الإخوان يفشلون في الحشد لإحياء ذكرى فض إعتصام رابعة
اضيف الخبر
في
يوم
الخميس ١٤ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً.
نقلا عن:
إيلاف
الإخوان يفشلون في الحشد لإحياء ذكرى فض إعتصام رابعة
تظاهر عدد قليل من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إحياءً للذكرى الأولى لفض إعتصام أنصار الرئيس المصري السابق محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، بينما شهدت القاهرة ومختلف المدن المصرية إجراءات أمنية مشددة، وتجددت الإتهامات بين الحكومة والسلطة حول الأحداث التي تضاربت فيها أرقام الضحايا، ما بين 817 و3 آلاف قتيل.
القاهرة: بمناسبة الذكرى الأولى لفض إعتصام رابعة، أغلقت قوات من الجيش والشرطة ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، وحاصرته آليات ومدرعات عسكرية. وانتشرت قوات الشرطة عند مداخل الشوارع المؤدية إليه، خشية نجاح أعضاء جماعة الإخوان والمتعاطفين مع ضحايا الحادثة في الوصول إلى الميدان وإعادة الإعتصام فيه مرة أخرى. كما أغلقت قوات من الجيش والشرطة ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة، ومنعت السيارات من العبور.
وتظاهر أنصار جماعة الإخوان والمتعاطفون مع ضحايا "رابعة" في مناطق عدة بمصر، في شوارع قريبة من ميدان رابعة، بطريقة أسموها "الفراشة"، وتعتمد على التظاهر في مجموعات صغيرة، ثم التجمع في مكان واحد، ثم التفرق إلى أماكن عدة. وإقترب المتظاهرون من الميدان، رافعين شعار رابعة الأصفر، وهو عبارة عن أربعة أصابع مضمومة إلى الكف، باللون الأسود على خلفية صفراء. كما حملوا الأكفان، ورددوا هتافات منددة بـ"حكم العسكر"، ومنها: "يسقط يسقط حكم العسكر"، "رابعة رمز الصمود"، "ذكرى رابعة.. 3 آلاف شهيد"، "سامع ولا لأ مش هنسيب الحق".
حسام مسعود، شاب من أسرة إخوانية، فقد صديقين له في فض إعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس/ آب 2013، قال لـ"إيلاف" إنه مازال يذكرهما، ولن ينسيه الزمان مهما طال، أنهما قتلا غدراً".
وأضاف أن "أكثر ما يحز في نفسه أن صديقيه ضاع دمهما هدراً، ولم ينل الجناة العقاب، بل لم يقدموا للمحاكمة على طريقة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه ورموز نظامه، الذين حصلوا على البراءة في جميع القضايا، ومنها قتل المتظاهرين والفساد. ولفت إلى أنه سوف يظل يطالب بالقصاص لهما بالقانون، وسيظل وفياً يخرج في فعاليات سلمية إلى ما شاء الله. ويتوقع مسعود أن يوماً ما سيتم تقديم الجناة للمحاكمة، حتى ولو بعد حين".
وانتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش، السلطات المصرية، واتهمت بإرتكاب "جرائم ضد الإنسانية" أثناء فض اعتصام رابعة، مشيرة إلى أنها وثقت مقتل 817 شخصاً، خلال 12 ساعة، معتبرة أن هذا أكبر عدد يقتل أثناء فض اعتصام في العصر الحديث.
ونظم أنصار الإخوان مسيرات أخرى في عدة مناطق، ومنها مسيرة خرجت من مسجد النور المحمدي بحي المطرية الشعبي، وتظاهر آخرون على الطريق الدائري بحي المعادي، وأحرقوا إطارات السيارات، وهتفوا "يسقط يسقط حكم العسكر".
لا حشودات
ولم تكن مظاهرات جماعة الإخوان على مستوى الحدث، وفشلت الجماعة في الحشد له، وقال الدكتور محمد رفعت، الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي، لـ"إيلاف" إن هناك أسباباً عدة وراء فقدان جماعة الإخوان القدرة على الحشد، رغم أنها كانت تتباهي بذلك بين مختلف القوى السياسية في الماضي. وأوضح أن البطش والقمع من جانب السلطة لهما أثر واضح في تراجع الحشد، لاسيما مع تطبيق قانون منع التظاهر، وتشديد العقوبات فيه، مشيراً إلى أن غياب قيادات الجماعة سواء بالمعتقلات أو الهروب للخارج ساهم في تشتت القواعد في القاهرة والمحافظات، وغياب الرؤية المستقبلية. ونبّه إلى أن الغالبية العظمى من القيادات الوسطى والصغيرة رهن الإعتقال، لاسيما أن نحو 15 ألف معتقل يقبعون في السجون منذ فض اعتصام رابعة. ولفت إلى أن عودة الدولة، وإصابة المصريين بالإكتئاب من كثرة المظاهرات وتأثيرها السلبي على الإقتصاد والإحوال المعيشية، ساهمت في عدم مشاركة المتعاطفين مع ضحايا فض إعتصام رابعة بالمظاهرات.
