سبيل السلطان مصطفي.. الوحيد الذي يفتح أبوابه للناس.. وعجوز تدعو: «ربنا يخليه ١٠٠٠ سنة»
كتب سحر المليجي ٢٦/٩/٢٠٠٨
سبيل السلطان مصطفي من الخارج
علي الجانب الآخر من مسجد السيدة زينب، وقفت سيدة عجوز تستريح بعد أن اتكأت علي أحد شبابيك سبيل وكتاب السلطان مصطفي خان، الذي لم يفقد جماله رغم ضياع معالم رخام كان يغطيه..
وقفت تدعو بأن يظل السبيل مفتوحا لأهل الخير ١٠٠٠ عام أخري، لأنه السبيل الوحيد الذي مازال مفتوحا لعمل الخير، وإن تغير نشاطه من تحفيظ القرآن وتوزيع المياه علي أهالي منطقة السيدة زينب إلي مقر لتوزيع المساعدات المالية الشهرية التي تقدمها جمعية «تلاوة القرآن الكريم».
في هذا السبيل لم نكن نحتاج إلي باب أو شباك مكسور أو حائط متهدم لكي نعرف ما بداخله وما فعل الزمان به، فهو السبيل الوحيد المفتوح ويمكن لأي مواطن دخوله بعد استئذان رئيس الجمعية الخيرية.
بابان للسبيل.. أولهما علي الشارع الرئيسي ضاع نصف ملامحه بعد أن كسرت أجزاؤه ووضع الأهالي ألواحًا خشبية بدلا من النقوش الإسلامية الأثرية، وهو ما يوحي للزائرين والمارين من الشارع بأنه مكان مهجور لولا وجود باب آخر جانبي مختبئ، بسبب الباعة الذين افترشوا الأرض أمامه بعرض الشارع الجانبي، فاختبأ الباب إلا لأصحابه الذين يحفظون مكانه.
الباب الثاني يطل علي لوحة كبيرة تحمل اسم جمعية خيرية وأسفلها سلالم لا تزيد درجاتها علي ٥، ولا تحتمل ثقل شخصين يمران معًا، في آخرها جلس شيخ كبير طويل الشعر واللحية علي مكتب لا يحتل مساحة أكبر من متر مربع، وبجواره صبي لا يزيد عمره علي ١٥ سنة،
وحولهما عدد من العجائز والمسنين كل يبحث عن اسمه كي يحصل علي راتبه الشهري من الجمعية، أما باقي السبيل فقد فرش بالأخشاب والأوراق وألواح خشبية، فيما وقف وعاملان ليمنعا الدخول إلي باقي السبيل أو الصعود إلي الدور الثاني .
قال عم محمد، بائع: إن هذا السبيل اسمه سبيل السلطان مصطفي، وإن الناس كثيرًا ما تقف أمامه لتري شكله أو لتلتقط بعض الصور بجواره، ولكنها نادرا ما تقف لتسأل عن اسمه.
الحاجة نفيسة، تقول إنها لا تعرف اسم السبيل ولا قيمته الأثرية، لكنها أعتادت أن تاتي إليه كل شهر مع ابنها لتحصل علي مساعدة مالية من الجمعية الخيرية الموجودة به، وخافت كثيرا أن يغلق بعد أن سمعت عن الترميم الذي يجري فيه، ولكنها فرحت كثيرا عندما وجدت أن أصحاب الجمعية مازالوا موجودين به.
سعيد عبدالعزيز، مفتش آثار ومدير منطقة السيدة زينب، قال: إن السبيل بناه السلطان مصطفي خان الثالث عام ١١٧٢ هجرية، ١٧٥٨ ميلادية، ويعد من أروع الأسبلة العثمانية بالقاهرة، إذ يشتمل علي مجموعة من الزخارف والبلاجات الخزفية العثمانية، وتستغله الآن جمعية تلاوة القرآن الكريم في أعمال الخير بالحي.
ويضيف عبدالعزيز: إن السبيل يجري ترميمه الآن من قبل بعثة الآثار الكندية، ويستمر العمل فيه حتي ٣١ مارس من العام المقبل.
اجمالي القراءات
2776