الخمر وأضراره:
فسيولوجيا وسيكولوجيا الخمر
محمد شعلان
Ýí
2006-12-20
الأخ الكريم شريف هادي رداً على ما جاء في مقالك "الخمر مرة أخرى" وأن تعاطيها في البلاد التي تنخفض بها درجة الحرارة طوال العام لدرجة التجمد وأن الخمر لا يستطيعون الاستغناء عنها لأنها تستخدم عندهم لتجعلهم قادرون على تحمل البرد وانخفاض درجات الحرارة أقول لك الرأي العلمي النابع من دراسة علوم وظائف الأعضاء "الفسيولوجيا" الخاص بدراسة جسم الإنسان وتأثير الخمور وتعاطيها على الجسم والعقل الإنساني أقول الآتي: عند تعاطي وشرب الخمور، ماذا يحدث للإنسان أولاً الخمور تمتص من المعدة والأمعاء بسرعة شديدة جداً وتدخل إلى الدورة الدموية العامة للجسم فيصل الدم الموجود به المواد المسكرة إلى كل مناطق الجسم ومنها الجلد والمخ "الجهاز العصبي المركزى" وتأثير الدم المحمل بالخمور على الجلد كالآتي يحدث اتساع للأوعية الدموية "الشعيرات الدموية" بطرفيها الطرف الوريدي والطرف الشرياني فنجد سطح الجلد قد امتلأ بالدم الدافئ القادم من جميع أجزاء الجسم حاملاً معه الحرارة والدفءمما يشعر المتعاطي للخمر بالدفء الكاذب ونجد المتعاطي قد احمّر جلده وتوهج ولايشعر بالبرد ويستمر تدفق الدم الدافئ من جميع أنحاء الجسم إلى الجلد في دورته المعتادة مما يفقد بها الجسم الحرارة الداخلية والدفء اللازمين للعمليات الفسيولوجية اللازمة للحياة فتنخفض درجة حرارة الجسم الداخلية ويستمر الجسم في فقد الحرارة وفي نفس الوقت المخ لايستجيب للمؤثر الخارجي وهو الانخفاض الشديد في درجة حرارة الجو لأن المخ في حالة سكر ويزداد فقد الجسم للحرارة مما ينشأعنه توقف العمليات الحيوية في الجسم ميؤدي ذلك إلى توقف عملية التنفس " الشهيق والزفير" وهبوط الدورة الدموية وانقباض شرايين القلب وبالتالي يؤدئ إلى الوفاة في كثير من الحالات التي تعاطت الخمور وتعرضت للصقيع والبرد الشديدين وهى تحت تأثير سكر الخمر ، ويظل مفعول الخمر بالجسم سارياً لا ينفك إلا عندما يبدأ الكبد في عملية تكسير المواد المسكرة بالخمور الموجودة بدم المتعاطي ويكون ذلك عبئاً ثقيلاً على الكبد فيحول الكحول الإثيلي إلى أسيتالدهيد وماء وهذه العملية المتكررة ترهق الكبد وعلى مدار السنوات تؤدي إلى تليف الكبد أوإلى الكبد الدهني مما ينشأ عنه فشل كبدى وتدهور بوظائف الكبد مما يؤدي حتما إلى الوفاة في نهاية المطاف بسبب تعاطي الخمور على مر السنين ، أما من ناحية تأثير الخمور على سلوك المتعاطى فيحدث الآتي عندما يصل معدل وتركيز الخمور ألى مستوى معين يصبح في المتعاطي خفيف الظل مرح ليست له سيطرة على أفعاله لأنها القشرة المخية تكون تحت تأثير المواد المسكرة ولايستطيع الجهاز العصبي أن يقود الشخص المسطول "السكران" فتجد الشخص السكران يتكلم بروح مرحة لا قيود عليه فإنه يتحرر من قيود الذوق واللياقة ويستفيض في الكلام ويسترسل في الحوارات القائمة ويفك الجمود والبرودة في المحادثات يسمونها break the ice خصوصاً مع الجنس المخالف له فتمتد يده تداعب أعضاء جسد المتحدث معه والمشترك معه في حوار في حميمية غير عادية وكأنهم معرفة من زمن غير قريب ويا عزيزي لك أن تتخيل ما يحدث في مثل هذه الحالات من الرجل أو المرأة اللذين يكونان بهذه المواصفات من خفة الدم وروح الدعابة والمرح وعدم وجود أي قيود في الحركة والكلام "والفعل" ورد الفعل مما ينشأ عنه تجاوزات إجتماعية خطيرة للغاية كل المجتعات في غنىً عن هذه التجاوزات عندما تكون الخمر محرمة من المشرع الأعظم وتأكيدالامتناع عن شرب الخمر، ناهيك عن أسعار الخمور الباهظة وخصوصاً الجيد منها لأن الخمر المغشوش والردئ أضراره على الجسد البشري أشد وأقسى واٍسرع من الخمور الجيدة فعلى سبيل دة فعلى سبيل المثال الكحول الميثيلي من الأنواع الرديئة جدا وهو ينتج ويباع للمتعاطين الفقراء في الخمارات الشعبية البعيدة عن الرقابة تحت أسماء شعبية فكاهية مثل منقوع البراطيش أو النابالم وتعاطي هذا النوع من الخمور الرديئة يظهر مفعوله المدمر على الفور وفي خلال دقائق ومن بعض أعراضه المهلكة تدمير العصب البصري والشبكية فسجلت حالات فقدت البصر وأصيبت بالعمى على الفور وقت التعاطى، والرجل المدمن للخمر يسمى بالرجل العقور يشبه "الكلب العقور" الذي يعقر ويعض ويهاجم بدون مقدمات أو أسباب منطقية فيكون خطراً على أفراد أسرته وعلى نفسه وعلى المجتمع وعندما تظهر عليه أعراض الانسحاب ويقل معدل الكحول في دمه يصبح عصبي المزاج قلق سريع الغضب يرتكب أبشع الافعال والجرائم وينطبق ذلك على المرأة المتعاطية للخمور يمكن أن يحدث منها أية تصرفات وجميع أفعالها غير محسوبة يمكن أن تؤدي بهاإلى كارثة ، إن كثيرا من الأسر التي يتعاطى عائلها الخمور تعيش في مستوى إجتماعى منخفض وخصوصاً عندما يكون المتعاطى من طبقة إجتماعية بسيطة ومنخفضة فإنه ينفق أكثر من نصف دخلة وموارده على إدمان الخمور ويتولد لديه الشعور بعدم المسئولية والجفاء لأهله وأولاده ويمكن أن يرتكب الجريمة لآتفه الأسباب .
إن من يتعاطى الخمر إنما يريد أن يذهب بوعيه بعيداً عن واقعه الذي يعيش فيه إنه لايستطيع أن يواجه الواقع إنه لايستطيع أن يعايش الواقع إنه يهرب من مشاكله إنه ضعيف ولا يستطيع أن يعترف باحتياجه للمساعدة من المختصين إن من يقترب من الخمر لا يكون في تمام قواه الذهنية ويكون في ورطة لم ينجح في تخطيها لذلك يلجأ للخمور إن من لديه منهج وبرنامج مفصل ليوميات حياته لا يكون لديه مكان لأن يضع في أجندته وقتاً للسكر ولا للخمر وهذا لاينطبق على المجتمعات التي تدعي انتمائها للإسلام فقط بل ينطبق هذا على كل الأشخاص في كل المجتمعات الراقية . اخى كاتب المقال أنتم قد استفضتم في سرد الآيات الكريمات التي عالجت هذا المرض وهو مرض الخمر ولكنني تكلمت يايجاز شديد من الناحية العلمية الطبية بحكم عملى ولاأريد أن أطيل عليك وعلى القارئ الكريم .
اجمالي القراءات
30620
تحياتي و احترامي لكم