لا يعني أن يكون المرء مؤثرا، أن يكون ذلك التأثير إيجابيا بالضرورة. ولذلك ستجد في هذه القائمة التي اختارها الدستور الأصلي للشخصيات الأكثر تأثيرا في عام 2010 أولئك الذين يقفون على الجانب الأبيض وآخرين يقفون في الأرض السوداء.. كل منهم كان مؤثرا بالفعل في العام الذي يرحل، وكل منهم أعماله وحدها التي تقر إلى أي المعسكرين ينتمي..

أحمد عز .. بعبع 2010
قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة كان الحديث عن خلاف حاد بين الحرسين القديم والجديد: من يدير هذه الانتخابات؟ ظهر صفوت الشريف وهو يدير غرفة عمليات الحزب الوطنى وبجواره أحمد عز .بدا أن عز يلعب دور الدوبلير وأن رئيس الشورى هو البطل . وضح بعد ذلك أن ما قيل ونشر فى الصحف قنابل دخان المقصود بها التموية على شخصية بطل فضيحة الانتخابات الأخيرة وهو عز الذى أدار معركة حزبه دون الخروج بخسائر تذكر والتأكيد على أن رجل الحديد الصلب هو صاحب اليد العليا ، يعقد المؤتمرات ويرد على الصحفيين ويفند مزاعم المعارضة ويحلل ماحدث من تجاوزات ويكتب شارحا وجهة نظر حزبه ..
أحمد عز بعبع 2010 ..!

الأنبا بيشوى .. أصولى الكنيسة
ربما يروق للبعض وصف الأنبا بيشوى بالأصولى. فهو متحمس لدرجة تثير الشك، فى اثبات أن المسلمين ضيوف على مصر وهو الكلام الذى كرره فى خلال 2010 وتسبب فى جدل سقيم وعقيم بين المصريين .وكانت النتيجة حرب تصريحات ومباراة محمومة بين الفضائيات لمناقشة رأى رجل محسوب على التيار المتشدد داخل الكنيسة ومعروف بآرائة الصدامية .
اعتذر بيشوى عن رأية أو قدمت الكنيسة اعتذارا، لكن بقت ألسنة دخان تصريحاته تتصاعد فى سماء المحروسة لتشكل نوعا جديدا من السحابة السوداء.

خالد سعيد ..دماء على الرصيف
كان من الممكن أن تمر حادثة قتل الشاب السكندرى خالد سعيد مرور الكرام لا حس ولا خير.
خالد ليس الأول ولن يكون الأخير فى سلسلة قتل المصريين على أيدى الشرطة .إذا لماذا قامت بسبب خالد؟ انه الشعور الذى راود الجميع بأن مصير القتيل ينتظرنا فى الشارع الذى كان يوما ما " لنا" وصار مع عصر مبارك للشرطة والبلطجية وتجار المخدرات .
فى كل يوم هناك قتيل فى قسم شرطة بمصر أو على الأقل حادثة تعذيب بشعة ، لكن أن ينتقل القتل من الغرف المغلقة وحجرات الحبس الى الشارع ، من السر الى العلن ،هذا هو المخيف والمرعب فى حادثة خالد سعيد .
روح خالد سعيد لن تطفأ شمعة رأس السنة هذا العام ..!

حمدى الفخرانى ..الأمر المباشر لا يفيد
من كان يعلم أن مجموعة طلعت مصطفى حصلت على أرض مشروع مدينتى السكنى الاستثمارى الفاخر بالأمر المباشر؟ ومن عرف ماذا فعل ؟
وحده المهندس حمدى الفخرانى الذى رضى أن يدخل أرض الديناصورات ويحارب وحوشا ظلت نتائج معاركهم فى السنوات الأخيرة محسومة بالضربة القاضية .
الفخرانى راهن على نظام الجولات فى اللعب..وراهن من قبل على أن فى هذا البلد رجالا لا يفعلون ما يؤمرون به فى التليفونات ..راهن على القضاء ورجاله .فربح المباراة رغم احتساب الحكم وقت إضافى مبالغ فيه.. ومع أن الأرض عادت للمجموعة مرة أخرى أخرى الا أن الفخرانى أعطى درسا مهما وهو: الأمر المباشر فى أحيان كثيرة لا يفيد حتى لو كان من النظام لرجاله ..!

جورجيت قلينى.. يا غول عينك حمرا
لن نرى جورجيت قلينى فى البرلمان الجديد ..لم يشملها عطف الرئيس وخرجت من قائمة المعينين فى المجلس .
خرجت المرأة التى أثبتت فى مناقشات كثيرة واستجوابات أكثر وأسئلة عاجلة لا حصر لها، أن بعض النساء بألف رجل أو يزيد..سنرى صاحبات الكوتة يصفقن وربما يزغردن فور انتهاء أحمد عز من استعراض ما وصلت اليه مصر من تقدم وما تحقق من ازدها ورفاهية جعلت من مصر واحدة من كبريات الدول التى يوجد بها سيارات .
خرجت المرأة التى قالت للنائب العتيد عبدالرحيم الغول: أنت متورط فى أحداث نجع حمادى ..تخيل تجرأت هذه النائبة واتهمته هو والمحافظ بالتواطؤ فى حادث عيد الميلاد.لن نراها لأن سيد قرارة هذه المرة منزوع المعارضة .

وليد الشافعى ..الحصانة مزورة
كل الأحداث تظهر فى مصر بالصدفة وتختفى بفعل فاعل ..ومؤمنة كامل قيادة نسائية كبيرة فى الحزب الوطنى ونجاحها على مقعد الكوتة مضمون ..وقاضى شاب اسمه "وليد الشافعى "يعلم جيدا مهام وحدود وظيفتة لم يرض أن تكون النتيجة كما بلغت بها القيادية من غرفة كنترول أحمد عز : مبروك يا دكتورة على الحصانة الجديدة ..!
رفض وليد الشافعى اعتماد النتيجة ومبرراته أنه حدث تلاعب وتزوير من جانب القيادية وأنصارها ..تم اعتماد نتيجة كنترول عز لكن الناجح الحقيقى فى هذا الامتحان هو وليد الشافعى وليس مؤمنة كامل مع إن كشوف النتيجة بتقول غير كده..!

ممدوح حمزة ..معارك من أجل الغلابة
كل من تابع معارك المهندس الاستشارى العالمى ممدوح حمزة مع إبراهيم سليمان أيقن أن الرجل قضى عليه ولن تقوم له قائمة ..خيب حمزة آمال الجميع ..عاد الرجل من محنة لندن أقوى ..صار نجما فى سماء مصر الحقيقية يبدع ويخطط ويبتكر من أجل المصريين الغلابة ..وصار إبراهيم سليمان ضيفا يوميا على نيابة الأموال العامة يبرر وينفى ويجيب على السؤال الدائم للنيابة : من أين لك هذا؟
فى أى مناسبة لها علاقة بالعمل العام لن تخطأ عينك وجود ممدوح حمزة دائما فى المقدمة يشارك بالرأى أو بالمجهود وفى الغالب بالأموال، وهو دور يلعبه الرجل ايمانا بدوره فى المجتمع ولسان حاله يقول :لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا ..طبعا كلامه موجه للنظام ورجاله ..  

كاميليا شحاتة..خطفت أم هربت؟
فجأة تحولت خناقة بين كاهن وزوجتة حديث الصحف وعناوين برامج التوك شو..
كاميليا اختطفت أم هربت..تلك هى مشكلة المسلمين والأقباط معظم أيام عام 2010 . كل فريق يحاول جذبها الى صفه ناسيا أو متجاهلا أن لها إرادة وأنها وحدها صاحبه قرار الظهور أو الاختفاء .
المظاهرات التى خرجت فى الكنيسة تطالب بإعادة كاميليا "مرات أبونا" واجهتها مظاهرات غاضبة ، والمدهش أنها حاشدة، من المساجد تندد وتسأل : كيف تجبرون إمرأة على العودة إلى دار الباطل بعد أن اختارت وهداها الله الى دار الحق ..
ظهرت كاميليا لكن العقل والتسامح تأكد اختفاءهما من مصر والى الأبد ..!

صحفيو الدستور.. مستقبل المهنة
لم يكن يتوقع أحد أن ينتفض صحفيو الدستور لمجرد إقالة رئيس تحرير الجريدة ومؤسسها ..لأن المعروف أن انتفاضة الصحفيين فى مصر تكون لسبب واحد هو الفلوس ..عض قلبى ولا تعض رغيفى.
ورغم ما قيل وما سيقال عن هذه الوقفة الرائعة وهذا الموقف الباهر من صحفيين رفضوا ذهب البدوى ووقفوا أما سيفه إلا أن معظمهم إن لم يكن كلهم ، لايملكون شيئا غير مرتباتهم التى كانوا يتقاضونها من الجريدة قبل ذبحها بسكين البدوى وإدوار ..ضرب الصحفيون مثالا رائعا ومدهشا وفى أوقات كثيرة مذهلا ، على كيف يدافع الصحفى عن مبادئة التى يؤمن بها ولا يرضى بديلا عن جريدته التى دخلها صحفيا ولا يريد أن يخرج منها مندوب إعلانات،أو مطبطباتى للنظام ..وهذه هى العبرة والدرس المستفاد مما حدث يوم 5أكتوبر 2010..