الأحد ١٢ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
آحمد صبحي منصور
:
أولا :
1 ـ جاء هذا فى سياق طلب مشركى العرب من النبى محمد عليه السلام آية حسية بديلا عن القرآن الكريم . وكان هذا مرفوضا ، لأن الآية الحسية المادية تأتى لقوم بعينهم فى زمن محدد ومكان محدد كما حدث مع آيات موسى وعيسى وصالح ، وكلهم كانوا رسلا محليين لأقوامهم فى زمنهم.
كما إن الآيات لم تجعل من طلبها يؤمن ، قال جل وعلا :
1 / 1 : ( بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلْ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ (5) مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6) الأنبياء ).
1 / 2 : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) الانعام ) بل إن قوم ثمود طلبوا آية فخلق الله جل وعلا لهم ناقة من الصخر فقتلوها ، قال جل وعلا : ( وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (59) الاسراء ).
3 ـ القرآن الكريم رسالة عالمية من وقت نزوله الى قيام الساعة ، وهى لكل البشر فى كل مكان ، بل هى للجنّ أيضا ، بالتالى فهو آية عقلية متجدد الإعجاز .
4 ـ بسبب الرفض الالهى لانزال آية حسية وتصميم الكافرين عليها كى يؤمنوا كان النبى يحزن حرصا منه على هداية قومه ، فقال له ربه جل وعلا : ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36). الانعام ) .
بعدها قال جل وعلا عنهم : ( وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) وجاء الرد الأول : ( قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (37). ثم جاء الردُّ الآخر : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الانعام ).
ثانيا :
1 ـ هذا الرد الآخر فيه إعجاز ( آية ) علمية ، فكل دابة فى الأرض ( أى كل ما يتحرك حيا فى كوكب الأرض ) هم أُمم مثل البشر ، أى يعيشون فى جماعات ومجموعات ومجتمعات ، تتغذى وتتناسل وتتكاثر وتتصارع وتعيش وتموت . يشمل هذا البكتيريا والجراثيم والحشرات والطيور والحيوانات . وفى النهاية تموت ، وتبعث وتُحشر ، وينتهى أمرها بالحشر . قال جل وعلا عن الوحوش : ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) التكوير ). بينما يواصل البشر طريقهم بعد الحشر الى الحساب ثم الى جنة أو نار .
2 ـ قوله جل وعلا : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ )، يعنى أن القرآن الكريم ما فرّط فى شىء يعتبر تركه تفريطا . ومثله (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) (89) النحل )، أى كل شىء يحتاج الى تبيين تم تبيينه فى القرآن الكريم . المبين بذاته والبينات المُبينات بنفسها يكون هزلا تبيينها . والقرآن الكريم كتاب فصل وليس بالهزل . قال جل وعلا : ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) الطارق ).
ولو كان القرآن فيه ذكر كل شىء لأصبح ملايين المجلدات الهزلية ، وفوق طاقة البشر قراءته . قال جل وعلا :
2 / 1 ـ ( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) لقمان ).
2 / 2 : ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً (109) الكهف ).
أخيرا :
المحمديون صنعوا معجزات مضحكة للنبى محمد ، وهم فى نفس الوقت يتهمون القرآن الكيم بأنه ناقص يحتاج لأئمتهم ليكملوه ، وأنه غامض يحتاج لأئمتهم ليفسروه ، وأن أحكامه باطلة أو بتعبيرهم ينسخ بعضها بعضا ، وأئمتهم هم الفيصل فى بيان ما هو منسوخ وما هو ناسخ . هم يصدون عن القرآن الكريم سبيل الله جل وعلا ، يبغونها عوجا .
نَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (37). ثم جاء الردُّ الآخر : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الانعام ).
ثانيا :
1 ـ هذا الرد الآخر فيه إعجاز ( آية ) علمية ، فكل دابة فى الأرض ( أى كل ما يتحرك حيا فى كوكب الأرض ) هم أُمم مثل البشر ، أى يعيشون فى جماعات ومجموعات ومجتمعات ، تتغذى وتتناسل وتتكاثر وتتصارع وتعيش وتموت . يشمل هذا البكتيريا والجراثيم والحشرات والطيور والحيوانات . وفى النهاية تموت ، وتبعث وتُحشر ، وينتهى أمرها بالحشر . قال جل وعلا عن الوحوش : ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) التكوير ). بينما يواصل البشر طريقهم بعد الحشر الى الحساب ثم الى جنة أو نار .
2 ـ قوله جل وعلا : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ )، يعنى أن القرآن الكريم ما فرّط فى شىء يعتبر تركه تفريطا . ومثله (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) (89) النحل )، أى كل شىء يحتاج الى تبيين تم تبيينه فى القرآن الكريم . المبين بذاته والبينات المُبينات بنفسها يكون هزلا تبيينها . والقرآن الكريم كتاب فصل وليس بالهزل . قال جل وعلا : ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) الطارق ).
ولو كان القرآن فيه ذكر كل شىء لأصبح ملايين المجلدات الهزلية ، وفوق طاقة البشر قراءته . قال جل وعلا :
2 / 1 ـ ( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) لقمان ).
2 / 2 : ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً (109) الكهف ).
أخيرا :
المحمديون صنعوا معجزات مضحكة للنبى محمد ، وهم فى نفس الوقت يتهمون القرآن الكريم بأنه ناقص يحتاج لأئمتهم ليكملوه ، وأنه غامض يحتاج لأئمتهم ليفسروه ، وأن أحكامه باطلة أو بتعبيرهم ينسخ بعضها بعضا ، وأئمتهم هم الفيصل فى بيان ما هو منسوخ وما هو ناسخ . هم يصدون عن القرآن الكريم سبيل الله جل وعلا ، يبغونها عوجا .
مقالات متعلقة
بالفتوى
: