الرد على مقال مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى"َكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ"مهم جدا

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-11-25


الرد على مقال مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى"َكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ"مهم جدا
الكاتب سمى نفسه القرآن المنير والمقال يدور حول معنى الآية المعنون بها المقال وبدلا من أن يفسرها الرجل في سياقها اخترع تفسيرا على هواه ليس عليه أى دليل وهو :


طول أعمار بنى إسرائيل عن باقى الأمم مع أن النص الوحيد عن طول الأعمار كان في قوم نوح(ص) كما قال تعالى:
"فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما "
ومن ثم كانت أعمار قوم نوح(ص) تقارب الألف سنة ولم يرد نص صريح غير هذا بينما بنو إسرائيل لم يذكر فيهم إلا حبهم للتعمير هم والمشركين كما قال تعالى :
"ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر"
ويأخذنا الرجل إلى ما توهمه وهو أن الآيات ذكرت في سياق كلام عن بنى إسرائيل فقال :
"وَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ إِلَيْكُمْ الآيَاتُ التَّالِيَةُ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْ خُصُوصِيَّةِ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ وَالْأَعْمَارِ عِندَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَالْآيَاتُ هُنَا مَثَلًا تَتَكَلَّمُ فِي الْبِدَايَةِ عَنْ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
ثُمَّ يُوَجِّهُ إِلَيْهِمْ سُؤَالٌ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُم ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"
والآيات هى :
"وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)"
والآيات خالية تماما من ذكر بنى إسرائيل فالحديث عن الذين كفروا جميعا
ويجرنا الرجل إلى تفسير بعيد عن التفسير الحقيقى وهو أن بنو إسرائيل ليسوا بشرا عاديين ولذا هم المقصودون بهذه الآية فيقول :
"فَالسُّؤَالُ هُنا كَيْفَ يَكُونُونَ أَمْوَاتًا ثُمَّ يَحْيَونَ ثُمَّ يَمُوتُونَ ثُمَّ يَحْيَونَ؟ فَهذا لَا يَنْطَبِقُ عَلَى الْبَشَرِ الْعَادِيِّينَ الْيَوْمَ فَالبَشَرُ الْيَوْمَ يَبْدَأُونَ بِالْحَيَاةِ ثُمَّ الْمَوْتِ ثُمَّ حَيَاةٌ أُخْرَى مَا بَعْدَ الْمَوْتِ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا أَمْوَاتًا قَبْلَ حَيَاتِهِمْ الْأُولَى.
وَالْمَوْتُ فِي الْقُرْآنِ عُمُومًا لَا يُطْلَقُ إِلَّا عَلَى شَيْءٍ كَانَ حَيًّا ثُمَّ مَاتَ لَا يُطْلَقُ عَلَى عَدَمٍ، فَأَنتَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ إِلَى هَذِهِ الْحَيَاةِ لَمْ تَكُنْ مَيِّتًا وَإِنَّمَا كُنتَ عَدَمًا، لَمْ تَكُنْ شَيْئًا وَلَمْ تَكُنْ مَوْجُودًا مِنْ حَيْثُ الْأَصْلِ فَهَؤُلَاءِ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا أَمْوَاتًا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ثُمَّ سَيُمِيتُهُمْ ثُمَّ سَيُحْيِيهِمْ. ثُمَّ يُرَجَعُونَ إِلَى اللَّهِ.
وَبَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ بِآيَاتٍ وَفِي السُّورَةِ ذَاتِهَا يُتَمُّ ذِكْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ.
إِذًا هُنَاكَ رَابِطٌ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ جُزْءًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا مَا زَالُوا مَوْجُودِينَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ فِي عَهْدِ تَنْزِيلِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ الْقُرْآنُ وَيَقُولُ لَهُمْ:
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ كَذَا وَكَذَا كَمَا هِيَ الْآيَةُ هُنَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ. فَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ بَدَايَةَ الْآيَاتِ تَتَكَلَّمُ بِنَاءً عَلَى الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ، لَكِنَّ بِمَا أَنَّهَا خَاطَبَتْهُمْ بِأَنَّهُمْ كَانُوا أَمْوَاتًا قَبْلَ حَيَاتِهِمْ الْحَالِيَّةِ الَّتِي فِي وَقْتِهَا يُخَاطِبُهُمُ الْقُرْآنُ، فَهَذَا يُعْطِي إِشَارَةً إِلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُخَاطَبِينَ هُمْ لَهُمْ عَلاَقَةٌ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ بِشَكْلٍ مَا كَأَنْ يَكُونُوا مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ، عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، أَيْ كَأَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَدَايَةِ الْآيَاتِ. "
وكل هذا كلام بعيد عن الصحة فلا يوجد بشر غير عاديين لأن الرسل وهم صفوة الناس اعترفوا بكونهم بشر مثلنا أى عاديين فقالوا كما قص الله علينا :
"قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ"
والفارق هو كما قال نزول الوحى كما قال :
"قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ"
ثم ذكر كلاما لا علاقة له بمقولته وأما كلام الموضوع فهو قوله عن طول أعمارهم :
"هَذِهِ الْعِبَارَةَ بِهَذَا الْمَضْمُونِ بِنَحْوٍ مُتَشَابِهٍ، فَأَيْضًا بَنُو إِسْرَائِيلَ يَقُولُونَ:
نَمُوتُ وَنَحْيَا فِي الزَّمَنِ الْمُضَارِعِ الْمُسْتَمِرِّ، فَنَمُوتُ وَنَحْيَا،وَنَمُوتُ وَنَحْيَا، نَمُوتُ وَنَحْيَا. عِندَئِذٍ سَيَسْأَلُكَ سَائِلٌ...إِذَنْ، مَتَى تَهْلِكُونَ أَيْ مَتَى تَفْنَى فَلَا يَكُونُ لَكَ ذُرِّيَّةٌ وَتَفْنَى أَنْتَ وَذُرِّيَّتُكَ عَنْ آخِرِكَ؟
فَيُجِيبُكَ عِندَئِذٍ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى تَسَاؤُلِكَ هَذَا وَيَقُولُونَ لَكَ: نَحْنُ لَا نَهْلِكُ إِلَّا بِالدَّهْرِ، إِلَّا بِمُرُورِ الزَّمَنِ. مُرُورُ الزَّمَنِ الطَّوِيلِ هُوَ الَّذِي يُهْلِكُنَا فِي النِّهَايَةِ، فَالرَّجُلُ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، كَانَ يَعِيشُ مُدَّةً طَوِيلَةً جِدًّا، وَمَهْمَا مَاتَ مِن مَرَّاتٍ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ الطَّوِيلَةِ، فَيَعُودُ إِلَى الْحَيَاةِ إِلَّا إِنْ وَصَلَ إِلَى عُمْرٍ طَوِيلٍ جِدًّا، فَكَانَ ذَلِكَ هُوَ أَجَلُهُ، فَعِندَئِذٍ يَهْلِكُ.
