آحمد صبحي منصور Ýí 2008-08-20
اصطلح على تسمية العصر السابق على الإسلام في الجزيرة العربية بالعصر الجاهلي لوضع فاصل بين العرب قبل وبعد الاسلام . وتبع إطلاق مصطلح الجاهلية أتهام للعرب قبل الاسلام بأنهم كانوا يهيمون في الجهل وتسيطر عليهم الخرافة والتخلف.
وكان يعزز هذا التوصيف ذلك الاقتتال المستمر بين العرب بسبب أو بدون سبب ، وأن أغلب العرب لم يعرفوا أقامة الدولة حيث عاش أكثرهم بدوا رحلا يحترفون التنقل طلبا للكلأ يمارسون الرعي أو التجارة بين الشمال والجنوب ،والحياة الرعوية لا تعرف الاستقرار ، والاستقرار قرين التحضر وإقامة الدولة وتأسيس المدن والمجتمعات والنظم والدواوين والكتابة والتدوين ، وهذا ما لم يألفه معظم العرب فكان لا يعرف معظمهم القراءة والكتابة ..
الأخ الفاضل / حسام عليم الدين
حضرتك تسأل سؤال بحسن نية ، وكما تفضلت وقلت أن السؤال ليس بجديد ، وهو فيما معناه ــ لماذا لم يتم تحريف القرآن ، وقد وصلنا بنفس الطريقة التي وصلتنا بها كتب التراث والتاريخ ، والإجابة بكل بكل بساطة قول الله جل وعلا ) إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)الحجر:9 ، وأعتقد أن هذه الآية القرآنية العظيمة لم ينزل مثلها في أيِ من كتب التاريخ ، وعندما يتولى المولى عز وجل حفظ شيء فهو قادر على فعل هذا ، لأن قدرته جل وعلا وسعت كل شيء، وسؤال حضرتك عن المعجزات التي ذكرت في القصص القرآني ، ويوجد غيرها العديد مثل نوم أهل الكهف ثلاثمائة عام وتسع ، وقصة الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه ، وقصة يد نبي الله موسي وعصاه التي تحولت ثعبان حقيقي ، الحجر الذي انفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، فكل هذه المعجزات للموعظة ، ولي يتفكر الإنسان في قدرة الله جل وعلا ، وليس بغريب أن خالق هذا الكون بكل ما فيه من مجرات ونجوم وسماوات وأنهار وبحار ومحيطات وجبال وهضاب مخلوقات أن يخلق مثل هذه المعجزات البسيطة التي أشار إليها في القصص القرآني ، الله خالق كل ، ومن عظيم قدرته ، أنه يقول للشيء كن فيكون أو إذا أراد أمراً أن يقول له كن فيكون ، فهل يا أخي الفاضل تستغرب على الله القارد العظيم أن يحفظ القرآن بلا عبث أو تحريف إلى يوم الدين .؟ ، او تسأل عن المعجزات البسيطة التي ذكرت في القصص القرآني ، وهناك آية عظيمة يجب أن نؤمن بها يقول تعالى(لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)الأنبياء:23 صدق الله العظيم
هدانا وهداكم الله والله جل وعلا هو المستعان
رضا عبد الرحمن على
نقطة جيدة سيدى عن استثناء القرآن من البحث.
ابدأ شاكرا الدكتور احمد على البحث الرائع. واشكر الاستاذ رضا على تعليقه.
وسأتواصل مع تعليقك استاذ حسام قائلا التالى: القرآن الكريم -وغيره من الكتب- هو كتاب يتم تناوله بأيدى مختلفة ، أيد غريبة عليه ، وأيد تظن انها ليست غريبة عليه. وينقسم اثنتاهما "وغيرهما" الى انواع شتى ، منها ما هو مستكشف ، واخر مهاجم ، واخر وارث له "وهذا هو السواد الاعظم فى كل الاديان" ... الخ.
اعتقد ان معظم الباحثين فى القرآن بعضهم يدخل عليه وقد آمن به بعد تدبر "وهذا ظنا منى" واخرين يدخلون عليه محاولين المؤالفة بينه وبين الاحداث والظواهر المحيطة ، تاريخا قديما كانت ام حاضرا ، وهناك البعض يدخل مهاجما معجزا فى آياته "وطبعا الله اعلم بنوايا كل من هؤلاء".
يرد الاستاذ الفاضل رضا فى تعليقه بآية "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" وهى اية رائعة لمؤمن بها ، ولكنها ليست اثباتا لباحث او مستكشف ، ففى غالب الظن عندما ياتى احدهم باحثا يحمل الشك فى شئ ، فان قاعدته لن تكون من محتويات هذا الشئ مطلقا ، وهذا منطق البحث. فان قلت انا (اثبت لى من فضلك ان القرآن قد تم حفظه من التحريف) فمن غير المنطقى ان ترد على بـ (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فأنا اشك فيه ، فكيف يقنعنى قولا منه؟!
عودة الى السيد حسام ، يقول المولى عز وجل فى القرآن (افلا يتدبرون القرآن؟ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا). اى انه اذا اصابك الشك او احتمال وجود ما يظهر لخاطرك كـ "لا منطقيات" فإنه عليك البحث اما عن طريق اثباتات (علمية كانت او عقلية او منطقية) او البحث بذاتك انت.
واكاد اجزم ان احدهم لا يستطيع ان يلم بالكتاب كلية ، والايمان يحتاج الى يقين ، ولهذا فان القاعدة الايمانية تبدأ بالظواهر التى يهون فيها البحث ويكون يسيرا ، ثم تصعد فى الهرم الايمانى (ان تصورنا ان له هرم) حتى تتعامل مع الغيبيات فى علاقة طردية يتعاظم معها تعقيدات البحث والنتائج.
ولهذا فهناك حلان ، اما ان تأخذ القرآن غيبا كاملا لا فرق بينك وبين اى متدين اخر ثم تجعله قاعدة تنطلق منه حيث ترسو معك سفينة الاسئلة على بر من الاجابات ، وفى تلك الحالة ستحاول اخضاع المحيط لما تحوزه خلفيتك الفكرية "التى هى قاعدة القرآن المؤمن به مسبقا" ، او انك تتعامل من حيث التدبر وهذا يتطلب التخلص من اى خلفية وتعود غالبا الى الصفر ثم تبدأ رحلتك واحدة تلو الاخرى بحثا فى القرآن حتى تصل الى نقطة تقترب قدر الامكان من الايمان الكامل.
وفى النهاية "افلا يتدبرون القرآن" هى دعوة صريحة من هذا الكتاب ، سواء ان كان من يتعامل معه مؤمنا به ام لم يؤمن بعد. واريد ان اذكرك سيدى الفاضل ان الوضع فى النهاية يخضع للنوايا والضمير ، فهل انا ابحث فى الكتاب باحثا عن الله؟ ام اننى ابحث لحاجة فى نفس يعقوب؟
شكرا جزيلا مرة اخرى للدكتور احمد والسيد الرضا والسيد حسام.
محمد حسين
السلام عليكم
اخواي الكريمين
شكرا على تعليقكما ......... ولكن احب ان انوه اننى لم اقصد تحريف القران منذ نزوله وحتى الان فدعونا من هذه النقطه لو سمحتم
اننى اتساءل .....ان القارئ لمقاله الدكتور احمد يستنتج منها ان العرب بطبيعتهم مياليين الى المبالغات يتناقلون قصصهم عبر الاجيال متعصبون فيها لقبيلتهم وعشيرتهم الامر الذي يصيب هذا القصص بالتهويل وتضحى مجرد قصه بسيطه قصه خارقه وضرب لنا الدكتور احمد مثال لعنتره بن شداد الذي كان يدافع عن قبيلته عبس لكن تلك القصه تحولت الى اسطوره تصف عنتر بالرجل الخارق
واذا اخذنا هذه النتيجه قاعده علميه فلماذا علينا ان نصدق ان الملك سليمان مثلا حشر له جنود من الانس والجن وان الريح كانت مسخره بامره وانه علم منطق الطير .........لماذا لا نقول انه كان مجرد ملك قوي عادل الا ان طبيعه البيئه كما سبق وان انتهينا فى بحثنا العلمى تقر بان المبالغات هى سمه النقل عبر الاجيال لاسيما وان النقل من اليهوديه لهذا القصص قد نجد فيه اختلافا وتعديلا
ان كفار قريش قد سألو هذا السؤال وقد اورده القران فى اكثر من موضع فى القران الكريم بقولهم اساطير الاولين لكن الله فى معظم الايات توعدهم بالعذاب جزاء عدم تصديقهم
وهو بالطبع تهديد نابع من وجوب ايمان غيبى تتميز به الاديان عموما ........... ولكننا اذا اخضعنا هذا الايمان الغيبى للبحث العلمى كما فعل الدكتور منصور فاننا نجد ان هذا السؤال لا نجد له اجابه تتسق مع المنهج العلمى
وهنا يثور سؤالى مره اخري لما تستثنى القصص القرانى من التحريف الذي وسمت به معظم القصص التى رويت فى الجزيره العربيه بينما المقوله التى اعتمد عليها اهل السنه بان العرب اهل حفظ تميزوا عن غيرهم من الامم بحفظ تراثهم عبر الروايات الشفهيه هى نتيجه تبعث على الثقه اكبر فى القران وقصصه
اجد نفسى اجيب بنفس الطريقة فى تعليقى السابق ولكنى ساختصرها هنا فى بعض الكلمات. ولكن بداية سوف اعلق على جملة صغيرة لسيادتكم فى تعليقكم الاخير
(لماذا لا نقول انه كان مجرد ملك قوي عادل الا ان طبيعه البيئه كما سبق وان انتهينا فى بحثنا العلمى تقر بان المبالغات هى سمه النقل عبر الاجيال لاسيما وان النقل من اليهوديه لهذا القصص قد نجد فيه اختلافا وتعديلا)
هنا اقول اذا كنا نتعامل امام نص ما - سواء ان كان فى القرآن او اى كتاب اخر- بطريقة بحثية تجعلنا نخضع الحدث مجال البحث لقواعد المنطق والعلم (كما فى حالة سليمان والهدهد على سبيل المثال) ، فلا يصح ان نتعامل بفرضيات. اعنى ان الفرضيات هى مجال لا نهاية له ، والبحث على النقيض يحتاج لدلالات واجابات قاطعة. ففرضك يمكن ان يقابل بفروض عدة لا نهاية لها ، وهو (كيف لا نقول ان الكتاب نزل بتلك الصورة ولم يسع لاحد ان يحرف فيه لذلك لجأوا الى كتب السنة والشيعة!) او (لماذا لا نقول ان الله حفظه) او (لماذا لا نقول كذا وكذا وكذا...) وسندخل فى جدال لا مجال له لا فى المنطق ولا المفهوم ، وسندور ساعتها فى دائرة مغلقة من الفرضيات لا نهاية لها ولا بداية.
بمعنى اخر ، اذا كنا سنقف امام حادثة كتلك (اعنى مرة اخرى سليمان والهدهد على سبيل المثال) فيجب علينا ان نخضعه للبحث سواء بالعلم او بالاثباتات. على سبيل المثال ، يوجد الآن اناس متخصصون يعلمون منطق الحيوان (اى طريقة ما يتعاملون بها مع الحيوان يجعلهم يفهمون ما يريدون توصيله للمتلقى). فى امريكا مثلا يوجد بعض المتخصصين فى لغة الحوار مع الكلاب بما ان الشعب الامريكى شعب رؤوف بالحيوان وخصوصا الاليفة منها ، مما جعلهم يدرسوا لها ويبحثوا حتى وصلوا الى تلك الطرق. وبعضهم بالخبرة.
فعلميا يمكن القول ان بممارسة ما وبطريقة ما تستطيع ان تعلم منطق الحيوان.
دعنا من العرب فهم لا يتفقون مع القرآن الا فى اللغة. الان نحن امام حالة بحثية فى مواضع معينة (او عدة) فى القرآن ، الفيصل فيها ان تخضعها للبحث وليس الفرضيات. خصوصا وانك تتعامل مع نص من المفترض او المعلوم عنه انه ايمانى.
هل وصلت يا سيدى الكريم؟
الاخ الفاضل
تحيه طيبه
اعتقد يا سيدي الفاضل انها لم تصل الى !!!! لان فكرتى من الواضح انها لم تصل اليك من البدايه فاوصلت الى فكره اخري وتخاطبنى بها على ارضيه اخري ومن وضوح فكرتك فى ذهنك تري ان الامر واضح يجب ان يصل الى حتى انك تخاطبنى فى نهايه حديثك بسؤال تعجبى وصلت!!!
والحق يا سيدي لعلى لم اعرض فكرتى بشكل واضح ولذا سأعيد صياغتها للمره الاخيره بشكل اوضح واعلم اننى لا ابغى الا الحقيقه لاغير
ان الورقه البحثيه التى عرضها الدكتور احمد هى نتاج بحث علمى متأصل وهو فيها بدأ بتحليل الوقائع ثم مقارنه النتائج ثم الوصول الى نهايه البحث بالفكره الجديده التى يطرحها وهو فى هذه الورقه البحثيه اتبع كل الاصول العلميه المرعيه فى هذا الشأن الا انه استثنى منها القصص القرانى جاعلا من ثبوت صحته فرضا لا نقاش فيه
وانا يا سيدي افصل تماما بين البحث العلمى والايمان بشكل عام وهو ما يجعلنى اتساءل ما هو سر اختلاف القصص القرانى عن القصص التراثى الذي انزلنا عليه كل خطوات البحث هل القصص القرانى يتميز بشئ يجعله خارج خطوات البحث
بمعنى اننا لو انزلنا خطوات البحث العلمى التى اتبعها الدكتور منصور على القصص التراثى وطبقناها على القصص القرانى فلعلنا كنا سنصل الى ذات النتيجه
وسؤالى مازال يحمل علامه استفهام هو هل استثناء القصص القرانى مرجعه الى نتيجه علميه متبع فيها ذات الخطوات العلميه المتبعه قبل القصص التراثى ام ان مرجعه الى وجوب الايمان بالقصص القرانى باعتباره جزء لا يتجزء من الايمان بالغيب دون نقاش او دون اعمال العقل
هذا سؤالى وهذا عرضى وهو يختلف تماما يا سيدي عما طرحته من اجوبه
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5181 |
اجمالي القراءات | : | 59,104,243 |
تعليقات له | : | 5,485 |
تعليقات عليه | : | 14,878 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : التشريع الجديد والتشريع المتوارث:
الباب الرابع : منهج التشريع القرآني : الحقيقى والمجاز
دستور مرسى يبيح قتل كل مصرى بحجة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ( 3 )
ذلك الحديث الكاذب الملعون (صوموا لرؤيته ) ( 1 )
دعوة للتبرع
جهل والحاد شيعى : من فضلكم ما معنى (عَلَ َّ) في الآية...
أنكاثا : مامعن ى أنكاث ا التى جاءت فى الآية 92 من سورة...
معذور.!!: من حوالى ثلاثي ن سنة إتصلت بى طالبة من طلبتى...
لا تقديس للكعبة: تنتشر تعليق ات حول من يتعلق بالكع بة يتبرك...
ترتيب سور القرآن: يرجي نشر هذا المقا ل في موقع أهل القرأ ن بارك...
more
استاذي الفاضل
الدكتور احمد صبحى منصور
تحيه طيبه
رغم اننى لا اكتب كثيرا فى الموقع لكننى لم افوت مقال لسيادتكم او حتى تعليقا
ورغم اننى لم اعتد ان امدح احدا على اعتبار ان مادحك قاتلك لكننى يا سيدي اود ان اقول انك من القلائل الذين يجتهدون سواء اتفقت معهم او اختلفت
اعود لتعليقى
مقاله رائعه عن العرب قبل الاسلام ذكرتى لمقوله لمستشرق لا يحضرنى اسمه الان هو ان سيدنا محمد قد اتى بين قومه يحمل ثوره جديده تتمثل فى كسر السلطه الابويه فقيامه بذلك الامر ونجاحه فيه كان اعظم انجاز
واعود لسؤالى
حين قرات مقالتك وجدت سيادتكم قد قسمتم مقالك ليخرج القارئ بنتيجه معينه هو ان النقل الشفهى لابد وان يصيبه العوار ولا شك انه لن يخلو من المبالغات
وان امه كانت تعيش فى ذلك الوسط القبلى لابد وان تحمل كما لابأس به من المبالغات والتى تجعل من مجرد العمل العادي عملا بطوليا
هنا ياسيدي يكمن سؤالى
لو نظرنا الى تحليل سيادتكم العلمى لوقائع التاريخ واعتمدنا المنهج العلمى المجرد فلما نستثنى القران الكريم من تراث العرب رغم ان القارئ له يري ان به كم من القصص قد لا يتقبلها عقله وقد يعتقد انها تحوي كما من المبالغات فهذه نمله تكلمت الى انسان وهذا حوت ابتلع انسان ولم يأكله بل ولفظه وهذه جماعه من الناس تعيش بمعزل عنا لا يفقهون حديثا بيننا وبينهم سدا سوف ينهار يوم اخر
سؤالى يا سيدي الفاضل واعلم انه ليس بسؤال جديد سأله من قبل كفار قريش
لما تستثنى القران الكريم من هذا التحليلى التراثى الرائع؟؟؟؟؟؟