دراسة بالكونجرس تتوقع استقالة مفاجئة لمبارك وتولي عمر سليمان السلطة
لن تستمر زيارة الرئيس الأمريكي أكثر من «240 دقيقة» ورغم ذلك تحولت إلي كابوس يخيم علي مصر ، مصحوبًا بعواصف الغضب والاحتجاج التي سبقت الزيارة المشئومة لمدة أسبوع وسوف تصل إلي ذروتها اليوم، حيث تخرج المظاهرات الاحتجاجية في أرجاء المعمورة.. لتختزل المشهد السياسي الذي تحول إلي مأزق، فمصر الشعبية كلها في واد.. ومصر الرسمية في وادٍ آخر.. حيث يلتقي الرئيس مبارك والرئيس جورج بوش في منتجع شرم الشيخ.
مأزق مصر الرسمية ساهمت فيه الإدارة الأمريكية علي مدي السنوات الماضية والتي عزلت نظام الحكم عن الناس من خلال التبعية المطلقة وتمرير المخططات الأمريكية!
ويزداد المأزق صعوبة مع تصريحات بوش التي سبقت وصوله للقاهرة والتي استبعد فيها مصر من الدول العربية الديمقراطية وحرم فيها النظام المصري من مكافأة الخدمة الطويلة!
في هذا الإطار يصل أوائل الشهر المقبل 95 عسكريا أمريكيا إلي شبه جزيرة سيناء، وقال الكولونيل «جريج هابجور» مسئول الشئون العامة بالحرس الوطني الأمريكي إن مهمة قوة المراقبة الأمريكية في سيناء هي الحفاظ علي السلام بين مصر وإسرائيل إسهامًا في الحرب علي الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم!
وذكرت وكالة رويترز في تقرير لها أمس حول زيارة بوش لمصر. أنها تأتي في وقت تتراجع فيه أهمية القاهرة بالنسبة لواشنطن فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي أو ما يتعلق بالدعم اللوجيستي للقوات الأمريكية في الخليج ونقلت رويترز عن الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي قوله: إن نظام الحكم المصري لا يهتم بالجزء المدني من المعونة الأمريكية لكنه أصيب بالفزع حين خفضت المساعدات العسكرية، مشيرًا إلي أن نظام مبارك يعتمد في بقائه علي دعم الجيش.
في ذات السياق ذكر تقرير خدمة أبحاث الكونجرس الأمريكي الصادر منذ أيام قليلة أن قضية الخلافة السياسية للرئيس مبارك «80 عامًا» تلقي بظلالها علي العلاقات المصرية والأمريكية. وقال التقرير: إن مبارك ينفي تمامًا أن يخلفه ابنه جمال «44 عامًا» والذي قفز لأعلي مستويات السلطة في مصر خلال فترة وجيزة. وذكر التقرير احتمال ترشيح عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية لخلافة مبارك حال تقديمه «استقالة فجائية» نتيجة عجزه عن أداء مهامه.
وذكر التقرير الخدمات التي تقدمها الحكومة المصرية في مجال الدعم اللوجيستي للقوات الأمريكية ومنها مرور سفن نووية من قناة السويس!
وسط هذا المناخ غير المرحب بالزيارة. أحرق الصحفيون صور الرئيس الأمريكي فوق سلم النقابة، وخلال المظاهرة وصل النقيب علي عجل بينما كان كمال خليل يهتف بسقوط مبارك فوضع يده علي رأسه ودفعها قليلاً بقوله: «مالكش دعوة بده»! وفهم الصحفيون أنه جاء لهذا السبب! بعدها هتف محمد عبد العليم عضو مجلس الشعب رافضًا إهانة مكرم لكمال خليل.
في ذات الوقت نظمت الأحزاب المصرية الناصرية واليسارية مظاهرة بميدان طلعت حرب هتفوا فيها ضد الرئيس الأمريكي الذي بات رمزًا كريهًا لاستبداد القوة وغبائها.
وشهدت نقابة المحامين بالإسكندرية وقفة احتجاجية رفعت لافتات «لا مرحبا» بك يا بوش، وقال عبد العزيز الدريني مقرر لجنة الحريات إن الوقفة رسالة للعالم ترفض زيارة وجود السفاح بوش لمصر لأن زيارته لا تحمل سوي الشرور والضغوط وتنتهي بتنازلات!
كما شن عدد من النواب هجومًا في مجلس الشعب علي الحكومة المصرية، وأصدر مائة نائب بيانا يطالبون فيه الحكومة المصرية برفض الزيارة تجاوبًا مع مشاعر الرأي العام المصري وجاء البيان بعد الوقفة الاحتجاجية للنواب أمس الأول.
ونظمت نقابة المحامين بالقاهرة تظاهرة احتجاجية ظهر أمس رفع المحامون فيها لافتات تقول اطردوا القاتل بوش.
وبعيدًا عن مصر الغاضبة المحتقنة بسبب الزيارة.. تشهد مصر الرسمية حالة استنفار أمنية غير اعتيادية بسبب الزيارة، حيث أغلقت شرم الشيخ تمامًا أمام القادمين والمغادرين وتمت عمليات تمشيط ومسح وتفتيش واسعة وعلمت «البديل» أن كافة الأجهزة الأمنية والسيادية استنفرت في مهمة لتأمين الرئيس الأمريكي في دائرة قطرها 30 كيلو مترًا تشمل ساحل المنتجع وسماءه ومياهه. وقد استدعيت جميع فرق مكافحة الإرهاب من جميع محافظات مصر لتأمين زيارة بوش
اجمالي القراءات
2761