صراع دينى الوهابية و الشيعة
خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الدعاء لكم بالخير والتبريكات مع الأماني الكبيرة بتقدم ورفاه المملكة العربية السعودية وشعبها المعطاء الكريم، أود أن أشير الى موضوع غاية في الخطورة، الا وهو الاساءة المتعمدة من بعض أئمة الجمعة في المملكة ضد مسلمي العراق ولاسيما شيعة أهل البيت، وكذلك الاساءة التي تجاوزت كل الحدود ضد مقام المرجع الديني الأعلى أية الله العظمى الامام السيد علي الحسيني السيستاني " دامت أفاضاته "، الأمر الذي يتطلب تدخل جلالتكم السريع في هذا الموضوع لاحتواء هذه الفتنة ولمنع تكرار مثل هذه الأساءات، التي نرى أنها لا تخدم وحدة المسلمين ولا تصون حرمة دمائهم التي أقرها الأسلام وأكد عليها مؤتمر مكة، الذي عقد بمبادرة منكم، كمبادىء سامية نعتبرها أساساً متيناً للعلاقة بين المسلمين ولبناء عراق قوي جديد ينعم جميع ابنائه بالحرية والعدل والمساواة بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية والعرقية. وان جهودكم ومساعيكم لم تتوقف لترسيخ دعائم و أواصر الوحدة والتكاتف بين جميع البلدان والشعوب المسلمة وذلك خدمة للمصالح المشتركة التي تجمع وتوحد المسلمين كافه في أرجاء المعمورة. أملنا أن تتدخلوا مباشرة وعبر اخواننا المسؤولين والعلماء في المملكة لايقاف هذا المسار الخاطىء، خاصة وانتم من رفعتم راية الوحدة والحوار على الصعيدين الاسلامي والعالمي .
دعائي لكم بالتوفيق ودوام الصحة والعافية.. مع أسمى أعتباري وتقديري
عادل عبد المهدي
نائب رئيس جمهورية العراق
وجاء انتقاد العريفي للسيستاني على خلفية الهجمات التي يشنها الجيش السعودي على المتمردين الحوثيين في اليمن بعد اختراقهم أكثر من مرة الحدود السعودية خلال الحرب السادسة الدائرة بينهم وبين الجيش اليمني منذ أغسطس الماضي، وقال العريفي في خطبته إن الحوثيين تحولوا من المذهب الزيدي القريب من أهل السنة إلى مذهب الـ"إثنا عشرية" الذي يعد السيستاني أحد مرجعياته.
كما اعتبر أن مذهب التشيع "أساسه المجوسية"، وهي ديانة كانت سائدة في إيران قبل الاسلام، ووصف اتباعها بأنهم من "أهل البدع الذين يرفع بعضهم الأئمة من آل البيت الى مراتب النبوة، بل الألوهية".
والعريفي (41 عاما) إمام وخطيب جامع البواردي في الرياض من أبرز دعاة المملكة حاليا الذين لهم قبول في الشارع السعودي والعربي خاصة في أوساط الشباب المتدين لاستخدامه أسلوبا ووسائل دعوية عصرية.
لماذا يستهان بمشاعر المواطنين الشيعة
الشيخ الصفار: الخلاف الشيعي السني مستمر ويجب تجريم العريفي
أكد رجل الدين الشيعي المعروف في السعودية الشيخ حسن الصفار على أن كلام الداعية السعودي محمد العريفي، الذي دار حول الطائفة الشيعية والمرجع الديني آية الله علي السيستاني، يندرج ضمن منحى الخطابات المتطرفة المسيئة، وطالب بسن نظام يجرم التحريض على الكراهية والإساءة للأشخاص.
واعتبر، في حوار خاص مع "العربية.نت"،(يرجى مراجعته على موقع العربية نت) أن الخلاف السني الشيعي سيستمر وليس الشيعة المعنيون بإنهائه.. كما تطرق لجوانب أخرى مثل حادثة البقيع الشهيرة والتدخل الحكيم للعاهل السعودي، وكذلك قضية شتم الخلفاء الثلاثة، وعدد آخر من أهم الملفات المذهبية الساخنة في الساحة السعودية بين السنة والشيعة... هنا بعض ما قاله الشيخ الصفار:
"الألفاظ النابية التي تفوه بها الشيخ العريفي في خطبته تجاه المرجعية الدينية الشيعية كالاتهام بالزندقة والفجور، تأتي في سياق منحى الخطابات المتطرفة المسيئة للمواطنين المسلمين الشيعة في المملكة، والتي لم تبدأ من الشيخ العريفي ولا يبدو أنها ستنتهي به، ما دامت الحكومة السعودية تغض الطرف عنها، مع أن النظام الأساسي للحكم في مادته رقم (12) تنص على أن واجب الدولة منع كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام.
