هايد بارك "التحرير"... ضحك وجد ولعب وحب

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٨ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: CNN


هايد بارك "التحرير"... ضحك وجد ولعب وحب

هايد بارك "التحرير"... ضحك وجد ولعب وحب

الأربعاء، 09 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 02:28 (GMT+0400)
صورة لميدان التحرير وسط القاهرة ليلا

القاهرة ، مصر(CNN)-- بات ميدان التحرير بوسط القاهرة، أشهر مكان في العالم على مدار الأسبوعين الماضيين، بعدما اندلعت فيه مظاهرات 25 يناير/ كانون الثاني، التي عرفت باسم "ثورة الغضب"، والتي تحدثت عنها كل وسائل الإعلام العالمية، وسقط فيها 11 قتيلا، ومئات الجرحى، ومازالت مستمرة.

وميدان التحرير، هو أكبر ميادين العاصمة المصرية القاهرة، وسمي في البداية باسم "الإسماعيلية"، نسبة إلى الخديوي إسماعيل، الذي بنى منطقة وسط القاهرة على الطراز الأوروبي، ثم تغير أسمه إلى "التحرير" بعد ثورة 1919 نسبة إلى التحرر من الاستعمار، ثم ترسخ أسمه بعد ثورة 1952.

ويشبه ميدان التحرير في شكله، ميدان شارل ديغول، الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس، ويقع فيه العديد من المعالم الرئيسة في القاهرة، منها مبنى جامعة الدول العربية، والجامعة الأمريكية، وجامع عمر مكرم، ومجمع التحرير، ومبنى وزارة الخارجية القديم، قبل نقلها إلى كورنيش النيل بجوار التلفزيون المصري، وفندق النيل هيلتون، والمتحف المصري، فهو يعتبر مدخل منطقة وسط المدينة.

ولكن منذ اندلاع مظاهرات الغضب في 25 يناير/ كانون الثاني، أصبح ميدان التحرير بمثابة قبلة الغاضبين والمتظاهرين ضد النظام المصري، حيث تمكن المتظاهرون من السيطرة على الميدان الأكبر والأشهر في مصر، وسط تأمين قوات الجيش المصري المتواجدة على أطرافه.

وخلال الأسبوع الأخير، أصبح ميدان التحرير بمثابة "هايد بارك"، ولم يعد مجرد مكان للتظاهر وإبداء الغضب من النظام المصري فقط، إذ تجد فيه كل أطياف وطبقات المجتمع المصري.

وفي ظل تمسك المتظاهرين بضرورة رحيل الرئيس المصري حسني مبارك، وأمام رفض النظام لهذا الطلب، قرر المتظاهرون البقاء داخل الميدان لحين تنفيذ مطلبهم الرئيسي، قبل الدخول في أي حوار.

وهكذا، تحول ميدان التحرير إلى قبلة الجميع، فنصبت الخيام للمبيت ليلا، وتركت القوات المسلحة المتظاهرين في المنطقة الواقعة ما بين المتحف المصري شمالا، ومجمع التحرير جنوبا، والجامعة الأمريكية شرقا، ومبنى جامعة الدول العربية غربا، وهي منطقة شاسعة الأطراف.

الوافد إلى ميدان التحرير يمر بمنطقتي تفتيش من قبل اللجان الشعبية التي تشكلت حول جميع المداخل، الأولى تبدأ قبل الوصول للميدان بحوالي 100 متر، ثم هناك منطقة تفتيش أخرى على المدخل مباشرة.

مجرد الدخول لميدان التحرير، يشعر المرء بأنه أمام منظر جديد لم يتعود عليه الشارع المصري على مدار سنوات طويلة.. فالمحتجون ينظمون حلقات، كل منها تختلف عن الأخرى، وهناك من يهتف ضد النظام المصري بهتافات مختلفة وفكاهية، والبعض ينظم حلقات للخطابة، إضافة إلى تعليق المشرفين على المظاهرات صور من أسموهم بـ "الشهداء" الذين قتلوا خلال المظاهرات، موضحين تحت كل صورة، الاسم ونبذة قصيرة عنه.

مشهد مثير آخر يظهر مدى تصميم المتظاهرين على الاستمرار في احتجاجهم، عندما حاولت دبابات الجيش المصري للتقدم لتضيق الميدان بعض الشيء عليهم، وهو ما دفع بعض المحتجين للقفز على جنازير الدبابة والنوم فوقها لمنعها من التقدم، وهو ما أثار إعجاب الضابط المسؤول، وأمر الدبابة بالتوقف فورا.

ويمتلئ ميدان التحرير بمئات اللافتات المناهضة للرئيس مبارك، وأغلبها فكاهية، كما تنتشر النكات السياسية المرتبطة بالحدث الأهم في مصر والمنطقة العربية، وهناك عشرات الهتافات التي يرددها المتظاهرين، منها "كلموه بالعبري .. أرحل يعني أمشي" و"مش هنمشي هو يمشي"، بخلاف الهتاف الرسمي للمظاهرة "الشعب يريد إسقاط النظام."

وفي الأيام الأخيرة ظهرت اللافتات المطالبة بضرورة استرداد أموال الشعب من ثروة "أل مبارك"، وكبار المسؤولين في النظام المصري، بعدما تناقلت تقارير صحفية موضوع ثروة الرئيس، وعدد من الوزراء السابقين.

ويلاحظ تواجد الإخوان المسلمين في ميدان التحرير، رغم أنهم لا يشكلون العدد الأكبر من المتظاهرين كما يردد البعض.. كما لا توجد لافتة واحدة أو هتافات ذات شعار ديني.

ولوحظ أن المتظاهرين على إطلاع في على الأخبار، إذ هتفوا ضد إيران في اليوم التالي لكلمة خامئني.. كما هتفوا ضد أمريكا لما أسموه بالتدخل في الشؤون الداخلية.

كما يلاحظ الغضب الشديد تجاه الأحزاب السياسية الرسمية المصرية، التي اتهمت بالقفز على الحدث، ومحاولة تحقيق مكاسب من وراء المظاهرات.

ووضعوا قائمة بأسماء مجموعة من الإعلاميين "المطلوب محاكمتهم وعلى رأسهم وزير الإعلام أنس ألفقي" على حد قولهم. 

ويرى مراقبون، أن كل يوم يمر على مظاهرات التحرير، ترتفع فيه سقف مطالب المتظاهرين، حيث بدأت المظاهرات بمطلب محدد، ألا وهو رحيل الرئيس مبارك، ثم بمحاكمته، تلاه القصاص منه بعد سقوط قتلى في ميدان التحرير وأماكن عدة، ثم المطالبة بضرورة استرداد الأموال، وغيرها من المطالب التي لا تتوقف.

ولكن في نفس الوقت، يلاحظ وجود نوع من الثقة في نائب الرئيس عمر سليمان، ورئيس الوزراء أحمد شفيق، إلا أن ذلك ليس كافيا لبناء الثقة في نظام مصري يعاني من أزمة ويعيش منذ عام 1981 تحت قانون الطوارئ العسكري. 

المتواجد داخل ميدان التحرير يلاحظ مدى الحب الذي يجمع المتظاهرين، والتعامل الراقي بينهم، كما شكلت مجموعة من اللجان الشعبية إحداها مسؤولة عن نظافة المكان، وأخرى عن الإعاشة، وثالثة عن الأمن لتأمين المتظاهرين، ورابعة مسؤولة عن الإصابات، حيث يوجد أكثر من مستشفى لعلاجهم.

اجمالي القراءات 2969
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق