محمد عبدالرحمن محمد Ýí 2012-01-18
كل أمة في عصرها لها شهيد أو شهداء يشهدون عليها أمام الله تعالى وذلك يوم الدين .. ولو تتبعنا لفظة شهيد وشهداء في القرآن الكريم.. لوجدنا أنها تكون لشهادة الفرد على أمته لإقامة الحجة عليها.. أو شهادة الشهداء على أممهم لإقامة الحجة عليهم.. يوم الدين
مثلا قوله تعالى.. {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }النساء41
فالأنبياء شهداء على أممهم والأمم التي لم يكن بها أنبياء يكون بها شهداء عليهم..
يقول تعالى :{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143
هنا نعرف أن الشهادة يمكن ان تكون لفرد واحد وهو يكون شهيد على أمته أو تكون لأفراد عدة .. الله أعلم بعددهم ويكونوا شهداء على الناس و سواءٌ كان الناس أمتهم التي ولدوا وعاشوا بها وأصبحوا شهداء عليهم . أو أصبحوا شهداء على جميع الناس في ذلك العصر.
ومن هنا فقد كان موسى عليه السلام شهيدا على بني اسرائيل وهم قوم موسى وكان شهيدا أيضا على فرعون وملئه وقومه في نفس الوقت..
كما كان مؤمن آل فرعون شهيد على قومه قوم فرعون وملئه.. وآله.. وهذا يمكن أن نتبينه من الآيتين السابقتين..
ولنعيش في رحاب الآيات التي وصفت موعظة مؤمن آل فرعون لقومه الذين هم قوم فرعون وملئه وآله، في سورة غافر من الآية (28) إلى الآية (44) من نفس السورة.... وهو مشهد واحد لم يتكرر في أي من سور القرآن.!
يقول تعالى:
وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ{28}غافر
كتمان الإيمان .. لا حرج فيه..
في مستهل الآية السابقة العظيمة نجد توصيفا هاما وعميقا لطبيعة إيمان مؤمن آل فرعون فقد كان إيمانا مكتوماً أي غير معلن لقومه فقد كان يعيش هذا الرجل المؤمن بين قومه يأكل مثلهم ويلبس مثلهم ويتكلم لغتهم ويتعاون معهم على أمور المعيشة كلها دون أن يميز نفسه بلباس معين مختلف عن لباس وزي قومه قوم فرعون ..
ومن هنا يمكن أن نعلن أن الإسلام والإيمان ليس له زي معين ولا لباس معين .. يميزه عن لباس الأمة أو مجموع لباس الناس، فزي الرجل و المرأة المؤمنة هو نفسه زي المجتمع اللذان يعيشان فيه.. فالإيمان جوهر وليس بمظهر .. ولو كان الرسول محمد عليه السلام بُعِث في هذا العصر .. لوجدناه يلبس .. أحدث موديلات البدل والحلات العصرية والمعاطف التي تتماشى مع هذا العصر...!!
لم تُنْكِر الآية الكريمة على الرجل المؤمن من آل فرعون كتمانه لإيمانه..! فربما كان موظفا في البلاط الفرعوني .. أو كان من الملأ الفرعوني .. فهو يمتلك قوة المنطق وحسن البيان.. والعلم الغزيز.. وهذا بالطبع غير متوفر في طبقة المزارعين أو الحرفيين..
أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟ وقد جاءكم بالبينات من ربكم..
مؤمن آل فرعون يؤصل لحقيقة من حقائق الاسلام وهى تأمين الداعية إلى الله على حياته حين يقوم بالدعوة السلمية وهو يتلو البينات .. فلا يجب أن يمنعه البشر من ذلك ..
وإن كان النبي المرسل أو الداعية كاذباً فهو وحده الذي يتحمل وزر كذبه.. ولا أحد من الناس..
أما إن كان صادقا.. فيما يدعو له فمما يدعو إليه هوالإنذار بالعذاب لمن يكذب بالآيات ربما في الحياة الدنيا.. ولعذاب الآخرة أكبر.
ومن يسلك هذا المنحي في قتل أو ترويع النبي أو الشهيد على قومه .. فهو من المسرفين المكذبين بدين السماء وهو الاسلام .. والله لن يهديه الصراط السواء.
{ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا..}
في هذا الجزء من الآية يمكننا أن نتعرف من حديث مؤمن آل فرعون .. على أن مصر كانت دولة قوية مُلْكُها عضود بين الأمم وقتها فهى بحق سيدة العالم القديم.. دولة بها مدنٌ وقرى وأقاليم .. ونظام حكم قوي مكين ومستبد.. يعرفه معظم سكان الأرض وممالكها.. جميعا.!
ليس هذا فحسب بل إن المصريين يعرفون الإله الواحد وهو الله تعالى .. وإن لم يكونوا صالحين، فلم يكونوا وثنيين بمعنى عبادة التماثيل.. الحجرية.. كما هو شائع في المفاهيم المعاصرة اليوم..!
{قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ{29}
فرعون هنا يتقمص صفة من صفات الذات الإلهية بزعمه أنه لايجب أن يأتمر قومه إلا بأمره هو وحده.. ولا يذعنون لأحد غيره حتى أنه حجب عن قومه معرفة حقائق الأشياء ورؤيتها على حقيقتها والتي يجب عليهم أن يروها كما خلقها الله تعالى.. فلا يحق لهم أن يروا الأشياء إلا كما يراها فرعون.. فرؤيته هى البصيرة ..
وطريقه هو طريق الصواب والحكمة والهداية.. وأنه سوف يمنع عن قومه بأس الله تعالى .. إن جاءهم..
وهو بذلك مسرف متعد لحدود الله وكذاب فيما يمارسه مع قومه.
وما زال حكام مصر منذ محمد علي وأسرته وحتى اليوم يمارسون ما مارسه فرعون من التجبر والتكبر على المصريين وزعمهم أنهم يهدون المصريين إلى سبيل الرشاد..!!
حتى أن الرئيس السادات كان يقول ( أنا رب العائلة المصرية) وقد قالها جده فرعون قبله حين قال ( أنا ربكم الأعلى)!!
{ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ{30}
مؤمن آل فرعون يخاف على قومه بل ويحب قومه ويشفق عليهم من مصير مخيف هو يعرف أنه يحدث لكل من سبقهم بالكفر والظلم والفسوق من الأحزاب السابقة ..
فيجب أن يقلق الداعية على قومه وأهله بشأن فسوقهم وتعديهم حدود الله تعالى وخضوعهم المذل لأحد من خلق الله تعالى حتى ولو كان واحدا منهم وهو فرعون.
ولهذا نرى دعاة الحق المخلصين يحبون مصر ويخافون على مستقبل مصر وأهلها وأبناء أهلها من مصير مظلم لو استمر الخضوع والتذلل للمجلس العسكري والفلول(الملأ).. بعد أن نزع الله المُلْك من فرعون العصر حسني مبارك، فهم يعظون بالقرآن وبالتي هى أحسن وبحقوق الانسان وبالشورى والديموقراطية وبالعلم (العلمانية) ..
واستمر مؤمن آل فرعون في الوعظ في موقف الشجاعة والفضيلة.. وحتى في عدم وجود موسى في هذا الموقف الخطير جدا!.
{مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ{31} وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ{32} يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ{33}
مؤمن آل فرعون كان يعرف تاريخ الأمم السابقة وما حدث لهم من إهلاك بسبب فسادهم وكفرهم بدين الله تعالى وبآياته البينات ..! هو يذكر لهم ماحدث لقوم نوح من هلاك بالطوفان وما حدث لقوم هود يقول تعالى:
{وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ }هود60
وعن ثمود وعظهم مؤمن آل فرعون بأن الصاعقة يمكن أن تصيبهم كما أصابت قوم عاد وثمود يقول تعالى
: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }فصلت13
والذين من بعدهم.. الله أعلم بترتيبهم الزمني.. وأن الله تعالى لايريد الظلم للعباد جميعا .. لكن من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.. فعندما يتعدى الحاكم المستبد أو المساعدين له من البطانة الظالمة (الملأ) حدود الله تعالى فيكون هلاكهم بإحدى طرق الهلاك في الدنيا التي ذكرها القرآن ولعذاب الآخرة أكبر.. ولم يكن الله ليهلكهم لو كانوا آمنوا بالآيات والنذر وذلك قبل نزول القرآن الكريم.. أما بعد نزول القرآن فلم يحدث إهلاك جماعي لمجتمع فاسق أو كاره للإسلام .
