حمدى البصير Ýí 2012-06-22
المليونية التى شهدها ميدان التحرير أمس والتى شاركت فيها معظم القوى الثورية ، والمشاورات التى يجريها المرشح الرئاسى الدكتور محمد مرسى ، منذ إنتهاء جولة الإعادة فى الإنتخابات الرئاسية ، مع ممثلى العديد من القوى الوطنية والشخصيات الثورية ، أعادث إلى الأذهان الأيام الخوالى لثورة يناير ، وعبق الثورة ، والزخم الشعبى ، والوحدة من أجل هدف واحد ، دون فرقة وإنقسام ، وتصنيفات سياسية أو طائفية ، وأتمنى أن تكون تلك المليونية بداية لخروج مصر من عنق الزجاجة ، وحالة الإستقطاب والإنقسامية والتخوين التى تسود مصر فى الوقت الحالى .
فقد كانت هناك أمال عريضة ، وتوقعات متفائلة ، بأن يحصد الشعب ، ثمار ثورته ، فى هذه الأيام ، أى بعد إنتخابات الرئاسة ، وقرب تسليم المجلس العسكرى السلطة ، إلى الرئيس المدنى المنتخب ، وبدء كتابة الدستور بعد الإنتهاء من شكيل اللجنة التأسيسية الخاصة بصياغته .
ولكن هناك أحداثا متلاحقة حدثت خلال الأسبوعين الماضييىن ، قلبت المشهد السياسى المصرى " رأسا على عقب " ولاسيما بعد أن وصل المرشحين الرئاسيين الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة ، والفريق أحمد شفيق ، أخر رئيس وزراء فى عهد النظام السابق ، إلى جولة الإعادة فى الإنتخابات الرئاسية ، وكان البطل الرئيسى فى تلك الأحداث " المحكمة الدستورية العليا ، ومعها المجلس العسكرى .
فقد أصدرت المحكمة الدستورية حكما بحل مجلس الشعب ، وتزامن ذلك مع إصدار وزير العدل قرارا غريبا ، منح بمقتضاه المخابرات الحربية والشرطة العسكرية ، حق القبض على المدنيين ، وهو قرار يفوق بمراحل مساوىء قانون الطوارىء ، وبعد إنتهاء الإنتخابات الرئاسية ، وظهور مؤشرات أولية تؤكد فوز مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية ، قام المجلس العسكرى ىبسرعة ، بإصدار إعلانا دستورىا مكملا ، إنتزع فيه حق التشريع من البرلمان ، وقلص من خلاله صلاحيات رئيس الجمهورية القادم ، وأعطى وضعا مميزا للقوات المسلحة ، وجعل مسألة تسليم المجلس العسكرى للسلطة فى نهاية شهر يونيو الجارى إجراء صوريا ، بل وصلاحيات الرئيس الجديد ، أمرا صوريا أيضا .
وبسبب الإحتقان الشديد فى الشارع السياسى ، والإنقسام الشعبى الذى حدث بعد إنتهاء إنتخابات الرئاسة ، وإعلان كلا من مرسى وشفيق فوزهما فى الإنتخابات الرئاسية ، وتأخر إعلان النتيجة رسميا من اللجنة العليا للإنتخابات ، أصبح معظم الشعب المصرى يعيش فوق صفيح ساخن ، وأصيب بحالة من البلبلة والتشتيت ، بل وأضحى الوطن كله فى عنق زجاجة ، ويعيش حالة فريدة من التخبط السياسى ، بل والترقب الذى يسبق حالة الحرب ، با أصبحت مصر مناخا جيدا لإنتشار الشائعات ، وهى كلها معطيات ومؤشرات لحرب أهلية وشيكة ، قد تقع لو لم تدار تلك الأزمات التى نعيشها بحكمة ، بعد تدخل حكماء هذا الوطن كى نتخطى هذا المأزق ، ونعبر من عنق الزجاجة بسلام .
نعم هناك عدم ثقة بين الإخوان المسلمين ، وقوى سياسية عديدة ، وهناك توجس من بعض فئات الشعب من وصولهم إلى الحكم ، بل أن سرعة سلق الإعلان الدستورى المكمل ، يعبر عن قلق المؤسسة العسكرية من سيطرة الإخوان على السلطتين التنفيذية والتشريعية ، ولكن نحن فى سنة أولى ديمقراطية حقيقية ، ونعيش حالة مخاض سياسى غير مسبوقة ، ولابد من فتح المزيد من قنوات الحوار بين القوى الوطنية المختلفة ، ولابد أيضا أن نستعيد روح ثورة يناير مثلما حدث فى مليونية الأمس ، لان المزيد من الخلافات سيقوى شوكة الثورة المضادة ، وإعادة الفلول مرة أخرى ليفسدوا فى أرض مصر ، بل سيؤدى الإنقسام وعدم الثقة والتخوين ، إلى نسف إنجازات ثورة يناير ، وحرق مركب الوطن ، والذى سيغرق بنا جميعا .
حمدى البصير
القوة الإقتصادية الكامنة فى مصر " تتوهج " العام المقبل
حفلات " بول بارتى " خليعة للمراهقين ... والتذكرة بـ500 جنيه !
دعوة للتبرع
متى لا تصلى الجمعة: لقد من الله علي بأن مسجد أهل القرآ ن يبعد عن...
سرمد وقطمير: اريد معرفة معني (قطمي ) وكلمة (سرمد ) مع...
الشعر الجاهلى : فى كتاب د طه حسين عن العر الجاه لى جاء بابيا ت ...
نرجو القراءة لنا: اتابع موقعك م و برنام جكم لحظات قراني ة منذ...
أخاف على ابنى .!: لدي ولد في الصف الاول في المدر سة . اليوم...
more