سعاد السبع Ýí 2010-11-22
ليس هناك علاقة أسمى ولا أرقى ولا أعمق من علاقة الزواج بين المرأة والرجل، وقوة العلاقة الزوجية هي مسألة إلهية لا يمكن أن يفهمها البشر مهما تفلسفوا، لأن الله –سبحانه – قد خلقها وخلق معها روابطها العاطفية والعقلية والاجتماعية (السكن والمودة والرحمة) التي تحتل قلب الزوجين من أول لقاء زوجي على الرغم من بعدهما عن بعض مكانا ونسبا قبل الزواج، وعلاقة الزواج خلقت لتستمر وتثمر، وإذا تعثرت هذه العلاقة فقد خلق الله معها أيضا طرقا راقية لإنهاء ا&aacu;لعلاقة إذا لم تتحقق من خلالها الروابط السابقة.
علاقة الزواج الحقيقية لا يباركها الله إلا إذا كان الهدف منها بناء أسرة متماسكة والحصول على السكن والمودة والرحمة التي شرعها الله.. أما إذا بني الزواج على أهداف أخرى فإن هذا الزواج لن يكون سعيدا مهما كانت المغريات.
ماذا يحدث اليوم في علاقات الزواج؟! أصبحنا نسمع عن أنواع مختلفة من الزواج تحت مسميات متعددة ، توحي هذه المسميات بأن هذه الأنواع من الزواج محكوم عليها بالفشل مهما ظن أصحابها أنها موفقة، لأنها تقوم على أسس ليس لها علاقة بـ(السكن والمودة والرحمة) ، إنها تدخل تحت مسمى الزواج التجاري؛ والزواج التجاري هو الذي يحدث لتحقيق رغبة مؤقتة أيا كان نوعها، كإشباع غريزة وقتية كما يحدث في (الزواج العرفي) أو لتحقيق مصلحة مادية كما يتم في ( الزواج السياحي وزواج المسيار وزواج الفيزا)
وزواج الفيزا نوع من الزواج يتم من أجل الحصول على فيزا الدخول إلى الدول الغربية والبقاء فيها للعمل، وقد أصبح من الضرورة تسليط الضوء عليه، لأنه لم يعد مقتصرا على زواج الشاب اليمني من غير العربية لتيسير أموره في بلاد المهجر كما كان معروفا، بل أصبح ظاهرة في بعض المناطق اليمنية يمس الفتيات اليمنيات، ويتسبب في مشكلات كثيرة؛ فقد كشف تقرير رسمي نشرته إحدى الصحف الرسمية أن زواج "الفيزا" منتشر في اليمن وبخاصة في محافظة إب لوجود أكبر جاليةٍ يمنية منها في أمريكا، حيث يتبارى الآباء في رفع مهور بناتهم المجنسات ليصل إلى 75 ألف دولار، وكشف التقرير أن المحاكم اليمنية تشهد حالات متعددة لزيجات " الفيزا" وتنتهي في العادة نهاية مأساوية تصل إلى حد السجن والغرامة .
المعروف أنه كلما زادت خبرات الإنسان زاد وعيه وقدرته على اتخاذ القرار السليم، ومن الطبيعي أن نجد المهاجرين اليمنيين أكثر وعيا وانفتاحا وقدرة على التفكير المنطقي، لأنهم خاضوا تجارب مختلفة، وتواصلوا مع أفكار مختلفة، ونتوقع أن يكونوا أكثر حرصا على تعليم بناتهم ، وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات السليمة حينما يزوجون بناتهم، لكن ما نراه ونسمعه – للأسف- يدل على أن بعض المهاجرين ممن يرتضون زواج الفيزا فتحوا عقولهم وجيوبهم للمال وأقفلوها ضد التنوير العلمي والاستفادة من الخبرات في تخطيط حياتهم وحياة أبنائهم وبناتهم، ولو أن مثل هؤلاء كسبوا خبرة ومعرفة لأدركوا أن التجارة لا تكون بفلذات أكبادهم.
زواج الفيزا صفقة شيطانية خاسرة ليست لها علاقة بالزواج الشرعي، لأنه يستخدم علاقة الزوجية المقدسة للوصول إلى هدف مالي ليس له علاقة بالاستقرار النفسي، وليس له علاقة بروابط الزواج الحقيقي (السكن والمودة والرحمة ) حيث بدأ بعيدا عن هذه الروابط، وقد يعقد الزواج بين شاب وشابة ليست لهما رغبة في بعضهما، وليس بينهما أي تكافؤ لا ثقافي ولا نفسي ولا اجتماعي ولا حتى في العمر، وقد يتم بين ولي الأمر والزوج دون أخذ رأي الفتاة، وبخاصة في القرى التي ينتشر فيها الجهل والفقر، وقد يدفع الرجل إلى فعل أي شيء ليوفر ثمن الفيزا للهجرة كما يفعل بعض العاطلين عند رغبتهم في الهجرة إلى أية دولة.
لنتصور حياة الزوجين بعد تحقيق الصفقة كيف سيكون؟! الزوج سيعمل ليل نهار ليقضي ديونه، ويبني مستقبله المالي، والزوجة ستظل منتظرة بين جدران أربعة وحيدة في بلد غريبة عنها، وقد لا يتمكن الزوج من قضاء الديون إلا بعد أن يحدث الانفصال النفسي بينه وبين زوجته، وقد يوسع هذا الانفصال إحساس الزوجة بأنها كانت جسرا للزوج لتحقيق رغبة مادية فقط، وقد يعمق هذا الانفصال شعور الزوج بأن ما يحدث له من إرهاق في العمل المتواصل هو بسبب مهرها (الصفقة)، وبالتالي لا شعوريا تجد الزوجة نفسها في حالة عصبية واكتئاب مستمر، ويجد الزوج نفسه راغبا في التحرر منها عند أول فرصة يجد فيها أنه قد كون نفسه ماليا ليعود إلى قريته ويتزوج زواجا يهدف إلى تحقيق السكن والمودة والرحمة، فهل وضع الآباء هذا الوضع في حسبانهم عند قبول زواج الفيزا لبناتهم؟!!
الأخت الفاضلة / سعاد نعم هناك أنواع متعددة للزيجات ومتعارف على بعضها ولكن ما يصح منها ويفي بالغرض الذي تم الزواج من أجله وهو السكن والمودة والرحمة وإقامة حياة زوجية سليمة ومتكاملة هو ما حثنا عليه ديننا الحنيف .
أما ما نسمع به من هذه الزيجات التي في حقيقتها لا يمكن أن نسميها زيجات بل لابد من تسميتها شيء آخر غير العلاقة الزوجية التي هدفها الاستقرار والاستمرار والتفاني في إسعاد الزوجين لبعضهم البعض والتفاني في خدمة وتربية الأبناء .
الاستاذة الفاضلة سعاد.
مقالة شاملة ومعبرة عن سلبية تمس أساس حياتنا الاجتماعية ,بحيث أصبحت مشكلة الزواج المتعدد الأسماء والذي لايمت إلى الميثاق الغليظ ,والمودة والرحمة ,كما جاء في كتاب الله بأية صلة ,لكن الأخطر من كل ذلك هو موقف رجال الدين ومشايخ الحسبة الذين مع كل أسف أفتوا بصحة مثل هذه الجيزات ,وبعضهم اعتبر زواج الفيزا حلال لأن الضرورة لها أحكام .النتيجة فشل كل هذه الحالات من الزواج ,ومن ثم دفع الاطفال الثمن الأطفال الذين لا ذنب لهم ولا حيلة.
أشكرك ,وكم اتمنى أن تزودي موقعنا الكريم بمثل هذه المقالات الهادفة ,وجزاك الله خيراً
مطلوب وساطة لإغاثة سكان حي الحافة!!
في اليمن؛ نيران تصنع الموت وأخرى تعلن الفرح!!!
دعوة للتبرع
قاعة البحث: و سمحتم بالتس بة لقاعة البحث القرآ ني هل لأي...
الزمن فى القرآن: بعد التحي ة يقو ل الله تعالى (َإِذ قَالَ...
القسم بغير الله: هل القسم بغير الله حرام وإذا كان الأمر كذلك...
مصافحة النساء: س : قمت بمصاف حة احدى النسا ء امام زميل لي...
غضب الله ولعنة الله: ﴿و َالَّ ذِينَ يَرْم ُونَ ...
more
الأخت الفاضلة ::: سعاد السبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وحضرتك بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك
حقيقة هامة جدا يجب أن نؤمن بها طالما ابعتد المسلمون عن منهجهم (القرآن الكريم ) سيرتكبون جرائم وفواحش ومنكرا من القول بقدر ابتعادهم على هذا المنهج الرباني الموجود في القرآن الكريم
وما يحدث هذه الأيام ويحدث منذ سنوات عدة في مضوع الزواج الذي لا يقصد من وراءه إلا المصالح والبحث عن المال والمتع الدنيوية الدنيئة لهو تجسيد كامل لضعف الإيمان الذي يدعونا إليه القرآن الكريم ، الإنسان المسلم المؤمن بالله لو لديه إيمان حقيقي أن رزقه على الله جل وعلا وأن رزقه هذا لا يمكن أن يقل أو يتأثر مهما حدث ، فلو أن هؤلاء يؤمنون بحتمية الرزق ما بحثوا عن بيع أطفالهم بهذه الطريقة السيئة
ولقد كتبت مقالا في 27/4/2008
بعنوان (الطفلة نجود شاهدة عيان وليست آخر الضحايا ) وهو موجود على هذا الرابط
http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3432