عثمان عمران Ýí 2011-08-31
بسم الله الرحمن الرحيم
الكفر والذنب والمقفرة
أولا : من حيث الذنب وما يغتفر وما لا يغتفر منه :
ثانيا : من حيث الكفر والشرك – هنالك خلط في المفاهيم فيما يتعلق بهاتين اللفظتين –
الأخ الفاضل عثمان عمران
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك
نشكر لك اجتهادك وبحثك عن الحق في آيات القرآن الكريم ، ولكن كما تفضل أعلاه الاستاذ عبدالله العراقي وقال إن الشرك ليس ذنبا لأن ربنا جل وعلا ييقول أنه لا يغفر الشرك لأنه ظلم عظيم إذن الشرك ظلم ظلم لله جل وعلا لأنك اتخذت مع الله آلهة أخرى ، ولمزيد من التوضيح لأن الشرك ظلم فإن من يؤمن بكتاب غير كتاب الله فهو ظالم ومشرك بالله جل وعلا
ولمزيد من التوضيح لي بحث بعنوان (هل يغفر الله لمن يشرك أو يكفر.؟) وهو يتناول الأمر بالتفصيل أرجو الرجوع إليه
ahl-alquran.com/arabic/discussion.php
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الاخ الفاضل رضا
تعقيب
ان الشرك لظلم عظيم هو ليس ظلما لله لان الله تعالى لايمكن لاحد ان يظلمه يقول (وما ظلمونا و لكن كانوا انفسهم يظلمون) ولا توجد ايه في القران تصف الظلم على الله تعالى و تقدّس
و شكرا لك على التعقيب و اضافتك بان الشرك هو ظلم عظيم هداني الله و اياك الى الى الحق امين وعيد مبارك عليكم
الإخوة الأفاضل عبدالله العراقي / رضا عبد الحمن – كل عام وانتم بخير
لقد قرأت بحث الأخ رضا وأعجبت به كثيراً لما فيه من دقة في المرجعية وسلاسة في الأسلوب ولكن هناك بعض التعليقات بعد إعادة قرآءته مرة أخري
بما اننا نناقش نفس الموضوع رأيت ان اتضمن الردود علي تعليقات الإخوة في تعليق واحد –
1- الشرك ذنب – معصية – إثم – خطيئة – ظلم – الخ – كل هذه مترادفات أو صفات لنفس الفعلة ولكنها لا تعني " سيئة"
لان السيئة تشمل طرف ثالث بالإضافة إلي العبد وربه وتقع إسائة او ظلم علي الطرف الثالث لذلك تحتاج " تكفير " ثم المغفرة – وأنا لم أقل ان السيئة لا تغتفر إنما تحتاج الي تكفير قبل المغفرة – وبما ان الشرك يكون بين العبد وربه فهو ذنب أو معصية أو خطيئة أو ظلم أو إثم حسب المنظور – مثلاً من حيث موقع العبد فهو ظلم لأنه قد ظلم نفسه كما انه معصية حيث ان الله قضي ان لا نعد إلا إياه وخطيئة من حيث أنه خطأ وفيه تجاوز وتخطي أوآ مر وحدود الله وهو إثماً عظيماً – واللمم هي صغائر الذنب - أما السيئة ولما يترتب عليها من ضرر لطرف آخر يلزمها تكفير أو تعويض للمتضرر قبل المغفرة - فالحسنات أو الصدقات لا يجبرن الصلوات الفائته ولكنهن يذهبن السيئات –
" وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ(40) الشوري " من هو الذي يعفو ويصلح والذي أجره علي الله ؟ المظلوم – الطرف الذي وقعت عليه الإساءة
" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ(34) فصلت"
من هو الذي بينك وبينه عداوة ؟ هو الذي أساء إليك – ولماذا صار ولي حميم ؟ لأنك تعاملت معه بالتي هي احسن فعفوت وأصلحت وكان أجرك علي الله
" وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(54) الأنعام ( تاب "وأصلح " أصلح ماذا ؟ أصلح ما أفسد بفعله وهو الضرر الذي وقع علي المظلوم من جراء السيئة التي ارتكبت في حقه فلا تتم المقفرة إلا بعد الإصلاح " الكفارة" )
إنني أري بكل وضوح ان السيئة هي الذنب الذي يوقع ضرراً بأشخاص أو كائنات أخري فيصير هنالك دين عليك ويحتاج لكفارة أو رد الدين قبل المقفرة وإن شاء الله كفر عنك سيئاتك أي ناب عنك في رد الدين لأصحابه قبل ان يغفر لك
تابع (2)
2- الذنب والسيئة يختلفان في طبيعتيهما
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا(48) النساء
- الشرك هو إثم عظيم والإثم لا خلاف عليه هو الذنب
لماذا أقول ان هذه مغفرة في الآخرة وليس في الدنيا ؟ لأنها لو كانت في الدنيا فالتوبة والإيمان يجبَّان الشرك وحتي الكفر نفسه–
وهل كان الرسول عليه الصلاة يدعو للإسلام غير مشركي قريش والكفار ؟!
وإذا كان الشرك لا يغتفر في الدنيا فما جدوي الدعوة ولمن كانت توجَّه ؟!
ألم يكن الصحابة وسيدنا عمر مشركين وعبدة أصنام قبل دخولهم في ألإسلام ؟ أم لم يجب إسلامهم كفرهم وشركهم ؟!
- إذاً فلا بد ان نفهم ان الآية عاليه تعني الذين يموتون وهم مشركون والشرك الذي لا يغتفر هو الذي يموت عليه الإنسان فلا يغفر له بعد الموت ولكنه سبحانه يغفر بعد الموت ما هو دون الشرك من الذنوب لمن يشاء فهم ظالمون - إذاً فشرك الدنيا يغتفر بالعدول عنه وإخلاص العبادة لله وحده قبل أن يحضرنا الموت ومن تاب تاب الله عليه والتوبة هي الرجوع إلي الله فيتوب علينا ليكفر عنا سيئاتنا ويغفر لنا ذنوبنا السابقة
1. الإثم هو الذنب وهو الخطيئة ( لسان العرب حرف الميم ) والشرك إثماً عظيماً فهو إذاً ذنباً عظيماً
2. " ما دون ذلك " أي ما هو أقل من الشرك درجة أو عظماً من الآثام - ولا زال الحديث عن الآثام أو الذنوب وإلا لقال عز وجل : " ويغفرغير ذلك لمن يشاء" -
3.
4
. " إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ(51) الشعراء - لا( يغفر لنا سيئاتنا)
5. " الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(16) آل عمرآن الذنب هو الخطيئة وهو الإثم وتلزمه مغقرة
6. " رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ ءَامِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ(193) آل عمرآن " – إذا كانت الذنوب هي نفسها السيئآت فما لزوم التكرار " أغفر لنا ذنوبنا – وكفِّر عنا سيئاتنا - هل المغفرة هي الكفّارة ؟
7. " أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(54) القصص - هل يجوز ان نعوض عن ترك الصلاة والحج والصوم وارتكاب المعاصي من زنا وخلافه مثلاً بالحسنات والتصدق ؟ بما ان الإجابة هي "لا" واضح ان " السيئة " والتي يمكن درءها بالحسنات هي شئ آخر غير ما سبق ذكره من ذنوب ومعاصي نرتكبها
وهل الذنب هو السيئة ؟ إذاً لصح ان نقول " كفر لنا ذنوبنا وأغفر لنا سيئاتنا " ولماذا لا نقول " أغفر لنا ذنوبنا و سيئاتنا ؟!
كأن نقول " شربنا عصيراً ولحماً " بل نقول " شربنا عصيراً وأكلنا لحماً لأن الفعل الأول لا يجوز مع المفعول به الثاني لانه مختلف في طبيعته عن المفعول به الأول – كذلك لأن السيئات ليست هي من طبيعة الذنوب لزمها فعل آخر ينماشي وطبيعتها وهو " كفِّر عنا " - مما يدل علي ان السيئة تختلف في طبيعتها عن الذنب وإلا لصح ان نقول " واغفر لنا سيئاتنا "
في كل المصحف الشريف لا نجد " كفر لنا أو عنا ذنوبنا " ولا " أغفر لنا سيئاتنا " لماذا ؟ ولا نجد كذلك" ويدرءون بالحسنة الذنب "
الأخ عبد الله
ألآية التي استشهدت بها :
" وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿الأعراف: ١٥٣﴾
ألآية تقول : " ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِهَا وَآمَنُوا " من بعد ارتكاب السيئآت " أي أنهم لم يكونوا مؤمنين قبلها أساساً وبتوبتهم وإيمانهم دخلوا في الإسلام فغُفر لهم ما تقدم
الأخ عبدالله ورد في مقالي " الذنب هو ما ترتكب من معاصي تجاه الخالق وانت مؤمن - ومن تاب من المعاصي تاب الله عليه
السيئة هي ما ترتكب من إسائة أو ظلم في حق الآخرين من الخلق وأنت مؤمن - وهذه لا تغتفر بالتوبة إنما بالتكفير عنها
وبما ان الآية تتحدث عن اناس لم يكونوا مؤمنين حين ارتكابهم السيئات فهؤلاء يكون لهم حكم يختلف عمن أساء وهو مؤمن -
وما توفيقي إلا بالله
عثمان عمرآن
شكرا لك اخ عثمان على اجوبتك ولكني احاول الخروج بنتيجه تثري هذا البحث حيث ان بعض المفاهيم متشابكه و متصله ببعضها البعض.
ما قولك بهذه الايه التي يذكر فيها التوبه بعد السيئه وليس بعد الذنب وهي واضح انها تخاطب المسلمين على الاقل وقبل الموت
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
انا مقتنع ان كفّر غير غفر و لذلك السيئه غير الذنب.
فالله لا يغفر لمن يشرك ابدا و لذلك قال بصيغة المضارع (ان الله لا يغفر ان يشرك) ولم يقل (ان الله لا يغفر لمن اشرك به) . اما قولك كيف غفر الله للمشركين بعد توبتهم، فالجواب ان الله لم يغفر للمشركين وانما غفر لمن توقف عن الشرك منهم اي ان الشرك اصبح فعلا ماضيا لان الله لا لايمكن ان يغفر بالمضارع او المستقبل لفعل الشرك المضارع فما دام الانسان مشركا فلا يمكن ان يغفر له الله(طبعا الشرك الاكبر) ولذلك فان المشرك اذا اراد ان يتوب لا تقبل توبته مازال مشركا اي انه يجب عليه ان يتوقف عن الشرك لكي يتوب ثم ينظر الله فيه هل يتوب عليه ام لا و بهذا فان من يشرك لن يغفر الله له و لكن اذا توقف عن الشرك ثم تاب فانه من الممكن ان يتوب الله عليه و الله اعلم هذا مجرد اجتهاد قد يخطئ و قد يصيب. و بهذا فان الايه صحيحه و هو ان اللاه لا يغفر لمن يشرك به ولكنه قد يغفر لمن اشرك به كما هو حال بعض كبار الصحابه. مع ملا حظة ان الشرك و رد بصيغة اسم و فعل اما الذنب فلم يرد الا على شكل اسم فلا يوجد انسان يذنب بل يوجد انسان ذو ذنب بعكس الشرك حيث يوجد انسان يشرك و انسان مشرك و هكذا زال التناقض الظاهري في ايه (ان الله لا يغفر ان يشرك به)و (انه يغفر الذنوب جميعا) حيث تبين انه على الاقل يختلفان في صيغ الافعال فلا تجوز المقارنه بينهما اصلا.والله اعلم
ملاحظه:
من الترابطات الغير مباشره بين الذنب و الشرك هو العلاقه الغير مباشره في الايات التاليه:
(الشرك ظلم عظيم)
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) ظلموا-- ذنوبهم و لما كان الشرك ظلم عظيم فبالتعويض توجد علاقه غير مباشره بين الشرك و الذنب ،هاك الايه الاخرى:
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ ۚ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ)بذنوبهم ظالمين .و لما كان الشرك ظلم عظيم فبالتعويض توجد علاقه غير مباشره بين الشرك و الذنب ولكن يجب الانتباه الى صيغ الافعال و لذلك اقول علاقه غير مباشره اي انه لا توجد ايه تربط الشرك(اسم او فعل) بالذنب(اسم او فعل) بشكل مباشر بدون تعويض (حل معادلات كما في الرياضيات)
هذه الايه :(الَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)فاحشه ذنوب
تثبت على ان الذنب هو ليس بالضروره معصيه تجاه الخالق من دون الخلق كما قلت انت في بداية مقالك، حيث ان الفاحشه هي تجاه الخلق و ليس الله تعالى
الأخ الكريم رضا عبد الرحمن – السلام عليكم ورحمة الله
اليك تعليقاتي
إقتباس : من مقال الأستاذ رضا " لأن الإيمان الحقيقي يعتمد في الأساس على التوحيد الخالص لله وحده بلا شريك أو وسيط بين العبد وربه" انتهي الإقتباس
العكس هو الصحيح ولقد أوضحت هذا في مقالي بعنوان " الإيمان والإسلام" ويتلخص في النقاط الآتية :
1 – للإيمان معني يقصد به " التصديق " وعكسه الكفر أو التغطية أو الإنكار
2 – التصديق يحتاج إلي سابق معرفة و علم بالشئ وإلا فبماذا نصدق إذا لم يكن لدينا العلم بما يجب ان نصدق به ؟! هنالك استحالة في التصديق بشئ انت تجهله ولا علم لك به أو لا وجود له في رأيك !
3- ثم يأتي الإسلام بعد كل ما سبق أي :
- العلم بوجود الله واليوم الآخر أولاً
- ثم التصديق بهما فليس بالضرور ان نصدق بكل ما نعلمه أو نسمعه ( لذلك هنالك من انكر وكفر بما علمه أو سمعه(ولا يمكن ان تكفر بما لا تعلمه- فالكفر ايضا بحتاج سابق علم (تبليغ) ثم ألإنكار " :
- " مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا(15) الإسراء
- و التصديق هو علم اليقين و الذي لا يداخله شك أو ارتياب :
- " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ(15) صدقوا ما عاهدوا الله عليه
- ثم يأتي الإسلام بعد ذلك ويعني القناعة التامة بوجوب إخلاص العبادة وكل عملك في الدنبا لله وحده " من آمنت به " : ونري ان الإسلام هو مبدأ وعقيدة وقناعة ويتحقق بمجرد نية إخلاص العبادة لله وحده وإذا مات العبد علي ذلك وقبل ان يحقق أي عمل لا صالح ولا طالح فهو مسلم وحتي إذا ارتكب معاصي غير الكبائر والذنوب التي تخرجه من دائرة الإسلام ( الملة – العقيدة ) كالشرك والإرتداد مثلاُ , فهو مسلم ويحاسب علي ما اجترح من ذنوب : " وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(100) النساء - النية تكفي إذا مات العبد عليها وألا وجب العمل بها مالم يكن هنالك عارض يمنع
- " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162) ألأنعم - والإسلام هو التبرءة واختصاص الله وحده لا شريك له بالعبادة والتوجه لذلك سميت سورة " قل هو الله أحد " بسورة الإخلاص" - كذلك ترد العبارتان " حنيفا مسلماً وما كان من المشركين " متلازمتاًن لأن الشرك ينقض الإسلام "
العزم علي إخلاص الدين لله وحده ( العزم علي عبادة الله وحده) هو الإسلام وهو التوحيد كذلك : إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ لْعَالَمِينَ(131) البقرة - قول سيدنا إبراهيم عليه السلام وقبل العمل القول وحده كان كافياً ليدخله في الإسلام – " ووصي بها إبرآهيم بنيه ويعقوب"
إذاً فالإسلام هو الملَّة أو العقيدة " قناعة " فكرة – منهجية – اديولوجية نعزم علي الإلتزام بها و أعمالنا هي تطبيق هذا الإلتزام بعقيدتنا علي أرض الواقع بحسب ما ننطلبه منا وتفرضه علينا شريعتنا التي التزمنا بها " ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاحاً "
وإذا طبقت علي أرض الواقع " بتطبيق الشريعة " اكتمل بهذا الدين – والدين عند الله الإسلام :
" شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13) الشوري
شرع أي أجاز وسمح وأقر مشروعية الأمر
"من الدين" للتبعيض وذلك لأن ما وصي به الرسل وما أوحي لهم به هي الشرائع السماوية التي تمثل جزء من الدين فلا يكتمل الدين إلا بالعقيدة + الشريعة والعقيدة في جميع الرسالات السماوية هي الإسلام وكل هذه الرسالات تقع تحت مظلة الإسلام ومن يبتغي غير ذلك (الإسلام) ديناً فلن يقبل منه – ولأن كل ما سبق ذكره من شرائع تمثل الإسلام فهي كلها مقبولة من الله ومشروعة
الإيمان والذي يترتب عليه الإسلام هو فطرة كل إنسان وهي في داخله وإنما تأتي الرسالات مؤكدة ومثبتة لهذه الفطرة " فطرة الإيمان بالله واليوم الآخر" كذلك
" إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62) البقرة
الصابئون ليس لهم رسول ولا كتاب – فكيف يتثني لهم الإيمان بالله واليوم الآخر وهم لا علم لهم بكل هذا ؟ : " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30) الروم – علمهم بالفطرة
" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172) الأعراف
وهذه الفطر يغرسها الله سبحانه في كل مولود قبل ان يولد ويشهده علي نفسه بانه ربه الذي خلقه كذلك يعلمه باليوم الآخر (ان تقولوا يوم القيامة ) فيشهد الإنسان (بلي شهدنا) والنطق بالشهادة ما هو إلا الإسلام – فالإنسان بولد وهو مسلم " علي علم بوجود الله واليوم الآخر بالفطرة " ومقر بهذا – فإذا ما أنكر علمه وفطرته فقد كفر من بعد علم شهادة ويقين فهو كافر
لأن الكفر لا يكون الا من بعد علم ينكره الإنسان
إقتباس :
(فأحسن التائبين هو من يبادر بالتوبة إلى الله والاعتراف بذنوبه في سن الشباب أو النضوج العقلي الكامل يقول تعالى(إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً " ( النساء : 17.
هذا قول فبه تناقض لان الشباب يتسم بالحماس و الاندفاع والطيش وليس بالنضوج العقلي الكامل
3ـ ويوضح رب العزة جل وعلا مثالاً حياً يشير إلى سنٍ معينٍ تقبل فيه التوبة إلى الله ويتجاوز الله عن سيئاتهم ويتقبل الله أحسن ما عملوا من أعمال ، يقول تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ." (الأحقاف : 15 ـ 16
4ـ وقد تتأخر التوبة عند البعض بعد هذا السن (سن الأربعين) فيتوب بعد المشيب بعد أن وجد العمر قد مضى ، وقد خلط عملاً صالحاً بأخر طيباً ، ولكنه اعترف بذنبه لدرجة البكاء على حاله مع توبة صادقة ، والتكفير عن ذنوبه بالصدقة ، وأولئك يتوب الله عليهم يقول تعالى(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا "( التوبة : 102 ـ 103 .
ألآيات عاليه لم تحدد سن للتوبة – لم تقل ان هذا السن المعيين لا تقبل بعده توبة – ولماذا لم تفترض ان قبل هذه السين أيضاً لا تقبل التوبة ؟ - وإنما المقصود من الأربعين انها تكون سن صحوة الإنسان من غفلته وانتباهه لأمور دينه -- تتحدث الآيات ( 103- 102) عن أناس خلطوا عملاً صالح بآخر سيئاً ولم تتطرق لأعمارهم – كذلك لا يفترض في التوبة ان تتأخر (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(17) النساء - فالتأحر المقصود هو التأخر في التوبة بعد ارتكاب المعصية وليس التقدم في السن المعروف ان ما قبل الأربعين هي فترة الشباب والطيش والغفلة التي تنتهي بالنضج في سن الأربعين – كما يقال ان طبع الإنسان لا يتغيير بعد الأربعين لا يوجد وقت معيين لا تقبل فيه توبة العبد ما لم يتأخر فيها حتي يحضره الموت :
" قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) الزمر -- ولم يشترط لتمام المغفرة سن معينة –
" أسرفوا علي أنفسهم " توحي بالإنغماس في الموبقات والرذيلة ردحا من الزمان وربما تجاوز بهم السن مثل هذه الممارسات الصبيانية – فالإسراف هو تجاوز حد المعقول والتمادي ربما الي أرذل العمر وكثير ما نري هذا النمط من كبار السن يعيشون في وهم سن الشباب – وكما قال أحد الفصحاء في هجاء بعضهم
" والذين تركتهم الرذيلة " كناية عن عدم مقدرتهم علي ممارستها لتقدمهم في وليس من باب التوبة والندم ولم يتركوها من تلقاء أنفسهم
وحول تسائلات الدكتور دويكات :
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ «130» ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ «131» أنعام ؛ هذه الايات تبين أن الكافرين عندما يكفرون فإنهم يختارون ذلك تحديا و استكبارا ، أما الناس الغافلون ، فلا يصلون تلك المرحلة في الكفر فلا يهلكهم الله بظلم و هم غافلون.
معني الآية (1)
والمقصود من الآيتين أعلاه ليس " ان الله لا يهلك القري الظالم أهلها إذا كان أهلها غافلين " بل معناهما " عندما يهلك الله القري وهي في هذه الحالة من الغفلة (الكفر) لا يكون قد ظلمهم شروي نقير لانهم قد أقروا بكفرهم " الغفلة هي الكفر وهي الظلم
فالنفي " لم يكن ربك " هو نفي للظلم عن الذات الإلهية وليس نفي لإهلاك القري القافل أهلها عن عبادة الله فلا يكون الله قد ظامهم حين يهلكهم
معني الآية : (2)
هو بمعني "وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا " أي إن الله لا يهلك القري بكفرها (بظلم ) قبل ان يبعث اليهم الرسل والنذر فيكونوا علي علم وليس في غفلة عن ذلك – وهم قد أقروا بعلمهم بالرسل والنذر التي جاءتهم ورغم ذلك هم كفروا فحق عليهم القول وما الله بظالمهم إذ أهلكهم بكفرهم- فهم غافلون عن الرسل والنذر التي جاءتهم
" يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(19) المائدة
- غرتهم الحياة الدنيا أي كانوا في غفلة
- وهذا كفر وشهدوا علي انفسهم بكفرهم
- فلا يكون الله قد ظلمهم (بظلم) في شئ عندما يهلكهم وهم علي هذه الحالة من الغفلة (الكفر) التي أقروا بها
شكرا لك اخ عثمان على اجوبتك ولكني احاول الخروج بنتيجه تثري هذا البحث حيث ان بعض المفاهيم متشابكه و متصله ببعضها البعض.
ما قولك بهذه الايه التي يذكر فيها التوبه بعد السيئه وليس بعد الذنب وهي واضح انها تخاطب المسلمين على الاقل وقبل الموت
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
انا مقتنع ان كفّر غير غفر و لذلك السيئه غير الذنب.
فالله لا يغفر لمن يشرك ابدا و لذلك قال بصيغة المضارع (ان الله لا يغفر ان يشرك) ولم يقل (ان الله لا يغفر لمن اشرك به) . اما قولك كيف غفر الله للمشركين بعد توبتهم، فالجواب ان الله لم يغفر للمشركين وانما غفر لمن توقف عن الشرك منهم اي ان الشرك اصبح فعلا ماضيا لان الله لا لايمكن ان يغفر بالمضارع او المستقبل لفعل الشرك المضارع فما دام الانسان مشركا فلا يمكن ان يغفر له الله(طبعا الشرك الاكبر) ولذلك فان المشرك اذا اراد ان يتوب لا تقبل توبته مازال مشركا اي انه يجب عليه ان يتوقف عن الشرك لكي يتوب ثم ينظر الله فيه هل يتوب عليه ام لا و بهذا فان من يشرك لن يغفر الله له و لكن اذا توقف عن الشرك ثم تاب فانه من الممكن ان يتوب الله عليه و الله اعلم هذا مجرد اجتهاد قد يخطئ و قد يصيب. و بهذا فان الايه صحيحه و هو ان اللاه لا يغفر لمن يشرك به ولكنه قد يغفر لمن اشرك به كما هو حال بعض كبار الصحابه. مع ملا حظة ان الشرك و رد بصيغة اسم و فعل اما الذنب فلم يرد الا على شكل اسم فلا يوجد انسان يذنب بل يوجد انسان ذو ذنب بعكس الشرك حيث يوجد انسان يشرك و انسان مشرك و هكذا زال التناقض الظاهري في ايه (ان الله لا يغفر ان يشرك به)و (انه يغفر الذنوب جميعا) حيث تبين انه على الاقل يختلفان في صيغ الافعال فلا تجوز المقارنه بينهما اصلا.والله اعلم
ملاحظه:
من الترابطات الغير مباشره بين الذنب و الشرك هو العلاقه الغير مباشره في الايات التاليه:
(الشرك ظلم عظيم)
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) ظلموا-- ذنوبهم و لما كان الشرك ظلم عظيم فبالتعويض توجد علاقه غير مباشره بين الشرك و الذنب ،هاك الايه الاخرى:
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ ۚ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ)بذنوبهم ظالمين .و لما كان الشرك ظلم عظيم فبالتعويض توجد علاقه غير مباشره بين الشرك و الذنب ولكن يجب الانتباه الى صيغ الافعال و لذلك اقول علاقه غير مباشره اي انه لا توجد ايه تربط الشرك(اسم او فعل) بالذنب(اسم او فعل) بشكل مباشر بدون تعويض (حل معادلات كما في الرياضيات)
[60125] تعليق بواسطة عبد الله العراقي - 2011-09-13
الذنب هو ليس بالضروره معصيه تجاه الخالق من دون الخلق
هذه الايه :(الَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)فاحشه ذنوب
تثبت على ان الذنب هو ليس بالضروره معصيه تجاه الخالق من دون الخلق كما قلت انت في بداية مقالك، حيث ان الفاحشه هي تجاه الخلق و ليس الله تعالى
إنتهي الإقتباس
------------------------------------------------------------------------------
أخي عبد الله
لنصل الي نتيجة لا بد ان يكون هنالك حد ادني من الإتفاق نيننا علي معاني الألفلظ القرآنية
1 – الذنب هو الإثم – فهل من خلاف في ذلك ؟ هذا مثبت في المعاجم ومتفق عليه – وبنص القرآن الشرك إثم : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا(48) النساء
2 – الفواحش هي الأعمال المشينة والمخالفة للطبيعة كالزنا والسحاق واللواط الخ ما ظهر منها وما بطن
وما بطن ليس هو الذي لا يراه الناس (في الخفاء ) بل هو ما تبطنه في نفسك كمثال " إن بعض الظن إثم"
3 – انت تتفق معي علي ان الذنب ليس هو السيئة ولكنك تختلف معي علي ان الذنب ليس بالضرورة ان يكون معصية تجاه الخالق وتستشهد بالآية : " الَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ "
وحسب تعريف الفاحشة عاليه (2) ان الفاحشة هي عمل مشين ويخالف الطبيعة ويقوم بها غالبا طرفان وبرضاهما معاً – هذه حالة يشترك فيها الطرف الآخر في الجريمة فهو طرف مشترك في المعصية وهو يكون بذلك ظالما لنفسه وليس مظلوما فلا كفارة له بل مغفرة فقط للطرفين إذا تابا ورجعا إلي الله – من تاب تاب الله عليه 4 – لفظة " سيئة " مشتقة من الإسائة
أما إذا لم تتم بموافقة الطرف الثاني بكون ظلما قد وقع عليه يستوجب الكفارة من الطرف المعتدي - من تاب واصلح يغفر له :
" وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(38)فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(39) المائدة
" وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(54) الأنعام "
فكما سبق وذكرنا ان طبيعة الذنب تختلف عن طبيعة السيئة فالسيئة هي معصية ولكن تختلف من الذنب في انه يترتب عليها وقوع ضرر علي طرف آخر يستوجب الإصلاح فإذا تاب المسيئ واصلح غفر له الذنب وإذا لم يتمكن من الإصلاح كفر عنه المولي عز وجل بإرضاء المظلوم إذا كان راض عن الظالم الذي تاب ولم يصلح
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ(13) لقمان
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا(116) النساء
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا(48) النساء
ألا تري ان الآيات عاليه تصف الشرك تارة " ظلم عظيم " وأخري " ضلالا بعيد" , " و إثما عظيما"
كل هذه هي نعوت وأوصاف ومترادفات ولا تدل علي ان الشرك ليس ذنب فالإثم هو الذنب لذلك التوبة من الشرك لا يشترط فيها التكفير
عثمان عمرآن
دعوة للتبرع
(قالوا) فى القرآن : الأقا ويل فى القرآ ن بعضها قالها مشركو ن ،...
القرآن والمسلمون: الصدي ق القرآ ني اتمن ى عليك ان توافي ني ...
الصحابة القرآنيون: الصحا بة لم يعرفو ا البخا رى ولا غيره ، أى هم...
اربعة أسئلة : السؤا ل الأول : هل هذه الآية الكري مة تنطبق...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : ما هو تعليق ك على...
more
الاخ عثمان السلام عليك
حسب ماتتبعت في القران لا يوجد دليل على ان الشرك ذنب و بذلك لا يوجد تعارض بين الايتين(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) و الايه(إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)، انما وصف الشرك بانه اثما عظيما(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)
اما ماقلته من المغفره المقصوده في الايه (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) هي المغفره في يوم الحساب فلا دليل عليه فالمغفرة ممكن ان تحصل في الحياة الدنيا و يوم الحساب واود ان اؤكد هنا على ان فهم الشرك و انواع الذنوب في القران ليس سهلا انظر هنا كم معنى للسيئات في القران قد احصيتُ:
اثم ذنب خطيئه خَطأ خِطأ سيئه كبيره صغيره معصيه فاحشه لمم جرم حرام فسق فجور فساد منكر شر وزر ثقل اصر حوب