أفريقيا في أجندة ترامب في 2025: الأمن أولا، تجارة بلا شروط ووقف المساعدات

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الجزيرة


أفريقيا في أجندة ترامب في 2025: الأمن أولا، تجارة بلا شروط ووقف المساعدات

لم يكن كثيرون يتوقعون أن تحظى أفريقيا بمكانة بارزة في أجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.

لكن عام 2025 سرعان ما كشف أن القارة السمراء أصبحت في صلب الحسابات الدبلوماسية لواشنطن، بين دول وجدت نفسها شريكا محتملا وأخرى تحت ضغط متزايد من السياسات الأميركية.

عودة عسكرية مفاجئة
منذ الأيام الأولى لولايته الثانية، أعاد ترامب التأكيد على مقاربته الأمنية تجاه أفريقيا، بضربات جوية في الصومال استهدفت قيادات من تنظيم الدولة الإسلامية وحركة الشباب.

وشكّلت هذه العودة العسكرية تناقضا صارخا مع وعوده السابقة بإنهاء التدخلات الخارجية، وأعادت القارة إلى واجهة إستراتيجية مكافحة الإرهاب الأميركية.


هجرة تحت المجهر
لم يقتصر الحضور الأفريقي في أجندة ترامب على الأمن، بل امتد إلى ملف الهجرة.

ففي يونيو/حزيران 2025، فرضت الإدارة قيودا جديدة على دخول مواطني 12 دولة، منها سبع أفريقية، في حين سمحت في المقابل باستقبال مجموعات محدودة من جنوب أفريقيا باعتبارهم "لاجئين".

وقد أثارت هذه المفارقة جدلا واسعا، خاصة مع تصاعد النقاش حول ما إذا كانت أفريقيا تتحول إلى "مكب بشري" للسياسات الغربية، إذ تستَخدم بعض دولها كمواقع لإعادة توطين موجات بشرية مرحّلة من مناطق أخرى، في ظل غياب خطط تنموية حقيقية، مما أثار مخاوف من أن تتحول القارة إلى مستودع للأزمات السكانية العالمية بدل من أن تكون شريكًا فاعلًا في حلها.

وضع المواطنين البيض في جنوب أفريقيا كان أحد محاور السجال بين ترامب ورامافوزا في البيت الأبيض (الأوروبية)
من المساعدات إلى التجارة
أحد أبرز التحولات تمثّل في قرار تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وهو ما أدى إلى تعطيل شحنات غذائية وطبية كانت متجهة إلى السودان والكونغو الديمقراطية.

غير أن الإدارة شددت على أن المساعدات لم تعد محور السياسة الأميركية، مفضلة شعار "التجارة لا المساعدات".
وقد وجد هذا التوجه صدى لدى بعض القادة الأفارقة الذين رأوا في المساعدات تدخلا في شؤونهم الداخلية، في حين رحّبت دول مثل غانا وبوتسوانا بالتحول نحو شراكات اقتصادية أكثر استقلالية.

وفي ديسمبر/كانون الأول، وقّعت واشنطن اتفاقيات صحية مع تسع دول أفريقية، منها كينيا ونيجيريا ورواندا، في إطار نهج جديد يربط الدعم الصحي بالمصالح المتبادلة.
رئيس الوزراء الكيني موساليا مودافادي (يسار) عقب توقيع اتفاقية صحية مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (الفرنسية)
دبلوماسية الصفقات والرسوم
في سياق تقليص العجز التجاري الأميركي، فرضت واشنطن رسوما جمركية واسعة، ما دفع وفودا أفريقية إلى واشنطن بحثا عن "صفقة" مع الرئيس الأميركي.

وفي يوليو/تموز، استضاف ترامب في البيت الأبيض عددا من الرؤساء الأفارقة، منهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في محاولة لإعادة صياغة العلاقات على أساس الصفقات المباشرة.

وفي هذا المناخ، برز أيضا توقيع اتفاق سلام بين الكونغو ورواندا في واشنطن، وهو ما اعتبره بعض المراقبين فرصة ترامب لربط الأمن بالصفقات الاقتصادية.

إلا أن بعض القوى الأفريقية الكبرى مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا وجدت نفسها في مواجهة ضغوط متزايدة، وصلت إلى حد مقاطعة قمة العشرين في جوهانسبرغ، والتهديد بالتدخل العسكري في نيجيريا.

ترامب مستقبلا عددا من الرؤساء الأفارقة (رويترز)
الصين.. الحاضر الغائب
في ظل هذا المشهد، واصلت الصين تعزيز حضورها في أفريقيا، حيث بلغ حجم تجارتها مع القارة خمسة أضعاف حجم التجارة مع الولايات المتحدة.

وفي يونيو/حزيران، أعلنت بكين إعفاءات جمركية جديدة للدول الأفريقية، ما زاد من جاذبية شراكتها الاقتصادية مقارنة بالنهج الأميركي القائم على العقوبات والرسوم.

عام مفصلي
هكذا، تحوّل عام 2025 إلى محطة مفصلية في العلاقات الأميركية الأفريقية.

فبين الضربات العسكرية، والقيود على الهجرة، والتحولات الاقتصادية، بدا أن ترامب يسعى إلى صياغة علاقة جديدة مع القارة، قائمة على الأمن والتجارة أكثر من المساعدات.

لكن نجاحه في ذلك سيظل رهنا بقدرته على معالجة ملفات معقدة، من النزاعات في الكونغو والسودان إلى التحديات البنيوية التي تعيق التصنيع الأفريقي، إضافة إلى متابعة اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا الذي مثّل بارقة أمل في شرق أفريقيا.
اجمالي القراءات 22
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق