الاسلامى ) تنشر بعض ما أقول للتشنيع .. وقد سئلت عن رؤية الله فقلت :لم أبحث الموضوع بعد .. ومنذ شهور سألنى الاستاذ ابراهيم دادى فقمت ببحث الموضوع بنفس المنهج لأعرف وأتعلم وأجبت عليه باختصار فى رواق أهل القرآن ، وهو منشور الى الآن ، ثم توسعت فيه وجعلته مقالا هنا متبعا نفس المنهج.
وأقول لأخى العزيز الاستاذ أحمد شعبان إن ما يقوله خطأ ..وأرجو أن يراجع نفسه ويتخلص من هذه الفكرة التى لا تزال تسيطر عليه ..
القرآن الكريم بلغته العربية يتفق مع اللغة العربية العامة ومع سائر لغات العالم فى ان بعض الألفاظ قد تستعمل فى أكثر من معنى. لن أستدل بالقواميس فيما يخص اللغة العربية واللغات الأخرى حيث يكون للكلمة الواحدة عدة معان ، ولكن أنصحه بأن يراجع باب ( القاموس القرآنى ) فى الموقع ..
بل قد تاتى كلمة واحدة بمعنيين متناقضين حسب استعمالها بالنسبة لله جل وعلا ، وحسب استعمالها بالنسبة للبشر ، مثل كلمة (هو ) التى تفيد الغياب للبشر ، وتفيد الحضور و القيومية بالنسبة لله عز وجل . بل وتاتى كلمة واحدة بمعنيين متناقضين فى سورة واحدة من أقصر سور القرآن الكريم ، هى سورة ( الاخلاص ) ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) . كلمة (أحد ) جاءت وصفا لله تعالى فى الاية الأولى و هى تناقض كلمة (أحد ) التى جاءت وصفا للبشر فى الاية الأخيرة. وأطلب منه أن يراجع المعجم المفهرس فى كثير من الكلمات مثل ( الحميم ) و ( مضى ) ..الخ .. والمزيد فى (القاموس القرآنى ) ..
يتضح ـ مع الأسف ـ أن كل ما أكتبه لا يقرأ .. لذا أضطر للاعادة .. إذ كان موضوع (التأويل ) كافيا فى المحكم و المتشابه ، وكذلك مقالات سبقت عن اجتهاد القرآنيين و مستويات فهم القرآن و الحديث المكرر المعاد فى التعليقات عن الراسخين فى العلم ..
وعلى كل حال فان المقالات القادمة فى موضوع المحكم و المتشابه ستنير بعونه تعالى جوانب اخرى.
جزاك الله خيرا يا دكتور أحمد
يا أخوان نرجو من الجميع التركيز التي تؤصل وتثبت المنهج القرآني وليس هناك ضرر من إعادة قرآءة كتاب التأويل في مشروع النشر ومقالات الدكتور أحمد ولو كنا قد قرأناها فسوف نستفيد منها من جديد لأن علمنا تطور وطريقة التفكير أصبحت أكثر نضجا عن ذي قبل فسيكون لإعادة القرآءة أمر أفضل بإذن الله
جزاكم الله خيرا
استاذي الفاضل .. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .. وأن لم يقتنع أي منا برأي الآخر ..
أنا أومن أن القرآن يسره الله للعالمين .. ولغته في مجملها يفهم أغلبها أي متحدث للعربية و لا اقول دارسا .. وبلنسبة لي الآية محل الاختلاف تبدو لي وعلي حسب فهمي البسيط جيث أنني لست راسخا في أي علم .. هي في الحقيقة آية محكمة عن الآخرة ..
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
وأحب هنا أن أذكرك أستاذي الفاضل بما قلته بنفسك عن الآخرة .. في بحثك عن التأويل .. مما يؤكد أن الرؤية والنظر في الآخرة غير تلك التي في الدنيا ..
وبقى ان نتحدث عن التأويل فى غيب الآخرة وما سيحدث فيها من بعث وثواب وعقاب. ان من الطبيعى ان ما سيحدث حينئذ سيكون مختلفا عن ادراكات البشرلأن ادراك البشر مستمد من خبراتهم فى تلك الحياة الدنيا, وحتى خيال البشر لا يستطيع ان يتحرر من اسر العالم المادى المدرك بالحواس والمسيطر عليها. وعالم الميتافيزيقا ـ او البرزخ والعالم الآخرـ لا يعرف الأنسان بعض حقائقه الا بما جاء عنها فى القرآن الحكيم وحده , لذا كان الايمان بالغيب محصورا بما جاء فى الكتاب الذى لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب .." البقرة 2
لو سألنا مائة مسلم يقرأ القرآن ماذا يفهم من هذه الآية .. ماذا تعتقد سيكون رده ,,
تحية مباركة طيبة وبعد
صديقي العزيز
أولا : أعتقد أن من يتصدى لمثل هذه الموضوعات لابد وأن يكون متعايشا مع القرآن الكريم جميعه ، والاعتماد على المعجم المفهرس ما هو إلا وسيلة لاستحضار الموضوعات ، وبالفعل توجد بعض الآيات التي تتحدث عن ذات الموضوع بألفاظ مغايرة لابد وأن تأخذ في الاعتبار ، ولكن هذا لا يعني الوصول إلى المحكم والمتشابه في القرآن الكريم .
ثانيا : لقد قلت سابقا أن معنى اللفظ لا يتغير في أي سياق ولكن التغيير يأتي في التوجه والنسبة ، وهذه هي الفوارق الدقيقة التي تتحدث عنها ، ومن هنا لا أجد أن سيادتك قلت غير الذي قلته أنا ، عدا أن يكون للفظ الواحد معنى واحد محدد بدقة ، وبالنسبة لنظر وانتظر هما بمعنى واحد رؤية للأولى وانتظار الرؤية في الثانية ، بمعنى أن المسألة رؤية آنية أو مستقبلية ( توجه الرؤية ) .
أما قول سيادتك ( وأقول لأخي العزيز الاستاذ أحمد شعبان إن ما يقوله خطأ ..وأرجو أن يراجع نفسه ويتخلص من هذه الفكرة التي لا تزال تسيطر عليه( ..
أقول يا دكتور ساعدني في التخلص مما أقوله إن كان خطأ ، وهذا لن يتأتى إلا بالحوار الهادئ الموضوعي ، لأنني مازلت أعتقد أنني على صواب بالنسبة لهذا الموضوع والذي قد جاهدت فيه كثيرا وتوصلت إلى معاني غير مسبوقة في فهمنا للقرآن الكريم ، وحاول معي عسى أحدنا أن يعدل موقفه ، وإلا نكون قد وقعنا في الاختلاف المنهي عنه في القرآن كأصحاب مرجعية واحدة ، وهذا يذكرني بما كتبه د / حسن حنفي في مجلة الديمقراطية عدد 5 حول معنى رهب حيث أفاد بأن لها معنيان وذكر 11 آية ولم يذكر الآية 12 والتي تدحض ما يقول فقمت بالرد عليه كمدخل لموضوع إشكالية الاختلاف ، ولم يجرأ بالرد على .
وأتمنى ألا تكون أحكامنا جازمة لأننا جميعا فهمنا نسبي ، أما كلمة ( أحد ) فأعتقد بعدم وجود أحد يوافقك على اختلافها في الموقعين ، وهكذا كل الألفاظ والتي يجب أن نصل إلى معناها الأقرب للصحة حسب تراكماتنا المعرفية بالتجريد ، والذي هو التسامي فوق الدلالات .
وإن لم يكن الأمر مثلما أقول سنقع في اختلافات جمة وسيكون للفظ الواحد أكثر من معنى يأخذ بأي منها كل صاحب هوى ، وهذا هو الذي أوقعنا في الارتباك الذي نعيشه .
لذا أرجو منك يا أخي أن يكون هذا الموضوع هو محل مناقشاتنا كقاعدة لفهم القرآن الكريم .
وفقنا الله جميعا لما فيه الخير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قرأت في إحدى التعليقات على هذا الموضوع الشيق أن لن تراني المقصود بها في الآية عدم إمكانية رؤية الله في الدنيا ، ولكن الأمر في الآخرة سيتغير ، وأن معنى لن هنا لا يفيد عدم الرؤية في الآخرة ضمناً للمعنى ، ولكن بما أننا نتبع منهج القرآن الكريم ونفهم آياته ببعضها البعض ونتبين معانيها من بعضها البعض أيضا ، وأثناء كتابتي السطور الأخيرة في بحثي (هل يغفر الله لمن يشرك أو يكفر )( قرأت قول الله جل وعلا لخاتم النبيين يقول تعالى ( (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)المنافقون:6 ، ويتكرر نفس المعنى فيس آية أكثر وضوحا تبين أن الرسول حتى لو استفغر لهؤلاء الكافرين الفاسقين سبعين مرة فلن يغفر الله لهم (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)التوبة:80 ، وبالطبع استغفار خاتم النبيين لهؤلاء سيكون في الدنيا وأثناء حياته عليه السلام ، ومفغرة الله جل وعلا من الممكن أن تكون في الدنيا والآخرة ، وهنا لن جاءت تعبر عن عدم حدوث الفعل في الدنيا والآخرة معاً . هذا ما فهمته من سياق الآيتين ،قد يكون صحيحا وقد يكون غير ذلك .
لا يغفر الله للأحياء، لذلك لا حاجة لإضافة أي تعبير بعد لن. إذ لاحاجة لزيادة المبنى ما دام لن يغير في المعنى. صحيح أن الإستغفار يتم من العبد لنفسه خلال حياته، أو من الأحياء للأموات. ولكن حصول المغفرة للعبد تتم بعد إنقطاع عمله في الحياة الدنيا، أي بعد الموت. ومن نافل القول أن فترة ما بعد الموت تعني يوم القيامة والحساب وتشمل كذلك عالم البرزخ عند من يؤمنون بوجوده. يتوب الله على عباده الأحياء ويعفو عنهم ولكنه لا يغفر لهم. هذا رأيي والله أعلم أصبت أم أخطأت. أستغفر الله إن أخطأت وأتوب إليه.
أخي رضا ..
لما نحمل القرآن مالايحتمل ..
لن أداة نفي .. تستعمل في الجملة في سياق معين .. وحسب هذا السياق .. قد تعني الدنيا فقط أو الآخرة فقط أو كلاهما .. وهي في الغالب نعني النفي في المستقبل .. لن تنجح في الامتحان أو يقول لي أحدهم لن تدخل الجنة بسبب أفكارك ..
وفي الآية محل الخلاف ..
وجوه يومئذ ناضرة الي ربها ناظرة .. تفسير ناظرة أنها منتظرة .. فيه إخلال تام بسياق الجمله ..بل واتهام لله والقرآن بعدم القدرة علي استعمال اللغة العربية ..
ناظرة هنا لا تعني الا ناظرة .. بسبب الي ربها .. لايمكن منطقيا وعقليا حسب اللغة العربية أن تعني منتظرة .. يمكن تفسير ناظرة هنا بمعني شاخصة .. ويمكن القول ان الوجوه وهي ناظرة الي الله لا تراه بمعني مفهومنا للرؤية الحسية في الدنيا .. فالحواس في الآخرة قد تحتلف عن الدنيا ..
أما أن نقول أن الي ربها ناظرة ..تعني الي ربها منتظرة .. فهو اخلال شديد باللغة .. لو قال الله في الآية مثلا .. لربها ناظرة .. لكان يمكن تفهم تفسير ناظرة بمعني منتظرة ..
ليس معني أننا نقدر الدكتور احمد و علمه.. أن نوافقه في كل شيء ولا نختلف مع بعض اجتهاده ..
الاخ الدكتور عمرو .. ما رايك في قوله تعالى "فنظرة الى ميسرة" في هذه الاية (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ «280»)بقرة .. هل تعنى النظر الى ميسرة ؟ أم الانتظار الى أن تـتـيَــسّر الأمور و ينفرج الحال ؟ ..
من الواضح أنه لا دليل صريح في القرءان أن الله قد يمنعنا من التنعم بالنظر الى نور وجهه الكريم ..إذ قد يبدل الله طريقة إدراكنا جذريا .. أما آية لا تدركه الابصار.. فأميل الى القول أن الابصار هنا لا تعنى العيون أو النظر أو الرؤية أو خلافه .. وإنما القدرة على الاستيعاب و الفهم و الادراك العقلي المادي ..و دليل ذلك هو الاية المباشرة التالية لها (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ «103» قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ «104») أنعام... أي لا يمكن إدراك و فهم و استيعاب ماهية و كنه و تفاصيل الله جل و علا.... و هي تصريح إخبارى عام...من مثل قوله (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ) آل عمران:13
و الله أعلم
أخي رضا هذا السطر أقصد به نفسي وليس أحد أخر .. ويالتالي لا أستطيع مراجعته ..
رحمة باللغة وليس فقط العربية ...
هناك فرق كبير بين فنظرة الي ميسرة .. والي ربها ناظرة ..
علي العموم هذا الموضوع أخذ نقاشا طويلا .. ومن حق أي منا فهمة بالطريقة التي يرتاح لها قلبه وعقله و نترك الحكم لله ..
تحية طيبة
أذكر في يوم من الأيام زجرني الدكتور منصور بقوله بأني أثير المواضيع الجدلية. أريد أن أعرف اليس هذا الموضوع جدليا.
قد يكون الدكتور أسماعيل على حق, وقد يكون الدكتور منصور على حق أيضا, هذا المسائل متشابهه ولايمكن لأحد ان يعلم تأويلها, والذي يخوض في ذلك فارضا رأية على الآخر انما في قلبه زيغ.
د. عمرو أسماعيل بما أنك مع الرأي بأن الله يرى في الآخرة, فراجع ما كتبه الفخر الرازي في هذا الموضوع حيث انه يتطابق مع ما تقول.
ولقد نقلته اعلاه في التعلقيات. ويمكنك مراجعة كلامة حول تفسير الآية 103 من سورة الأنعام, لأنه يؤيد وجهة نظرك.
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=4&tSoraNo=6&tAyahNo=103&tDisplay=yes&UserProfile=0
أنا شخصيا لا أميل الى ما قال. لكني مع ذلك أشهد لذلك الرجل بالذكاء الشديد في محاولة أثبات ما قاله. وأعتقد بأن اي بحث في هذا الموضوع من دون الأشارة الى ماقاله يعتبر ناقصا.
مع التقدير
هل رأى ادم وحواءالله جلت قدرته قبل ان يأكلا من الشجرة؟؟
مجرد خاطر راودني , والسلام على الجميع .
بصراحة قرأت المقالة والتعليقات قبل فترة ولم اركز كثيرا عليها, ولكن مالفت نظري كلمتان وتفسيرهما , وبإعتقادي ان غير المسلم لو قرأ فقط هاتين الايتين سيفهمهما هكذا في الاية ::
, (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
كلمة ناظرة لا يمكن ان يفهمها بغير انها تعني تنظر اي ترى .
وكلمة ناظرة في الاية ::(( وإنى مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ))
ايضا تعني تنظر ولكن كما نقول ستنظر المحكمة في القضية , وهذا ليس معناه ان ترى القضية بالمعنى المفهوم ولكن أن المحكمة ستدرس القضية وتحقق بها ,وهنا الملكة ستنظر بم يرجع المرسلون وتحقق لتقرر .
ملاحظة, ارجو ان لا يحمل تعليقي اكثر من حجمه, وهو مجرد ما يفهمه غير المسلم لو قرأ فقط الايتين من دون ان يقرأ ما قبل وما بعدهما. والسلام للجميع
عزمت بسم الله،
الأستاذ واصل عبد المعطي قلتم:
أما موسى عليه السلام فلم يصعق لأنه قال أن رؤية الله ممكنة، بل لأنه طلب رؤية الله، والصعق لم يكن عقاباً لموسى وإنما تعليماً وتوضيحا، كي يرى موسى عليه السلام عظمة الله وأنه يطلب المستحيل، فهو كمخلوق غير مؤهل لرؤية الخالق.أهـ
إذا كان صعق موسى عليه السلام لم يكن عقابا له إنما كان تعليما وتوضيحا، فما قولكم في ما أخبرنا ملك يوم الدين عن صعق أهل الكتاب، ألم يعتبر عند الله طلب رؤيته سبحانه ظلما ؟ فقال: يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنْ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ. النساء " 153" وقوله تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(55). البقلاة " 55" فهل يعتبر هذا الصعق لقوم موسى عليه السلام عندكم تعليما أيضا؟ ولمن هذا التعليم الذي جاء في أحسن الحديث للعالمين؟
مع تحياتي للأخت الفاضلة أمل، ولكل من قرأ أوعلق على هذا المقال.
عزمت أنا أيضاً بسم الله الرحمن الرحيم
نعم انصعاق موسى لم يكن عقاباً له من الله، لأن موسى طلب رؤية الله وربط الله إمكانية الرؤية بإستقرار الجبل، ولكن الجبل دُكّ دكاً! ولما رأى موسى هول ما حل بالجبل خر مصعوقاً مما رأى، ولم تنزل عليه صاعقة كالتي نزلت على بني إسرائيل! ولما أفاق موسى عليه السلام تاب إلى الله لأنه عرف أنه لم يقدر الله حق قدره، وازداد خشية وتعظيماً لله. ونلاحظ أن الله لم يقل لنا أنه تاب عليه وعفا عنه. ومعنى ذلك إما أن الله لم يقبل توبته وهذا هراء لا يقوله عاقل، أو أن الله لم يغضب عليه أصلاً كي يتوب عليه بعد ذلك، ولذلك لم يأت جواب الله بقبول التوبة. ويمكنك أن تر الفرق بين توبة موسى عليه السلام والتي هي توبة من عرف وتعلم، وتوبة آدم عليه السلام وهي توبة من أذنب واستحق العقاب (البقرة37). كما أن موسى عليه السلام كان معذوراً عندما طلب رؤية الله فهو يسمع كلام الله ويكلم الله ولهذا ظن أن الله الذي يكلمه يمكن أن يراه، ولم يكن لديه سابق علم بأن رؤية الله مستحيلة. تصرف موسى هو تصرف إنساني نموذجي فنحن جميعاً إذا سمعنا صوتاً نرد تلقائياً بالإلتفات لرؤية مصدر الصوت ومسببه. ولهذا قلنا أن الله أراد أن يعلم موسى أن الأمر مختلف وأن الخالق لا يقاس على الخلق، فإن تكلم معه الله فليس معنى ذلك أنه سيراه.
نأتي الآن إلى بني إسرائيل وما أدراك ما بني إسرائيل! الحكاية واضحة من سياق الآيات من 51 إلى 56 من سورة البقرة. طلبهم لرؤية الله جاء بعد ما حدث مع موسى عليه السلام. وجاء غالباً في أحد السياقين التاليين:
1) فإما أن موسى وفي سياق دعوتهم إلى عبادة الواحد القهار قصّ عليهم ما جرى معه وما حل بالجبل، وبدل أن يرتعدوا خشية من الله إزدادوا جرأة، واستكبروا استكبارا لخبثهم وسوء طويتهم. هم على ما يبدو ظنوا أن موسى ورب موسى بحاجة لإيمانهم ولذلك وضعوا شرطاً يجب تحقيقه قبل أن يؤمنوا وكأنهم يضغطون على الله ويبتزونه ونسوا أنهم هم في حاجة الله وأن إيمانهم أو كفرهم لا يزيد أو ينقص في ملك الله شيئاً. فقالوا له حسناً إذن (نحن لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) فصعقتهم الصاعقة عقاباً لهم. وهذا فرق آخر بينهم وبين موسى فموسى عليه السلام لم يشترط على الله وإنما طلب منه والفرق كبير بين الشرط والطلب!
2) أو أنهم اشترطوا على موسى عليه السلام عندما دعاهم إلى الإيمان أن يروا الله أولاً فإذا رأوه آمنوا به. فقص عليهم موسى عليه السلام عندها حكايته وما حل بالجبل وانصعاقه من هول ما رأى، ظناً منه أن ذلك سيدفعهم إلى التراجع عن شرطهم. وأنهم سيعلمون أنْ لو كانت رؤية الله ممكنة لكان من باب أولى أن تتحقق لكليم الله ورسوله. ولكنهم فاجؤوه بالإصرار على الشرط استكباراً وتعجيزاً فأخذتهم الصاعقة غضباً وسخطاً.
وأياً كان السياق الذي جاء فيه شرطهم فإننا نعلم أنهم استحقوا العقاب فماتوا بالصاعقة، وجاءت توبة الله عليهم رحمة منه وفضلاً.
والله الموفق ولكم مني أطيب التحيات والأمنيات
من سوره الاعراف )172(
وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين(172)
موسى عليه السلام لم يقل اريد ان انظر اليك بل قال ارنى + انظر لعلمه انه بحالته الارضيه هذا امر مستحيل لهذا طلب آليه خاصه بكلمه ارنى ولكن لم يتم ذللك بل تجلى الله وسحق الجبل
ثللثا اذا كان المجرمين ىوم القيامه محجوبون فما هى جائزه المحسنين ؟؟ قد تكون رؤيه الله اذا تغيرت صفه الاجساد
سيد احمد
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
أية متشابهه تتحدث عن الآخرة .. فسرها الدكتور اجمد بآية أعتبرها محكمة ..
وهذا هو رأي الدكتور احمد نفسه عن الآيات المتشابهه عن الآخرة ..
وهذه الايات المتشابهة فى الحديث عن احوال الاخرة سنرى تحقيقها عمليا وتجسيدها واقعيا فى يوم القيامة حين نتحول الى خلق آخر فى عالم آخر وبامكانات تناسب ذلك العالم الآخر. انه اليوم الذى نترك فيه هذا الجسد البشرى الفانى وحواسه التى تحجب عنا رؤية الآء الله تعالى حتى فى هذا العالم المادى فكيف بما سنراه عند الموت وعند البعث وعند الحساب. يقول ربى جل وعلا فى ذلك " لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ."ق 22"" اقرا الآيات السابقة و اللاحقة لها أكرمك الله تعالى.
ولكن حتى يأتى هذا اليوم فان الذى يعلم تأويلها او كيفية وقوعها هو الله عز وجل وحده ، والذين يؤمنون بالله تعالى وكتبه يؤمنون بكل ما جاء فى القرآن الكريم من آيات محكمة ومتشابهة لانها كلها من عند ربنا .
هذا كلام الدكتور احمد وليس كلامي .. أترك الحكم للقاريء هل هذا الكلام يتفق مع المقال أعلاه أم مع تعليقي ؟...
السلام عليكم
استاذ عمرو اسماعيل
لا أرى أي تعارض فيما يقوله الدكتور أحمد بخصوص رؤية الله
فإذا اعتبرت أن الآية ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) آية محكمة , فماذا سوف تفعل إذا قال لك شخص ما , ما رأيك في هذه الآية : (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )) فإن هذه الأخيرة دالة دلالة قاطعة وذات كلمات محددة لا تحتمل الإختلاف ولا التأويل , أما آية ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) فهي تحتمل التأويل وهي متشابهة وخير دليل على ذلك عمليا هو التعليقات المختلفة أعلاه التي تقول أنها تعني النظر وأخرى تقول أنها تعني الإنتظار .
وأما آية ((لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ."ق 22 )) فهي لا تدل لا من بعيد ولا من قريب أنك تستطيع رؤية الله , فقد جاءت في سياق الإحتضار , ودعنا نقول ولما بعد الإحتضار من حساب وعذاب وملائكة وغيره ولكن هذه الآية إذا أردنا تطبيقها على رؤية الله فسوف نصطدم مجددا بآية (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )) لأنها آية لا تحتمل التأويل .
وأرجو منك يا أستاذ عمرو أن تتعامل مع أخطاء الدكتور أحمد بأنها طبيعة بشرية لأني ألاحظ أنك تسعى إلى تشهير الأخطاء فلقد كتبت عن الدكتور أحمد عدة تعليقات في 4 مقالات مختلفة .
جزاك الله خيرا
تعليق بسيط:
أعتقد أن غطاء هنا معناها أن الإنسان كان يعيش في غفلة عن آيات الله وذكر الله ، وكان لا يؤمن باليوم الآخر ، ولذلك عندما يقول المولى عز وجل فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ليس معناها أنه سيرى المولى عز وجل ، ولكن سيرى اليوم الأخر الذي كان ينكره وهو في الدنيا وفي سورة الكهف دليل على ذلك يقول تعالى (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا )الكهف:101، وهذه الآية توضح قول الله جل وعلا في سورة ق (لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22(ق ، وهي توضح أن هذا الإنسان كان في غفلة من يوم الحساب أو يوم القيامة أو اليوم الأخر وكان يكذب آيات الله ، وليس من ضمن معناها أن الإنسان سيرى الله نتيجة إعادة خلقه بصورة مختلفة عن التي كان عليها في الدنيا ، والآيات في أول سورة ق توضح كفر هؤلاء الناس باليوم الأخر في قوله تعالى(بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3(ق ، وأراد المولى عز وجل أن يثبت لهم أنهم كانوا في غفلة عندما أنكروا البعث واليوم الأخر ، ولذلك حدث هذا التحول في الخلق لكي يروا أن البعث حق والحساب حق واليوم الأخر حق ..
وهدانا وهداكم الله
رضا عبد الرحمن على
فى بداية بحث التاويل قمت بتحديد معنى التاويل قرآنيا وقالت إنه التحقق والتجسيد العملى لما تكلم الله تعالى فيه عن يوم القيامة ،اى إن ما قال الله تعالى إنه سيحدث يوم القيامة سيأتى تأويله أى تحققه وتجسده عمليا .. ولكن بطريقة لا نعرفها بمداركنا الدنيوية الحالية . . وليست رؤيا الله جل وعلا من تلك الأشياء التى ستحدث .. من الذى سنجد تأويله أى تحققه عمليا وواقعا فى اليوم الآخر البعث والنشور و الحشر و الحساب ونعيم الجنة وعذاب النار..كلها أكد رب العزة إنها ستحدث. أما رؤية الله جل وعلا فلن تحدث لأنه جل وعلا لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
وبالمناسبة فالأبصار غير البصيرة . البصيرة و البصائر هى الهداية بالعقل لآولئك الذين يعقلون. جعلنا الله تعالى منهم.
اعتقد اننا سنرى الله يوم القيامة
الله سبحانه و تعالى حق, و يوم القيامة هو اليوم الذي تتجلى لنا فيه الحقائق بما لا يدع مجال للشك (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد), وما من حقيقة اهم من وجود الله سبحانه و تعالى.
ثانيا,لا اعتقد انه يجوز قياس قوانين الدنيا على الاخرة ... فاذا راى البشر ربهم في الدنيا, اذا لقضي الامر و لا داعي لاختبار الدنيا كله و لا للعقاب ولا للثواب. و لكن في الاخرة القوانين تختلف لان الاختبار قد مر و انتهى.
نهاية, ليس هنالك اية صريحة تجزم لنا بعدم رؤية الله يوم القيامة . وحسب ما تعلمت من قرائتي لكتاباتكم فان كل ما يحدث في عالم الغيب ليس لنا ان نفتي فيه الا ما نزل فيه اية توضحه و بذلك فان الموضوع من الغيبيات ولا يجوز الجزم فيه.
و شكرا
الادراك ككلمة منفردة تعني اللحاق نقول ادركت الجنازة اي لحقتها واذا قرنت بكلمة اخرى افادت معنا مضافا فحين اقول ادركته ببصري صارالمعنى رأيته فلا يصح ان اقول ادركته ببصري وما رأيته او رأيته وما أدركته ببصري.
وبالله التوفيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ د احمد صبحي منصور
السلام عليكم
ارى ان المنهج العلمي يختلف عن المنهج الاسلامي للقرانيين لان المسلم يوجه بصره الى الموجودات من خلال صفتيه حنيفا ومسلما.الحنيف(الميل)الى الذي فطر السماوات والارض على ما تدبر,تفكر,درس القران المجيد وان لم يجد الاسباب التي ترتقي به الى هذا الحال عليه التسليم بكلام الباري عزوجل والسلام.
لقد شدني ما تطرحونه في هذا الموقع لذا تسرني المشاركة برايي ،
الا يمكن ان نعتبر ان النظر الى ربنا جائز ( اينما تولوا فثم وجه الله ) ، فاينما انظر فثم وجه الله ، ولكن رؤيته هي المستحيلة ، بمعنى انه بامكاني ان انظر الى الشيء ولكن دونما ان اراه ، فتقول مثلا لصديقك انظر لتلك الشجرة البعيدة هل تراها ؟ وهذا يعني انه يستطيع النظر ولكن يوجد احتمال من عدمه لرؤية الشجرة فلا يشترط مجرد النظر هنا بانه سوف يرى الشجرة .
فارجو منكم التعليق ...وفقكم الله جميعا ...
الفصل في قول الله -تعالى- لموسى باستحالة رؤية الله -عز وجل- , أعتقد في غير محله ,
(قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {البقرة/94} وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ {البقرة/95} )
فقد بين لنا القرآن صنفا من الناس لن يتمنوا الموت "أبدا" ولم يحدد دنيا أو آخرة ..... ونجد المعذبين في النار يتمنون الموت
(وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ {الزخرف/77})
إذن (وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا) ومع وجود كلمة (أبدا) لم تنفى عن التمني بالموت في الأخرة لشدة العذاب.
وعلى هذا المقياس فإن عبارة (لن تراني) ليست دليلا جازما على استحالة رؤية الله -عز وجل- في الأخرة .
و بالنسبة للأخ / سلطان علي
(وجه الله) تعني قصد الله -جل وعلا- ...بتتبع هذا اللفظ القرآني
(وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ)
( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الروم/38} وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ {الروم/39} )
(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا)
(وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ)
(وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى {الليل/19} إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى {الليل/20})
( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) أي لكل قصد يقصده
وجهة = قصد ... "وجهة" و "وجه" نفس الجذر اللغوي
وهنا نخلص إلى نتيجة أن الآيتين
(كل من عليها فان * و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام)
(كل شيء هالك إلا وجهه)
أي أن كل شيء يفنى وينتهي عندما يأذن الله-عز وجل-إلا قصده من الخلق " إلا وجهه " وهو عبادة الله ثم الفناء ثم البعث والحساب وهذا هو وجه<قصد>الله-تعالى-, فالله-سبحانه وتعالى- لم يخلقنا عبثا (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) , ولم يخلق الكون هزلا (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين) بل خلقه الله بالحق (خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين)
ومسألة رؤية الله -سبحانه وتعالى- علمها عند ربي , فأنا لا أنفي نفيا قاطعا ولا أجزم جزما قاطعا
والله أعلم
كنت أنوى الرد على سؤال الاستاذ سلطان على بشأن ( فثم وجه الله ) وجاء رد الاستاذ مصطفى نصّار يقول ما كنت اريد قوله ، فله الشكر الجزيل .
وبالنسبة لما (يراه ) الاستاذ مصطفى نصّار فى آية ( لن ترانى ) وأنه لا يعتبرها دليلا مؤكدا فى استحالة رؤية موسى لربه جل وعلا فى الآخرة قياسا على تمنى أهل النار الموت مع أن بعضهم حكم رب العزة انهم لن يتمنوا الموت ..أقول :
1 ـ الاسلوب فى قوله جل وعلا لموسى ( لن ترانى ) محكم ومحدد باستحالة الرؤيا . رؤية موسى لربه فى الدنيا ، ونفى الرؤية فى المستقبل ، هنا كلام محدد فى موضوع محدد وهو الرؤية . أما موضوع الموت فليس محددا ، فله معنى مجازى ومعنى مادى ، وهناك موت للجسد وموت للنفس ، علاوة على أن الله لم يقل بالتحديد أن أهل النار سيتمنون الموت ولكن قال أنهم سيطلبون من مالك أن يقضى عليهم رب العزة ،. أى نحن هنا أمام احتمالات فى موضوع الموت بين الدنيا والآخرة . أما موضوع الرؤية فهى محددة . فلا يصح ـ فى نظرى ، المقارنة بين الموضعين .
2 ـ سبقت لى هنا ردود كثيرة فى هذا الموضوع ، برجاء الرجوع اليها ، ولا أريد تكرارها هنا ، ولكن أريد فقط التذكير بأن العنوان ليس تحديدا عن رؤية الله جل وعلا تحديدا ولكن عن إتخاذها مثلا فى موضوع المحكمات والمتشابهات. لو كان الموضوع تحديدا عن رؤية الله لاختلف تناول الموضوع بايراد كل الأدلة ، والرد على الأراء الأخرى .
3 ـ ويقينا فقد استفدت من ردك إستاذ مصطفى نصار ..،،وأشكرك مخلصا عليه .
أشكرك على ردك واهتمامك أ/ أحمد , وأسأل الله-تعالى- أن يزدك من فضله , فقد استفدت منك كثيرا في عدة قضايا
ولكن أليس الطلب والمناداة من "مالك" أن يسأل الله -عز وجل- ليقض عليهم -أسأل الله ألا يجعلنا منهم- هو ترجمة للتمني ؟ , فالمناداة أو الطلب خطوة مبنية على التمني .
أم أننا لم نقف عند (بما قدمت أيديهم) ؟ بمعنى أن هذا التمني مستمر باستمرار حياتهم الدنيا أي مستمر باستمرار " ما قدمت أيديهم "
ولك مني جزيل الشكر أ / أحمد
السلام عليكم القرءان فيه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات الله سبحانه وتعالى لاتدركه الابصار في الدنيا ولاخرة زورو صفحتنا على الفيس بك تبيان كتاب الله القرءان وموقعنا على الكوكل WWW.ALFTH.FORUMARABIA.COM
لا اعتقد ان هذه الاية من الايات المتشابهات فهي واضحة الدلالة فهي لم تشر مطلقا الي امكانية رؤية المؤمنيين لله تعالي . فلنتبدر هذه الاية:
"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ"
هذه الاية اشارت الي امكانية رؤية الله بلفظ كلمة (ناظرة) اي من النظر و الرؤية وهو ادراك الشئ بالعين ولكن يمكن ان يكون النظر بغير العين :
"وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ"
موسي قال لله تعالي" ارني انظر اليك " اي بعيني ولكن ما كان في النهاية ان الجبل هو الذي نظر الي الله او بمعني ادق ان الله تجلي للجبل .
الاية اعلا تشير الي ان الوجوه هي التي تنظر الي الله وليس الاعين او بمعني اخر ان الله يتجلي للوجوه فتنضر لرؤية وجه الله الكريم. وبالمقابل تلك الوجوه المسودة التي تجلي لها العذاب فعرفت ما سيلحق بها من فاقرة :
"وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ"
وذكر كلمة( تظن) هنا من بلاغة القران بدل كلمة تعلم لان الوجوه هي في النهاية غير عاقلة.
وايضا :
"يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ"
وجوه تبيض لرؤية الله ووجوه تسود لرؤية العذاب فيقول الله تعالي لاصحاب تلك الوجوه التي اسودت ذقوا العذاب الذي رأيتموه.
كل علم بشري له مصطلحاته الخاصة به ، فما بالك بكلام الله جل وعلا أيعقل أن نقحم فهم التراثيين ، وافكارهم على النص القرآني ، دون الالتزام بمصطلحات القرآن ؟!!
ما الفرق بين الآيات المحكمة والمتشابهة ؟ المحكمة تؤكد الرأي القرآني بإيجاز وصرمة ، اما المتشابهة فهي ، تعطي تفصيلات تؤكد ما قررته الآيات المحكمة ، ومن يدخل على القرآن بفهم تراثي مسبق مستخدما لمصلحات دخيلة تأكد انه لن يصل إلى شيء بل سيكون ممن يضرب آيات القرآن المحكمة في المتشابهةبغرض الفتنة والتأويل (7 آل عمران ) ..
رؤية الله موضوع أُختلف عليه تراثيا حتى داخل الفرقة الواحدة (فالمرجئة )منهم من قال بإمكان رؤية الله ومنهم من مال إلى رأي المعتزلة بعدم إمكانية الرؤيا ،وبالمثل الزيدية أيضا منهم من يرى أن رؤية الله يالبصر ومنهم من يرى أنها بالقلب ، ففريق الرؤيا يرى ان آية :(وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ، وتجاهلوا قول الله سبحانه لموسى :(لن تراتي ) ، قطعوا الآيات من سياقها ، لم يلتفتوا إلى الآية المحكمة الحاكمة في : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )تأمل الآية الكريمة لم تقل( لا تراه ) استخدم لفظ الإدراك الذي يعني :(لحقه بعد ان اسرع واجتهد) والإعجاز هنا يخص الزمن وسرعة الضوء أي 300 ألف كيلو متر في الثانية فالكائن الذي يتحرك أسرع لا يمكن رؤيته أو تدركه العين في عالمنا لأن سرعتها أسرع من الضوء وهذا في المخلوقات فما بالك بالخالق !! هم أخرجوا الآيات عن سياقها فناظرة التي اخذوها دليلا على الرؤيا هنا تعني الانتظار في هذا السياق ، أضف إلى ذلك انهم تجاهلو اقول الله لموسى : (لن تراني ) كان عليهم ان يحتكموا في موضوع الرؤيا للآية المحكمة : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) الفارق بين قدرة الخالق وقدرة المخلوق لا يتصورها العقل البشري !!
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,690,400 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
لماذ القرآن وحده؟ (الجزء الثاني)
هل يعتبر المسلمون القرآن الكريم حجة دامغة ...؟
دعوة للتبرع
اربعة أسئلة : السؤ ال الأول اسكن مع زوجتى ووالد تى فى...
الثوابت : وما هي ال( ثوابت الإسل امية )؟...
دهن ولحم الخنزير: انا الان بلد اوربي وضروف العيش صعبة وارغب في...
واطيعوا الرسول: اذا كان معنى اطيعو ا الرسو ل هو اطيعو...
الانتحار: هل يتساو ى قتل النفس مع قتل الآخَ ر ؟ و...
more
جزاك الله خيرا على هذا البحث الكر يم الذي هو عبارة عن تعليم لنا كيفية البحث القرآني
لي سؤال (( (وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَة إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
حرف الجر (إلى) اليس يحدد معنى كلمة ناظرة
لماذا لم تكن الآية (( وجوه يومئذ ناضره عند ربها ناظرة ))
اليس حرف الجر( الى ) يدل الانتقال من مكان الى آخر , يقال نظرت الى الشجرة , ونظرت صديقي عند الشجرة
وجزاكم الله خيرا