سؤالان

الأحد ٠٨ - ديسمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : الشفقة من الصفات الطيبة للبشر وتعنى التعاطف والحنان ، فالأب يشفق على ابنه والغنى المحسن يشفق على الفقير المحتاج وعلى المريض . لم أقرأ لك عن موضوع الشفقة فى الاسلام مع اهميتها اخلاقيا . السؤال الثانى : ما معنى ( الإصر ) فى قول الله سبحانه وتعالى : ( وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ) ؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

مصطلح الشفقة فى القرآن الكريم لا يعنى التعاطف والرعاية والحنان ، بل يعنى الخوف . نرجو تدبر الآيات الكريمة التالية :

1 ـ ( وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) الطور) . هذا عن اهل الجنة وتذكرهم كيف كانوا خائفين من اضطهاد قومهم .

2 ـ ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) الاحزاب ) . الأمانة هى الحرية والمسئولية المترتبة عليها . أشفقت أى خافت السماوت والارض والجبال من تحملها ، وحملها الانسان فظلم نفسه . وقلنا ان مصطلح الانسان هو عُصاة البشر.

3 ـ ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) الانبياء ) . هذا عن الملائكة وخشيتهم وخوفهم من الرحمن جل وعلا .

4 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) المؤمنون ) . هذا من صفات المتقين المشفقين من ربهم وقلوبهم وجلة أنهم اليه جل وعلا راجعون يوم الدين ، ولذلك يسارعون فى الخيرات .

5 ـ ( اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18) الشورى ) . المؤمنون فى حياتهم الدنيا مشفقون خائفون من قيام الساعة مع إيمانهم بأنها حق .

5 ـ ( إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) المعارج ) . قلنا إن ( الانسان ) هو عن العُصاة من البشر . ويستثنى من البشر من يتحلّى بإستدامة الصلاة والمحافظة عليها بالزكاة المالية والتصديق بيوم الدين ويشفقون أى يخافون من عذاب يوم الدين ، فهو غير مأمون.

6 ـ (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)الكهف ) هذا عن يوم الحساب وعند عرض كتاب الأعمال الجماعى لكل مجموعةعاشت معا ، يكون المجرمون خائفين مشفقين ممّا فيه لأن السيئات التى عملوها سيتم عقابهم بها ،أى ستكون عليهم عذابا .

7 ـ  ( وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ (22) الشورى ) الظالمون يوم القيامة سيكونون خائفين مشفقين ممّا إرتكبوا من السيئات فى الدنيا ، لأنها ستقع بهم عذابا خالدا .

8 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) المجادلة ) . خطاب للصحابة فى المدينة . ( أاشفقتم ) أى خفتم .

إجابة السؤال الثانى :

( الاصر ) له فى القرآن الكريم معنيان :

1 ـ التكليفات الشرعية التى فوق الطاقة . وهذا مفهوم من الآيتين القرآنيتين :

1 / 1 : ( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(286)البقرة )

1 / 2 :( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(157)الاعراف)

2 ـ الالتزام بالعهد :

( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ  لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ(81)آل عمران )



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1050
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   حمد حمد     في   الثلاثاء ١٠ - ديسمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95598]

الملائكة وحسابهم يوم القيامه


جزاك الله جل وعلا دكتور أحمد المحترم وبارك بعمرك وعلمك. حسب ما أتذكر انك أفدت بأن الملائكة سوف تحاسب يوم القيامه مثل البشر ، والله جل وعلا في الآية التي ذكرتها لسورة الأحزاب ٧٢. ان الإنسان هو من حمل الامانه وهي الحرية والمسؤولية المترتبة عليها.ممكن توضيح بارك الله فيك لنوع هذا الحساب يوم الدين للملائكة.  



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١١ - ديسمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[95604]

شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا، وأقول :


الأصل فى الموضوع هو ( وحملها الانسان ) . الحمل هنا يعنى التفريط ، والانسان هو البشر العاصى ، ولهذا فهو ظلوم جهول .

أما عن الملائكة فقد جاء الحديث عن حسابهم فى سورة الزمر(  75 )  ، وفى سورة النبأ .( 38 ) وفى سورة مريم ( 93 : 95  )

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5203
اجمالي القراءات : 59,956,820
تعليقات له : 5,492
تعليقات عليه : 14,891
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


هو آثم : هل يكون آثما من يمر بين يدي المصل ي متعمد ا؟ ...

عبد المنعم : ينتشر إسم عبد المنع م فى قريتن ا. وجدى إسمه...

إبق فى كندا ولا ترجع: اود ان اشارك كم قصتي و ارجو منكم ان تتخيل و ...

علماء اهل الكتاب: يقول تعالى : وَيَق ُولُ الَّذ ِينَ ...

ثلاثة أسئلة: سؤالا ن عن قتل الأنب ياء والرس ل : 1 ـ من...

قتل الأسرى: اقدر مجهود ات حضرتك جدا واعتز ر اني فوت من...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول فى قصة آدم وهو فى الجنة أباح...

تربص : ما معنى كلمة تربص فى القرآ ن ؟ لأن المعن ى ...

دار الحق ودار الباطل: كنت فى حديث مع والدى فإستش هد بما قاله صديق له...

عن لحظات قرآنية : تعقيب ا على اضافا ت بعض الاخو ة اقول...

نحن مملوكون لله : نقول فى مناسب ات الموت ( إنا لله وإنا اليه...

التوكل والتردد: مرحبا بكم .لقد اتخذت قرارا وتوكل ت فيه على...

الخليفة وميراث الجد: اود سوالك عن اصل الخلق هل فالقر ان ما يثبت ان...

اللعب مع النساء: سلام علی ;کم : یا دکتر احمد صبح 40; ...

الغضب والإثم: هل فى الغضب والعص بية في الخلق والسل وك إثم...

more