لقد هلك جمال عبد الناصر بالموت تسمماً من أعدائه.. وهلك السادات قتيلا في عيد تأليهه في السادس من أكتوبر.. على أيدي نائبه الخسيس حسني مبارك وبتنفيذ من الجناح العسكري للإخوان .. من ضباط صغار في جيش الفرعون..!! ويا لسخرية الأقدار ..
واليوم قد نزع الله تعالى المُلْك من يدي حسني مبارك ذلك الطاغية المتأله.. على أيدي كبار ضباط جيش هامان وزير حربيته وحربه. وهو يلاقي نهاية درامية ..ومأساوية الفضيحة له ولأسرته بالكامل. وهكذا يكون إهلاك الظالمين في الدنيا.. وزوال ملكهم.
( ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد)
للمرة الثانية يعلن مؤمن آل فرعون أنه يخاف على قومه من المصير المحتوم يوم القيامة ويوم الحساب عندما يتولوا مدبرين خائفين ومهرولين من هول وفزع يوم الحساب..
مثابرة مؤمن آل فرعون في دعوة قومه لعبادة الله تعالى بدلا من الخضوع والخنوع للفرعون.. حتى لا يقعوا في دائرة الضلال لأن الله لن يهدي من أراد لنفسه الضلال.
هكذا أرى دعاة القرآن وكفى وهم دعاة الاسلام حقاً .. ومعهم دعاة العدالة والمساواة والحرية يثابرون في دعوة قومهم للإهتداء بهدي القرآن والانتساب لتعاليم الاسلام.. أو عن طريق حقوق الانسان.
اليوم .. بضعة عشرات أو مئات من مؤمني آل فرعون يدعون قومهم المصريين منذ ثلاثة عقود أو أكثر لما دعاهم له (مؤمن آل فرعون) في الماضي البعيد.. يدعونهم بالقرآن وهديه!
{وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ{34}
الآية السابقة تضعنا أمام حقيقة كبرى وهى أن المصريين كانوا قد خَبِروا يوسف ورسالته التي نزل بها والآيات البينات التي دعا إليها المصريين في عصره ليؤمنوا بها ويعملون بهديها. وظل طوال حياته يدعوهم إلى عبادة الله الواحد والتخلي عن عبادة آلهة اخرى .. فالله وحده هو المستحق للتوحيد والتقديس والعمل بآياته البينات..
هل استجاب المصريون ليوسف طوال حياته ومقامه بينهم ؟ وأيقنوا أنه رسول من عند الله تعالى أتى لهم وآمنوا بالبينات!!؟؟
مؤمن آل فرعون يخبر قومه بحقيقة عقيدة المصريين السابقين لعصره.. وأنهم ما فتئوا أن استراحوا لوفاة وهلاك يوسف عليه السلام ..
لكن مؤمن آل فرعون .. هو من نسل وسلالة المؤمنين القلائل الذين آمنوا برسالة يوسف عليه السلام..!
لكن غالبية المصريون فرحوا بهلاك يوسف وموته.. واستراحوا لأن يخضعوا ويذعنوا إذعاناً كاملاً لحكامهم المستبدين.. ومازالوا حتى اليوم يُخدعون فيهم.. وكأنهم آلهة لايُسألون عما يفعلون.
وفي هذا إسراف منهم لخضوعهم وتذللهم التام لحكامهم المستبدين المتألهين. ولهذا فإن الله يضلهم ولايهديهم للعزة.. لسلوكهم هذا.!! فالله لايهدي كل مسرف مرتاب.
من هو المسرف المرتاب؟
هو أو هم كل من يجادل في آيات الله ودين الله .. بغير سلطان من الله لهم .. فالله لم يخول أحدا من البشر ولم يعطه تصريحاً وتفويضاً مباشراً لكي يجادلوا في آيات الله وفي دين الله ويعارضوا الهدي والدعوة إلى دين الله تعالى والإيمان به..!!
وذلك هو المقت الكبير عند الله تعالى وعند المؤمنين بالله وبآياته البينات. يقول تعالى : {كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف3
و في ذلك يقول الله تعالى: على لسان مؤمن آل فرعون:
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ{35}
فكان العقاب الدنيوي لكل من تكبر وتجبر من فرعون وآله وملئه وقومه.. أن الله تعالى يطبع على قلوبهم الكفر الذي ارتضوه عن تكبر وتجبر.. فلا فرصة لهم لأن يتوبوا ويعدوا إلى طريق الإيمان فيكون جزاءهم النار. يُعرضون عليها غدوًا وعشياً حتى قيام الساعة .. فيدخلون أشد العذاب.
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ{36} أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ{37}
هذه الآية يمكن تدبرها مع الآيات التي تتناول فرعون وكفره وتكوينه .
{وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ{38}
شئ عجيب جداً يمكن أن نلاحظه..!!
لكي نتدبر هذه الأية المعجزة لابد أن نضعها جنباً إلى جنب مع الآية رقم29
وهى : {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ{29}
فرعون يقول للمصريين: وما أهديكم إلا سبيل الرشاد..!
مؤمن آل فرعون يقول للمصريين: أتبعون أهدكم سبيل الرشاد.!!
لاحظ معي إعجاز البيان ودقة التعبير.. في كلمتي (أهديكم) التي قالها فرعون فهى تفيد المماطلة والتضليل بزياد حرف الياء.. أما التعبير القرآني عن الهداية التي ينشدها مؤمن آل فرعو عن طريق دين الله تعالى فكان التعبير القرآني عنها بما يفيد السرعة والنفاذ .. فجاء التعبير القرآني بلفظة (أهدكم) بالقصر وبدون حرف الياء لتأكيد سرعة حدوث الهداية لو اتبع المصريون مؤمن آل فرعون.!! فسبحان الله العظيم.
كل حاكم مستبد ومتأله يقول للمصريين:
أتبعون أهديكم سبيل الرشاد.. قالها الفرعون.. ومعه ملأه للمصريين.. وقتها.. وقالها الملك فؤاد وابنه فاروق و جمال عبدالناصر للمصريين .. وقالها السادات للمصريين .. وقالها السفاح مبارك للمصريين اتبعون أهديم سبيل الرشاد..
واليوم .. قالها المجلس العسكري .. وقالها الاخوان المسلمون والسلفييون للمصريين إتبعونا نهديكم سبيل الرشاد..!!!!!!
واليوم.. مؤمنو آل فرعون في العصر الحديث من القرآنيين يقولونها للمصريين..إتبعونا بهدي القرآن نهدكم سبيل الرشاد.!!
أيها المصريون إلى من تنحازون ومن تَتْبَعُون؟ .. إلى الفرعون وملئه وآله (المجلس العسكري والفلول والإخوان والسلفيون) ..؟ أم إلى مؤمنو آل فرعون ..من القرآنيين..وكذلك المفكرين المصلحين المخلصين لكم ولأرض مصر.؟؟
الآيات المتممة لموعظة مؤمن آل فرعون أتركها للقارئ الكريم.. يتدبرها يتأمل في تدبرها بنفسه .. حتى لا نطيل أكثر من اللازم.
{يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ{39} مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ{40} وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ{41} تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ{42} لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ{43} فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{44} فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} غافر.
شكرا للسيدة الفاضلة / عائشة حسين على هذا التعقيب وعلى المرور على المقال والمشاركة.. البناءة.. وهذا يزيد المقال إثراءاً وفعالية.. ولقد تفضلتِ بالتنويه إلى قضية هامة وخطيرة.. عالجها القرآن العظيم.. في النفس الانسانية .. ومنعها من الجموع والتعدي .. خارج حدودها التي امرها الله تعالى ألا تتعداها واعتبر من يقوم بتلك الجريمة هو مكذب لآيات الله تعالى..!!
نعم فكما يقولون في مثلهم .. كادت النصيحة ان تكون فضيحة .. او النصيحة على الملأ فضيحة.. هذا هو دينهم وهذا هو سلوكهم.. فالحاكم العربي او الرئيس المصري الذي هو امتداد للفرعون لا يقبل أبدا نصيحة على الملأ ويعتبرها بمثابة المهانة له ولنظام حكمه..
وإن قام احد دعاة الاصلاح بالنصيحة المباشرة للرئيس بين ملئه وأمام اجهزة الاعلام.. فهم يعبترونه قد ارتكب جرما عظيما.. وأنه قد فضحهم.!!
