آحمد صبحي منصور Ýí 2025-08-20
( الفصل الخامس):الفقه الوعظى في كتاب ( تلبيس إبليس ) لإبن الجوزى ( ج 7):كتاب ( الفقه الوعظى )
نستكمل الحديث ..
يقول إبن الجوزى في كتابه ( تلبيس إبليس )
( ذكر تلبيس إبليس على الغزاة :
قال المصنف: قد لبس إبليس على خلق كثير فخرجوا إلى الجهاد ونيتهم المباهاة والرياء ليقال فلان غاز وربما كان المقصود أن يقال شجاع أو كان طلب الغنيمة وإنما الأعمال بالنيات وعن أبي موسى قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله أرأيت الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله فقال رسول الله : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله." أخرجاه في الصحيحين وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " إياكم أن تقولوا مات فلان شهيدا أو قتل فلان شهيدا فإن الرجل ليقاتل ليغنم ويقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه ". وبالإسناد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي أنه قال : " أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى قتلت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جرىء، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال" تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت القرآن" فقال :" كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل" ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه فأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها فقال ما تركت من سبيل أنت تحبه أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد ، فقد قيل." ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. " انفرد باخراجه مسلم . وباسناد مرفوع عن أبي حاتم الرازي قال سمعت عبدة بن سليمان يقول كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم فصادفنا العدو فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه فقتله ثم آخر فقتله ثم آخر فطعنه فقتله ثم آخر فقتله ثم دعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه الرجل فقتله فازدحم الناس عليه فكنت فيمن ازدحم عليه فاذا هو ملثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فاذا هو عبد الله بن المبارك فقال وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا قلت فانظروا رحمكم الله إلى هذا السيد المخلص كيف خاف على إخلاصه برؤية الناس له ومدحهم إياه فستر نفسه وقد كان ابراهيم بن أدهم يقاتل فاذا غنموا لم يأخذ شيئا من الغنيمة ليوفر له الأجر .
فصل : وقد لبس إبليس على المجاهد اذا غنم ، فربما أخذ من الغنيمة ما ليس له أخذه، فأما أن يكون قليل العلم فيرى أن أموال الكفار مباحة لمن أخذها ولا يدري أن الغلول من الغنائم معصية . وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال خرجنا مع رسول الله إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهبا ولا ورقا غنمنا المتاع والطعام والثياب ، ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله عبد له فلما نزلنا قام عبد رسول الله يحل رحله فرمى بسهم فكان فيه حتفه فلما قلنا له هنيئا له الشهادة يا رسول الله فقال : كلا والذي نفس محمد بيده أن الشملة لتلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم. قال ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال أصبته يوم خيبر فقال رسول الله شراك من نار أو شرا كان من نار .")
فصل :
وقد يكون الغازي عالما بالتحريم إلا أنه يرى الشيء الكثير فلا يصبر عنه وربما ظن أن جهاده يدفع عنه ما فعل وها هنا يتبين أثر الإيمان والعلم. روينا باسناد عن هبيرة بن الأشعث عن أبي عبيدة العنبري قال لما هبط المسلمون المداين وجمعوا الأقباض أقبل رجل بحق معه فدفعه إلى صاحب الأقباض فقال الذين معه ما رأينا مثل هذا قط ما يعدله ما عندنا ولا ما يقاربه فقال له هل أخذت منه شيئا فقال أما والله لولا الله ما أتيتكم به فعرفوا أن للرجل شأنا فقالوا من أنت فقال والله لا أخبركم لتحمدوني ولا أغريكم لتقرظوني ولكني أحمد الله وأرضى بثوابه فاتبعوه رجلا حتى انتهى إلى أصحابه فسأل عنه فاذا هو عامر بن عبد قيس.
التعليق :
أولا :
1 ـ إبن الجوزى كان لا يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا ، ولا يستشهد به إلا بإخراج الآية عن سياقها وبعد إخضاعها لما يؤمن به من أحاديث شيطانية . وهو هنا يستخدم هذه الأحاديث الشيطانية في وعظه . ومنها :إسناد علم الغيب للنبى زورا وبهتانا ، مثل : (" أول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى قتلت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جرىء، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال" تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت القرآن" فقال :" كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارىء فقد قيل" ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه فأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها فقال ما تركت من سبيل أنت تحبه أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد ، فقد قيل." ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ") ، ( وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال خرجنا مع رسول الله إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهبا ولا ورقا غنمنا المتاع والطعام والثياب ، ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله عبد له فلما نزلنا قام عبد رسول الله يحل رحله فرمى بسهم فكان فيه حتفه فلما قلنا له هنيئا له الشهادة يا رسول الله فقال : كلا والذي نفس محمد بيده أن الشملة لتلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم. قال ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال أصبته يوم خيبر فقال رسول الله شراك من نار أو شرا كان من نار .").
2 ـ يرى إن الجهاد الاسلامى هو الحروب والتي كان فيها الإعتداء على الآخرين ظلما وعدوانا . ومنها الخبر السابق عن غزو خيبر . فهل إعتدى أهل خيبر على النبى وغزوا المدينة ؟ أم أن النبى ـ بزعمهم الكاذب ـ هو الذى هاجمهم في بلدهم ؟ . ومثل ذلك هذا الخبر المُلفّق عن عبد الله بن المبارك ، راوية الحديث الذى صنعوا له تاريخا مزورا ، منها قتاله للروم ، وعفته عن المغانم . يقول : ( كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم فصادفنا العدو فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه فقتله ثم آخر فقتله ثم آخر فطعنه فقتله ثم آخر فقتله ثم دعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه الرجل فقتله فازدحم الناس عليه فكنت فيمن ازدحم عليه فاذا هو ملثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فاذا هو عبد الله بن المبارك فقال وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا قلت فانظروا رحمكم الله إلى هذا السيد المخلص كيف خاف على إخلاصه برؤية الناس له ومدحهم إياه فستر نفسه وقد كان ابراهيم بن أدهم يقاتل فاذا غنموا لم يأخذ شيئا من الغنيمة ليوفر له الأجر .) ومنه هذا الافتراء : ( روينا باسناد عن هبيرة بن الأشعث عن أبي عبيدة العنبري قال لما هبط المسلمون المداين ، وجمعوا الأقباض، أقبل رجل بحق معه فدفعه إلى صاحب الأقباض فقال الذين معه ما رأينا مثل هذا قط ما يعدله ما عندنا ولا ما يقاربه فقال له هل أخذت منه شيئا فقال أما والله لولا الله ما أتيتكم به فعرفوا أن للرجل شأنا فقالوا من أنت فقال والله لا أخبركم لتحمدوني ولا أغريكم لتقرظوني ولكني أحمد الله وأرضى بثوابه فاتبعوه رجلا حتى انتهى إلى أصحابه فسأل عنه فاذا هو عامر بن عبد قيس. ). هاجموا المدائن في فارس ، ولم يسبق للمدائن أن هاجمتهم في المدينة . وسلبوا أموال أهلها ، وإقتسموها ، أو ما يقال عنها ( الأقباض ) ، من ( قبضهم ) الغنائم المسلوبة ظلما وعدوانا وتوزيعها عليهم . ويجعل من الفضائل أمانة بعضهم . لو كان مؤمنا فاضلا ما إرتضى من البداية أن يقاتل من لم يعتد على بلده ويسلب أمواله .!
ثانيا :
الذى لم يعرفه إبن الجوزى والذى لم يؤمن به هو التدرج في تشريعات في الإسلام في التعامل مع المعتدين الى أن تصل الى القتال الدفاعى . ونعطى عنها لمحة سريعة :
1 ـ في مواجهة الاضطهاد الدينى لارغام المؤمن على الكفر وتقديس البشر والحجر عليه أن يصبر ما إستطاع ، وإذا فاض به الأذى فله أن يقول لهم كلمة الكفر ليتركوه ، والله جل وعلا عالم ما في الصدور يسمح له بذلك ، ويغفر له ذلك . قال جل وعلا : ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 106 ) النحل ).
2 ـ الهجرة في سبيل الله جل وعلا هي الخيار الأمثل . وفيها قال جل وعلا في نفس السورة: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 110 )، ( وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ( 41 ) الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ( 42 ) ). إن أرض الله جل وعلا واسعة ، ولكن العُمر قصير ، وهو يتناقص ويقترب من الموت بسرعة 60 ثانية في الدقيقة . ومن السخف أن تضيع عمرك تتحمل الظلم راضيا به . نرجو تدبر قول ربنا جل وعلا :
2 / 1 :( يا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ(56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(59)العنكبوت )
2 / 2 :( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ(10)الزمر )
3 ـ الذى يتكاسل عن الهجرة مع قدرته عليه يكون كافرا . قال جل وعلا :
( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا(97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99) وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )( 100) النساء ).
وعليه :
1 ـ تعرض النبى محمد عليه السلام والمؤمنون معه لاضطهاد هائل ، فهاجروا ، وتعقبتهم قريش بالغارات في المدينة ليردوهم عن دينهم . قال جل وعلا : ( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)البقرة )، وكان التشريع وقتها هو كفّ اليد ، وحين نزل تشريع القتال كرهوه ، فقال لهم جل وعلا ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216) البقرة ) وطلب بعضهم التأجيل . فقال جل وعلا : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) النساء).
2 : الاستعداد القتالى أخذ وقتا ، ولم يكن للإعتداء بل لارهاب العدو بردعه عن العدوان ، أي لحقن الدماء والسلام ، وإن آثروا السلام فلا بد من الاستجابة . قال جل وعلا : ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60) وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الأنفال ) .
3 ـ وحين أتمُّوا إستعدادهم نزل لهم الإذن بالقتال ، وفيه مبررات هذا الإذن. قال جل وعلا : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)الحج ) .
4 ـ ونتذكر أن فريقا من المؤمنين في موقعة ( بدر ) كان معارضا للقتال ، وجادل في الحق بعد ما تبين . قال جل وعلا : ( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ( 5 ) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ( 6 ) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ( 7 ) الأنفال ).
5 ـ نزلت تشريعات القتال الدفاعى في قتال الجنود المعتدين في أرض المعركة فقط ، مع تحريم الإعتداء ، وأن يكون الاعتداء بالمثل ، وينتهى القتال الدفاعى بتوقف المعتدى عن إعتدائه . قال جل وعلا : (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) 194) ) ( البقرة).
6: بل هناك أكثر من ذلك:
6 / 1 : فالمقاتل في الجيش المعتدى إذا نطق بكلمة السلام وجب حقن دمه ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (94) النساء).
6 / 2 : وإذا إستجار في أرض المعركة وجبت حمايته وتوصيله الى مأمنه بعد إسماعه بعض آيات القرآن الكريم. قال جل وعلا : (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ (6) التوبة ).
7ـ أفظع جريمة أن تقتل إنسانا مسالما مؤمنا مأمون الجانب ، قال جل وعلا : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء ) .هذا عن قتل فرد واحد . فماذا عن قتل آلاف وملايين . وماذا إذا كان هذا القتل منسوبا الى الإسلام دين السلام والرحمة والعدل ؟! ألا يكون هذا ظلما لمن أنزل الدين واصبا ؟
8ـ هذا التشريع السامى الاسلامى حطّمه ـ تحطيما ــ جواسيس قريش الذين بعثتهم مهاجرين ، وكتموا نفاقهم ومردوا عليه ، قال عنهم رب العزة جل وعلا وعن عدم توبتهم : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة ). كانوا الأقرب للنبى محمد عليه السلام ، وبعضهم أصهاره ، فكان سهلا عليهم أن يتولوا الحكم بعده ، وأن يبدلوا شريعة الإسلام كفرا ، وباسم الإسلام . نتحدث عن الخلفاء أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ، وعن الزبير وطلحة وسعد بن أبى وقاص وعمرو بن العاص ..إعتدوا على أمم لم تعتد عليهم ، سبوا نساءهم وذريتهم واحتلوا بلادهم ونهبوا ثرواتهم ، ثم تنازعوا فيما سلبوه فكانت الفتنة الكبرى . وتأسّست على تلك الفتوحات والفتنة الكبرى أديان أرضية شيطانية ، يحتل فيها أولئك الصحابة مرتبة الألوهية . وسيظل أولئك المحمديون في القاع أسفل سافلين طالما لا يزالون يقدسون أولئك الصحابة الملاعين .
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5251 |
اجمالي القراءات | : | 62,947,643 |
تعليقات له | : | 5,502 |
تعليقات عليه | : | 14,901 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
( الفصل الخامس):الفقه الوعظى في كتاب ( تلبيس إبليس ) لإبن الجوزى ( ج 7):كتاب ( الفقه الوعظى )
( الفصل الخامس):الفقه الوعظى في كتاب ( تلبيس إبليس ) لإبن الجوزى ( ج 6) : كتاب ( الفقه الوعظى )
هذا الذى ..عاد راكعا .. للسيسى .!!
( الفصل الخامس):الفقه الوعظى في كتاب ( تلبيس إبليس ) لإبن الجوزى ( ج 5) : كتاب ( الفقه الوعظى )
دعوة للتبرع
مشكلتك أنت ..: نعم انا مشكلت ي الوحي ده في انه كان كاذبا...
لا شكر على نصيحتك: أنا قرآنى أؤمن بالله وحده لا شريك له ،...
منع المشركين من الحج: ما معنى يا أيها الذين آمنوا إنما المشر كون ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : دعن اصارح ك عن نفسى بكل...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : كلمة ( مآب ) وكلمة ( متاب ) جاءت...
more