عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2016-09-21
بين المسجد والجامع:
تم إفراغ المساجد من معناها بداية بالتسمية وختاما بالدور الذي تلعبه في واقع الأمة.
تم إستبدال كلمة (مسجد) القرآنية، بكلمة جامع التي ليس لها ذكر في كتاب الله جل وعلا.
وكلمة مسجد تدل علی إرتباط رواد هذا المسجد بالله وحده لا شريك له.
وكلمة جامع تدل علی إرتباط رواده بجماعة معينة ذات نهج خاص، فيقال جامع السلفيين، وجامع الإصلاحيين، وجامع الهادويين .. الخ.
الله جل وعلا سماها مساجد، وأمرنا بأن تكون له، أي منسوبة إليه، خالصة لذكره وحده لا شريك له، قال تعالی: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا (18 الجن) .
والشيطان الذي هدفه وغايته صد الناس عن ذكر الله جل وعلا، سول للناس أن يسموها جوامع، وربط هذه الجوامع بأشخاص، فيقولون: جامع علي، جامع عمر، جامع سعيده.
الله جل وعلا، يأمرنا أن تكون هذه المساجد، لذكره، من خلال كتابه، قال تعالی: فسعوا إلی ذكر الله (9 الجمعة) .
والشيطان يسول لأتباعه بأن تكون لذكر فلان وعلان وزعطان.
هذا الإنحراف الخطير، عمق حالة الفرقة والبغضاء والشتات الذي تعاني منه الأمة، لأن كل جماعة تتلقی فكرا مغايرا، وترتبط بأولياء مختلفين، وتعيش حالة عزلة عن باقي مكونات الأمة.
يجب أن نعيد للمساجد إعتبارها، بأن نجعلها لله وحده لا شريك له، بأن نجعلها لذكر الله وحده، وأن لا ندعوا معه أحدا.
بهذا سيتلقی جميع المسلمين مادة إيمانية موحدة، تربطهم بإله وولي وأحد، فتزول حالة البغضاء والفرقة، ويكون الجميع علی قلب رجل وأحد.
بين الدولة والمسجد:
الدولة ضرورة مجتمعية وليست فريضة دينية، وليس من أولويات الإسلام إقامة دولة، فالإسلام اسمی وأرفع من ذلك.
الإسلام يصنع مجتمعا مثاليا لا نحتاج فيه إلی اجهزة أمنية، ولا إلی اجهزة قضائية، ولا إلی اجهزة سياسية، ولا إلی مؤسسة رئاسية.
الإسلام يصنع مجتمعا يراقب الله جل وعلا قبل أن يراقب الناس، يحيي في المجتمع الضمير أو بمفهوم القرآن (التقوی) وبهذا يزول الظلم وتختفي المظالم.
الإسلام يصنع مجتمعا حيا يسود ويحكم نفسه بنفسه، عبر ما يعرف اليوم بالديمقراطية المباشرة وحكم الشعب.
والدولة الإسلامية الحقيقية، هي تلك الدولة الديمقراطية العلمانية العادلة، التي تحكم الجميع بمبادئ العدل والمساواة وحقوق الإنسان .. الخ.
الدولة ليس من مهامها هداية الناس وإدخالهم الجنة، لانه يستحيل عليها ذلك عقلا ومنطقا، وبالتالي ليس من مهامها بناء دور العبادة (المساجد والكنائس والمعابد) وليس من مهامها وضع وتدريس المناهج الدينية.
الدولة مهمتها بناء المستشفيات والمدارس العلمية والمعاهد التقنية، والجامعات العصرية. الدولة مهمتها توفير فرص عمل للشباب، وتوفير الأمن وإقامة القسط .. الخ.
الدولة إذا تدخلت في الدين أفسدته وأفسدت أهله، فهي حينئذ تدعم هذا وتقمع ذاك، تجعل هذا الفصيل في مأمن من الحساب يصول ويجول، وتجعل ذلك الفصيل يعيش حياة غير طبيعة، حياة كلها خوف ورعب وقلق.
أما المساجد وكما أسلفنا فهي لله وحده لا شريك له، وجدت أساسا لذكره وحده، ولخدمة المجتمع، وبالتالي فلا يجوز لأحد أن يفسد وظيفة المساجد.
في عصرنا وكسياسة أمر واقع، ليس للدولة إلا أن تقوم بترشيد الخطاب الديني، بحيث تجرم خطاب الكراية والتكفير والتفسيق للآخر.
وعليها توعية الناس إلی وظيفة دور العبادة الروحية، ومراقبة أعمال المساجد الخيرية، ورصد مصادر الدعم، ضمن خطة ممنهجة لمكافحة الإرهاب.
ودائما وأبدا نقول:
الدين لله والوطن للجميع
دعوة للتبرع
أرض العنوة: أقرأ تعبير ( أرض العنو ة ) هل له صلة بما تكتبه عن...
أسئلة أمنية : مساء الخير دكتور احمد صبحي منصور .. انا سيد يحي...
ما ذنب الخنثى ؟: هل يستطي ع المخل وق خنثى أن يتزوج وهو لا يعرف...
حكم السمك والجراد: هل السمك والجر اد من الميت ة المحر مة كما...
more