لبشاعة تعدي الفرعون أو الملأ حدود الله تعالى باستعبادهم الناس وسرقة ثرواتهم.. وحظر حرية الفكر والاعتقاد وسجن كل من يخالفهم الرأي .. والاستخفاف بعقول أبناء الأمة.. فكل هذه الجرائم.. تجعلهم في وضع الفضيحة.. عندما يقوم المفكر او المصلح الشهيد عليهم في الدنيا والآخرة بنصحهم وحثهم على الرجوع عن الفضيحة وهذه الخطايا.. وبدلا من يتوبوا إلى الله تعالى يقومون بارتكاب جرائم قتل أو سجن أو تهجير دعاة الاصلاح..!
هم يريدون أن يتخصلوا من خطاياهم وفضائحهم.. ولا يتم ذلك في نظرهم إلا بقتل الذين يأمرون بالقسط من الناس ودعاة الحق والعدل والحرية مثل مؤمن آل فرعون..
ومثل كل مؤمن أمر بالاصلاح مثل فرج فودة.. رحمه الله... ومحاولة قتل نجيب محفوظ...
والآية الكريمة التالية تبين لنا حقيقة من يفعل ذلم وموقفه من آيات الله تعالى . الاية تقول:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }آل عمران21
مقال يٌحفز على فعل الخيرات د. محمد عبد الرحمن وعلى قول كلمة الحق بدون أن نخشى في الله لومة لائم .
ولدى مداخلة بسيطة أود أن ألفت النظر لها وهو أن هناك خلط بين المفهومين الشاهد والشهيد ،فالشاهد على قومه ليس هو المقتول في سبيل الله .
فيجب أن نفرق بين الشاهد على قومه ، الذي عاش بينهم ووعظهم ونصحهم بالحسنى وبالموعظة الحسنة .وسوف يكون عليهم شهيداً يوم القيامة .
وبين المتعارف عليه بالشهيد والصحيح أن نطلق عليه (المقتول في سبيل الله ) كما جاء في القرآن الكريم {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران.169
خالص الامتنان لكِ سيدة / نجـلاء محمد، على مطالعة المقال، وعلى التعقيب المختصر المفيد ،.. الذي يفتح بابا لإثارة سؤال مهم جدا في معتقداتنا نحن المسلمون.
.. هذا السؤال هو حسب النسق القرآني والتعبير البلاغي له ... عمن قُتِلَ في الجهاد وقت الدفاع عن حدود الدولة الاسلامية عندما يهاجمها عدو أجنبي فوصفه حينئذ هو (مقتول في سبيل الله) ..
هذا إذاكان قد قُتِل على أيدي غازٍ أو محتل أجنبي..
أما إذا قتل وهو يأمر بالقسط بين الناس في وطنه وبلده على أيدي المحتل المحلي من أبناء الوطن أو قُتِل وهو يعظ الحاكم الطاغي المستبد ومعاونيه أو الملأ كما جاء بالتعبير القرآني فهو أيضاً مقتول في سبيل الله تعالى..
لكنه في نفس الوقت شهيد على قومه حين وقف معرّضِاً نفسه لخطر الهلاك والقتل على أيدي الحاكم المستبد (فرعون كل عصر) حين أعلن للحاكم أنه على باطل و أنه مجرم آثم لتعذيبه شعبه وسرقته لثروات وأموال شعبه أو إهدارها بالتآمر مع العدو الأجنبي كبيع الغاز لاسرائيل بثمن بخس .!
أو وقوفه فاضحاً لجهاز الأمن وجرائمه في حق الشعب أو وقوفه يفضح أفعال جيش هامان بقيادة مجلسه العسكري.
فإذا قُتل وقتها فهو مقتول في سبيل الله تعالى وشهيد على قومه أيضاً.. فهو يجمع بين الحسنيين القتل في سبيل الله و الشهادة على قومه يوم القيامة..
هذا للعرض والحوار ..
فإذا قتل في أحد هذه المواضع فهوم مقتول في سبيل الله تعالى ولهذا فلا يخلو عصر من رجال ونساء شجعان يقفون للظلمة المستبدين يعظونهم ويفضحونهم أمام أنفسهم وأمام الناس أجمعين.
وبالتالي فهناك دائما .. شهيد لكل عصر .. وشهداء لكل عصر.. يقول تعالى ( وجعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)
شكرًا لكِ والسلام عليكِ ورحمة الله.
السلام عليكم ورحمة الله الأستاذ المحترم / محمد عبد الرحمن . برأيي أن ثورة 25 يناير المجيدة تضم كل هذه الأنواع من الأبطال الأشراف المصريين الذين هم خير من أنجبتهم مصر في أكثر من ثلاث عقود مضت ونفخر بهم جميعا ونشاركهم قلبا وقالباً وندعوا الله تعالى أن يكون من بينهم من هم شهداء على أقوامهم ، وأن ينالوا هذا الشرف الرفيع الذي يٌنجي صاحبه يوم الدين ويوم لا ينفع مالا ولا بنون ولا مراكز ومناصب وجاه وسلطان .
وتحضرني واقعة على ذكر هذه المناسبة ما حدث للناشطة (نوارة نجم) من تعدي وضرب وشتم واتهامها بالعمالة والخيانة بأبشع الألفاظ ،منذ يومين على يد بعض من بلطجية النظام والأمن لإسكاتها عن محاولاتها الإصلاحية مع شباب وشابات ناشطات شريفات ومحترمات .
فهؤلاء حسب ما أتوقع هم شهود على أقوامهم . فهل هذا صحيح أم لا؟
الأستاذ الفاضلة / مرفت عبدالله السلام عليكم ورحمة الله .. وافر التقدير لكِ لمطالعة المقال .. والتكرم بالمحاورة حوله.. فهذا يزيده غنىً وثراءاً.. وهو من باب نشر الفضيلة الايمانية وهى تقوى الله تعالى ونزع الخوف من أي مخلوق مهما كان..
نعم فالمناضلة / نوارة نجم .. هى وريثة النضال والكرامة من والدها الشاعر الثوري.. أحمد فؤاد نجم .. متعه الله بالصحة والعافية فقد قضى اكثر من أربعين عاما داخل معتقلات مصر في عصور المستبدين الثلاثة .. جمال والسادات ومبارك السفاح..
ومع ذلك لم يخشاهم ولم يبخل على مصر بسنوات عمره..
فهو شهيد على قومه وبالتالي كريمته المصونة / نوارة نجم هى ورثت الشهادة على قومها المصريين أيضا.. فهى مثال مشرف للمراة المصرية و البنت المصرية.
وكل من قال للطغاة كفوا أيديكم عن المصريين واتقوا الله وخافوا عذابه .. وقام الطغاة بملاحقتهم أو اضطهادهم.. وهم لايخشونهم بل يخشون الله تعالى فهم من الشهداء والصديقين
سواء ماتوا وهم يقولون كلمة الحق والحرية أو عاشوا حتى أجلهم الذي قدره الله تعالى لهم، وينطبق عليهم قوله تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) آل عمران 17.3
الأستاذ المحترم محمد عبد الرحمن السلام عليكم ورحمة الله ، إن ما وصل إليه الحال في مصر من الصراع المحموم على السلطة والثروة وما نشأ عنه طبقة المترفين التي تتخذ الفقراء والبسطاء مطية للوصول لأغراضهم الدنيئة والتضحية والتنكيل بالمصلحين والمنذرين لهم بسوء العاقبة لهم وللمجتمع الذي يعيشون على إمتصاص دمائه لكي يستأثروا بالسلطة والثروة والمكانة الإجتماعية للشيوخ الذين هم أبواق السلطة !!
وقضت حكمة الله أن يكون الرسول شهيداً على قومه الذي عاصرهم وعاش معهم لكي لا يكون لهم حجة على الله تعالى.
وقضت حكمة المولى عز وجل أن يكون القرآنيين شهودا على أقوامهم ومجتمعاتهم حتى لا تكون لهم حجة على الله يوم الموقف العظيم يوم الدين ..
إن ما عاناه ويعانيه أهل القرآن - الذين يشرفون بأن يطلق عليهم مجتمعهم القرآنيين- من معانة واضطهاد منذ سنوات طويله ، لهو وإن كان ثمناً لرضا الله في الدنيا والآخرة وان يكون القرآنيين من الأشهاد الذين كلفهم الله بهذه المهمة لهو شرف لهم وتكريم من المولى عز وجل تهون من أجله كل العذابات ..
ألاحظ تقدما فى مسيرتك الاجتهادية ، أشكرك عليه ، وأتمنى مواصلته فى مقالاتك القادمة . جميل جدا أن تركّز على فهم المصطلح والفروق الدقيقة بين الكلمات القرآنية ، وفهم عقلية الاستبداد من فرعون القائد العام لكل مستبدى البشر من عصره الى قيام الساعة . تتلخص فى فرعون مشاعر المستبد وثقافته ، ورائع إسقاطك ما جاء عن فرعون على مبارك وبقية مستبدى عصرنا . بارك الله جل وعلا فيك وفى اسرتك وفى أهلك .
الاستاذ العزيز / فتحي مرزوق.. السلام عليكم ورحمة الله ..مزيد الشكر والتقدير لمروركم الطيب على المقال.. وعلى هذا التنويه الذي يستند إلى القرآن الكريم في أن الأشهاد هى جمع لشهيد أو شاهد..
وإن قدر الله تعالى لنا الخير والفلاح واختارنا كقرآنيين مخلصين ان نكون أشهادا على أقوامنا فهذا من الفضل العظيم من الله تعالى يوم الدين..
وفي سبيل الشهادة للقرآن وللإسلام وعلى الأقوام يهون الاضطهاد وتتضاءل المعاناة
بارك الله فيك واكثر من مشاركاتك الطيبة..
وأذكرك وأذكر نفسي بقولة عظيمة لمؤمن آل فرعون حين خاطب قومه المصريين قائلاً
( ويا قومي مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار) ودائما صدق الله العظيم.
أستاذنا الحبيب.. الدكتور / احمد صبحي منصور .. متعك الله بالصحة والعافية والسلامة.. وليحفظك الله تعالى لأبنائك بحاثة مدرسة أهل القرآن.. وجعلك الله عونا لكل باحث عن الحق والعدل في القرآن مصدر الاسلام الوحيد..
هذا في البدء.. ثم بعد ذلك أعبر عن إمتناني ، وتقديري لكم أن اقتطعتم من وقتكم جزءا ثمينا للتشجيع والتوجيه لي ولكل بحاثة الموقع الكريم..
وهكذا يكون دور المربي الرائد للقرآنيين أحمد صبحي ...
وإن شاء الله يمدنا الله تعالى مددا من عنده ونواصل معك وبك هذا الدور الاصلاحي الذي يأمر به القرآن العظيم في رسالته الخالدة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالموعظة الحسنة من هدي القرآن العظيم...
خالص المحبة والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله.
من حـــفر العــــيون والآبار إلى معاناة الأسفار
مذكرات وحكايات الأجداد بالوادي
دعوة للتبرع
علم الله جل وعلا: اذا كان الله يعرف ماذا سافعل و لماذا و هو يعرف...
الامتناع عن الحمل: ارجو منكم عدم تجاهل سؤالي لانني فعلا محتاج ة ...
المريض والزكاة: ليس فى المست حقين للزكا ة المرض ى ...
التوراة والتحريف: تحيا تي للقائ مين علي هذا الموق ع الجمي ل ...
جبريل وقلب النبى: كيف نزل جبريل على قلب النبى محمد فى قوله الله...
more
الأستاذ محمد عبدالرحمن ، السلام عليكم قضية مهمة جدا، قد وردت في قصة مؤمن آل فرعون : وهي تأمين الداية ، طالما أنه يتحمل نتيجة صدقه أم كذبه ، وهذا ما يقرره القرآن الكريم في تقريره لحرية الاختيار بين الإيمان والفكر ، وذلك التفصيل له فائدة كبيرة جدا في الحرص على تأمين الداعية ، وكما جاء أيضا في مواثيق حقوق الإنسان ، والجدير بالذكر أن تامين الداعية يتفق مع تامين الرسول الذي يحمل الرسالة مهما كان في هذه الرسالة ! وقد حرصت بعض الحضارات على الحرص على تامين الرسول أو الرسل الذين يحملون الرسائل بين الملوك والإمارات .