رضا البطاوى البطاوى Ýí 2009-04-23
إبراهيم (ص)وولداه (ص) ولوط(ص)
رؤية إبراهيم (ص) ملكوت السموات والأرض :
كان إبراهيم (ص)يفكر فى من هو الإله ووصل من تفكيره فى السموات والأرض أنه إله واحد لا يغيب أبدا فهو موجود دائما وأصبح من المؤمنين بالله وقد جن أى دخل عليه الليل فى يوم وهو يفكر فرأى كوكبا أى نجما يلمع فى السماء فقال :هذا إلهى ولما وجد أنه أفل أى غاب عن الوجود قال لا أحب الآفلين والمراد لا أطيع الغائبين وفى ليلة رأى القمر ظاهرا واضحا فقال :هذا إلهى فلما غاب عن عينيه قال :لئن لم يرشدنى إلهى له لأكونن من القوم &Ccedicedil;لكافرين وفى نهار أحد الأيام وجد الشمس ظاهرة واضحة فقال :هذا إلهى هذا أعظم فلما غابت عن ناظريه قال لناسه :يا شعبى إنى معتزل لما تعبدون إنى أسلمت نفسى للذى خلق السموات والأرض وما أنا من الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رءا كوكبا قال هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الآفلين فلما رءا القمر بازغا قال هذا ربى فلما أفل قال لئن لم يهدنى ربى لكونن من القوم الضالين فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إنى برىء مما تشركون إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين " وفى ليلة نظر للنجوم فقال لهم إنى سقيم أى ضال فاهدونى فأعرضوا عنه غائبين وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فنظر نظرة فى النجوم فقال إنى سقيم فتولوا عنه مدبرين ".
وكان هذا التفكير فى ملكوت السموات والأرض هو إبتلاء الله لإبراهيم (ص) بكلمات أتمهن أى نجح فى عملهن وهى قول الله له أسلم فقال أسلمت لله رب العالمين وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إذ قال له ربه فأسلم قال أسلمت لرب العالمين " وقد قال الله له إنى جاعلك للناس إماما والمراد إنى باعثك للخلق رسولا فطمع إبراهيم (ص)فى المزيد فقال ومن ذريتى أى ومن نسلى رسلا قال الله له لا ينال عهدى الظالمين أى لا يحصل على عقدى الكافرون وهذا إخبار له بوجود كفار من نسله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين " .
دعوة إبراهيم (ص)للناس :
استهل إبراهيم (ص)دعوته بدعوة الأقارب والأصدقاء فقال لأبيه آزر :أتتخذ تماثيلا أربابا إنى أعرفك وشعبك فى كفر عظيم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إنى أراك وقومك فى ضلال مبين "وقال له لماذا تقصد الذى لا يعرف ولا يعلم ولا يفيدك بشىء ،يا أبى إنى قد أتانى من الوحى الذى لم يجيئك فأطعنى أعلمك دينا عادلا ،يا أبى لا تطع الهوى إن الهوى كان لله مخالفا ،يا أبى إنى أخشى أن يصيبك عقاب من الله فتصبح للهوى ناصرا ،فرد والده قائلا أتارك أنت أربابى يا إبراهيم؟لئن لم تترك دينك لأقتلنك واتركنى دوما فقال له إبراهيم (ص)الخير لك سأستعفى لك إلهى إنه كان لى مكرما وأترككم وما تعبدون من سوى الله وأطيع خالقى عسى ألا أكون لحكم خالقى مخالفا وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا يا أبت إنى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك فاتبعنى أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا يا أبت إنى أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا قال أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم لئن لن تنته لأرجمنك واهجرنى مليا قال سلام عليك سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيا وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعوا ربى عسى ألا أكون بدعاء ربى شقيا" ودعا الرجل القوم فقال :أطيعوا الله أى اتبعوه ذلكم أفضل لكم إن كنتم تعرفون ،إن الذى تتبعون من سوى الله هو أصنام وتبتدعون إفتراء إن الذين تتبعون من سوى الله لا يعطون لكم النفع فاطلبوا من الله النفع وأطيعوه أى اتبعوه إلى جزاء الله تعودون بعد الموت ،وإن تكفروا فقد كفرت أقوام قبلكم وما على المبعوث سوى التوصيل الصادق للوحى وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين"وقال لهم :ما هذه الأصنام التى أنتم لها عابدون ؟قالوا لقينا آباءنا لها مطيعين قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم فى جهل واضح فقالوا له هل أتيتنا بالعدل أم أنت من العابثين معنا ؟قال بل خالقكم خالق السموات والأرض الذى خلقهن وأنا على ذلكم من المقرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا أباءنا لها عابدين قال لقد كنتم وأباؤكم فى ضلال مبين قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين قال بل ربكم رب السموات والأرض الذى فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين "وقال لهم ماذا تطيعون افتراء أرباب سوى الله تحبون ؟فما معرفتكم بخالق الكل ؟وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أإفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين "وقال لهم ماذا تتبعون ؟قالوا نتبع أوثانا فنستمر لها عابدين قال هل يعلمون بكم حين تتبعونهم أو يفيدونكم أو يؤذون ؟قال لا لقد لقينا أباءنا هكذا يصنعون قال أتعرفون الذى كنتم تتبعون أنتم وآباؤكم السابقون فإنهم كاره لى إلا خالق الكل الذى أبدعنى فهو يرشدنى والذى هو يؤكلنى ويشربنى وإذا عييت فهو يشفين والذى يتوفانى ثم يبعثنى والذى أحب أن يمحو لى زلتى يوم الحساب وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا أباءنا كذلك يفعلون قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدوا لى إلا رب العالمين الذى خلقنى فهو يهدين والذين هو يطعمنى ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذى يميتنى ثم يحيين والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين " وقال لهم هل تحاجوننى فى الله وقد أرشدنى ولا أخشى الذى تعبدون إلا أن يريد إلهى شمل إلهى كل أمر معرفة وكيف أخشى ما عبدتم ولا تخشون أنكم عبدتم مع الله الذى لم يوحى فيه وحيا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وحاجه قومه قال أتحاجونى فى الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون إلا أن يشاء ربى وسع ربى كل شىء علما أفلا تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا "وقال لهم لقد عبدتم من سوى الله أصناما حبا منكم فى المعيشة الأولى ثم يوم البعث يبرأ بعضكم من بعض ويذم بعضكم بعضا ومقامكم جهنم وليس لكم منقذين وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم فى الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين "
كانت نتيجة الدعوة هو تكذيب الناس عدا لوط (ص)فقال إبراهيم (ص)إنى مطيع لإلهى إنه هو الناصر القاضى وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "فآمن له لوط وقال إنى مهاجر إلى ربى إنه هو العزيز الحكيم "وبدأ لوط (ص)الدعوة معه فقالا للقوم :إن معتزلون لكم وللذى تطيعون من سوى الله ،كذبنا أديانكم وظهر بيننا وبينكم العداوة أى الكراهية دوما حتى تصدقوا بحكم الله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده".
الملك وإبراهيم (ص):
لما علم ملك القوم بما يقوله إبراهيم (ص)قابله كى يحاججه أى يحاوره فقال له إبراهيم
(ص)إلهى الذى يحيى ويهلك قال أنا أحيى وأهلك وكان إبراهيم (ص)يقصد أن الله يخلق من العدم ويتوفى بسلب الأنفس من الأجسام بلا وسيلة من وسائل القتل ولكن الملك تهرب من المعنى وأحضر كما يقولون سجينين فعفا عن أحدهم وقال هذا أحييته وقتل الأخر وقال هذا أمته لذا أتاه إبراهيم (ص)بدليل لا يستطيع الرد عليه والتهرب منه فقال :إن الله يجىء بالشمس من الشرق فهاتها من الغرب ،عند هذا صمت الملك صمت القبور ولم يقدر على الرد وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن أتاه الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحيى ويميت قال أنا أحيى وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر ".
تكسير الأصنام :
لما وجد إبراهيم (ص)القوم لا يستجيبون لدعوته قرر أن يوقظ عقول الكفار وهداه تفكيره لتكسير أصنامهم فأقسم قائلا :والله لأدمرن تماثيلكم بعد أن تنصرفوا ذاهبين لبيوتكم ،وبالفعل بعد تركهم المعبد أخذ الفأس بيمينه وظل يضرب حتى جعل التماثيل جذاذا أى قطعا صغيرة عدا تمثال كبير آلهتهم المزعومة وهو يقول للتماثيل ألا تأكلون ؟ما لكم لا تتكلمون ؟ والسبب حتى يعودوا للحق فلما عادوا للمعبد بعد هذا سأل بعضهم :من صنع هذا بأربابنا إنه لمن الكافرين فقال بعضهم مجيبين :سمعنا رجلا يعيبهم يسمى إبراهيم(ص) فقال كبار القوم لصغارهم :هاتوه هنا أمام أبصار الكل لعلهم يرون ما يحدث له فيتعظون فلما أحضروه سألوه :هل صنعت هذا بأربابنا يا إبراهيم ؟فقال لا بل صنعه عظيمهم هذا فاستفهموهم إن كانوا يتكلمون ،عند هذا رجع الكفار لعقولهم فعرفوا الحق فقالوا لأنفسهم إننا نحن الكافرون ولكنهم عادوا إلى كفرهم فقالوا :لقد عرفت ما هؤلاء يتكلمون قال هل تطيعون الذى لا يفيدكم ولا يؤذيكم الويل لكم وللذى تطيعون من سوى الله أفلا تفهمون ؟ وقال لهم أتطيعون ما تصنعون بأنفسكم والله خلقكم والذى تصنعون ؟عند هذا تعالت أصوات القوم :احرقوه وأيدوا أربابكم إن كنتم صانعين به عقابا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وتالله لأكيدن اصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين " وقال بسورة الصافات "فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين فأقبلوا إليه يزفون قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون "
حرق إبراهيم (ص):
أن القوم قالوا لبعضهم :اقتلوه أى اذبحوه أو حرقوه بالنار فوجدوا أن الحرق أفضل فى إخافة الناس وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه " فقالوا ابنوا له بنيانا أى محرقة فألقوه فى الجحيم وهو النار وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "قالوا ابنوا له بنيانا فالقوه فى الجحيم " ، فبنوا المحرقة وجمعوا له فيها الحطب وأوقدوا النار فيها ورموه فى النار فقال الله لها يا نار كونى نفعا أى خيرا لإبراهيم (ص) فكانت نفعا له ولم يحترق شىء منه وانتظر القوم تأوه الرجل وصراخه ولكنهم وجدوه خارجا منها سليما لم يحرق منه قدر ذرة وبذا خسر كيدهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين " وقد أهلك الله الكفار كلهم وأنجا الله إبراهيم (ص)ولوط(ص)حيث ذهبا للأرض المباركة ليعيشا هناك وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "ونجيناه ولوطا إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين ".
استغفار إبراهيم (ص)لأبيه :
وعد الولد أبيه أن يستغفر له ربه أى يطلب من الله ترك عقابه وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "سلام عليك سأستغفرك لك ربى إنه كان بى حفيا"وقد فعلها فقال :إلهنا اغفر لى ولأبى وللمصدقين يوم يحدث الحساب وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم "ربنا اغفر لى ولوالدى يوم يقوم الحساب "وقد تبرأ الولد من أبيه فيما بعد لأنه عرف أنه عدو لله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم " .
الإطمئنان القلبى :
فى يوم قال إبراهيم (ص)رب أشهدنى كيف تبعث الموتى ؟فقال الله له أو لم تصدق بقدرتى على البعث ؟ قال صدقت ولكن ليسكن عقلى قال فأمسك أربعة من الطيور فاعرف شكلهن ومميزاتهن ثم اذبحهن واخلطهن واجعل على كل جبل من الجبال جزء من كل واحد منها ثم نادى عليهم يجئنك مشيا واعرف أن الله ناصر قاضى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم "
ولادة إسماعيل (ص):
دعا إبراهيم (ص)الله فقال إلهى هب لى من المسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "رب هب لى من الصالحين "واستجاب الله له وهو كبير فبشرته الملائكة بغلام حليم هو إسماعيل (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فبشرناه بغلام حليم "وبعد هذا تربى إسماعيل (ص)مع أمه حيث أسكنهما إبراهيم (ص)فى مكة فى مكان ليس به زرع من أجل أن يقيموا الصلاة وطلب منه أن يجعل قلوب الناس تهوى إليهم وأن يعطيهم من الرزق حتى يطيعوا حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم "ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون"ولما كبر إسماعيل (ص) بوأ أى أظهر الله لإبراهيم مكان البيت وهو قواعد الكعبة فقال إلهى اجعل هذه قرية مطمئنة وأعطى أهله من الأرزاق من صدق منهم بالله ويوم القيامة فقال الله له ومن كذب حكمى فأعطيه قليلا ثم أدخله فى عذاب النار وقبح المقام وطلب منه هو وإسماعيل (ص) بناء الكعبة للطوافين والقائمين والركع السجود فقاما برفع قواعدها وهى جدارنها وأتماها ودعوا الله قائلين :ربنا تقبل منا إنك أنت العارف العليم إلهنا واجعلنا مطيعين لك ومن نسلنا أمة مطيعة لك وعرفنا أحكامنا واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم إلهنا وأرسل فيهم نبيا منهم يقرأ لهم أحكامك أى يعرفهم الوحى أى الحكم أى يطهرهم إنك أنت الناصر القاضى وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بى شيئا وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود "وقال بسورة البقرة "وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات من أمن منهم بالله واليوم الأخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم " وبعد بناء الكعبة قال الله لإبراهيم (ص)ادع الناس للحج يجيئوك على أرجلهم وعلى كل ركوبة يحضرن من كل مكان بعيد وقد استجاب إبراهيم (ص)فطلب من الناس زيارة الكعبة وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " وبعد هذا حلم أى رأى إبراهيم (ص) أنه يذبح ولده وتكرر الحلم فطلب من ولده أن يسعى معه حتى انتهيا من السعى قال له :يا ولدى إنى أشاهد فى الحلم أنى أنحرك فقل ماذا تقرر ؟فقال إسماعيل (ص)يا أبى اصنع ما يقول لك الله ستعرفنى إن أراد الله من المطيعين ،فاستسلما لأمر الله فوضع إبراهيم (ص) إسماعيل (ص)على جبينه وهو بطنه وهم بذبحه فناداه الله أن يا إبراهيم قد حققت الحلم إنا كذلك نثيب المسلمين إن هذا لهو الاختبار الكبير،وافتدى الله إسماعيل (ص)بذبح كبير وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات"فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم " .
فى هذا الوقت كان لوط (ص)يدعو أهل بلده الذى عاش معهم لدين الله ومر وقت طويل على هذا حتى أتته الملائكة لإهلاك القوم ومروا على إبراهيم (ص) فى طريقهم فقالوا له :سلاما قال سلام ،ثم ذهب فأتى لهم بعجل سمين كواجب الضيافة فشاهد أيديهم لا تمسك به فجهلهم وخاف منهم فقالوا له وقد عرفوا خوفه :لا تخشى إنا بعثنا إلى ناس لوط وكانت زوجته واقفة فقهقهت فأخبرناها بولادة إسحاق (ص)ومن ولد إسحاق يعقوب(ص)فقالت يا عذابى هل أنجب وأنا كبيرة السن وهذا زوجى عجوز إن هذا لأمر غريب فقالت الملائكة أتستغربين من حكم الله خير الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد "ولما زال من إبراهيم (ص)الخوف وعرف البشرى قال ما أمركم أيها المرسلين قالوا إنا بعثنا لناس كافرين لنرسل عليهم حجارة من طين معدة عند إلهك للكافرين إلا أهل لوط إنا لمنقذوهم كلهم إلا زوجته عرفنا أنها من الهالكين وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين "وكان إبراهيم (ص) يجادل الملائكة فى هلاك القوم فقالت له الملائكة :يا إبراهيم اترك الجدال إنه قد صدر حكم إلهك وإنهم نازل بهم عقاب غير مردود وفى هذا قال تعالى بسورة هود "فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا فى قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ".
