أحدث الفتاوى في مصر: فوز السلفيين وارد في القرآن

اضيف الخبر في يوم الأحد ١١ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


أحدث الفتاوى في مصر: فوز السلفيين وارد في القرآن

غياب صورة مرشحة حزب النور عن قائمته في الجيزة

يصدر التيار السلفي في مصر سيلاً من الفتاوى بهدف تحقيق الفوز في المرحلة الثانية من الانتخابات، وآخرها كان أن فوز السلفيين مذكور في القرآن الكريم، الأمر الذي اعتبره المحللون  تلاعباً بالأديان. ويصرّ حزب النور على عدم وضع صورة مرشحاته.


القاهرة: أثار سيل فتاوى التيار السلفي قلق وانزعاج المصريين، بل وأثار إنزعاج الخارج أيضاً، لاسيما بعد أن حل حزب النور، الذراع السياسية للتيار في المركز الثاني من حيث عدد الأصوات في الجولة الأولى من الإنتخابات البرلمانية، ولا يترك قيادات ومشايخ السلفية أية فرصة، إلا وأصدروا فتاوى بعضها يكفر منافسيهم في الإنتخابات، وبعضها يهاجم المرأة. ومع اقتراب المرحلة الثانية من الإنتخابات إنتعشت بورصة الفتاوى التكفيرية ضد المنافسين في الإنتخابات من أصحاب التيارات الأخرى، سواء الليبراليين أو الصوفيين أو اليساريين.

فوز السلفيين مذكور في القرآن

لعل أغرب وأحدث فتاوى السلفيين على الإطلاق، صدرت منذ ثلاثة أيام فقط، تلك التي أكد فيها قيادي منهم أن فوزهم في الإنتخابات البرلمانية ورد في القرآن الكريم،  وقال نائب رئيس حزب النور في محافظة الدقهلية محمد عبد الهادى حرفياً: "إن الله أخبر عن نتائج انتخابات مصر في القرآن الكريم". وأضاف: " إن الله تعالى يقول في كتابه الحكيم "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ". وتابع: نحن من الذين استضعفوا في الأرض، ونفوز في الانتخابات لأن الآية تنتهي بقوله تعالى: "ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين".

معركة بين الحق والباطل

ومع اقتراب المرحلة الثانية من الإنتخابات، استمر السلفيون في استخدام المساجد لتكفير منافسيهم من الليبراليين والعلمانيين، وكانت حصيلة أمس الجمعة 9 ديسمبر عدة فتاوى من تلك النوعية. وقال ممدوح جابر أحد مشايخ السلفية في القاهرة إن الإنتخابات معركة بين الحق والباطل، ووصف السلفيين بأنهم أهل الحق والليبراليين والعلمانيين بأنهم أهل الباطل، ولم يقف عند هذا الحد، بل ذهب إلى وصفهم بأنهم "قوم شعيب".

كفار

فيما رمى شيخ سلفي آخر في مسجد أحمد بن حنبل في مدينة السويس الليبراليين والعلمانيين بأنهم "جماعات خارجة عن الدين وكافرة"، وحرم التصويت لهم في الإنتخابات، وبالمقابل أحلّ التصويت لحزب النور فقط. وتقدم العشرات من أهالي السويس ببلاغ ضد الشيخ السلفي، مطالبين بالتحقيق معه. وسار شيخ آخر في مسجد المغفرة في حي المعادي الراقي في القاهرة على نهج التكفير ذاته، وقال إن الليبراليين والعلمانيين يتكتلون ضد الإسلاميين في الإنتخابات، وأضاف قائلاً: ويريدون أن يطفئوا نورالله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون". واستطرد: "الثورة دي اللى عملها ربنا، واللى نجحها ربنا، واللى هيكسبنا ربنا".

الثورة خروج على الحاكم

الغريب أن كلام الشيخ السلفي يتناقض مع معارضتهم للثورة، الذي نص عليه كتاب لهم تحت عنوان "البراهين الواضحات في حكم التظاهرات"، أصدره التيار السلفي على عجل في بداية الثورة، وورد فيه "المسيرات والتظاهرات عدول عن الطريقة الشرعية لتغيير المنكر ومن يفعل ذلك، جاهل أو عاجز، وإعانة المتظاهرين إعانة على الإثم والعدوان". وورد فيه أيضاً: " التظاهرات والثورات ذريعة لتدخل الكفار في بلدان المسلمين، ومطالبتهم لأنظمة الحكم الإسلامي بالنزول على مطالب المتظاهرين التي قد يكون بعضها مخالفا للشرع". وأضاف الكتاب الذي حررته مجموعة من قيادات السلفية "لأن مفاسد التظاهرات أكثر من منافعها، لذلك فهي محرمة تحريما قطعيا".

دعاية لحزب النور

التصويت للقبطي والليبرالي حرام

ولأن المصريين صاروا قاب قوسين أو أدنى من المرحلة الثانية من الإنتخابات، جدد الشيخ محمود عامر القيادي البارز في التيار وصاحب فتوى إهدار دم الدكتور محمد البرادعي، بحجة خروجه على الرئيس السابق حسني مبارك، جدد فتاوى بعدم حرمة التصويت لليبرالي والعلماني والقبطي والمسلم الذي لا يصلي، وقال "التصويت لهؤلاء حرام شرعاً، ومن يفعل ذلك فقد ارتكب إثما كبيرا، وتجب عليه الكفارة". وكان عامر من أشد المؤيدين للرئيس السابق حسني مبارك، والمعارضين للثورة، واعتبرها خروجاً على الحاكم، وكان أول من تصدى لدعوات الدكتور محمد البرادعي للتظاهرات والعصيان المدني بالفتاوى، وأطلق فتواه الشهيرة بإهدار دمه، لأنه خارج عن الحاكم الشرعي الرئيس السابق حسني مبارك. وكان عامر أيضاً أول من أصدر فتوى تجيز توريث الحكم لجمال مبارك نجل الرئيس السابق.

فتاوى أسقطت الشحات

كانت الفتاوى الصادمة والمثيرة للجدل، أحد أهم أسباب سقوط المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية في انتخابات الإسكندرية، ومنها فتوى "الديمقراطية كفر"، "التماثيل حرام، لأنها تشبه الأصنام"، "الليبراللية كفر وتعني عدم لبس الحجاب"، و"روايات نجيب محفوظ تدعو للرذيلة والإلحاد".

رمز الحزب بدلا من صورة المرشحة

وعلى صعيد المرحلة الثانية من الإنتخابات، ما زال حزب النور السلفي يصر على عدم وضع صور مرشحاته، وفي الدائرة الأولى في الجيزة ترك مكان صورة المرشحة رباب أحمد فارغاً في بعض اللافتات، ووضع مكانها شعار الحزب في لافتات أخرى. ويرجع ذلك إلى إيمان الحزب بأن مشاركة المرأة في البرلمان حرام، لكنه مجبر على ترشيح نساء على قوائمه نزولاً على نصوص قانون الإنتخابات الذي يجبر الأحزاب على ترشيح نساء ضمن قوائمه.

تلاعب بالأديان

ومن جانبه، إنتقد الدكتور أحمد علي عثمان أستاذ سيكولوجيا الأديان في الجامعة الأميركية الفتاوى السلفية، واصفاً إياها بأنها "عبث"، ولعب بالأديان من أجل عرض الدنيا، وقال لـ"إيلاف" إن السلفية لا تؤمن بالديمقراطية وتعتبرها كفرا، وكانت من أشد المعارضين للثورة، وتراها خروجاً على الحاكم المسلم، ما يعتبر تناقضاً واضحاً، وخروجاً على مبادئ السلفية. وأضاف على أن ما صدر عن السلفيين من تناقض يفقدهم المصداقية. ويشكك في نواياهم الحقيقية حيال المرحلة المقبلة. وأشار علي إلى أن الجماعات التي تستخدم الدين في مجال السياسية وتصدر فتاوى أو آراء من دون علم هؤلاء بعيدة كل البعد عن الفهم الصحيح للدين.

ووفقاً للدكتور محمود عاشور نائب شيخ الأزهر السابق فإن رمي الناس بالكفر، لا يجوز، وأضاف لـ"إيلاف" فإن الرسول الكريم استهجن ذلك، ففي الحديث الصحيح "أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه".

اجمالي القراءات 12834
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   ahmed ammar     في   الأحد ١١ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62930]

ماذا يريد السلفى؟

هل يريد اقامة الدين؟ و هل منعه احد من ذلك؟ ام انه يريد اقامة دينه "هو" علينا؟ جزية و جوارى و ذهب و ياقوت و الماظ مثل ما كان فى ايام بنى امية و بنو العباس؟ هذا كمن يطلب من الزمن ان يعود للوراء. الواقع ان نهاية هذه الخرافات المحتم هو الوقوع فى عزلة داخلية و خارجية لأنه ببساطة كل الملفات الشائكة بينها علاقات وثيقة و تؤثر على بعضها البعض, فالاخلال بالمعاهدات الدولية او اضطهاد الاقليات اخطر على السياحة و الاقتصاد المصرى. و الحل الوحيد " فى رأيي" ان نعمل فيما بيننا على نقاط الاتفاق التى بيننا و ان نتعالى بكافة قوانا عن نقاط الخلاف و الاختلاف , و المهم ان نبدأ قبل ان تعلن مصر افلاسها ووقتها لن تنفعنا اى فتوى.

2   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الأحد ١١ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62943]

اعتبروني مجنون ــ لكن ما يحدث كله مقصود ومدروس وهدفه الأساسي شغل الناس بعيدا عن المجلس العسكرى

اقولها بكل صدق وكل صراحة إن ما يحدث على أرض مصر هذه الأيام هو حالة مقصودة ومدروسة يقوم فيها السلفيون بإثارة الرأي العام عليهم بالفتاوى الغريبة والمخيفة والمتطرفة بحيث يهيج عليهم الناس في كل مكان ، ومن ناحية أخرى ينشغل الناس عن المجلس العسكرى بالثورة على السلفية وكذلك تتولد قناعة عند المصريين تجرهم إلى قناعة خطيرة جدا وهي ان الحكم العسكرى افضل من السلفيين وهذا خطر كبير جدا وأرى أن السلفيين يقومون بدور كبير فيه وينجر المصريون خلفهم بكل سذاجة .. أكررها اعتبروني مجنون


لأن العقل والمنطق يقولان أن المجلس العسكرى فعلا لو يرفض ما يمارسه السلفيون من عمليات تكفير مستمرة لليبراليين والعلمانيين وكل دعاة الديمقراطية والدولة المدينة ويبالغون في هذا ويقولون أن فوزهم ذكر فى القرآن ويسكت المجلس العسكرى امام كل هذا فهو موافق ضمنيا على ما يحدث لأنه لو يرفض ما يفعله السلفيون فورا كان يجب عليه القبض على هؤلاء الارهابيون الذين استغلوا القرآن وأكرر القرآن للضحك على الناس وهذه جريمة لابد من العقاب عليها لأنها فعلا جريمة يستحق فاعلها العقاب وهنا لا علاقة للأمر بالحرية الدينية وحرية العقيدة ..


3   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الأحد ١١ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62946]

هذه الفتاوى حقيقية

الذي حضر الانتخابات في المرحلة الولى يعرف جيدا ان فتاوى السلفية حقيقة وليست من قبيل الهزل ،  بدون مبالغة لا يستطيع أحدا ان يجاهر بانه انتخب غير الإخوان اوالسلفين ، ومن يصرح بأنه سوف يختار غيرهما تنزل عليه الانتقادات من كل حدب وصوب ، وفي النهاية تاتي الفتوى التي لامفر منها وهي  : من يختار غير الإخوان أو السلفيين فحرام عليه .

4   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الأحد ١١ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62950]

السؤال الذى يفرض نفسه

 السؤال الذى يفرض نفسه ومن يتفوق عليهم فى اصدار الفتاوى ؟ والتجارة بالدين من أجل السلطة والمال ؟ هم يستخدمون كل الوسائل الممكنة والغير ممكنة للوصول لهدفهم المنشود والذى يسعون له منذ عشرات السنيين  ويستعدون له عن طريق التقرب من الناس وعامة الشعب المصرى وتربيتهم على عقائدهم وتصديق فتاويهم وكل كلمة ينطقون بها استعدادا لذلك اليوم الذى يتيح لهم استخدام تلك الشريحة العريضة من الشعب المصرى فى الوصول لهدفهم الاساسى ، لك الله يا مصر . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق