مثقفون يحذرون من هجمة جديدة علي حرية التعبير بسبب تصريحات الفقي عن «أم الرئيس»
حذر مثقفون من هجمة جديدة علي حرية الصحافة بعد تصريحات الدكتور مصطفي الفقي الأخيرة، التي تعرض فيها للحياة الشخصية للرئيس مبارك واستبعدوا معاقبته والاكتفاء بلومه بطريقة نظامية متكررة أفقدته العديد من المناصب التي تولاها.
واستبعد الدكتور عصام عبدالله إسكندر، أستاذ الفلسفة بآداب عين شمس، فكرة عقاب الفقي علي كلامه الأخير والاكتفاء بـ «قرص أذنه» وقال: «الفقي لديه مشكلة فهو يبدو مرة كسياسي داهية، وأخري يخونه حظه ويظهر في صورة المثقف المتمرد».
وأضاف: إن دراسة التسلسل الوظيفي للمناصب التي تولاها الفقي تؤكد سيطرة فكرة الاستبعاد لا التطور الطبيعي لدوره، كرد فعل علي «رطرطته» الموازية لشخصية الكاتب التي تحيا داخله بما تملكه من أدوات تعبير وحالة فلتان.
ولفت إسكندر إلي 3 قضايا أثارها الفقي لم تحل إلي الآن رغم أنها كفيلة بإسقاط نظرية الحكم، وهي عدم حسم فصل العلاقة بين السلطة والثروة، والمرأة والأقليات، والتراث والتجديد، مؤكداً أن زواج السلطة والثروة تكشفه قوانين أحمد عز وتشريعات برلمان سرور، وقال «الفقي يفهم الأقباط جيداً ويعلم أن البديل المطروح أمامهم إعلامياً هو الإخوان لذلك يؤكد أن جمال مبارك يمثل لهم الكثير بوجهه الليبرالي المستنير بلا خلفيات دينية، وتوجهه الرأسمالي المتفق ومصالح رجال البيزنس وأكثرهم من المسيحيين الذين يرون مصالحهم معه». وأرجع عصام تعرض الفقي للحياة الشخصية للرئيس مبارك إلي «نرجسيته» وسعيه لإبراز قربه من الرئيس كسكرتير معلوماته سابقا، وقال: إنه من الخطأ احتسابه علي يسار النظام مع فخره الدائم بالخصال الحميدة لمبارك كلما أمكن ذلك، ووصف أندية الروتاري بالأماكن التي تسمح بصدور تصريحات تتماس وانفتاح وتحرر وفوقية الصفوة، مؤكداً أنها الأنسب لشخصيات مثل الفقي لينطلق كلامها «علي بلاطة» دون أخذه في إطار الثرثرة، خاصة حينما يكونون «نمرة حكومية مدللة». ويفسر الدكتور صالح عبدالكريم، أستاذ علم النفس بكلية الآداب، فلتات ألسنة الساسة وبينهم الفقي، بسيطرة حالة من اللا شعور عليهم جراء إحساسهم بالعظمة أو التميز عن البشر باقترابهم من شخص الحاكم، لافتاً إلي امكانية أن تصدر عبارات حول السيرة الذاتية لبيت الرئيس علي لسانه، في إطار حاجته للخروج عن المألوف. ونفي عبدالكريم وجود مشكلة شرعية في ذكر اسم الأم مستنداً إلي ذكر سيرة زوجات النبي ونساء بيته، معتبراً حساسية المصريين من اقتران أسمائهم بسيرة أمهاتهم عادة متأصلة بثقافتهم، يحتاج استبعادها إلي جهد تدريجي خاصة مع سيطرة اللا شعور الجمعي علي ذاكرة الأمم في اقتران اسم الشخص بأمه أو أخته أو زوجته، وقال إن شعوراً بازدراء المرأة تكشفه أحاديث المصريين عنها وذكرهم لسيرتها مقترنة بكلمة «لا مؤاخذة» وتساءل: كيف أتي الفقي بسيرة أم الرئيس ورفض ذكر سيرة أمه، مؤكداً أن الساسة تضرب حولهم هالة في مشهد أقرب إلي التألية تمنع الخوض في سيرتهم الأشبة بالدخول في منطقة ألغام، وفقاً لإدراكنا وليس كما تبدو في الواقع. ويشير جمال فهمي، الكاتب الصحفي، إلي أن كلام الفقي لا يصدر عن «وجاهة مهلبية» لأنه جزء من النظام الذي يعيش فيها، وأضاف أن طعمها أحلي في أفواه المقربين للنظام، ومرارها ووقعها أشد نكبة علي الشعب المصري الذي تسرق حقوقه يومياً، وتساءل عن كيفية وصول الفقي إلي مقعد البرلمان، مؤكداً أن كلمات الفقي تحمل تحريضاً سياسياً واضحاً علي الصحافة الحرة سعياً إلي التنكيل بها، مع اصطناع الفقي من قضية تافهة مثل «أسماء أمهات الرؤساء» للضغط علي الصحافة وتعجيزها عن التفرغ لقضايا الفساد الحقيقية، وقال فهمي: «لو كنت مكان الرئيس وعلمت بإقحام اسم أمي علي لسان الفقي لعاقبته».
وحذر الكاتب الصحفي سعد هجرس من استغلال كلام الفقي من قبل أعداء الحرية كذريعة للهجوم علي حرية الصحافة، مع عدم أهمية الحياة الشخصية لحياة أم الرئيس بالنسبة للقاريء، واستبعد هجرس عقاب الفقي علي كلامه بشأن الحياة الشخصية للرئيس مبارك، وقال إن هجومه علي الصحافة المعارضة ووصفها بالمصيبة بالإحباط يستند إلي شيء من الصواب، مع اكتفائها بإبراز سلبيات النظام دون طرح حلول لأزمات الوطن، أما وصفه لصحافة الحكومة بـ «المهلبية» فأتفق معه لأنها تحوي عيوباً مهنية جسيمة، وتقدم معلومات لا علاقة لها بالواقع
اجمالي القراءات
3120