القاهرة - د ب أ

طالب الفنان المصري القدير محمود ياسين بمنع الإخوان المسلمين من العمل المسرحي، مؤيدًا موقف الرقابة من مسرحهم، ومؤكدًا أن الفن لا يحتاج إلى "قيود"؛ بل يحتاج إلى "روح راقية ونفس صافية".

وقال ياسين في حديثٍ مطول مع صحيفة " المصري اليوم" القاهرية نشرته الإثنين 15-9-2008 عن محاولة الإخوان المسلمين دخول المسرح بمسرحية "الشفرة" وتعرضها لمشاكل مع الرقابة: "من حق الرقابة عرقلة محاولات دخول الإخوان المسرح، الإخوان يدخلوا الفن يعملوا فيه إيه؟ الفن ليس في حاجة إلى قيود لأنه يحتاج إلى روح راقية ونفس صافية بعيدة عن التوبيخ، ودخول هؤلاء إلى الفن يقيده لأنهم يفرضون شروطًا والفن يحتاج إلى إبداع دون قيود، بعكس السياسة، وربنا هو الذي سيحاسبني إذا قدمت عملاً خطأ".

وكانت مسرحية "الشفرة" أثارت جدلاً سياسيًا وفنيًا ورقابيًا قبل أن يرفع الستار عن العرض الأول لها في يناير 2007، وذلك بسبب تصنيفها ضمن "المسرح الإسلامي الجديد" وخلو العرض من النساء والاستعراضات الراقصة، فضلاً عن تقديمها نقدًا لاذعًا للأوضاع السياسية التي تعيشها دول العالم النامي.

المسرحية التي ألفها أحمد مرسي، وأخرجها كمال عطية، ويقوم بدور البطولة فيها الممثل عبد العزيز مخيون ظلت حبيسة أدراج الرقابة الفنية، وهي ثالث عروض فرقة "سنا الشرق" التي قدمت منذ تأسيسها عام 1992 عرضين مسرحيين في ذات الإطار هما "اصحوا يا بشر" و"فيتنام 2".

وتدور أحداث المسرحية حول وضع إحدى بلدان العالم الثالث في الزمن الآتي (عام 2200) حيث تموج الدولة بالخلافات السياسية ومشاكل الفساد وصراع مراكز القوى، وهو ما يتجسد في الصراع المحتدم بين المعارضة ورئيس البلاد الذي تنظر له المعارضة على أنه رمز لتأخر البلاد وضعفها.

وأكد ياسين أنه "لا بد ألا ينفصل الدين عن السياسة، فالدين يدخل في كل شئون الحياة حتى يصلح أحوالنا، ولا بد ألا تتناقض أمورنا السياسية والاقتصادية مع شريعتنا الإسلامية، أما جماعة الإخوان المحظورة فأحب أن أقول لهم: أنتم إخوان طب إحنا مين؟!.. لقد علمنا رسول الله أن المسلمين كلهم إخوة ولا فرق بين مسلم وآخر، وأنتم تفرقون بين البشر فعلي أي أساس؟ لو على أساس الدين فهو علاقة بين العبد وربه، وهو أعلم بما في الصدور، فهذه مسألة تدعونا دائمًا إلى الاستغراب نتيجة التقسيمات والمسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فيجب أن يتم "فرملة" كل المهازل التي تحدث ولا تنتمي إلى الدين الإسلامي".
عودة للأعلى

شهيرة اعتزلت لتوطيد علاقتها بالله

وردًّا على سؤال ما إذا كان هو وراء اعتزال زوجته الفنانة شهيرة بدعوى أن التمثيل حرام، أجاب النجم محمود ياسين أن "التمثيل ليس حرامًا لأمنع شهيرة عنه، ومن يقل غير ذلك لا يفهم شيئًا ولن أتعامل معه، وشهيرة اعتزلت لأنها وصلت إلى حالةٍ من الصفاء والاستقرار والهدوء، وفي حاجةٍ إلى توطيد علاقتها بالله، ولذا تفرغت للعبادة مع أنها تحب الفن وتعشقه".
عودة للأعلى

الفن كله تحول إلى تجارة

من ناحيةٍ أخرى، برر الفنان المصري القدير غيابه عن دراما رمضان هذا العام بانشغاله بتصوير فيلم "الوعد" للمؤلف وحيد حامد.

وأكد ياسين أن "الفن كله تحول إلى تجارة، وكل منتج دفع قرش عايز يلمه قرشين، وأي شخص يتولى منصبًا في التليفزيون سيفعل الشيء نفسه؛ لأن الفضائيات توحشت، وأصبح القوي فيها يلتهم الضعيف"، وذلك في معرض حديثه عن ابتعاد التلفزيون عن أهدافه ورسالته واهتمامه بالربح أكثر من القيمة الفنية.

وفيما يتعلق بالأعمال التاريخية قال ياسين: "مشكلة العمل التاريخي أنه يتطلب ميزانية ضخمة ومجهودًا كبيرًا، والعديد من الفضائيات ترفض شراءه لأنها تعتمد على المسلسلات الاجتماعية، فهي تريد شراء العمل التاريخي "ببلاش" أو بسعر بخس، وسبق أن قدمنا أعمالاً للقنوات العربية بـ"بلاش" لنشر الثقافة بين العرب".

وحول مشاركة جيله في أفلام الشباب قال عملاق التمثيل المصري: "نحن في يومٍ من الأيام كنا شبابًا، ونجوم أكبر منا أعطونا فرصًا مثل رشدي أباظة وأحمد مظهر، ومثلما أخذنا فرصتنا من حق الجيل الجديد أن يأخذ فرصته".

وبالنسبة لعلاقة الفن بالسياسة قال ياسين: "عندما تسمو السياسة يصبح الفن طواعية في خدمتها، وعندما تبتذل السياسة ينأى الفن بنفسه عنها ويترفع عن ممارساتها"