قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ.
يقول تعالى:
(
مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ(99)قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(100)) – سورة المائدة –
تعليــق: المفهوم أو المفروض أن الخبيث هو كل فعل أو قول أو تصرف يأتيه الإنسان مخالفا لما أمر به الخالق في حديثه أو من خلال حديثه المنزل على محمد الرسول ، فيبقى ذلك الموقف المخالف خبيثا ولو كان صادرا عن الأغلبية.
أما السؤال الذي يفرض نفسه فهو:
- ما العمل بالنسبة لكل فعل أو قول أو تصرف يأتيه السواد الأعظم من المسلمين المؤمنين ، ومع ذلك فإن المتأمل في القرآن والمتدبر يلاحظ أو يفاجأ بأن ذلك الموقف غير مطابق تمام المطابقة مع ما أمر به الله من خلال حديثه المنزل ، إما زيادة أو نقصانا أو حذفا أو تجاوزا أو سكوتا أو استخفافا أو احتياطا .
مثـــلا :
01) إن لحم الخنزير يبقى محرما بمشيئة الله ولو كان مأكولا من طرف ثلاثة أرباع سكان العالم .
02) وما هو الموقف بالنسبة لثلاثة أرباع مسلمي العالم الذين يحرمون ما لم يشأ الله تحريمه تلميحا أو تصريحا من خلال الحديث المنزل ؟ مثل بعض لحوم بعض الأنعام ؟ ومثل الدعوة إلى قتل المرتد ؟ ومثل الدعوة إلى قتل الزاني والزانية ؟
- فهل هذا السواد الأعظم لا تتحول مواقفه المنافية للقرآن إلى كثرة خبيث ؟
- وهل يجوز أن يوصفوا بالذين يفترون على الله الكذب ؟ ( الآيات من 101 إلى 104 سورة المائدة )
- وهل يجوز للمسلم المؤمن أن يشرع في إحصاء شامل للمواقف والأقوال والأفعال التي يعتمدها المسلمون المؤمنون وهم السواد الأعظم والتي هي حتما غير متطابقة مع إرادة الله المصرح بها من خلال القرآن ؟.
- وما هو المخرج ؟
- فما بال تلك الآيات وهي تعد بالعشرات في القرآن المنزل التي حكم عليها بالإعدام وجمدت وتجوهلت بعد أن قرر السواد الأعظم من المسلمين المؤمنين أنها أصبحت بإرادتهم ومشيئتهم في خبر كان ، بعد أن أصيبت بعدوى وباء الناسخ والمنسوخ !!!!
اجمالي القراءات
40184