حمدى البصير Ýí 2012-04-01
بادىء ذى بدء ، من حق أى حزب أو فصيل سياسى أو جماعة اوإئتلاف أو حتى طريقة صوفية ، إختيار أى شخصية للدفع بها من أجل خوض إنتخابات رئاسة الجمهورية القادمة ، فهذا حقهم الدستورى ، مادامت تلك الشخصية التى تم إختيارها خالية من " الموانع " المختلفة التى تمنع ترشحه لهذا المنصب الخطير ، بالإضافة إلى توافر الشروط الموضوعية والقانونية ، التى تؤهلها إلى خوض غمار إنتخابات الرئاسة .
فقد تقدم حتى الأن إلى اللجنة القضائية المكلفة بإجراء إنتخابات الرئاسة القادمة ، أكثر من ألف مواطن مصرى ، لسحب الأوراق الخاصة بشروط الترشح لإنتخابات الرئاسة ، والغالبية العظمى من هؤلاء – والذين قد يتضاعف عددهم حتى إغلاق باب الترشيح الأسبوع القادم – لديهم أمالا عريضة لرئاسة الجمهورية ، ويرون أن لديهم برامج سياسية وإقتصادية وإجتماعية ، ستجعل مصر من الدول المتقدمة خلال سنوات قليلة ، وستتحقق الرفاهية للشعب المصرى فى فترة قصيرة ، وتلك وجهة نظرهم الذى نحترمها ، ولكن من تقدم بأوراق ترشيحه حتى الأن وتوافرت فيه شروط الترشيح وأصبح مرشحا محتملا لرئاسة الجمهورية ، لايتعدى أصابع اليد الواحدة .
ومن بين الشخصيات التى أعلن مساء أول أمس السبت أنها ستخوض إنتخابات الرئاسة القادمة ، واحدثت زوبعة سياسية كبرى فى مصر وحرب على " الإنترنيت "، المهندس خيرت الشاطر ، مرشح جماعة الإخوان المسلمون فى تلك الإنتخابات ، والتى إختارته الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة ليكون مرشحها فى تلك الإنتخابات ، رغم وجود قرار سابق متفق عليه بين الجماعة والحزب ، بعدم الدفع بأى مرشح " إخوانى " فى إنتخابات الرئاسة خلال المرحلة الحالية ، ترسيخا لمبدأ المشاركة لا المغالية ، الذى إتفقت عليه جماعة الإخوان مع أغلب القوى السياسية ، بل وقامت بفصل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عندما خالف قرار الجماعة ، وقرر خوض إنتخابات رئاسة الجمهورية . وأعلنت مرارا أنها لن تدعمه فى تلك الإنتخابات .
وأنا أرى من وجهة نظرى أن هناك مخاطر عديدة قد تترتب على قرارجماعة الإخوان بإختيار خيرت الشاطر مرشحا محتملا لرئاسة الجمهورية ، وقد تنعكس تلك المخاطر على الجماعة بصفة خاصة ، من حيث مصداقيتها ورصيدها السياسى فى الشارع المصرى ، ومدى صلاحيتها فى تولى السلطة كاملة مستقبلا ، بل بصفة عامة قد تمتد تلك المخاطر على الوطن بأكمله ، وندخل فى مرحلة جديدة من عدم الإستقرار السياسى والإقتصادى والأمنى ، بشكل حاد وأكثر خطورة من ذى قبل للأسباب الأتيه :
أولا – إختيار جماعة الإخوان لخيرت الشاطر كمرشح لرئاسة الجمهورية ، سيزيد من الإحتقان السياسى الحالى ، وسيكون تحديا لمعظم التيارات السياسية ، وسيحدث مزيدا من الفجوة والجفاء بين الجماعة وباقى تلك التيارات ، وسيدعم الاراء التى تتهم الإخوان" بالتكويش " على السلطة ، والتراجع غير المبررعن مبدأ المشاركة لا المغالبة ، ولاسيما بعد إنتخاب الجمعية التأسيسية للدستور ، وسيطرة الإسلاميين عليها ، والمطالبة بإقالة حكومة الجنزورى ، وتشكيل حكومة من البرلمان التى به أغلبية إخوانية .
ثانيا – لو فاز مرشح مرشح جماعة الإخوان فى إنتخابات الرئاسة خلال الدورة الحالية ، قد يشعل فتنة سياسية فى البلاد ، وسيتحالف كل المخالفين للجماعة سياسيا ضدها ، وسيقف الفلول والبلطجية وتلاميذ حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق وأصحاب المصالح فى خندق واحد لزعزعة الإستقرار، وستعود الوقفات إلى ميدان التحرير من أجل المطالبة برحيل " الشاطر" والتى سينظمها بعض الثوار والمتحالفين معهم ، والذين يرون إن الإخوان هم أكبر المستفيدين من ثورة 25يناير.
ثالثا – هذا الإختيار سيزيد من مخاوف الأقباط المتعلقة بسيطرة الإسلامين تدريجيا على السلطة فى مصر ، وتقويض جهود مدنية الدولة ، ولاسيما بعد رحيل البابا شنودة ، وقرب إختيار بابا جديد للكنيسة الأرذوكسية ، قد لايكون فى حكمة وتسامح البابا الراحل ، الذى كان يطفىء نيران الفتنة الطائفية بحنكة سياسية وحس وطنى عالى .
رابعا – الدفع بخيرت الشاطر قد يؤثر على علاقات مصر ببعض الدول العربية خاصة الخليجية التى تربطها بمصر مصالح إقتصادية حيوية ، بدليل التوتر الحالى بين دولة الإمارت العربية وجماعة الإخوان ، والتى يتهمها البعض بالسعى إلى السيطرة على دول الخليج .
ثالثا – إختيار مرشح إخوانى للرئاسة قد يؤدى إلى المزيد من التوتر عند حدودنا الشرقية ، ويزيد من قلق إسرائيل ، بسبب العلاقة " التنظيمية " وبين حماس المسيطرة على قطاع غزة ، وجماعة الإخوان ، وقد يضع ذلك معاهدة " كامب ديفيد " على المحك ، إذا فاز الشاطر برئاسة الجمهورية ، ويعطى ذلك ذريعة لإسرائيل بإستغلال هذا الوضع لحصد المزيد من المكاسب السياسية والمالية والعسكرية من أمريكا ويهود الغرب ، وإصابة مصر " بصداع " سياسى وعسكرى
رابعا – وجود رئيس جمهورية منتخب ومنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين فى الوقت الحالى ، قد لايرضى الولايات المتحدة الأمريكية الصديق الحميم لإسرائيل ، وقد يثير القلق والمخاوف لدى الغرب بصفة عامة ، لوجود إسلاميين على رأس السلطة فى مصر حتى ولو كانوا معتدلين ، وهذا الأمرسيكون له مردودا سلبيا على مصر سياسيا وعسكريا وإقتصاديا ، وعلى علاقاتها الخارجية بصفة عامة ، فى الوقت الذى نحتاج فيه حاليا إلى المزيد من الإستثمارات الأجنبية وإعادة جذب السائحين وفتح أسواق تصدير جديدة لمنتجاتنا ، والحصول على المنح والقروض الأجنبية لدعم إقتصادنا الذى يعانى من الركود والأزمات المتلاحقة على مدى أكثر من عام .
أخيرا – أتمنى أن يكون إختيار جماعة الإخوان لخيرت الشاطر كمرشح لها لخوض الإنتخابات الرئاسية مناورة سياسية ، وأن تتراجع الجماعة عن ذلك فى الوقت المناسب ، وأن تترك لأعضائها إختيار الأصلح لهذا المنصب ، أو دعم الدكتورأبوالفتوح ، أو مرشح متوافق عليه بين القوى السياسية ،وسوف تحصد من وراء ذلك مكاسب عديدة ،ويعود الوفاق بينها وبين مختلف القوى السياسية ، بل مع المجلس العسكرى ، لأننا فى مرحلة دقيقة من تاريخ مصر ، والتى تتطلب منا جميعا ، أن نعمل من أجل بناء وإستقرارهذا الوطن والسعى لتوفير سبل العيش الكريمة والأمن والرفاهية للمواطنين المصريين جميعا ، فلاوقت الأن للإنشقاقات والمزايدات السياسية ، وتصفية الحسابات وإستعراض القوة فى ربوع وطن مريض سياسيا ومنهك إقتصاديا ومنتهك أمنيا ، وعلى حساب شعب مطحون لم يتذوق ثمارثورة 25 ينايرحتى الأن .
حمدى البصير
القوة الإقتصادية الكامنة فى مصر " تتوهج " العام المقبل
حفلات " بول بارتى " خليعة للمراهقين ... والتذكرة بـ500 جنيه !
دعوة للتبرع
نادم على ظلمى زوجتى: أستاذ ي الفاظ ل السلا م عليكم قرأت جميع...
الشيطان يعظ .!!: أنا أعمل في دولة خليجي ة من عشرين سنة . لى قريب...
هذا دليل على نجاحنا : أنتم قتلة المسل مين,ا تم تتكلم ون بلسان...
تسمية السور: كيف تم تسمية سور القرآ ن الكري م في المصح ف؟ ...
لا كهنوت فى الاسلام: تقول في إحدى مقالا تك : الإسل ام لا مكان فيه...
more