إِذَنْ" هِيَ مُدَّةٌ طَوِيلَةٌ، إِذَنْ" هُوَ يَمُوتُ عِندَ انْتِهَاءِ أَجَلِهِ، مِثْلُنَا نَحْنُ،وَلَكِنَّ أَجَلَهُ هَذَا يَأْتِي بَعْدَ زَمَنٍ طَوِيلٍ جِدًّا مِنْ هَذِهِ الْحَيَاةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا الآن إِذَنْ، الْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ عِندَ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَخْتَلِفُ عَنَّا الْيَوْمَ. "
وكل هذا الكلام مخالف للقرآن فجملة نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر لم تأت في سياق كلام عن بنى إسرائيل ومن مجموع الآيات قبلها وبعدها يتبين ذلك :
" ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ(31)"
ويصر الرجل على استنتاجه بدون أدلة فيقول :
"وَلَكِنْ مَاذَا كَانَ تَعْلِيقُ الْقُرْآنِ عَلَى عِبَارَتِهِمْ هَذِهِ؟ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ. إِذَنْ، إِعْتَبِرِ الْقُرْآنُ كَلَامَهُمْ هَذَا ظَنًّا، وَالظَّنُّ فِي الْقُرْآنِ لَا يَعْنِي أَنَّ صَاحِبَ الظَّنِّ لَا يَسْتَنِدُ عَلَى أَيِّ دَلِيلٍ عَلَى كَلَامِهِ، بَلْ يَعْنِي أَنَّ لَدَيْهِ إِشَارَاتٍ وَأَدِلَّةً تُؤَكِّدُ كَلَامَهُ وَلَكِنَّ بِنِسْبَةٍ ظَنِّيَّةٍ، لَيْسَ لَدَيْهِ مِنَ الأَدِلَّةِ مَا يَكْفِي لِيَصِلَ إِلَى الْيَقِينِ، وَبِالتَّالِي هُوَ مُعَذَّرٌ بِنَحْوٍ مَا بِمَا وَصَلَ إِلَيْهِ. وَلَكِنْ قَدْ يَصِلُ إِلَى حَقٍّ وَقَدْ يَصِلُ إِلَى بَاطِلٍ، وَلَكِنَّهُ اعْتَمَدَ عَلَى إِشَارَاتٍ وَاقِعِيَّةٍ فَمَثَلًا، الظَّنُّ يَكُونُ، الْإِنْسَانُ مُتَأَكِّدًا مِمَّا يَعْتَقِدُهُ بِنِسْبَةٍ مَثَلًا 90% أَمَّا الَّذِي لَدَيْهِ شَكٌّ، فَمَا دَامَ يَشُكُّ فِي الْأَمْرِ فَقَدْ يَكُونُ مُتَأَكِّدًا بِنِسْبَةٍ 30%، لِذَلِكَ تَقُولُ الآيَاتُ: وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُم إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
إِذَنْ" هُنَا مَدِيحٌ مَعَ أَنَّهُمْ وَصَلُوا إِلَى دَرَجَةِ الظَّنِّ، فَالظَّنُّ هُوَ شَيْءٌ عَالٍ. وَلَكِنَّ إِنِ اكْتَفَيْتَ بِهِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَلَى الْبَحْثِ لِتَصِلَ إِلَى مُسْتَوَى الْيَقِينِ، فَهُنَا أَنتَ مُقَصِّرٌ، أَوْ أَنَّكَ اعْتَمَدْتَ عَلَى الظَّنِّ فِي شَيْءٍ لَا يُعْتَمَدُ فِيهِ إِلَّا بِالْيَقِينِ، فَأَيْضًا لَا يَجُوزُ لَكَ ذَلِكَ لَكِنْ هُنَاكَ أُمُورٌ قُدُرَاتُكَ الْعَقْلِيَّةُ لَمْ تَصِلْ فِي شَيْءٍ مَا إِلَّا لِمُسْتَوَى الظَّنِّ، وَلَمْ يَتَوَافَرْ لَدَيْكَ أَيُّ حُلُولٍ أُخْرَى، فَيُقْبَلُ عَمَلُكَ عِندَئِذٍ وَطَبْعًا أَتَتْ آيَاتٌ أُخْرَى فِي الْقُرْآنِ تَذُمُّ الَّذِي يَظُنُّ، لِأَنَّهُ اسْتَخْدَمَ ظَنَّهُ فِي أُمُورٍ لَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَظُنَّ بِهَذَا ظَنًّا "
الرجل هنا يحدثنا وكأن القرآن يقول بطول أعمار القوم والقرآن ليس فيه أى نص يدل على كلامه وإنما هو من يحكى لنا قولا ويؤكد أنه في بنى إسرائيل ولا يوجد دليل في الآيات المماثلة وما قبلها وما بعدها
ويصر الرجل على أن من الأدلة على ذلك أنهم فقط من ماتوا ثم عادوا إلى الحياة الدنيا بقوله :
فَالْقُرْآنُ ذَاتُهُ ذَكَرَ أَنَّهُمْ مَاتُوا ثُمَّ عَادُوا إِلَى الْحَيَاةِ، كَمَا سَنَرَى بَعْدَ قَلِيلٍ، وَكَمَا تَعْلَمُونَ، فَهُمْ لَا يَسْتَنِدُونَ عَلَى الْهَوَاءِ، وَإِنَّمَا يَسْتَنِدُونَ عَلَى وَاقِعٍ تَارِيخِيٍّ قَدِيمٍ يَتَعَلَّقُ بِهِمْ"
وما تحدث عنه الرجل هو وهم منه فمن عاد منهم للحياة واحدة في قصة البقرة وهى النفس التى قتلها بعضهم كما قال تعالى :
"وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)"
وسبعين واحدا في الميقات حيث أخذتهم الصاعقة كما قال تعالى :
"وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)"
ثم عدد قليل جدا في عهد عيسى (ص) كما قال تعالى :
" وإذ تخرج الموتى بإذنى "
يعنى حوالى 80 نفسا فقط فهل هؤلاء كلهم هم بنو إسرائيل؟
ونجد أن الله أحيا غيرهم كأهل الكهف وعددهم سبعة كما قال تعالى :
"فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا"
كما أحيا عدة آلاف من قرية مجهولة كما قال تعالى :
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ"
كما أحيا أحدهم وهو الذى تساءل عن قدرة الله على البعث فقال :
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)"
فهل الألوف المؤلفة من غير بنى إسرائيل =80 نفسا منهم ؟
وهو ما أصر عليه عندما كرر نفس الكلام فقال :
"أَمَّا أَنَّهُمْ كَانُوا يَمُوتُونَ وَيَحْيَوْنَ، يَمُوتُونَ وَيَحْيَوْنَ هَكَذَا، فَهَذَا كَانَ أَمْرًا طَبِيعِيًّا عِندَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، الآيَةُ التَّالِيَةُ تَذْكُرُ حَادِثَةً مَرَّتْ مَعَهُمْ:
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ. ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
إِذَنْ" هُمْ مَاتُوا فِي فَتْرَةٍ مِّنْ حَيَاتِهِمْ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى الْحَيَاةِ مَرَّةً أُخْرَى. هَذَا شَيْءٌ عَادِيٌّ بِنِسْبَةٍ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَا بَالُكَ لَوْ عَاشَ أَحَدُهُمْ فَتْرَةً طَوِيلَةً مِنَ الْعُمْرِ، هَذَا شَيْءٌ عَادِيٌّ يَكُونُ عِندَ بَعْضِهِمْ. "
ويحاول الرجل أن يجد أى مبرر لكى يثبت ما لا يمكن إثباته وهو أن حياة بنةى إسرائيل وحدهم كانت هى الطويلة وأنهم كانوا يموتون ويعودون للحياة الدنيا مرارا وتكرارا فيستدل بأن جدهم إبراهيم (ص)من بين من ماتوا وحيوا في الدنيا في الفقرة التالية :
"أَمَّا إِذَا أَتَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَهُوَ جَدُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَجَدُّهُمْ هَذَا كَانَ لَهُ عَجَائِبٌ أَيْضًا كَثِيرَةٌ، وَخَوَارِقُ عَجِيبَةٌ جِدًّا. فَرَأَيْنَا فِي مَنْشُورٍ سَابِقٍ كَيْفَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يُطْعِمُ إِبْرَاهِيمَ وَيَسْقِيهِ. فَهَذِهِ حَالَةٌ خَاصَّةٌ بِإِبْرَاهِيمَ، طَعَامُهُ وَسِقَايَتُهُ مِنَ اللَّهِ حَصْرًا. هَذَا ذُكِرَ فِي مَنْشُورٍ سَابِقٍ، وَالْيَوْمَ نُكْمِلُ الآيَاتَ.
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ بِالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ الْمُسْتَمِرِّ، هَذَا الْفِعْلُ الَّذِي يُعْطَى الاستمرارَ وَالتَّكْرَارَ. طَبْعًا، مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى الَّذِي سَيُمِيتُنِي ثُمَّ سَيُحْيِينِي. مِنَ الْمُمْكِنِ، وَلَكِنَّ فِي هَذَا السِّيَاقِ، بِمَا أَنَّهُ يَذْكُرُ الْخَوَارِقَ الَّتِي يُنَسَبُهَا لِلَّهِ حَصْرًا، وَيُنَسِبُ لَهُ الْمُعْجِزَاتِ وَالْخَصَائِصِ الَّتِي خَصَّهُ بِهَا اللَّهُ، خَصَّهُ بِهَا لِإِبْرَاهِيمَ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يُخَاطِبُهُمْ كَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَبِهَذِهِ الْآيَاتِ، فَهَذَا يُرَجِّحُ أَنَّ الْمَعْنَى أَيْضًا أَنَّهُ يَمُوتُ وَيَحْيَى، يَمُوتُ وَيَحْيَى. فكَانَ أَمْرًا عَادِيًّا عِندَ جَدِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا كَانَ أَمْرًا عَادِيًّا عِندَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَمُوتَ الْمَرْءُ ثُمَّ يَحْيَى ثُمَّ يَمُوتَ ثُمَّ يَحْيَى. "
والرجل تناسى تماما ان إبراهيم (ص) كان جد أخرين وهم أولاد إسماعيل (ص( وهى أمة أخرى فإذا كان جد أمتين أو أكثر فكيف يكون في هذه شىء وفى ألأخرى شىء أخر وهم أولا رجل واحد
لكى يثبت الرجل كلامه كان لابد أن يتحدث عن زوجة إبراهيم الأولى لأنها جدة القوم ولكنها ليست جدة أمة إسماعيل(ص)
ويأخذنا الرجل إلى متاهة جديدة وهى أن جنة النعيم كانت جنة دنيوية إبراهيم(ص) فى الفقرة التالية :
وَنُكْمِلُ الْآيَاتَ، فَتَقُولُ: وَيَدْعُو إِبْرَاهِيمُ قَائِلًا: **وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ**. أَيْضًا، هَذِهِ الْآيَةُ لَمْ يَقُلْهَا أَحَدٌ سِوَى إِبْرَاهِيمَ. **وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ**.
جَنَّةُ النَّعِيمِ لَمْ تُذْكَرْ فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ إِلَّا هُنَا. هُنَا لَا يَقُولُ جَنَّاتٍ وَلَا يَقُولُ نَعِيمًا، هُوَ يَقُولُ حَصْرًا جَنَّةُ النَّعِيمِ مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ. فَجَنَّةُ النَّعِيمِ لَمْ تُذْكَرْ إِلَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ حَصْرًا، وَكَأَنَّمَا لِإِبْرَاهِيمَ مَقَامٌ خَاصٌّ بِهِ مِن بَيْنِ الْخَلَائِقِ، وَكَأَنَّمَا لَهُ جَنَّةٌ سَيَذْهَبُ إِلَيْهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ، لِأَنَّهُ دَعَا بَعْدَ ذَلِكَ وَقَالَ:**وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ**. إِذَنْ، جَنَّةُ النَّعِيمِ هَذِهِ هِيَ قَبْلَ يَوْمِ الْبَعْثِ، فَجَنَّةٌ دُنْيَوِيَّةٌ يَعِيشُ فِيهَا، وَلَهَا تَسْمِيَةٌ خَاصَّةٌ بِإِبْرَاهِيمَ"
وهو كلام يكذبه القرآن فجنات النعيم أخروية لأنها تكون في اليوم ألأخر لكل المسلمين كما قال تعالى :
"الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ "
ويحدثنا الرجل عن أن داود (ص) وداود(ص) عاشا أعمارا طويلة فيقول :
" ثُمَّ تَتَعَجَّبُ أَنَّ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عَاشَا فَتْرَةً طَوِيلَةً جِدًّا. هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ كُلُّ حَيَاتِهِمْ هِيَ عَجَائِبُ، كُلُّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِمْ يَخْتَلِفُ عَنّْ بَلْ حَتَّى مَوْتُ سُلَيْمَانَ كَانَ لَهُ خُصُوصِيَّةٌ، فَكَانَ مَوْتُهُ لَيْسَ كَمَوْتِ النَّاسِ الْعَادِيِّينَ.