تأثر بالضربات المتتالية
وذكر أن جماعات الإسلام السياسي في العالم، لاسيما تلك التي تتبنى الخيار السلمي، تأثرت بالضربة التي تلقتها جماعة الإخوان، وأشار إلى أن الجماعة تحتاج لسنوات طويلة من أجل استعادة قوتها مرة أخرى، لاسيما أنها فقدت الغطاء الشعبي الذي كانت تحظى به، قبل الوصول إلى قمة السلطة في مصر.
يأتي فشل الإخوان في الحشد، رغم دعوة الشيخ يوسف القرضاوي، المصريين للمشاركة في المظاهرات إحياء للذكرى، وقال في مقطع فيديو له: " أدعو المصريين لأن يخرجوا من بيوتهم. لا يجوز لأحد أن يعتزل في هذا اليوم. وكل ما على المصريين هو إثبات وجودهم. والله لا نموت إلا بأعمارنا، لا تخافوا من الموت، لن يستطيع أحد أن يقتلكم قبل أن يأتي أجلكم. أخرجوا رجالاً ونساء وشباباً وشيوخاً، ومن لم يقدر الخروج عليه أن يدعو لأخوانه الشهداء". وأضاف: "هؤلاء اتخذهم الله شهداء، "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل شهداء عند ربهم يرزقون". وتابع: "هؤلاء الشهداء لهم حقوق علينا أن ننتصر لهم، وأن نأخذ بحقهم، وألا تضيع دماؤهم هدرًا".
أعمال عنف
ووقعت أعمال عنف بالقاهرة ومدن أخرى تزامناً مع ذكرى فض اعتصام رابعة، ووقع هجوم على نقطة شرطة في حي حلوان، أسفر عن مقتل شرطي. كما أبطلت قوات الأمنية عبوة ناسفة بدائية الصنع في منطقة أبو زعبل بمحافظة القليوبية.
دعوات للتحقيق
ودعت قوى سياسية ليبرالية وإسلامية إلى ضرورة التحقيق في ما أسموه "مجزرة رابعة"، ومنها حركة 6 أبريل، وقالت: "رابعة مذبحة أُعد لها سياسياً وإعلامياً وأمنياً وتم تنفيذها فى صباح اليوم الذي كان مقرراً فيه إجتماع كل الأطراف في الأزهر للتفاوض لفض الإعتصام مما يثبت النية المبيتة لإرتكابها"، وأضافت الحركة التي صدر حكم قضائي بحظر أنشطتها ومصادرة ممتلكاتها: "رابعة مذبحة راح ضحيتها آلاف من المصريين بين قتيل وجريح في أقل التقديرات المحايدة ولم يُساءل أو يحاسب أو يقدم للمحاكمة أي من المسؤولين أو المنفذين لها"، وتوعدت الحركة في بيان لها بمحاسبة المسؤولين عن إهدار الدماء منذ ثورة 25 يناير 2011، وقالت: "رابعة مذبحة ولعنة الدماء سوف تطارد كل المسؤولين عنها وحقوق الشهداء والمصابين والمعتقلين لن تسقط بالتقادم"، وتابعت: "ونؤكد أن المسؤولين الحقيقيين عن كل المجازر منذ بداية الثورة فى 25 يناير 2011 وحتى الآن سوف تتم محاكمتهم والقصاص منهم مهما طال الوقت".
وقال عمرو علي، المنسق العام لحركة 6 أبريل، لـ"إيلاف" إنه رغم الإختلاف السياسي مع جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن ما حدث في ميدان رابعة العدوية أمر يرقى إلى المجزرة الإنسانية، مشيراً إلى أنه يجب تقديم المسؤولين عن إراقة كل هذه الدماء إلى المحاكمة. لفت إلى ضرورة تقديم من ساهم في إراقة دماء المصريين منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن للمحاكمة.
كما دعا حزب مصر القوية، برئاسة عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني السابق إلى تحقيق العدالة، وقال: "مازالت مصر بعيدة عن منظومة العدالة الحقيقية غير الانتقائية عن قتلة شهداء يناير والعباسية وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد والاتحادية وبين السرايات والمنيل والحرس الجمهوري والمنصة ورابعة والنهضة ورمسيس وكرداسة وسيناء والوادي الجديد، وعن حرق الكنائس والمؤسسات وغيرها". وأضاف: "إننا نؤكد على حتمية تحقيق منظومة متكاملة للعدالة الانتقالية تحاسب الجناة، وتعوض المصابين وأهالي الشهداء، وتحقق المصالحة الوطنية والمجتمعية المنشودة تحقيقاً لأهداف ثورة يناير وصولاً إلى مصر القوية بأهلها ودولتها وقيمها".