ذتوب الرسل

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2008-10-24


ذنوب الرسل (ص)فى القرآن
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
هذا مقال ذنوب الرسل فى القرآن .
ليس الرسل (ص)معصومون من الخطأ :
من الأخطاء قولهم أن الرسل (ص)معصومون من الخطأ أى لا يعملون الذنوب ولا يوجد نص فى الوحى يدل على هذا وقد نسوا ما حكاه الله لنا من ذنوبهم مثل :


-ذنب آدم (ص)الشهير الممثل فى عصيانه لأمر الله بالإمتناع عن الأكل من الشجرة .
-ذنب نوح(ص)عندما طلب من الله رحمة ابنه مع علمه أن الله لا يرحم الكافر .
-ذنب يونس (ص)لما ظن أن الله لن يقدر عليه .
-ذنب موسى(&Otildtilde;)لما قتل ذلك الإنسان دون سبب يستحق عليه القتل .
-ذنب محمد(ص)عندما أعطى الإذن للمنافقين رغم أن الله حرم عليه ذلك .
كما نسوا القولة الشهيرة كل ابن أدم خطاء فهنا ليس هناك استثناء لأحد من البشر من الخطأ أى الذنب .
ذنب آدم (ص):
هو أول ذنب فى تاريخ البشرية وهو أكل آدم وزوجته من الشجرة المحرمة فى الجنة وقد عبر الله عنه بأنه عصيان للرب أى غواء أى ضلال عن الحق وفى هذا قال بسورة طه "وعصى آدم ربه فغوى "والدليل على أنه ذنب توبة الزوجين منه وفى هذا قال بسورة طه "ثم اجتباه ربه فتاب عليه "والدليل أن أدم (ص)وزوجته طلب المغفرة والرحمة حتى لا يكون خاسرا وفى هذا قال بسورة الأعراف "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ".
ذنب نوح(ص):
نادى نوح(ص)الله طالبا أن يكون ابنه من أهله أى المسلمين المرحومين وهذا يعنى أنه يريد إدخاله الجنة رغم كفره وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين "والأدلة على كونه ذنب
-أن الله بين أن الإبن ليس من أهل أى مؤمنى نوح(ص)لأنه عمل غير صالح فقال بنفس السورة "قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح".
-أن الله حذر نوح (ص)من الجهل وطالبه ألا يسأل شىء يجهله فقال بنفس الآية "فلا تسألن ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين ".
-أن نوح(ص)طلب من الله المغفرة والرحمة حتى لا يكون خاسرا والاستغفار لا يطلب إلا إذا كان المستغفر مذنب وفى هذا قال بنفس السورة "قال رب أعوذ بك أن أسألك ما ليس لى به علم وإلا تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين ".
ذنب يونس (ص):
إن يونس (ص)ظن ظنا خاطئا فى الله هو اعتقاده أن الله لن يقدر عليه وفى هذا قال بسورة الأنبياء "وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه "والأدلة على كونه ذنبا اعتراف يونس(ص)أنه ظالم بقوله بنفس السورة "فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين "ووصف الله له أنه مليم فقال بسورة الصافات "فإلتقمه الحوت وهو مليم "
ذنوب موسى (ص):
1-قتله للرجل من عدوه وفى هذا قال بسورة القصص "فوكزه موسى فقضى عليه "والدليل على كونه ذنب اعتراف موسى (ص)أن هذا من عمل الشيطان أى الكافر الذى كانه موسى(ص)فى تلك الساعة وفى هذا قال بنفس السورة "قال هذا من عمل الشيطان "واعتراف موسى (ص)أنه ظلم نفسه ثم طلبه المغفرة من الله الذى غفر له وفى هذا قال بنفس السورة "قال رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له "واعترافه أنه كان ضالا عندما قتل الرجل وفى هذا قال بسورة الشعراء "قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ".
2-خوفه من غير الله والممثل فى خوفه من العصا لما انقلبت ثعبانا وإدباره وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وألق عصاك فلما رأها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب "والدليل على كون هذا ذنب أن الله وصف الخائف بأنه ظالم وفى هذا بنفس السورة "يا موسى لا تخف إنى لا يخاف لدى المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا من بعد سوء "وأن الله أنهى الآية السابقة بأنه غفور رحيم فقال "فإنى غفور رحيم "وهذا يعنى أنه غفر لموسى (ص)هذا الذنب ورحمه .
3-إمساكه لحية هارون (ص)وشعره وفى هذا قال بسورة طه "قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى "فهو قد آذى هارون (ص)بذلك الإمساك وشمت القوم فيه رغم أنه لم يخطىء والدليل على إذنابه هو أنه لما وضح له هارون (ص)موقفه استغفر الله لنفسه ولأخيه وفى هذا قال بسورة الأعراف "وأخذ برأسى أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفونى وكادوا يقتلوننى فلا تشمت بى الأعداء ولا تجعلنى مع القوم الظالمين قال رب اغفر لى ولأخى وأدخلنا فى رحمتك وأنت أرحم الراحمين ".
4-طلبه رؤية الله بقوله كما بسورة الأعراف "قال رب أرنى أنظر إليك "والدليل على كونه ذنب هو توبة موسى (ص)بقوله فى نهاية الآية "قال سبحانك تبت إليك ".
5-خوفه من حبال السحرة وعصيهم وفى هذا قال تعالى بسورة طه "فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس فى نفسه خيفة موسى "والدليل على كون الخوف منهم ذنب هو أن الله نهاه عن الخوف فقال بنفس السورة "قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ".
ذنب داود (ص):
هو ظنه أن الله فتنه أى غضب عليه وفى هذا قال تعالى بسورة ص"وظن أنا فتناه "والدليل على كون الظن ذنب هو استغفار داود(ص)وفى هذا قال بنفس الآية "فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب "وغفران الله له بقوله فى الآية التالية "فغفرنا له ذلك "
ذنب سليمان (ص):
ألقى الله على كرسى سليمان (ص)جسد أى ذهب وفى هذا قال بسورة ص"ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا "فظن أنه غنى عن عطاء الله فتاب أى أناب واستغفر الله وفى هذا قال بسورة ص"وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب ".
ذنوب محمد (ص):
ذكر الله آيات عدة صريحة فى ارتكابه للعديد من الذنوب منها قوله بسورة الفتح"إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر "وقوله بسورة محمد "فاعلم أنه لا إله الله واستغفر لذنبك "وقوله بسورة النصر "واستغفره إنه كان توابا "
وأما ذنوبه فى القرآن فهى :
1- سماحه للمنافقين بالقعود أى إعطاء أهل النفاق الإذن للقعود عن الجهاد وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الأخر "والدليل على كونه ذنب هو عفو الله عنه والعفو لا يكون إلا بعد ذنب وفى هذا قال بسورة التوبة "عفا الله عنك لما أذنت لهم ".
2- إخفاء أمر طلاق زوجة زيد عن زيد رغم ما ذكره الله له من أنه سيعلن الأمر والسبب هو خوفه من الناس وفى هذا قال بسورة الأحزاب "وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس "والدليل على كونه ذنب هو تذكير الله له أن واجبه هو خشية الله وليس الناس وفى هذا قال بسورة الأحزاب "والله أحق أن تخشاه"
3- عبوسه وإعراضه عن الأعمى الذى طلب الهدى وفى هذا قال بسورة عبس "عبس وتولى أن جاءه الأعمى ".
4- تحريم النبى (ص)ما أحل الله له والسبب إرضاء أزواجه وفى هذا قال بسورة التحريم "يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم "
5- تصديقه للخائنين دون بحث وتمحيص وفى هذا قال بسورة النساء"ولا تكن للخائنين خصيما "والدليل على كونه ذنب تصديقه للمنافقين لقولهم فى الكتابى:
- نهى الله له عن مخاصمة الخائنين أى تصديقهم كما سبق .
- نهى الله له عن الجدال والدفاع عنه وفى هذا قال بسورة النساء "ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ".
- مطالبة الله بالاستغفار وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ".

اجمالي القراءات 20757

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   ميثم التمار     في   الخميس ٠٦ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[29604]

هل يمكن لك ان تفسر

استاذي العزيز


هل يمكن لك ان تفسر لنا معنى قوله تعالى


انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا


ولكم جزيل الشكر


2   تعليق بواسطة   محمد أبو السعود     في   الإثنين ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31456]

رد على الأخ ميثم

سيدى الأية التى استشهدت بجزء منها لا علاقة لها بموضوع العصمة ولكنها تتحدث عن سلوك أمهات المؤمنين.


 


ومن الأكيد أن الأنبياء ليسوا بمعصومين وإلا فلا فضل لهم فى إيمانهم وتقواهم، ولكنهم بشر ممن خلق الله يخطئون ويصيبون واقرأ معى الآيات التالية: الرعد ٣٧، الإسراء ٧٣ - ٧٥، الزمر ٦٥، وغير ذلك مما استشهد به الأخ رضا.


وشكرا.


3   تعليق بواسطة   رضا البطاوى البطاوى     في   الأربعاء ١٦ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[56030]

الأخ ميثم هذا تفسير الآية الخاصة بأهل البيت

الأخ ميثم التمار السلام عليكم وبعد :


 هذا تفسير الآيات :


"وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس آل البيت ويطهركم تطهيرا "المعنى وابقين فى حجراتكن ولا تظهرن ظهور الكفر السابق وأطعن الدين أى اعملن الحق أى اتبعن حكم الله ونبيه (ص)إنما يحب الرب أن يزيل عنكم العقاب أهل البيت أى يزكيكم تزكية ،يخاطب الله نساء النبى (ص)فيقول وقرن فى بيوتكن والمراد وامكثن فى حجراتكن والمراد أن يستقررن فى منازلهن فلا يخرجن إلا لحاجة ضرورية ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى والمراد ولا تظهرن من أجسامكن إظهار الكفر السابق الذى كنتم عليه وهذا يعنى ألا يكشفوا شىء من عورة أجسامهن ،وأقمن الصلاة أى أطعن الدين وفسره بقوله وأتين الزكاة أى اعملن الحق وفسره بقوله أطعن أى اتبعن حكم الله المنزل على رسوله(ص)ويبين لهن أن الله يريد بهذا أن يذهب عنهم الرجس وفسر هذا بأنه يريد أن يطهرهم تطهيرا والمراد أن يبعد عنهم العذاب أى يرحمهم رحمة كبرى وهم آل البيت أى أصحاب مسكن الرسول ومن ثم فأهل البيت هن زوجات وإماء النبى(ص)وليس أحد من بناته لعدم ذكرهن فى الآيات هنا .


 الأخ محمد أبو السعود السلام عليكم 


دمت بخير


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2607
اجمالي القراءات : 20,708,307
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt