الجمعة ٢٨ - فبراير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
آحمد صبحي منصور
:
يقول جل وعلا : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنْ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137) وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمْ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140) الانعام ).
رب العزة يردُّ على مشركى العرب فى جعلهم نصيبا من أنعامهم قربانا لآلهتهم ، ولأنهم كانوا يؤمنون بالله جل وعلا ويجعلون له شركاء فقد كانوا ينذرون لله جل وعلا ولهذه الآلهة أيضا ، وفى النهاية فلا يصل لله جل وعلا من تلك النذور والقرابين شىء ، لأن مصيرها كلها للقائمين على القبور المقدسة .
وهذا بالضبط ما يحدث الآن فى تقديم النذور بزعم أنها لله بينما تأخذ طريقها الى الذين يستخدمون الاسلام فى التكسب الدنيوى ، سواء كانوا شيوخا فى التشيع أو التصوف أو السّنة ، يأكلون أموال الناس باسم الدين وباسم رب العزة ، وكل ما يقدمه الناس ( للجهاد فى سبيل الله ) أو (التقرب لله) هم الذين يستحوذون عليه باعتبارهم الذين ( يمثلون ) الله جل وعلا فى الأرض ، وبالتالى ينطبق على ما يحدث الآن ما كان يحدث وقت نزول القرآن ، فى قوله جل وعلا : (فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) .
كانت ثروات العرب وقتها تتركز فى حيوانات الرعى ، لذا كانوا ينذرون منها لآلهتهم الموتى فى القبور ، أو ( الأولياء ) كما كانوا يسمونهم ، وهو نفس الاسم فى دين التصوف حيث تسود عبادة وتقديس الأولياء بين معظم المحمديين . وقد قسّم العرب فى الجاهلية أنعامهم الى أقسام حسب تقاليد دينهم فى تقديم القرابين من هذه الحيوانات ، وكلها إفتراءات لا تستحق التوقف معها ، كما جاء فى آيات 138 ، 139 .
بالاضافة الى ذلك كانوا يقتلون أبناءهم خوف الفقر ، وهو الذى حرّمه رب العزة فى آيات سورة الأنعام 137 ، 140 ، وفى نفس السورة آية 151 ، وفى سورة الاسراء آية 31 .
وفى سورة النحل يقول جل وعلا عن تقديم المشركين نذورا لآلهة لا يعلمون شيئا عن حقيقتها : (وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) ) أى يرزقهم الله جل وعلا فيجعلون جزءا من هذا الرزق نذرا وقربانا لأولياء موتى فى قبورهم لا يعلمون شيئا عن أصلهم ، ومعظمهم لا شىء ، مجرد أساطير وأكاذيب ، ولكن صدّق بها الناس ، كمثل القبور المقدسة المتعددة المُقامة على ( رأس الحسين )، والقبور المقدسة المتعددة المنسوبة للسيدة زينب ، ومهما قلنا فسيظل ملايين المحمديين يحجون اليها ويقدمون لها النذور والقرابين يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ويعتقدون أنهم يتقربون الى الله جل وعلا بهذا زلفى ، وأنهم يقدمون تلك النذور لتصل الى الله بينما يأكلها الأفاقون الأفاكون الدجالون من أصحاب الفضيلة الشيوخ الملعونين .
تنبيه :
الأسئلة التى سبقت الاجابة عليها أو جاءت الاجابة عليها فى مؤلفاتنا لا نرد عليها . وبالتالى فمن لم يجد إجابة على سؤاله عليه أن يعرف أنه سبقت الاجابة عليه
مقالات متعلقة
بالفتوى
: