آحمد صبحي منصور Ýí 2010-07-05
القسط هو تمام العدل، والقسط هو الهدف من إرسال الرسل والأنبياء وإنزال الكتب السماوية، يقول تعالى ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد 25) فإقامة الناس فى أى مجتمع للقسط والعدل هى إقامة لشريعة الله التى جاءت بها الرسالات السماوية فى كل عصر.
أنواع القسط:
والقسط له ثلاث درجات حسب التعامل مع الله ومع الناس ومع البيئة.
القسط مع الله:
فالقسط فى التعامل مع الله يكون بالإيمان به جل وعلا إلهاً واحداً لا شريك له ولا نظير، ولم يلد ولم يولد. ومن هنا فإن الإشراك بالله تعالى ظلم عظيم للمولى جل وعلا ﴿إِنّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ (لقمان 13). وهذه قضية يختلف فيها البشر، ومرجعها إلى الله تعالى يوم القيامة.
القسط مع البشر:
والقسط فى التعامل مع البشر يكون بالتعامل بالعدل مع الناس جميعاً سواء كانوا من الأهل والأقارب أو كانوا من الخصوم والأعداء. ومن هنا جاءت الأوامر فى القرآن بالعدل والقسط داخل البيت، مع الزوجات أو الاكتفاء بزوجة واحدة ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً﴾ (النساء 3).
ثم القسط والعدل فى التعامل مع الأقارب حتى لا تؤثر القرابة على القيام بالقسط فتقع المحاباة والظلم، لذلك يقول تعالى ضمن الوصايا العشر ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىَ﴾ (الأنعام 152) ويقول تعالى ﴿يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للّهِ وَلَوْ عَلَىَ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَىَ بِهِمَا فَلاَ تَتّبِعُواْ الْهَوَىَ أَن تَعْدِلُواْ﴾ (النساء 135) فالأمر الإلهى هنا للمؤمنين بأن يقوموا بالعدل والقسط، وأن يكونوا بذلك شهداء لله تعالى حتى على أنفسهم وأقاربهم إحقاقاً للعدل وابتعاد عن الهوى. فهنا القيام على القسط لوجه الله حتى لا تؤثر محاباة الأقارب عليه. ويتكرر نفس المعنى فى القيام بالقسط حتى لا يتأثر العدل والقسط بكراهية الأعداء فتحكم عليهم ظلماً، يقول تعالى ﴿يَا أَيّهَآ الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ للّهِ شُهَدَآءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىَ أَلاّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتّقْوَىَ﴾ (المائدة 8) أى أن يقوموا ابتغاء مرضاة الله تعالى بالقسط فلا يؤثر فيه كراهيتهم لقوم فيحكموا عليهم ظلماً. وبالتالى فإذا كان أولئك المختلفون فى العقيدة قوماً مسالمين لم يضطهدوا المؤمنين ولم يطردوهم من ديارهم ولم يساعدوا العدو فى اضطهادهم، فإن من حقهم على المؤمنين أن يعاملوا ليس بالقسط فقط ولكن بالبر والإحسان. يقول تعالى ﴿لاّ يَنْهَاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرّوهُمْ وَتُقْسِطُوَاْ إِلَيْهِمْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة 8) والواضح فى هذه الآية أنها تتحدث عن قوم من طبيعتهم الحرب والعداء إلا أنهم لم يحاربوا المؤمنين ولم يعتدوا عليهم، وقد أوجب القرآن القسط والبر فى التعامل معهم لأنهم كفوا أيديهم عن اضطهاد المؤمنين وقتالهم. وبالتالى فإن الأقباط (وهم أصلاً مسالمون امتلأ تاريخهم بالصبر على الاضطهاد وإيثار الاستشهاد على المقاومة للظلم) هم أولى الناس ببر المسلمين وعدل المسلمين، وإلا فمن يعتدى عليهم بالظلم والعدوان فقط استحق نقمة المولى عز وجل.
ثم هناك القسط فى التعامل التجارى وفى الأسواق وفى كتابة الديون ﴿وَلْيَكْتُب بّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ﴾.. ﴿فَلْيُمْلِلْ وَلِيّهُ بِالْعَدْلِ﴾ (البقرة 282) وفى الكيل والميزان ﴿وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ﴾ (الأنعام 152) والقسط مع اليتامى وحقوقهم ﴿وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَىَ بِالْقِسْطِ﴾ (النساء 127) والقسط فى التقاضى بين الناس ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾ (النساء 58) وفى الحكم بين القوم الآخرين ﴿وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾ (الشورى 15) والقسط فى الشهادة ﴿وَأَشْهِدُواْ ذَوَي عَدْلٍ مّنكُمْ﴾ (الطلاق 2) والقسط فى الحكم بين دولتين متصارعتين ﴿فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوَاْ﴾ (الحجرات 9).
القسط مع البيئة:
وبعد القسط فى التعامل مع الله تعالى ومع الناس يأتى القسط فى التعامل مع البيئة والطبيعة، وهنا نتوقف مع كلمة قرآنية هى الميزان، وتعنى فى ثقافتنا المعاصرة التوازن الطبيعى، والميزان أو القسط هو أساس خلق الكون (التوازن) وأساس الرسالات السماوية، وهو أيضاً أساس الحساب يوم القيامة.. وإليكم التفصيل..
عن خلق السماوات والأرض وفق ميزان دقيق يقول تعالى ﴿وَالسّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ. أَلاّ تَطْغَوْاْ فِي الْمِيزَانِ. وَأَقِيمُواْ الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ الْمِيزَانَ﴾ (الرحمن 7: 9) فالسماء وهى كل ما يعلونا تقوم على أساس دقيق من التوازن، وعلينا ألا نطغى على ذلك التوازن فى العالم الكونى من الغلاف الجوى أو فى ذرات الأرض وهندسة الجينات وعناصر التربة ومعادنها، وإلا فإن الطغيان على ذلك التوازن الطبيعى يفتح الباب للفساد، ويحدث هذا بين الناس إذا ضاع القسط فى التعامل فيما بينهم، لذا يقول تعالى يربط التوازن الطبيعى بالتوازن العادل فى التعامل بين البشر ﴿أَلاّ تَطْغَوْاْ فِي الْمِيزَانِ. وَأَقِيمُواْ الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ الْمِيزَانَ﴾.
إن الميزان الإلهى فى خلق المادة تجده فى أوزان العناصر والذرات والمعادلات الكيماوية بنفس ما نجده فى حسابات الفلك والنجوم والكواكب، وعن طريق الحسابات الرياضية توصل أينشتين إلى نظريته فى النسبية قبل أن تتحقق بتفجير القنبلة الذرية، وعن طريق الحسابات الرياضية توصل علماء الفلك إلى اكتشاف بعض الأقمار والمجرات قبل أن يتعروا عليها بالمراصد. والله تعالى يقول عن منازل القمر ﴿وَقَدّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ (يونس 5) ويقول عن التقويم القمرى والشمسى ﴿وَجَعَلَ الْلّيْلَ سَكَناً وَالشّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً﴾ (الأنعام 96) ونفس الميزان المحسوب فى المواد أشار إليه القرآن ﴿وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ شَيْءٍ مّوْزُونٍ﴾.. ﴿وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مّعْلُومٍ﴾ (الحجر 19،21).
وهذا الميزان الدقيق فى المخلوقات الحية وغير الحية يستلزم عدم المساس به حتى لا يفسد النظام فى الذرة والعناصر والخلايا والغلاف الجوى. ومن أجل ذلك فإن الله تعالى خالق هذا الكون المتوازن ينزل أيضاً كتاباً سماوياً فيه الميزان الذى يهتدى به الناس فى تعاملهم مع الكون والبيئة وفى تعاملهم مع بعضهم البعض. يقول تعالى عن ذلك الكتاب السماوى الذى نزلت به الرسالات السماوية ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد 25) فعن طريق الكتاب الذى هو الميزان يعتمد الناس القسط فى تعاملهم مع الله تعالى وفى تعاملهم مع أنفسهم وفى تعاملهم مع البيئة، ولأن الميزان ينبغى أن يكون واحداً فقط فى أساسياته يتكرر فى كل الرسالات السماوية فإن الله تعالى يجعل الكتب السماوية كتاباً واحداً يقوم على أساسها العدل، والله تعالى يأمر خاتم النبيين أن يقول ﴿وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾ (الشورى 15) ونزل القرآن خاتم الرسالات السماوية قبل قيام الساعة، يقول تعالى عن القرآن الذى جاء ميزاناً محفوظاً إلى قيام الساعة ﴿اللّهُ الّذِيَ أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلّ السّاعَةَ قَرِيبٌ﴾ (الشورى 17). ويوم القيامة يتم وزن الأعمال بالقسط وعلى أساس الذرة، يقول تعالى ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىَ بِنَا حَاسِبِينَ﴾ (الأنبياء 47) وتوزن الأعمال فى مقابل الكتاب السماوى الذى كان الميزان الذى ينبغى أن يحتكم إليه الإنسان فى الدنيا ويقيس على أساس حياته، يقول تعالى ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـَئِكَ الّذِينَ خَسِرُوَاْ أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ﴾ (الأعراف 8: 9) فآيات الكتاب هى الميزان فى الدنيا، هى الكفة فى ميزان الآخرة مقابل كتاب الأعمال، وكل ذلك بالقسط. القسط الذى ينبغى مراعاته فى التعامل مع الله تعالى ومع الناس ومع البيئة. والفساد هو عكس القسط، وإذا تحكم الفساد فى علاقات البشر فلابد أن يصل إلى البيئة، ولعل ذلك ما أشار إليه القصص القرآنى فى حديث النبى شعيب مع قومه الذين اشتهروا بخيانة الكيل والميزان، لذا اقترن خطاب شعيب لهم بالنهى عن تطفيف الكيل والميزان وعن الفساد فى الأرض (الأعراف 85، هود 85) بل أن الله تعالى يجعل حدوث الفساد فى الأرض ناشئاً عن فساد العلاقات بين الناس، يقول تعالى ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الّذِي عَمِلُواْ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الروم 41) ومن المعروف أن موسم الجرد يرتبط فيه إحراق المخازن والمنشئات للتغطية على السرقات.. أى تدمير البيئة بعد جرائم السرقة.
ومن هنا كان القسط أساس الدين وأساس الشرع وأساس الخلق فى الكون، وفى النهاية هو أساس الحساب يوم القيامة. لذلك يقول تعالى يؤكد شهادته ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (آل عمران 18) فالقيام بالقسط يشهد به الله تعالى والملائكة وأولو العلم، وليس من القسط أن تنعدم المساواة بين المسلم والمسيحى، أو أن يكون غير المسلم أهل ذمة. فذلك من تشريعات الفكر الدينى للمسلمين، ولم يعرفه عصر النبى عليه السلام، وإنما هو مصطلح لم يعرفه القرآن، ولكن أوجدته دولة المسلمين بعد أن فتحت ممالك وشعوباً وعاملت أبناء الأمم المفتوحة على أنهم أقل مكانة من المسلمين يدفعون الجزية وفق المفاهيم السائدة فى العصور الوسطى وقتها. وهذا ما ينافى تشريعات القرآن القائمة أساساً على القسط والعدل.
لذا فإن منهج القسط والعدل ينبغى أن يكون حاضراً لدى المسلم، وليتذكر دائماً أن القرآن الكريم يجعل ميزان القسط متناهى الحساسية، بمعنى أن القسط المطلوب هو بنسبة مائة فى المائة فإن تراجعت النسبة إلى 99% أصبح الحكم ظلماً، طالما دخلت فيه نسبة الواحد فى المائة من الظلم. نفهم هذا من التفرقة اللغوية والقرآنية بين كلمتين "قاسط" و"مقسط". فالقاسط هو الذى يحول الحكم لهواه أو لصالحه ولو بنسبة 1%، والله تعالى يقول عن القاسطين ﴿وَأَمّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنّمَ حَطَباً﴾ (الجن 15) أما المقسط فهو صيغة مبالغة من القسط أى الذى يراعى القسط دائماً وأبداً. وذلك المقسط يستحق حب الله تعالى، يقول تعالى ﴿إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ﴾ وقد تكرر ذلك فى القرآن ثلاث مرات (المائدة 45، الحجرات 9، الممتحنة 8) فعلى المسلم أن يختار لنفسه منزلته عند الله تعالى، هل يكون من القسطين المسلمين الحقيقيين أم من القاسطين الظالمين ﴿وَأَنّا مِنّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـَئِكَ تَحَرّوْاْ رَشَداً. وَأَمّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنّمَ حَطَباً﴾ هل يكون ممن يحبهم الله تعالى ﴿وَأَقْسِطُوَاْ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ﴾ أم من الذين يكرههم الله تعالى؟
القرآن الكريم ما فرط فى شيء وهذا أمر لا ينكره إلا جاحد
ولكن مشكلة معظم المسلمين فى كيفية تعاملهم ونظرتهم لآيات الله عز وجل ، المولى سبحانه وتعالى خالق كل شيء بميزان دقيق وعندما يقول ربنا جل وعلا عن القرآن ما فرطنا فى الكتاب من شيء أعتقتد أن المولى تبارك وتعالى يعلم علم اليقين أنه سبحانه ما فرط فى شيء فى هذا القرآن ، ورغم هذا يظلم معظم المسلمين ربنا جل وعلا ويدعون أن القرآن يحتاج لكتب توضحه وتفسره لأنه غير كامل وغير واضح وفيه قصور فى بعض أمور التشريع والدين وهذا قمة الظلم فغى تعامل هؤلاء المسلمون مع الله
ومن المعانى التى تثير عقلية كل مسلم حقيقي هى معنى كلمتى (قاسط ومقسط) فكلاهما يقوم بالعدل ولكن الأول يقوم بالعدل المنقوص أو غير الكامل ، ولذلك يكون جزاءه جهنم ، والثانى يقوم بالعدل الكامل الذي يريده الله جل وعلى حسب الميزان الذي خلق به كل شيء العدل الذي خلقت به السماوات والارض والعدل والميزان الذي خلق به البشر العدل والميزان الذي خلق به القرآن الميزان الذي سيحاسب به الناس يوم القيامة هذا ما يريده ربنا جل وعلا ومن هنا تتضح الصعوبة ودقة الحساب يوم القيامة وعدم إمكانية فهم الآلية التى سيحاسب بها الناس لأن قياس هذا العدل يتطلب معرفة الميزان الذي خلق الله به هذا الكون بكل ما فيه من بشر وحجر وشجر وهذا العلم الإلهى لم ولن يطلع عليه أحدا من البشر ولا يعلمه الا الله جل وعلا
الانسان مطالب بالعدل فى كل شيء بداية من تعامله مع الله وهذه أيضا جملة تستحق التفكير (نحن البشر نحن الضعفاء والفقراء الى الله ) يطلب منا ربنا جل وعلا أن نتعامل معه بالعدل بماذا أن نعبده وحده لا شريك له ، ويرفض معظمنا هذا العدل مع الله ويستعين بغيره من البشر والاولياء والاضرحة وبذلك يظلمون الله ويظلمون أنفسهم والله الغنى عن عبادتهم وعن عدلهم معه جل وعلا ، ولكنه الاختبار الذي اختاره الانسان ويقول جل وعلى ( قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها)
في كتاب الله الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بإنه كتاب أحكمت آياته تجد فيه كل ما يؤدي بك إلا أن أن لا إله إلا الله فقط دون سواه .. فالقاسط والمقسط كما تفضل الدكتور أحمد في مقاله هما مختلفين في المعنى ، مع كونهما يعتمدان على نفس الحروف تقريبا .. كذلك فإن المنفق والمنافق هما مختلفين معا مع أتفاقهم في الحروف .. ومن هنا تتجلى عظمة القرآن الكريم الذي يجعل كل كلمة تتلون لكي تصف حالة معينة واحدة، وتتشابه هذه الألفاظ مع بعضها مع احتلاف معانيها جذريا يحمل رسالة داخلية ينبغي للمؤمن ان يحتاط لنفسه ودينه .. فعلى من يقوم بالإنفاق .. أن يحرص أن يكون هذا الأنفاق ليس نفاقا .. أي على المنفق أن يحتاط أن لا يكون أنفاقه نفاقا أي يكون منافقا .. وبنفس القياس على المقسط أن لا يتحول إلا قاسط .. وهناك دعوة عكسية أيضا وهو أن يتحول المنافق إلى منفق ، والقاسط إلى مقسط ..!! فأين نحن من القرآن الكريم الذي يصفه المسلمين بالنقص ... ما زال أمامنا الكثير فهل نكتفي بالله وكتابه ..
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,294,215 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
دعوة للتبرع
نوعا الكلالة : السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته تحية طيبة...
الرفيق الأعلى ؟!!: تتردد عبارة ( الرفي ق الأعل ى ) وصفا لله جل...
سؤالان: 1 ـ قرأت لك مقال ( يا زبدة يا جواهر ) ومع انه...
أفّ ..!!: إن ما يقال لنا منذ كنا صغارا عن كلمة أف...
سن اليأس : أنا زوجة أعانى من متاعب سن اليأس ، ووصلت الى ما...
more
الأستاذ الفاضل / أحمد صبحي منصور هناك نقطة في المقال لفتت انتباهي وهى عن الأقباط
"وهم أصلاً مسالمون امتلأ تاريخهم بالصبر على الاضطهاد وإيثار الاستشهاد على المقاومة للظلم هم أولى الناس ببر المسلمين وعدل المسلمين، وإلا فمن يعتدى عليهم بالظلم والعدوان فقط استحق نقمة المولى عز وجل".
نعم أستاذنا الفاضل يجب مراعاة القسط في معاملة الأقباط فنسبة كبيرة منهم مسالمون ولا يستحقوا هذه المعاملة السيئة من المسلمين . نرى من بين المسلمين من يطلق عليهم شائعات غريبة منها أن رائحتهم كريهه والبعض منهم يحاول الدفاع عن نفسه وتؤذيه هذه الشائعات حتى الأطفال في المدارس نراهم منعزلين عن باقي الأطفال بسبب شعورهم بعدم رغبة أطفال المسلمين الجلوس بجوارهم .!!!
فإلى متى سوف يظل حال قطبى الأمة هكذا
فمتى سوف