إِذَنْ" مَاتَ سُلَيْمَانُ وَلَمْ يَدْرِ مَنْ حَوْلَهُ أَنَّهُ مَاتَ، فَهُمْ أُنَاسٌ عَجِيبُونَ. هُمْ أُنَاسٌ حَتَّى فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ يَخْتَلِفُونَ عَنْ غَيْرِهِمْ. فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُل مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنَّهُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ.
أَيْ أَنَّ سُلَيْمَانَ مَاتَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَخِرَّ أَرْضًا، فَمَوْتُهُ عَجِيبٌ، وَحَيَاتُهُمْ عَجِيبَةٌ. لِذَلِكَ، لَوْ عُدْنَا إِلَى الْآيَةِ، فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُجَالُوتَ.
إِذَنْ، دَاوُودُ فِي صَفِّ طَالُوتَ، وَدَاوُودُ وَطَالُوتُ يُقَاتِلَانِ جَالُوتَ. انظُرْ إِلَى وَزْنِ الْأَسْمَاءِ: طَالُوتُ جَالُوتُ. إِذَنْ، الْمُتَقَاتِلَانِ يَحْمِلَانِ ثَقَافَةً مُتَشَابِهَةً. طَالُوتُ وَجَالُوتُ يَنْتَمِيَانِ إِلَى ثَقَافَةٍ وَاحِدَةٍ قَدْ تَخْتَلِفُ بَعْضَ الشَّيْءِ، وَلَكِنْ تَجْمَعُهُم ثَقَافَةٌ عَامَّةٌ مَا فَإِن كَانَ عَدُوُّ طَالُوتَ هُوَ مِن ذَاتِ ثَقَافَتِهِ، وَمُسَمَّى عَلَى الْوَزْنِ نَفْسِهِ: طَالُوتُ وَجَالُوتُ. فَمِنَ الْمُسْتَغْرَبِ أَنْ يَكُونَ دَاوُودُ بِوَزْنٍ آخَرَ، وَسُلَيْمَانُ بِوَزْنٍ آخَرَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ كَانَا يَعِيشَانِ قَبْلَ هَذِهِ الثَّقَافَةِ، قَبْلَ هَذِهِ الْبِيئَةِ. وَبِمَا أَنَّ عُمْرَهُمَا كَانَ طَوِيلًا جِدًّا، فَمِنَ الطَّبِيعِيِّ أَنْ يُحَافِظَا عَلَى أَسْمَائِهِمَا، وَإِلَّا، فَهَلْ يُعْقَلُ لو أَنَّ شَخْصًا عَاشَ فَتْرَةً طَوِيلَةً أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى تَبْدِيلِ اسْمِهِ لِيَتَنَاسَبَ مَعَ ثَقَافَةٍ جَدِيدَةٍ وَبِيئَةٍ جَدِيدَةٍ؟ طَبْعًا لَا.
فَـدَاوُودُ وَسُلَيْمَانُ عَاشَا فِي زَمَانٍ قَدِيمٍ، وَاسْتَمَرَّا فِي الْحَيَاةِ إِلَى أَنْ عَاشَا فِي زَمَانٍ حَتَّى الْفَرِيقَيْنِ الْمُتَقَاتِلَيْنِ كَانَا يَنْتَمِيَانِ إِلَى ثَقَافَةٍ وَاحِدَةٍ،وَبِيئَةٍ وَاحِدَةٍ، لِأَنَّهُمَا يَعِيشَانِ عَصْرًا وَاحِدًا."
السؤال أين الدليل من كتاب الله على القول ؟
لا يوجد
الغريب هو اعتراف الرجل أن العديد مما ذكره في المقال ليس عليه أدلة دامغة وإنما هى ظنون فيقول :
"وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ بَعْضَ النُّقَاطِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا الْيَوْمَ قَدْ لَا يَتَوَفَّرُ عَلَيْهَا الْأَدِلَّةُ الْكَثِيرَةُ الدَّامِغَةُ، رُبَّمَا يَكُونُ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الظَّنِّ، رُبَّمَا وَرُبَّمَا وَرُبَّمَا، لَكِنَّ فِي النِّهَايَةِ لَا بُدَّ أَنَّ هُنَاكَ عَجَائِبَ وَخَصُوصِيَّاتٍ كَثِيرَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ"
قطعا اعتراف صريح ومع ذلك هناك اصرار بلا مبرر على أن الله فضل القوم وأعطاهم خصوصيات وعجائب دون غيرهم وهو كلام عام وعلى من يتكلم أن يفهم أن الخصوصية هى للمسلمين وليس لبنى فلان أو علان فعندما خاطبهم جعل العهد لمن أوفى بعهد الله منهم وهم المسلمون فقال :
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ"
وأعلن أنهم معظمهم خالفوا الميثاق وأنه أهلكهم مرارا وتكرارا كما أهلك غيرهم كما قال :
"فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية "
قطعا مما ألاحظه في الكثير من المقالات على وجه الكتاب التى تنسب لمن يزعمون أنهم قرآنيين أو تنويريين أجد العديد ممن يتحدثون حديثا لا يقوله مسلم وهو اعلان أفضلية بنى إسرائيل أو اليهود على الناس دون أن يوضحوا أنها أفضلية ارتبطت بعصور وجودهم كمسلمين وليسوا كبنى فلان كما كرر الله ذلك في أقوال مثل :
"وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ"
وقال :
"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ"
وقال :
" وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين "
وقال :
"فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ"
بينما حاليا لا يوجد أحد معروف منهم وهو نفس منطق بعض من يدعون العلمانية او الإلحاد ويعلنون مناصرتهم لقتل أهل فلسطين وابادتهم ولا يقول هذا الكلام إلا يهودا يتسمون بأسماء مسلمة ويكتبون من أجل اشاعة الفوضى والخلاف بين الناس أكثر مما هم مختلفون
وأما تفسير الآية :
"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون " فهنا يسأل الله الكفار ليعرفهم أنهم على الباطل ومن ثم فعليهم تركه فيقول :"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون "والذى يفسره قوله بسورة الروم"الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم "وقوله بسورة الجاثية "قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة"فالخلق الأول هو الإحياء الأول والجمع فى يوم القيامة هو الرجوع إلى الله والمعنى كيف تكذبون بحكم الله وكنتم معدومين فخلقكم ثم يفنيكم ثم يبعثكم ثم إلى جزاء الله تعودون ،ومن الآية يتبين لنا أن الله سمى الخلق فى مرحلة العدم أى الغيب أمواتا وأن المخلوق يموت مرتين فى الدنيا الأولى هى العدم والثانية هى موت نهاية العمر كما يعيش مرتين مرة فى الأرض الظاهرة وفى البرزخ السماوى مرة في الجنة والنار والله يعيد الإنسان فى الأخرة للحساب

اجمالي القراءات 12

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2980
اجمالي القراءات : 25,063,978
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 513
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt