تصاعد الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢١ - فبراير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربى الجديد


تصاعد الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا

كشف تقرير حديث صادر عن منظمة "تل ماما" (Tell Mama) البريطانية غير الحكومية، والتي تدعم الأفراد الذين يتعرضون للإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية، عن زيادة غير مسبوقة في جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا خلال عامي 2023 و2024. وتعزو هذا الارتفاع إلى تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وجريمة ساوثبورت (عملية طعن جماعية استهدفت أطفالاً في استديو للرقص في ساوثبورت، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة عشرة آخرين، في 29 يوليو/ تموز 2024).
وسجل عام 2024 أعلى معدلات حوادث الكراهية ضد المسلمين، سواء على الإنترنت أو في الأماكن العامة. ومنذ عام 2012، استفاد أكثر من 51.000 مسلم بريطاني من خدمات المنظمة. وتشير البيانات إلى ارتفاع حاد في حوادث الكراهية في الشوارع بين عامي 2012 و2024، ما يعكس تفاقم هذه الظاهرة.
وخلال عامي 2023 - 2024، تلقت المنظمة 10.719 بلاغاً عن حوادث كراهية ضد المسلمين، وتم التحقق من 9604 منها على أنها جرائم ذات طابع معاد للمسلمين، وجاءت معظم هذه البلاغات من مسلمي بريطانيا. ويشير مصطلح "التحقق" إلى مراجعة دقيقة للحالات والتأكد من أنها تحمل أدلة داعمة تُثبت طبيعتها المعادية للمسلمين. في هذا السياق، تطالب مديرة منظّمة "تل ماما" إيمان أبو عطا، في حديثها لـ"العربي الجديد"، الحكومة بـ"الاستمرار في دعم جهودنا، ونؤكد على أنه ما من رابط بين جرائم الكراهية وحرية التعبير، ويجب تقديم مرتكبي جرائم الكراهية الجناة إلى العدالة. من الضروري التشديد على أهمية تيسير وصول الضحايا إلى العدالة، خصوصاً الذين يتعرّضون لأفعال جرمية".
تتابع أبو عطا: "نحثّ أيضاً الأشخاص النافذين على التفكير في كيفية تأثير لغتهم على تنميط المجتمعات وسلبياتها على النقاشات سواء عبر الإنترنت أو خارجه".
وفي ما يتعلّق بالذكاء الاصطناعي، تلفت أبو عطا إلى أهمية أن تجتمع الحكومة مع شركات الذكاء الاصطناعي لتوضيح مسؤوليتها عن أي أفعال جرمية. تضيف: "يتوجب علينا مطالبة هذه الشركات بتطوير تقنيات قادرة على إزالة المحتوى الذي يمكن أن يُعتبر إجرامياً، مثل الصور الإباحية للأطفال أو الصور العنيفة التي تستهدف المجتمعات المسلمة أو غيرها".
وبحسب التقرير، كان عام 2024 الأكثر تسجيلاً لجرائم الكراهية ضد المسلمين منذ إطلاق "تل ماما" عام 2011 - 2012، وبلغ عدد الحالات المبلغ عنها 6313 حادثة، بزيادة بلغت 165% مقارنة بإجمالي الحالات الموثقة عام 2022. كما سجّلت المنظمة 1606 اعتداءات في الأماكن العامة من بين 3530 بلاغاً موثقاً، ما يعكس زيادة بنسبة 120% في حوادث الشوارع منذ عام 2022.

وعند مقارنة إحصائيات عامي 2023 و2024، يلاحظ ارتفاع بنسبة 103% في حالات الكراهية ضد المسلمين، وبالتحديد تجاه الأشخاص الذين يُمكن التمييز بوضوح أنهم مسلمون. ويسجّل تصنيف "السلوك المهدِّد" في حوادث الكراهية ضد المسلمين في الأماكن العامة ارتفاعاً حاداً، وشهد زيادة بنسبة 715% بين عامي 2023 و2024.
واللافت أنّه عقب السابع من أكتوبر 2023، سجلت منظمة "تل ماما" ارتفاعاً غير مسبوق في البلاغات المتعلقة بالكراهية المناهضة للمسلمين عبر الإنترنت، وارتفعت بنسبة 1619% مقارنة بالفترة التي سبقت هذا التاريخ. ويعكس هذا التصاعد التأثير العميق للصراع في منطقة الشرق الأوسط في تأجيج الكراهية الرقمية ضد المسلمين. ووثّقت المنظمة 1719 حالة تم التحقق منها من الكراهية ضد المسلمين عبر الإنترنت خلال عام 2023. وعام 2024، ارتفع العدد إلى 2307 حالات مؤكدة، مع تسجيل الجزء الأكبر من هذه البلاغات بعد 29 يوليو 2024، في أعقاب جريمة ساوثبورت.
ويؤكّد التقرير أنّه حتى اللحظة تتصدّر منصة إكس نشر الكراهية ضد المسلمين على الإنترنت، وتتفوق بشكل ملحوظ على جميع منصات التواصل الاجتماعي الأخرى لناحية حجم اللغة العدوانية وطبيعة الكراهية المستهدفة تجاه المسلمين.
وتعرب "تل ماما" عن قلقها العميق بشأن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج وتوزيع الصور المعادية للمسلمين عبر الإنترنت، التي أُبلغ عنها من قبل المسلمين البريطانيين الذين تعرضوا للاستهداف، وقد أصبحت هذه الظاهرة بارزة بشكل خاص في حالات عام 2024.
وتتحدث "تل ماما" عن التداخل بين العالمين الرقمي والواقعي، إذ تجمع المنظمة معلومات من المسلمين البريطانيين حول كيفية استهداف الجماعات المتطرفة اليمينية للاجئين الضعفاء في مراكز الإيواء، وما يتعرضون له من مضايقات وكراهية تستهدفهم بسبب هويتهم كونهم مهاجرين ومسلمين. ويتطرّق التقرير أيضاً إلى استهداف أعضاء البرلمان البريطاني المسلمين، ويلفت إلى تأجيج الرأي العام ضدّ المسلمين من خلال استخدام استعارات تشير إلى استيلاء المسلمين على أوروبا والتفوق ديموغرافياً على السكان المحليين. وتزداد اللغة الداعية إلى إبعاد المسلمين البريطانيين من الحياة السياسية بشكل كبير.
اجمالي القراءات 200
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق