المؤمنون فى الأرض
دينا عبد الحميد
Ýí
2006-11-27
قد يقاتل الانسان من اجل الدين ويدعو له ويضحي بحياته من اجله ولكنه لا يتبعه . ودليل على ذلك ما نجده اليوم فى مجتمعاتنا الشرقية حيث انك لو جلست على مقهى لوجدت الناس يتكلمون عن الدين واذا ذهبت للعمل وجدتهم يتكلمون عن الدين واذا ركبت المترو أو مشيت فى الشارع وجدتهم منشغلين بقراءة الكتب الدينية المقدسة حتى انه بسبب ذلك قد تحدث العديد من حوادث السير . ولم اخص دين بعينه لان هذه الظاهرة طالت الجميع واصبح التنافس على التظاهر بالدين فى وسائل المواصلات ولا تندهشون هذا ما وجدته وان استقل مترو الانفاق فى الصباح للذهاب للعمل واذا بى اجد احدى الاخوات المنقبات ترفع فى صوتها فى وسط الزحام وتردد بعض الادعية داعية جميع السيدات ان يرددن ورائها وفى الوقت نفسه اجد احدى الاخوات المسيحيات تخرج من حقيبتها كتيب صغير فيه أدعية وآيات من الانجيل . ومن يرى كل هذا الايمان يظن فى الوهلة الاولى اننا شعوب مؤمنة وان اننا نعيش بسلام وان كل صاحب دين يعمل بما أمره به دينه ولكنه سوف يفاجا بالمصيبة الكبرى وهى اننا فى الواقع ابعد ما يكون عن الدين الحقيقى والايمان الحقيقى وانما نتظاهر فقط به لنكسب مكاسب شخصية كإحترام الناس أو مكاسب مالية أو لان طبيعة العمل تتطلب ذلك او ان يكون شهادة جيدة للتقدم للزواج . فأصبحنا حريصين كل الحرص ان نظهر إيماننا أمام الأخريين ونسينا إلتزامنا أمام الله سبحانه وتعالى واصبحنا نخشى الناس ولا نخشاه ونعمل على إرضائهم ونسينا رضاه . ولذلك نجد سؤال يلح على أذهاننا جميعا لماذا مع كل هذا التدين وقد اصبحت اغلبية السيدات والبنات يرتدين الحجاب والجوامع والكنائس مكتظة بالمصلين نجد انحطاط الاخلاق و الهمجية بل قمة الهمجية فى التعامل مع الاخريين حتى ان أذى الناس اصبح من الاشياء المالوفة لدينا واصبح عمل الخير من العجائب والكذب الذي اصبح من سمات عصرنا وإشعال الفتن .فما معنى التدين غذا كان هؤلاء المؤمنون يعملون كل ما نهى عنه الدين ولكنهم فى أخر الامر متمسكين بالشكل الظاهري للدين حتى لا يأمنوا شر انتقاد الناس لهم فهم فى الحقيقة يخشون الناس ونسوا الله فإذا لم يؤثر الدين على هؤلاء الناس فما فائدته غير ان كل منهم جعل من نفسه حاكما على إيمان الاخريين ويحاسبهم ان استطاع ويدخل من يشاء الجنة ويخرج منها من يشاء واوكل لنفسه مهمة الدفاع عن الدين وحماية الله من الكفرة الزنادقة المجرمون وهم طبعا كل من خالفهم فى الرأي او اعتبروا إيمانه ناقصاً. ولكي نوضح لمن سيكفروننا اننا لا نعيب على الدين ولكن العيب فينا وإننا إذا اتبعنا تعاليم الله عز وجل لكنا من خير الامم التى اخرجت للناس ولكننا للاسف اختزلنا الدين فى الحجاب واللحية والصليب والقلنسوة ونسينا ان الله محبة وانه لا إكراه فى الدين وان الله وحده هو من يحاسب البشر ويدخل من يشاء الجنة ويخرج منها من يشاء وانه هو الاعلم بما في قلوبنا وعقولنا وانه الحكم العدل.
فلاعجب بعد ذلك للانحدار والتدهور الذي نعانى منه فى كل الميادين لاننا للاسف اصبحنا دعاة للفضيلة وللدين فقط ولا نصنعهما ولا نعمل بهما .
والأن من منا المؤمن ومن الكافر ومن سيدخل الجنة ومن يدخل جهنم ؟! ارجواالا تقعوا فى الفخ وان تمتنعوا عن الاجابة وتتركوها لله عز وجل فهو من سيحكم بيننا يوم القيامة.
اجمالي القراءات
12713