ذرية إبراهيم (ص):
هى إسماعيل (ص)وإسحق (ص)فقط وقد ولدا وهو عجوز كبير وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم "الحمد لله الذى وهبنى على الكبر إسماعيل وإسحاق ".
وقد طلب هو وإسماعيل (ص) أن يكون من ذريتهما رسولا منهم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ".
إدعاء اليهود والنصارى :
ادعى اليهود أن إبراهيم (ص)كان يهوديا وادعى النصارى أنه كان نصرانيا ولم يكن سوى مسلما لم تنزل التوراة والإنجيل إلا من بعد موته بفترة طويلة وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "يا أهل الكتاب لم تحاجون فى إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون "و"ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين "
وفاة إبراهيم(ص):
وصى إبراهيم (ص)أولاده بالتمسك بالإسلام فقال يا بنى إن الله اصطفى لكم الحكم فلا تتوفون إلا وأنتم مسلمون وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إذ قال له ربه اسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " .
رسولية إسماعيل (ص):
بعث الله إسماعيل (ص)للناس رسولا أى نبيا وكان صادق الوعد وكان يوصى المؤمنين بالصلاة وهى الزكاة أى طاعة الإسلام وكان عند ربه مقبولا مرضيا وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عنده ربه مرضيا ".
رسولية إسحاق (ص):
بعث الله إسحاق (ص)نبيا للناس وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "وبشرناه بإسحق نبيا من الصالحين "ووهب الله إسحاق(ص) نافلة أى ولدا واحدا هو يعقوب (ص)وكان نبيا صالحا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين ".
بعث لوط(ص):
بعث الله لوط (ص)لقومه الذى كان يعيش معهم فقال لهم ألا تطيعون الله ؟وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون "وكانت سيئات القوم هى نيك الرجال لبعضهم من دون الإناث فقال لهم لوط (ص):أترتكبون الزنى ما فعلها أحد من قبلكم من الناس إنكم لتنيكون الذكور رغبة من سوى الإناث بل أنتم ناس كافرون وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون "وقال لهم لوط(ص)أإنكم لنيكون الذكور وتقطعون الطريق وتفعلون فى مجالسكم الفاحشة وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون فى ناديكم المنكر "وقال لهم :ألا تطيعون إنى لكم مبعوث صادق فأطيعوا الله أى اتبعون وما أطالبكم عليه بمال إن ثوابى إلا من رب الكل أتنيكون الرجال من الناس وتتركون ما أنشأ لكم إلهكم من نساءكم بل أنتم ناس مجرمون قالوا لئن لم تترك ما تقوله يا لوط لتصبحن من المطرودين فقال لوط(ص)لهم إنى لفعلكم من الكارهين ودعا الله فقال :إلهى أنقذنى وأهلى مما يفعلون وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إنى لكم رسول امين فاتقوا الله وأطيعون وما اسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين قال إنى لعملكم من القالين رب نجنى وأهلى مما يعملون "فكان ردهم عليه هو جئنا بعذاب الله إن كنت من العادلين فقال لوط(ص)إلهى أيدنى على القوم الكافرين وفى هذا قال بسورة العنكبوت "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين قال رب انصرنى على القوم المفسدين "وكان ردهم أيضا : اطردوا أهل لوط(ص)من بلدتكم إنهم ناس يتطهرون وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون " .
ضيوف إبراهيم (ص):
أتت رسل الله إبراهيم (ص)بالبشرى فقالوا خيرا فقال لهم خير فذهب فأتى لهم بعجل سمين ولما شاهد أيديهم لا تمسك الطعام جهلهم وخاف منهم وقال لهم إنا منكم خائفون فقالوا له لا تخف إنا نخبرك بغلام عارف قال أخبرتمونى بعد أن أصابنى العجز فبم تخبرون ؟فقالوا أخبرناك بالصدق فلا تصبح من اليائسين قال ومن ييأس من رحمة الله إلا الكافرون فسألهم فما حكايتكم أيها المبعوثون ؟قالوا إنا بعثنا إلى ناس كافرين إلا أهل لوط إنا لمنقذوهم كلهم إلا زوجته عرفنا أنها من المدمرين فى هذا قال تعالى بسورة الحجر "ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم قال أبشرتمونى على أن مسنى الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين "فجادلهم إبراهيم (ص)فى قوم لوط(ص)فقالوا اترك هذا الأمر إنه قد أتى عذاب إلهك وإنهم حاضرهم عقاب غير معروف وفى هذا قال تعالى بسورة هود"يجادلنا فى قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم أتيهم عذاب غير مردود " ولما أتت الرسل (ص)لوطا اغتم بسبب حضورهم واهتمت نفسه بهم لمعرفته بقومه فقال هذا يوم شديد وفى هذا قال تعالى بسورة هود"ولما جاءت رسلنا لوطا سىء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب "وأدخلهم البيت فعرف القوم بوجود رجال عند لوط (ص)فأتوا وهم فرحون فخرج لهم لوط (ص)وقال لهم هؤلاء ضيوفى فلا تذلون وأطيعوا الله ولا تهينون فقالوا له ألم نزجرك عن استقبال الناس ببيتك فقال لهم هؤلاء بناتى أطهر لكم فتزوجوهن إن كنتم نائكين أليس منك رجل عاقل فقالوا له لقد عرفت ليس لنا فى بناتك من حق وإنك لتعرف ما نحب – وهو نيك الرجال- فقال لو أن لى بكم شدة لأبعدتكم عن هنا أو ألجأ إلى ركن قوى يحمينى منكم وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وجاء أهل المدينة يستبشرون قال إن هؤلاء ضيفى فلا تفضحون واتقوا الله ولا تخزون قالوا أو لم ننهك عن العالمين قال هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين "وقال بسورة هود "وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتى هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون فى ضيفى أليس منكم رجل رشيد قالوا لقد علمت ما لنا فى بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد قال لو أن لى بكم قوة أو أوى إلى ركن شديد " فدخل لوط(ص)للضيوف فقال للقوم إنكم ناس منكرون فقالوا له أتيناك بالذى كانوا به يكذبون وجئناك بالحق وإنا لصادقون وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنا لصادقون "ومن ثم خرجت الملائكة فطمست أعينهم أى أعمتهم وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم "وقالت الملائكة للوط (ص) يا لوط إنا مبعوثوا إلهك لن يؤذوك اخرج بأهلك بعد بعض من الليل وسر خلفهم ولا يرجع منكم إلا زوجتك فهى من الهالكين وسيروا حيث يقال لكم وأوحى الله له أن حياة القوم منتهية نهارا وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين "وفى هذا قال بسورة هود"قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح بقريب "وخرج لوط (ص)بأهله بعد مرور جزء من الليل وساروا للأرض التى بها إبراهيم (ص)ورجعت زوجته وفى الصباح أمطر الله على الكفار حجارة من سجيل منضود معدة عند إلهك للكافرين وهى قطع طين مهلكة وبهذا أصبح عاليها وهم كفارها أسافلها وفى هذا قال تعالى بسورة هود "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك "
نظرات فى كتيب إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني
دعوة للتبرع
إتباع الرسول: واذا قيل لهم تعالو ا الى ماانز ل الله والى...
الدعاء بسورة (يس ): Salamu laikum Dr. Ahmed one of my friends advice me to read Surrah Alyaseen...
المسح على الخفين: سؤال عن المسح على الخف كيف نطمئن انه صحيح وهو...
نُبل / نبلاء: فى القرآ ن الكري م أوصاف كثيرة للأخل اق ...
شفاعة الملائكة: يقول تعالى في سورة الأنب ياء في سياق الحدي ث ...
more