ف3 : الخليفة الحاكم صريع الأزهر: ب 1 تاريخ الأزهر. كتاب الأزهر عدو الإسلام الأكبر

آحمد صبحي منصور Ýí 2025-11-02


ف3 : الخليفة الحاكم صريع الأزهر: ب 1 تاريخ الأزهر. كتاب الأزهر عدو الإسلام الأكبر

الجزء الأخير :
 أولا :

 إضطهاد الأقباط فى عهد الخليفة الحاكم الفاطمى

1 ـ  وكان إضطهاد الأقباط المصريين إحدى تفصيلات الجنون لدى هذا الخليفة ، نرى هذا مثلا فى تسجيل أحداث عام ( خمس وتسعين وثلثمائة) : ( في سابع محرم قرئ سجل في الجوامع يأمر اليهود والنصارى بشد الزنار ولبس الغيار وشعارهم بالسواد شعار الغاصبين العباسيين . )

المزيد مثل هذا المقال :

2 ـ ومن الطبيعى أن يعانى من بقى على قبطيته من المصريين جانبا من حمق هذا الخليفة الذى عمّ الجميع. وهنا نعود الى الاستشهاد بالمقريزى فى الخطط ، يقول عن معاناة البطرك زخريس اليعقوبى من حمق الخليفة الحاكم: ( وفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة قدم اليعاقبة زخريس بطركًا فأقام ثماني وعشرين سنة، منها في البلايا مع الحاكم بأمر الله...تسع سنين اعتقله فيها ثلاثة أشهر، وأمر به فألقي للسباع هو وسوسنة النوبي ). هنا يكرر الحاكم اضطهاد الأقباط المصريين بأفظع ممّا أفترقه الرومان بهم . جاء الحاكم للخلافة وكان وقد تمتع الأقباط بتودد المعز ثم العزيز اليهم والاحتفال بأعيادهم ومشاركتهم في المواكب ، وكان أعيان الأقباط مسيطرين على إدارات الدولة وكثرت أموالهم ، فحسدهم الموظفون المسلمون ، المقريزى كان كارها للأقباط  وأثبتنا هذا في كتابنا ( المقريزى وثقافة الفتوحات ) وهو في الخطط يعترف بالاضطهاد غير المسبوق الذى عاناه ويعلله ويبرره بسيطرة أعيان الأقباط على جهاز الدولة . وهذا تبرير ساقط ، فهم منذ إحتلال العرب لمصر وهم الواسطة بين المحتل الأجنبي واالفلاح المصرى ( القبطى ) ، وكونهم جزءا محليا من دولة محتلة ظالمة يجعلهم جزءا من هذا الظلم رغم انوفهم وإلا تعرضوا لعقابه . المقريزى يقول :( نزل بالنصارى شدائد لم يعهدوا مثلها، وذلك أن كثيرًا منهم كان قد تمكن في أعمال الدولة حتى صاروا كالوزراء وتعاظموا لاتساع أحوالهم وكثرة أموالهم فاشتدّ بأسهم وتزايد ضررهم ومكايدتهم للمسلمين فأغضب الحاكم بأمر الله ذلك، وكان لا يملك نفسه إذا غضب. ) .

4 ـ ويوجز المقريزى أنواع الاضطهاد والتعذيب التى أوقعها الخليفة الحاكم بالمصريين الأقباط بقوله :( نزل بالنصارى شدائد لم يعهدوا مثلها). ثم يشرح هذه العبارة فى هذا التقرير المفزع : (فاشتدّ بأسهم وتزايد ضررهم ومكايدتهم للمسلمين فأغضب الحاكم بأمر الله ذلك، وكان لا يملك نفسه إذا غضب؛ فقبض على عيسى بن نسطورس النصرانيّ وهو إذ ذاك في رتبة تضاهي رتب الوزراء وضرب عنقه،  ثم قبض على فهد بن إبراهيم النصرانيّ كاتب الأستاذ برجوان وضرب عنقه ، وتشدد على النصارى وألزمهم بلبس ثياب الغيار وشدّ الزنار في أوساطهم ، ومنعهم من عمل الشعانين وعيد الصليب والتظاهر بما كانت عادتهم فعله في أعيادهم من الاجتماع واللهو، وقبض على جميع ما هو محبس ( موقوف ) على الكنائس والديارات ( أى أوقاف الكنائس والأديرة ) وأدخله في الديوان وكتب إلى أعماله كلها بذلك ، وأحرق عدّة صلبان كثيرة ، ومنع النصارى من شراء العبيد والإماء ، وهدم الكنائس التي بخط راشدة ظاهر مدينة مصر ، وأخرب كنائس المقس خارج القاهرة ، وأباح ما فيها للناس فانتهبوا منها ما يجلّ وصفه ، وهدم دير القصير وانهب العامة ما فيه ، ومنع النصارى من عمل الغطاس على شاطئ النيل بمصر، وأبطل ما كان يُعمل فيه من الاجتماع للهو ، وألزم رجال النصارى بتعليق الصلبان الخشب التي زنة كل صليب منها خمسة أرطال في أعناقهم،  ومنعهم من ركوب الخيل ، وجعل لهم أن يركبوا البغال والحمير بسروج ولجم غير محلاة بالذهب والفضة، بل تكون من جلود سود ، وضرب بالحرس في القاهرة ومصر أن لا يركب أحد من المكارية ( أصحاب الحمير ) ذمّيًا ولا يحمل نوتيّ ( صاحب سفينة ) مسلم أحدًا من أهل الذمة ، وأن تكون ثياب النصارى وعمائمهم شديدة السواد ، وركب سروجهم من خشب الجميز ، وأن يُعلق اليهود في أعناقهم خشبًا مدوّرًا زنة الخشبة منها خمسة أرطال وهي ظاهرة فوق ثيابهم . وأخذ في هدم الكنائس كلها ، وأباح ما فيها وما هو محبس عليها للناس نهبًا وإقطاعًا ، فهُدمت بأسرها، ونهب جميع أمتعتها ، وأقطع أحباسها ( أى أوقافها )، وبني في مواضعها المساجد ، وأذّن بالصلاة في كنيسة شنودة بمصر، وأحيط بكنيسة المعلقة في قصر الشمع ، وكثر الناس من رفع القصص ( أى الشكاوى ) بطلب كنائس أعمال مصر ودياراتها ، فلم يردّ قصة منها إلاّ وقد وقع عليها بإجابة رافعها لما سأل، فأخذوا أمتعة الكنائس والديارات وباعوا بأسواق مصر ما وجدوا من أواني الذهب والفضة وغير ذلك ، وتصرفوا في أحباسها . ووجد بكنيسة شنودة مال جليل ، ووجد في ( الكنيسة ) المعلقة من المصاغ وثياب الديباج أمر كثير جدًّا إلى الغاية . وكتب إلى ولاة الأعمال بتمكين المسلمين من هدم الكنائس والديارات ، فعمّ الهدم فيها من سنة ثلاث وأربعمائة ، حتَى ذكر من يوثق به في ذلك أن الذي هدم إلى آخر سنة خمس وأربعمائة بمصر والشام وأعمالهما من الهياكل التي بناها الروم نيف وثلاثون ألف بيعة . ونهب ما فيها من آلات الذهب والفضة وقبض على أوقافها وكانت أوقافًا جليلة على مبان عجيبة . وألزم النصارى أن تكون الصلبان في أعناقهم إذا دخلوا الحمام ، وألزم اليهود أن يكون في أعناقهم الأجراس إذا دخلوا الحمام . ثم ألزم اليهود والنصارى بخروجهم كلهم من أرض مصر إلى بلاد الروم ، فاجتمعوا بأسرهم تحت القصر من القاهرة ، واستغاثوا ولاذوا بعفو أمير المؤمنين حتى أعفوا من النفي . وفي هذه الحوادث أسلم كثير من النصارى‏.‏) .أى تنوع هذا الاضطهاد من قتل زعماء الأقباط الى هدم وسلب الكنائس والأديرة ، وتحقير الأقباط واليهود فى موضوع الزى ، ومنعهم من ركوب الخيل ، ومن أن يتاح لهم ركوب الحمير بالأجرة أو ركوب السفن بالأجرة إذا كان صاحب الحمار ( المكارى ) مسلما ، أو كان صاحب المركب مسلما.

5 ـ وكانت نتيجة هذا الاضطهاد دخول كثيرين من الأقباط فى ( التشيع ) أو الاسلام بزعم المقريزى القائل:( وفي هذه الحوادث أسلم كثير من النصارى‏.‏) . وبالتالى بينما دخلوا فى عهد الحاكم فى التشيع خوفا ورعبا من جنونه . بدأ المصريون بإعتناق التشيع فى العصر الفاطمى رغبة ورهبة، ثم تحولوا من التشيع الى التصوف السنى فى الدولة الأيوبية بعد أن قضى صلاح الدين الأيوبى على الدولة الفاطمية وتشيعها ، ثم تمكن التصوف السّنى من عقائد المصريين المسلمين فى العصرين المملوكى والعثمانى ، وتراجعت أمامه الديانة القبطية واللغة القبطية . وهنا دخل فى إضطهاد الأقباط المصريين عنصر جديد ، أتى ليس فقط من الحكام المستبدين بل من عوام المسلمين السّنيين ، فقد كان التعصب الدينى هو الظاهرة السائدة فى ثقافة العصور الوسطى فى أوربا وبلاد المسلمين على السواء ، وأجّج هذا التعصب الحروب الصليبية .  

ثانيا

في هذا التطرف في الظلم والذى شمل الجميع وبدرجة غير مسبوقة لم يكن الخليفة الحاكم ملحدا لا دينيا بل كان شديد التدين بدين الأزهر الفاطمى وقتها ، أي يعتقد في نفسه الألوهية ، وأنه لا يُسأل عما يفعل ،وأنه الفعّال لما يريد . رأى عدم إيمان الناس بإعلانه الوهيته فسخط عليهم ، وجعل من تدينه إثباتا لهذا . كان من تدينه حرصه على إمامة الناس في الصلاة في العيدين . ونعطى أمثلة :

 1 ـ عام 386 : ( وركب الحاكم يوم الأضحى فصلى بالناس صلاة العيد بالمصلى وخطب وأصعد معه المنبر القاضي محمد بن النعمان وبرجوان وابن عمار وجماعة‏.‏ ) بسبب صغر عمره صعد معه كبار الدولة .
2 ـ عام 387 ( وصلى الحاكم بالناس صلاة عيد الفطر بالمصلى وخطب وأصعد معه المنبر الحسين بن جوهر والقاضي والأستاذ برجوان وجماعة‏.‏ ) ( وفيها صلى الحاكم بالمصلى صلاة العيد يوم النحر بالناس وخطب على رسمه‏.‏ )
3 ـ عام 388 ( وفي شهر رمضان صلى الحاكم بجامع القاهرة بالناس بعد ما خطب وعليه رداء وهو متقلد سيفا وبيده قضيب وزرر عليه جلال القبة لما خطب وقال خطبة مختصرة سمعها من قرب منه‏.‏ وهي أول جمعة صلاها ثم صلى جمعة أخرى وصلى صلاة عيد الفطر في المصلى وخطب على الرسم المعتاد وحضر السماط‏.‏ ) ( وصلى الحاكم يوم عيد النحر بالمصلى وخطب‏.‏)
4 ـ عام 389 : ( وصلى الحاكم في رمضان بالناس جمعتين وخطب وصلى صلاة عيد الفطر وخطب وأصعد القاضي معه في جماعة وجلس على السماط‏.‏) ( وصلى الحاكم صلاة عيد النحر وخطب على الرسم وأجرى الناس في أضاحيهم على عوائدهم‏.)
5 ـ عام 390 : ( ‏وفي يوم عيد الفطر صلى الحاكم بالناس بالمصلى وخطب على رسمه وأصعد ابن النعمان وعدة من القواد معه المنبر فجلس على الدرج‏.‏) ( وصلى الحاكم صلاة عيد النحر بالمصلى وخطب ونحر في القصر على رسمه وجلس على السماط‏.‏ )
6 ـ عام 391 : ( جرى الرسم في ركوب الحاكم لفتح الخليج وفي يوم العيد إلى المصلى على العادات‏.‏ وجرى الرسم في صلاة عيد النحر على ما تقدم ثم انصرف فنحر ودخل تربة القصر وحضر السماط‏.‏ )
7 ـ عام 392 : ( وصلى الحاكم في رمضان بالناس أجمعين بعد ما خطب ، وصلى صلاة عيد الفطر وخطب على الرسم‏.‏ )
8 ـ عام 394 ( وصلى الحاكم بالناس في رمضان صلاة الجمعة مرتين وخطب‏.)
9 ـ عام 395 ( وركب الحاكم يوم عيد الفطر وعليه ثوب مصمت أصفر وعلى رأسه منديل منكر وهو محنك بذؤابة والجوهر بين عينيه‏. وقيد بين يديه ستة أفراس بسروج مرصعة بالجوهر وست فيلة وخمس زرافات فصلى بالناس صلاة العيد وخطبهم، فلعن في خطبته ظالمه حقه والمرجفين به، وأصعد معه قائد القواد وقاضي القضاة عز الدين‏. وحضر الحاكم وعلى رأسه تاج مكلل بالجواهر‏. ونودي في الناس بأن يلعبوا بالماء في النوروز ونزل الحاكم يوم النحر إلى المصلى فصلى بالناس ، وخطب ونحر بها ثلاث بدن ( بقر ) ، وعاد إلى القصر فحضر السماط ، ثم نحر في الملعب إحدى وعشرين بدنة ، وواصل النحر أياماً‏. )
10 ـ عام 396 : ( وجرى الرسم في شهر رمضان كل ليلة على العادة وصلى الحاكم فيه بالناس صلاة الجمعة وخطب ثلاث مرات‏.) ( وصلى يوم عيد الفطر بالناس وخطب بالمصلى على عادته‏. )
11 ـ عام 401 : ( وقرئ سجل في سائر الجوامع فيه النهي عن معارضة الإمام فيما يفعله وترك الخوض فيما لا يعنى وأن يؤذن بحي على خير العمل ويترك من أذان الصبح قول‏:‏ الصلاة خير من النوم والمنع من صلاة الضحى وصلاة التراويح وإعادة الدعوة والمجلس على الرسم‏. وصلى مالك بن سعيد بالناس صلاة عيد النحر وخطب ونحر في المصلى والملعب مدة أيام النحر‏. ولم يركب الحاكم ولا نحر‏. ). هنا مظهر من مظاهر الجنون الدينى للحاكم بأمر الله .
12 ـ عام ( 402 ) ( ونزل إلى الجامع العتيق ومعه سائر العسكر بخلعه وقرئ سجله وفيه تشدده في المسكرات والمنع من بيع الفقاع والملوخية والسمك الذي لا قشر له والمنع من الملاهي ومن اجتماع الناس في المآتم واتباع الجنائز والمنع من بيع العسل إلا أن يكون ثلاثة أرطال فما دونها‏. وفي ذي الحجة وردت هدية تنيس على العادة في كل سنة‏. ولم يركب الحاكم لصلاة عيد النحر فصلى بالناس مالك بن سعيد وخطب‏. ).
أخيرا

لو كان شيخ الأزهر الحالي ( الملقّب بالإمام الاكبر ) هو المستبد السياسى المتحكم في مصر وخطر له ان يعلن نفسه إلاها وواجه رفض الناس وسخريتهم فإنّه و بلا شك سيفعل ما كان يفعله الخليفة الحاكم الفاطمى . هنا جنون مبعثه الاقتناع الشيطانى بتأليه الشخص نفسه . وحيث ان شيخ الأزهر الحالي موظّف يخدم المستبد العسكرى فلا مجال أمامه سوى الرقص على أنغام سيده ولىّ أمره . هذا الموظف الحكومى ( الإمام الأكبر ) يحافظ على مناهج الأزهر ، والتي يتخرج على أساسها كل عام مئات الألوف من المواشى البشرية ينشرون التخلف الدينى والكفر بالاسلام في مصر وخارجها . هذا يؤكد ان الأزهر كان ولا يزال عدو الإسلام الأكبر ، وهو يمارس وظيفته من أكثر من ألف عام .

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور ) https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

اجمالي القراءات 172

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5290
اجمالي القراءات : 64,869,010
تعليقات له : 5,512
تعليقات عليه : 14,905
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي