الاحتجاجات خرجت عن طابعها السلمي وأصبحت غايتها استهداف المؤسسة الأمنية
المنامة – قالت مصادر أمنية إن التحقيقات الأولية تشير إلى وقوف “حزب الله في الخليج” وراء تفجير سيارة مفخخة في مكان قريب من الديوان الملكي بالبحرين، يأتي هذا في ظل بدء خطة خليجية لتفكيك شبكات الدعم والتمويل والخلايا التي يقف وراءها حزب الله اللبناني.
وذكرت وزارة الداخلية البحرينية أن سيارة مفخخة انفجرت ليل الأربعاء الخميس في مكان غير بعيد من مقر الديوان الملكي في البحرين بمنطقة الرفاع ذات الغالبية السنية، وأن الانفجار وقع “أثناء أداء الصلاة في المسجد”.
وجاءت ردة الفعل الرسمية قوية حيث أكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أن “أهل البحرين طفح بهم الكيل ونفد صبرهم على تلك الأعمال التي لا تمت لأهل البحرين بصلة”.
وأكدت المصادر ذاتها أن قوات الأمن البحرينية تجمعت لديها أدلة أولية عن وقوف “حزب الله في الخليج” وراء هذا التفجير، وأنه جزء من خطة يعدها هذا التنظيم للتصعيد في البلاد تنفيذا لأجندة خارجية.
يشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني وراء تأسيس “حزب الله في الخليج” وتمويله وتدريب عناصره، وله صلات قوية بحزب الله في لبنان والعراق وفق ما كشفت عنه تقارير سابقة نشرتها “العرب”.
وقالت التقارير إن الحرس الثوري الإيراني يتولى تجنيد عناصر من دول خليجية (وخاصة من البحرين)، ويشترط أن يكونوا من الطائفة الشيعية ثم يتولى إرسالهم إلى لبنان والعراق ليتدربوا تحت قيادة عناصر من حزب الله، أو من قيادات ميليشيات عراقية مثل بدر أو عصائب الحق، ثم تتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية لبدء تنفيذ عمليات التخريب.
وكانت البحرين قد أماطت اللثام قبل أسبوعين عن خطة سرية شرعت مجموعات شبابية بحرينية مسنودة من إيران في تطبيقها تقوم على استهداف مؤسسات السيادة بالزجاجات الحارقة والأسلحة الخفيفة.
وأفضت تحقيقات تم إجراؤها مع مجموعة تم اعتقالها مؤخرا إلى اعترافات بخطة للعصيان المدني تقوم على استمرار الاحتجاجات بشكل يومي لإنهاك قوات الأمن.
وعزا مراقبون المحاولات المتكررة لحزب الله في الخليج لإرباك الوضع الأمني في البحرين إلى كونه يتحرك ضمن أجندة إيرانية تهدف إلى منع استقرار هذا البلد وإفشال جهود السعودية لتثبيت سلطة العاهل البحريني بمواجهة احتجاجات المعارضة، وذلك جزء من الصراع الإقليمي بين طهران والرياض.
من جانب آخر، يقول المراقبون إن طهران تريد أن تشتت جهود الرياض والعواصم الخليجية الأخرى في التركيز على إفشال تدخل حزب الله اللبناني في سوريا ونصرته نظام الأسد، خاصة أن النتائج العكسية لهذا التدخل أصبحت بادية للعيان.
ويشير هؤلاء إلى توسع جبهة القوى اللبنانية المعارضة للتدخل في سوريا، والتي أصبحت تطالب بوضع سلاح حزب الله تحت مراقبة المؤسسة العسكرية.
ولم يستبعد المراقبون أن يكون التركيز الإيراني على البحرين بالتفجيرات محاولة لتحويل الأنظار عن لبنان والمشاكل التي يعيشها حزب الله وزيادة منسوب الكراهية ضده في الشارع اللبناني والعربي.
يشار إلى أن دول الخليج اتخذت سلسلة من التدابير لمحاصرة حزب الله اللبناني في دول الخليج، ووضعت المنتسبين إليه تحت الرقابة الأمنية والمالية والتجارية، وذلك لضرب شبكات الدعم المالي التي يتلقاها بما يمكنه من تمويل عملياته في سوريا.
وهي شبكات تتراوح بين التبرعات والاتجار بالسلاح والأنشطة التجارية ورعاية أنشطة مخدرات ودعارة مثلما أشار إلى ذلك النائب بالبرلمان البحريني عبدالحكيم الشمري الذي أكد في تصريح سابق أن “الملاهي الليلية هي مصدر لتمويل حزب الله لضرب سوريا”.
لكن خبراء عسكريين أكدوا أن الهدف الأول لتتبع شبكات حزب الله في دول الخليج هو ضرب دوره الاستخباري في التآمر على دول مجلس التعاون ووقوفه وراء ظهور شبكات محلية تحمل نفس الإسم.
ونجحت الاستخبارات الخليجية منذ أشهر في كشف مخطط يقف وراءه حزب الله وإيران لاستهداف الكويت والسعودية والبحرين والإمارات من خلال تنفيذ هجمات إرهابية.