اربعة أسئلة

الخميس ٠٥ - ديسمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
من الاستاذ أمين رفعت عضو مجلس إدراة المركز العالمى للقرآن الكريم : ( يقول الله جل وعلا في كتابه الحكيم في سورة المائدة آية 111: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُواْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ 1. على قدر معرفتي القليلة فهذه هي المرة الوحيدة التي أوحى فيها الله جل وعلا إلى بشر من عموم الناس. هل أنا محق في ذلك؟ 2. هل يرفع هذا الوحي الحواريين الى منزلة الأنبياء علما بأن منهم من أسس الكنيسة ومهم من دون الانجيل؟ 3. برجاء أن تتكرم بتعليمنا المزيد عنهم. 4. أخيراً أسئلك عن رأيك في من يقول أن الصحابة تم اختراعهم وتقديسهم تقليدا للحواريين؟ )
آحمد صبحي منصور :

الاجابة

أولا : عن الوحى :

الوحى هو طريقة للتواصل بغير الكلام ، مثلما حدث لزكريا عليه السلام . قال جل وعلا : ( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا(11)مريم ).

الوحى الالهى يدخل ضمن تدبيره جل وعلا لخلقه ، وهداية البشر  .

وللوحى الإلهى أنواع :

1 ـ وحى من الله جل وعلا للملائكة : ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ(12)الأنفال )

2 ـ للأنبياء : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(165) النساء )

3 ـ للبشر من غير الأنبياء ، مثل :

3 / 1 : أم موسى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(7) القصص  ) ،

3 / 2 : ( إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى(38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(39)طه )

3 / 2 : للحواريين : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُواْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ(111)المائدة ) .

4 ـ وحى للنحل : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) النحل )

5 ـ وحى للسماوات بعد خلقها : ( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(12)فصلت )

6 ـ وحى للأرض عند تدميرها : ( إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا(4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا(5)الزلزلة )

ثانيا : عن الحواريين :

بالاضافة الى الآية 111 من سورة المائدة قال عنهم جل وعلا :

1 ـ ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ(54)آل عمران ). أعلنوا إسلامهم ثم مكروا .

2 ـ ( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ(115)المائدة ). هنا سوء أدب منهم، قالوا  : ( هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ ) ولم يقولوا ربنا ، وتساءلوا عن إستطاعته جل وعلا ، وهذا لا يقوله مؤمن . لذا قال لهم عيسى عليه السلام : ( اتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  )

3 ـ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ(14)الصف ). هنا حقيقة تاريخية عن صراع حربى فى حياة عيسى عليه السلام بين المؤمنين والكفار ، والذين إنهزموا . ولم ترد هذه الحقيقية فى الأناجيل المكتوبة بعدئذ فى العهد الجديد للمسيحيين ، وربما توزع الحواريون بين الطائفتين .

ثالثا : عن الصحابة :

1 ـ( الصاحب ) هو الذى يوجد معك فى نفس المكان والزمان . لذا فالنبى محمد عليه السلام هو صاحب لمن كان معه فى الزمان والمكان ، ينطبق هذا على كفار قريش . قال جل وعلا :

1/ 1 ـ ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)  سبأ )

1 / 2 : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) النجم  )

1 / 3 : ( وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) التكوير  ).

2 ـ سورة التوبة من أواخر ما نزل من القرآن الكريم ، وفيها مسح رائع لمن كان حول الرسول محمد عليه السلام ، أو الذين صحبوه فى هذا الوقت . منهم الكافرون ناقضو العهد ، والمنافقون الصرحاء المتآمرون على الدولة ، والذين أدمنوا النفاق وكتموه ومردوا عليه ، ومنهم السابقون ، ومنهم من خلط عملا صالحا وآخر سيئا . برجاء مراجعة السور للتعرف عليهم .

3 ـ فى الأديان الأرضية للمحمديين ظهر مصطلح ( الصحابة ) ، وإختلفوا فيهم ، فالشيعة يقدسون من أسموهم آل البيت ( على وذريته ) ويكفرون خصومه طبقا لقولهم بالتبرى والتولى ، والسنيون يقدسون كل الصحابة ويعتبرونهم ( عُدولا ) لا يكذبون ، أى يكفرون بالقرآن الكريم وما جاء فيه عن المنافقين وشهادة رب العزة جل وعلا بالكفر والكذب . أما الصوفية فهم أبشع كفرا يؤلهون كل شىء سوى الله جل وعلا ، طبقا لعقيدتهم ( وحدة الوجود ).

4 ـ المحمديون أسوأ من المسيحيين ، والصحابة المذكورين فى القرآن الكريم والتاريخ أسوأ من الحواريين المذكورين فى القرآن الكريم والاناجيل . 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1315
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5180
اجمالي القراءات : 59,063,089
تعليقات له : 5,485
تعليقات عليه : 14,878
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


النبى لم يكن فقيرا: بسم الله الرحم ن الرحي م الاست اذ الفاض ل ...

إبن القحبة : آسف . شتمته بالشت يمة المعت ادة ( يا ابن...

عقد الزواج باختصار: اهلا استاذ ي لقد قرات عدة مقالا ت عن الزوا ج ...

الاستفهام البلاغى : معروف فى القرآ ن الكري م أن الشيط ان هو...

ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : ما معنى ( أركس ) التى جاءت فى...

عبارات خاطئة: اود توضيح او الفصل في هذه المقو له - بعد ظهور...

القاتل هل سيُقتل : هناك مقولة ان القات ل يُقتل ولو بعد حين . هل...

سؤالان : السؤ ال الأول : أنا شيعى متمسك بمذهب ى ...

البحث فى الموقع : كان قد اخبرن ا الدكت ور احمد ان خانة البحث في...

زواج الهبة : هل لكم مقال حول مفهو اية وامرا ة مومنة ان وهبت...

ضرب الزوجة: ما معنى وأضرب وهن فإن اطعنك م فلا تبغوا...

يرحمها الله جل وعلا: • ( كانت أمى الله يرحمه ا كبيرة وفى رمضان...

القرآن هو الميزان: ما معنى وصف القرآ ن بالمي زان فى سورة...

حساسية منى شخصيا : هل يحق لنا ان نقتطع من منشور اتك مقاطع...

أصفى: ما معنى أصفى فى الاية 40 من سورة الاسر اء ؟...

more