وقد حدث خلال هذا الأسبوع أن كاتباً نشر في جريدة عكاظ بتاريخ 31 ديسمبر 2009م مقالاً مسّ برئيس أساقفة المطران الماروني بولس مطر، لا يصل إلى مستوى اتهامات العريفي للسيد السيستاني، ولا يرتبط بمشاعر فئة من المواطنين، إلا أن الجريدة نفسها اعتذرت عن الإساءة في اليوم التالي مباشرة، كما أن السفير السعودي في بيروت اتصل بالمطران ونقل إليه تحيات واعتذار وزير الإعلام، هكذا تتم مراعاة مشاعر الآخرين، بينما يستهان بمشاعر المواطنين الشيعة.
فقبل سنة أصدر أحد العلماء في المملكة هو الشيخ عبدالله السعد فتوى بحرمة بيع العقارات لأي مواطن شيعي في سائر مناطق المملكة، ونشرتها المواقع الالكترونية ووزعت في بعض المساجد.
كما أفتى عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السحيم لمن استفتاه حول زيارة جاره الشيعي بعدم جواز حتى ردّ السلام عليه فضلاً عن قبول دعوته وزيارته، وهي فتوى منشورة أيضاً.
وقد تناقلت وسائل الإعلام تكفير أحد أئمة الحرم المكي الشيخ عادل الكلباني لعلماء الشيعة".
كلام الشيخ العريفي بما ينطوي عليه من إساءة وتجريح مذهبي، هو مظهر من مظاهر المعاناة للمواطنين الشيعة في المملكة، وعدم اتخاذ أي إجراء تجاه هذا الكلام، يشجّع دعاة التحريض والفتن الطائفية على الاستمرار في نهجهم، وينشر الكراهية بين المواطنين، ويؤلِّب الناس في الدول المجاورة من الشيعة ضد المملكة.
أعتقد أن من أهم خطوط إقامة علاقة أفضل بين السلفيين والشيعة، هو إقرار المساواة بين المواطنين، ومراعاة حقوق الإنسان، حتى لا تشعر فئة من المواطنين بالتعالي والتميّز، وفئة أخرى بالحرمان والغبن، مما يهيئ الأجواء لعلاقة سليمة في ظل النظام والقانون، ثم تأتي مسألة تجريم التحريض على الكراهية والإساءة من أي طرف للآخر، وتشجيع أجواء التواصل والحوار.
في المدرسة السلفية شخصيات تتفهم ضرورة الحوار والتواصل مع الشيعة، وتتحدث عن تحقيق التعايش في هذه المرحلة، إن كان يصعب الوصول إلى حدِّ التقارب، لكنها حذرة في الاجهار برأيها، أو القيام بمبادرات لتفعيل التواصل والحوار، رعايةً للجوِّ العام في الوسط السلفي.
إن هذه الشخصيات تعبّر لنا عن عدم ارتياحها من الخطابات المتشددة تجاه الشيعة، لكنها تصمت وتسكت أمامها، ولا تريد أن تتحمل ثمن الاعتراض على مثل هذه الخطابات.
منطقة القطيف معظم أهلها من الشيعة وهناك قبائل سنية في قرى من القطيف، ولم تكن أي مشكلة في التعايش فيما بينهم؛ لأنه لم تكن هناك اتجاهات متشددة في وسط أهالي المنطقة من السنة والشيعة.
لكنني أشعر الآن بالقلق، فالفضائيات الطائفية تشحن النفوس، والاتجاهات المتشددة غزت مختلف المناطق، ولا بد لنا جميعاً كأهالي المنطقة من السنة والشيعة أن نتحمل مسؤوليتنا في حماية الجيل الجديد من عدوى التشدد الطائفي، وأن نواصل مسيرة التعايش والتواصل والتعاون التي نفخر بها في هذه المنطقة.
لا أجد تناقضاً بين الولاء للوطن والولاء للمذهب؛ لأن المذهب هو مدرسة في فهم الدين، والولاء للمذهب هو الولاء للدين، وبحمد الله فبلادنا تفخر بالولاء الديني وهو جزء لا يتجزأ من هويتها.
ومن يرى أن الولاء للوطن يكون على حساب المذهب أي الدين، أو أن الولاء للمذهب يكون على حساب الولاء للوطن، فهو يعاني من خلل في الفهم، فالمذهب الديني يربِّي على حب الوطن والإخلاص له والدفاع عنه والاستشهاد من أجله؛ لأن حب الوطن من الإيمان، ومن مات دون أرضه فهو شهيد.
كما أن الوطن مأوى لجميع أبنائه وملجأ لهم، فيه يشعرون بوجودهم وكرامتهم، إنه ليس وطناً لمذهب دون آخر أو قبيلة دون أخرى.
والسعي لوأد الفتن الطائفية ينبع من الحرص على خدمة الوطن وحماية مصالحه، وهو كان دافعنا للتحرك لاحتواء المشكلة التي حصلت في حادثة البقيع في المدينة المنورة في العام المنصرم. وبحمد الله فقد مارس خادم الحرمين الشريفين دور الأبوة والحكمة وأمر بإطلاق سراح المعتقلين من الطرفين، حتى لا تتفاقم المشكلة أكثر ويتم استغلالها على حساب مصلحة الوطن.
رغم ما يعانيه المواطنون الشيعة من تمييز وإساءات وانتقاص من حقوقهم، ورغم كل ما يبدو من بعضهم من تشنج في ردود فعله على تلك الإساءات، إلا أني أعتقد بتجاوب معظمهم مع أي دعوة جادة وأي مشروع للتقارب والتواصل، وقد لمست استعداد كثير من العلماء والمثقفين والناشطين الشيعة للتفاعل مع طرح أي ميثاق شرف لتجاوز الصراعات المذهبية، ولحماية الوحدة الوطنية.
وقد بادر جمع من أبناء وبنات القطيف لدعوة عدد من الشخصيات السنيّة من الرجال والنساء من مختلف مناطق المملكة للمشاركة في برامج عاشوراء عند الشيعة في القطيف والاطلاع عليها، وقد حصل ذلك للعام الثالث على التوالي.
وقابلهم الجمهور بكل حفاوة واحترام، وفي برامج عاشوراء للسنة الماضية ألقى أحد الدعاة السلفيين هو الدكتور الشيخ عبدالرحمن المحرج كلمة في وسط المعزّين الشيعة، وتفاعل معه الجمهور الشيعي مما يوضح قابلية الجمهور الشيعي للتجاوب مع أي خطوة أو بادرة إيجابية.
علماء سعوديون يرفضون رمي السيستاني بالزندقة
من يمين أعلى الصورة بادحدح والعبيكان والشريفوبالأسفل العريفي والسيستاني
|
جدة (السعودية)- أعرب عدد من علماء السعودية البارزين في تصريحات منفصلة لـ"إسلام أون لاين.نت" عن تحفظهم على التوصيفات التي استخدمها الداعية الدكتور محمد العريفي في هجومه على المرجع الشيعي العراقي الأعلى علي السيستاني، ووصفه بـ"زنديق فاجر"، معتبرين أنّ مثل هذه الأوصاف "لا تخدم الإسلام ولا أهله" كما أنها تثير "الفتن والشقاق" بين السنة والشيعة.
وكان الشيخ العريفي ألقى خطبة جمعة سابقة بعنوان "قصة الحوثيين"، قال فيها: إنهم (المتمردون الحوثيون في اليمن) خلال معاركهم مع الحكومة اليمنية، "أصروا على أن يكون السيستاني هو الوسيط لحل النزاع، لم يطلبوا أن يكون علماء كبار الوسطاء، بل شيخ كبير زنديق فاجر، في طرف من أطراف العراق".
وقال الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي السعودي: "لابد للمسلمين أن يتحاوروا وأن يتجنبوا أسباب النزاع والشقاق وإثارة الفتن، فالأصل هو الترفع في مثل هذا الأمر على منابر الجمعة".
وأضاف العبيكان أنه "من المفروض أن يكون بين المسلمين حوار هادئ يقصده كل شخص من المتحاورين للوصول إلى الحق وبيانه بدون التعرض للأشخاص والسباب والشتائم". وشدد على أن "إثارة مثل هذه القضايا لا يخدم الإسلام ولا أهله إضافة إلى أنّه ليس من الأسلوب الحضاري ولا حتى من الأسلوب الشرعي".
وصف غير مناسب
الداعية السعودي البارز، الدكتور علي بادحدح، علق بدوره على توصيفات العريفي للسيستاني بأنها "غير مناسبة".
وأوضح قائلا: إن "الإطلاقات والتصريح بالأسماء وإصدار الأحكام على الوجه الذي وقع ليس مناسبا وقد تترتب عليه مفاسد أكثر من المصالح".
وأضاف د. بادحدح: "نحن نعلم أن المملكة مستهدفة دوليا وإقليميا بوصفها قبلة المسلمين عموما ودولة السنة الأولى خصوصا، وهناك اليوم لعب على وتر الطائفية والمذهبية وحقوق الأقليات وتقارير عن حرية الأديان وغيرها التي تستخدم للإضرار بها، وينبغي استحضار ذلك كله لا للخوف ولكن للبعد عن المآلات السلبية، ورعاية للمصالح الشرعية المعتبرة".
ومع قوله إن "الشيعة لديهم مخالفات وانحرافات في أمور عقدية أساسية وليس مجرد مسائل فقهية فرعية"، فإن الداعية البارز أضاف أن "بيان الحق يتبعه تنزيله على الواقع، وهنا لا بد من النظر في المصالح والمفاسد، فإن كان بيان الحق على صفة معينة تترتب عليه مفاسد أعظم من المصالح فينبغي تأجيله أو تغيير طريقة أو وسيلة أو مكان البيان".
أين البينة ؟
كذلك رفض المفكر الإسلامي السعودي الدكتور محمد موسى الشريف إطلاق كلمة "الزندقة" على السيستاني من دون بيّنة.
وأكد ضرورة "إيجاد إثبات شرعي واضح في إطلاق كلمة الزندقة على السيستاني، فإذا صحّ أنّه زنديق فاجر فهو على مسئولية مطلقها وإلاّ فلا يجوز إطلاق هذا اللفظ على المنبر على أي كان إلاّ ببينة شرعية".
ولفت د. الشريف إلى أن: "إطلاق كلمة الزندقة جزافا يعد أمرا خطيرا؛ فهي رديف كلمة الكفر، بل هي أغلط من الكفر، فإن لم يكن له بينة شرعية فلا يجوز إطلاقها من على المنبر".
"الطريق إلى كربلاء".. جدل يستدعي أحاديث التقريب
|
|
|
رحب مفكرون شيعيون ببرنامج "الطريق إلى كربلاء" الذي كشفت الستار عنه كل من قناتي "دليل" و"الرسالة" الفضائيتين، حيث اعتبروه طرحًا إيجابيًّا ومحمودًا داعين إلى طرح القواسم المشتركة بين المذاهب الإسلامية وبضرورة مشاركة الشيعة للتعبير عن رأيهم في أي برنامج قادم يتحدث في المفاهيم التاريخية للمذاهب الإسلامية، في حين جاء موقف جزء من عوام الشيعة رافضا لفكرة البرنامج الذي تطور الجدل بعد عرضه على شاشة القناتين ليكون فرصة للحديث عن التقريب السني الشيعي في السعودية.
البرنامج الذي أخرجه السوري عبد الباري أبو الخير وعبر حلقاته الأربع تتناول حياة الصحابي الجليل الحسين بن علي، حفيد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى استشهاده، وقد قام بإنتاجه جمعية "الآل والأصحاب" البحرينية، ونفذه مركز الأمة الإعلامي، انطلاقًا من فكرة الشيخ حسن الحسيني، رئيس لجنة الدعوة بالجمعية، والذي قام أيضًا بإعداد المادة العلمية الخاصة بالبرنامج، ويشاركه في التقديم الشيخ نبيل العوضي من دولة الكويت.
لإزالة التشوه
ينقسم البرنامج بأجزائه الأربعة إلى قسمين: الأول يتناول سيرة الحسين رضي الله عنه، أما الثاني فيعرض فترة حكم يزيد بن معاوية، ويبين موقف الحسين من توليته، ويروي قصة خروج الحسين من مكة إلى كربلاء، وموقف الصحابة من ذلك، ثم استشهاده.
وبهدف توفير الأجواء للمشاهد لاستيعاب المادة العلمية وترسخها بذهنه اعتمد العمل على التصوير في مناطق مشابهة لتلك التي شهدت الحدث في الحقيقة، وجمع في تقديم مادته بين الإلقاء المباشر والتمثيل الصامت في الخلفية، وعرض الخرائط، إضافة إلى الإنشاد الذي قام به المنشد السعودي وائل أبو ريان، بمشاركة المنشد العراقي محمد العزاوي.
مدير البرامج في قناة الرسالة محمد السيلاوي، ذكر لـ"إسلام أون لاين" أن البرنامج استطاع نقل الأحداث التاريخية التي دارت في عهد الخلفاء الراشدين، بهدف إزالة التشوه الذي أحدثه البعض في بيان علاقتهم بآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وخصوصًا الحسن والحسين، دون لمز في أي طرف من الأطراف.
وأضاف السيلاوي: "إن الاختلافات السنية الشيعية لا يعد إبرازها والحديث عنها من سياسة القناة ولا من أهدافها".
بين ترحيب ومهاجمة
جاء موقف بعض عوام الشيعة في السعودية المختلف عن موقف مفكريهم من خلال المنتديات الإلكترونية وعلى شكل مداخلات على فضائيات عربية ودينية، حيث استفزهم البرنامج لكونه صدر من أهل السنة.
نجيب الخنيزي، المفكر السعودي الشيعي أكد في حديثه لـ"إسلام أون لاين نت" أن أي جهد أو عمل من شأنه التقريب بين الفئات والاتجاهات والمذاهب المختلفة ضمن الإطار الإسلامي يعتبر شيئًا جيدًا ومحمودًا، ومن المهم التأكيد والتركيز على القواسم المشتركة الأساسية، وعدم التوقف عند بعض الاختلافات الفقهية، والروايات المتباينة إزاء أحداث وأوضاع مر عليها أكثر من 1400 عام.
أما الدكتور توفيق السيف، أحد المفكرين الشيعة بالسعودية، فقد اعتبر في تصريحاته لإسلام أون لاين أن الأعمال الفنية التي تأخذ جانب الإنصاف تساعد في تنمية الشعور المشترك.
وأضاف السيف: "إن محاولة تقديم وجوه مختلفة للحقيقة شيء طيب.. ويجب العمل على عرض وجهات النظر المختلفة بحرية في القضايا التاريخية".
ونوه السيف على أن الأعمال التاريخية لابد أن تتوفر فيها شمولية الوجوه المختلفة للحقيقة الواحدة، ولا يشعر أحد ذو حيثية بأنه محروم من حقه في إبداء رأيه، وهذا يفيدنا بالذات في معالجة الخلافات المذهبية.
وأكد المفكر الشيعي أن محاولة تقديم صورة فاعلة يساعد أيضًا في تخفيف حالات التشنج الموجودة بسب تصوراتها عما حدث بالتاريخ.
المفكر الإسلامي الشيعي محمد المحفوظ أكد أن أي برنامج يعلي من شأن المشترك الإسلامي، ويعيد قراءة التاريخ بما يضمن حق الجميع في المعرفة يعتبر بادرة إيجابية ومطلوبة بالذات في هذه الظروف، مع احترام شخصيات التاريخ حينما يكون هناك تباين بين موقف وآخر.
وفي رده على سؤال حول هل سيعزز مثل هذا البرنامج التقارب بين السنة والشيعة بكل أطيافهم؟ قال المحفوظ: "إذا اشترك في البرنامج كل المكونات وكل الآراء فسيساهم بالتأكيد في تحقيق التقارب وأعتقد حينما يكون الإعلام حاضنًا لكل الآراء، ويعطيها مساحة متساوية للتعبير على قاعدة الاحترام المتبادل، فإن ذلك سيفضي إلى نتائج إيجابية".
جدل فقهي وتخندق
المفكر السني السعودي الدكتور عوض القرني أكد أن هذا البرنامج بطريقة عرضه التي تعتمد على الحقائق التاريخية والوثائق سيثير جدلاً فقهيًّا في بعض القضايا، وسيضيء الطريق أمام الباحثين عن الحق والمنصفين –على حد قوله– وسيعطي إضاءة تمكنهم من مراجعة أنفسهم إذا كانوا على مواقف خاطئة.
وشكك القرني في إمكانية إنتاج برنامج مماثل يجمع السنة والشيعة تحت مظلة عمل مشترك، معللاً ذلك بتخوفه من أن يتحول مثل هذه العمل من عمل فني علمي وإعلامي إلى منبر حواري يتخندق فيه كل طرف حول مواقفه وأفكاره.
ورفض الدكتور القرني استخدام كلمة "التقريب" فيما يتعلق بالاختلافات بين السنة والشيعة، مفضلاً مصطلح الحوار أو المراجعة؛ لأنّ القضايا العقدية –على حد قوله- تقوم إما على اعتقادات راسخة قد لا تمتلك أدلة حقيقية ملموسة، وإما اعتقادات راسخة تقوم على أدلة غير قابلة للنقاش عند الإنسان، أما قضايا الحياة والتعايش والتعاون والتكيف مع الآخر والتفاهم في المشتركات، فهذه يمكن أن يتقارب فيها الناس.
|
اجمالي القراءات
2258