كاتبة يهودية تسأل اى الفرق الإسلاميةهى الأصح لأتبعها؟؟
كاتبة يهودية تسأل اى الفرق الإسلاميةهى الأصح لأتبعها؟؟
أرسل لى صديق عزيز رسالة بمقال لكاتبة يمنية يهودية تسأل وتقول ما معناه : السيرة تقول أن يهوديا كان جارا مؤذيا للنبى محمد ،فمرض فعاده النبى محمد وزاره وأحسن إليه ،فدخل الإسلام لتسامح النبى محمد وإحسانه إليه ..... أما الآن فالمُسلمون منقسمون إلى أكثر من 70 فرقة وكل فرقة منهم تقول أنها هى الفرقة الناجية التى ستدخل الجنة ،فإذا أردت أن أدخل الإسلام فأى فريقة أتبع ،وكيف أضمن أنها الفرقة الناجية ؟؟
فما ردك عليها أخى دكتور عثمان ؟؟
==
التعقيب ::
شكرا لحضرتك وربنا يبارك فيكم ويحفظكم أستاذ ....... وشكرا لها على إثارتها هذا السؤال المُهم والمحورى فى محاولة فهم الدين الإسلامى والتعرف عليه سواء كان للدخول فى الإسلام أو لمجرد الوقوف على أصح مرجعية فيه ،وأتمنى من المُسلمين أنفسهم أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال .ويُفكروا فى إجابته بطريقة علمية
وأقول لها ولمن يُريد أن يبحث عن الإسلام الصحيح أنه ليس فى الإسلام فرق ولا جماعات ولا مرجعيات ولا مذاهب ولا طوائف ولا طرق مُتعددة مختلفة عن بعضها فى دين الله .... فكل هذه الفرق والجماعات والمذاهب والطوائف خرجت من عباءة السياسة والتاحر من أجل الحُكم والتجارة (وهذا موضوع طويل) ،فكل فريق سياسى وضع لنفسه مرجعية سياسية وغلفها بالدين وألبسها ثوبا من ثياب الدين ،وتاجر بها وإشترى بآيات الله فيها ثمنا قليلا ،وفصلوها على مقاس أمرائهم وحُكامهم وسلاطينهم ،ثم صنعوا لها سندا (عن فلان عن فلان عن فلان ) إلى أن رفعوها وأوصلوها للنبى محمد عليه السلام .فمثلا مذهب مالك بن أنس أو موطأ مالك فى الفقه والحديث كان بأمر مباشر من الخليفة (ابو جعفر المنصور ) لمالك ليؤلف له كتابا يوطىء الناس عليه ويحكمهم به ،فقام بتأليف موطأ مالك له ، فصار بعد ذلك مرجعا ومرجعية للروايات والأحاديث ،ثم عبده المُسلمون وقدّسوه وإتخذوا من كتابه مذهبا فقهيا ومرجعية يعبدون الله بها من دون الله ومن دون كتابه الأوحد (القرءان الكريم ) .وهكذا نشأت كُل كُتب ومرجعيات ومذاهب وطوائف أهل السُنة ،والشيعة والتصوف ...... فكُلها إختراعات بشرية ما أنزل الله بها من سُلطان وما لها من دين الله حظ أو نصيب ..
فلو كنتى يا أستاذة صادقة ومُنصفة ومحايدة وموضوعية فى أن تتعرفى على الإسلام ومرجعيته وأصوله ودستورة ،فلتنسى كُل هذه الفرق والمذاهب والطوائف بمرجعياتها وتاريخها وسيرتها وإختلافاتها ، ولتعتبرى نفسك تعيشين فى عصر النبى محمد عليه السلام بما فيه من قرءان كريم فقط فى دين الله . ولتبدأى فى قراءته ودراستة دراسة تحليلية حسب ترتيب نزوله ، وتضعى لكل آية مُستجدة عنوانا لموضوع ،ثم تُجمعى كل الآيات التى تتحدث عن نفس الموضوع حسب تسلسل قراءتك وحسب نزولها فى ترتيب نزول سور القرءان فى ملف خاص بها ،ثم بعد أن تنتهى من قراءة القرءان ودراسته وبحثك فيه تعودى للبحث فى كُل ملف أو فى كُل موضوع من الموضوعات التى إستخرجتيها منه وتبحثيه وتُحليليه وتستخرجى حقائقه وتشريعاته وأوامره ونواهيه ... وهكذا وهكذا وهكذا .... وبعد ما تنتهى من دراستك العلمية هذه ستكتشفين بنفسك وستتعرفين بنفسك على الفرقة الناجية ، وهى التى أمرها القرءان الكريم ورب القرءان الكريم بإتباع القرءان الكريم وحده فى دين الله .
ومن أصول البحث العلمى فى القرءان أن تبحثى عن معنى الكلمة القرءانية والمُصطلح القرءانى من القرءان نفسه وليس من خارجه ......... وسأعطيك مثالا ...... فلو طبقنا هذا على أول سورة نزلت فى القرءان الكريم سورة (العلق) سنجد أنها تتحدث فى رؤوس موضوعات عن :::
1--الأمر بالعلم والقراءة :وهل كان النبى محمد يكتب ويقرأ أم كان جاهلا بالقراءة كما يزعم التراثيون الجهلة ؟؟؟
2- الحديث عن خلق الإنسان ،وفيها لمحة علمية طبية بيولوجية .
3- الحديث عن العلم والتعلم المُستمر وأن هذا العلم والتعلم وأدواته هى هبة ومنحة من الله جل جلاله للإنسان إلى يوم القيامة .
4-الحديث عن المتكبرين على الله ودينه وقرءانه وأحد أسباب تكبرهم .
5-تذكرة الإنسان بما فيهم أولئك المتكبرين بأنهم سيعودن إلى الله جل جلاله ، وبأن اليوم الآخر حق .
6- الحديث عمن يصدون الناس ويمنعونهم عند ذكر الله وعن الصلاة له وحده ، وفيها دليل على وجود الصلاة الحركية من قبل نزول القرءان وأنهم كانوا يصلونها ،وكان هناك من يمنعهم ويريدهم أن يُصلوا لآلهتهم وأصنامهم ...وبالتالى فالصلاة موجودة ومفروضة من قبل نزول أول سورة فى القرءان وليست كما يقول جهلاء السيرة والحديث والفقه أنها فرضت بعد 13 سنة من البعثة فى رحلة المعراج المزعومة .
7-وعيد لأولئك الذين يمنعون الناس عن الصلاة بأن مصيرهم النار يوم القيامة .
8- لا تُطعهم يا محمد ويا كل من أسلم لرب العالمين مع محمد وتمتنعوا عن الصلاة ولكن صلوا وإسجدوا فى صلواتكم وإقتربوا من الله جل جلاله بصلواتكم ..... وأن هذا الأمر يؤكد على أن الصلاة مفروضة من قبل ،وجاء الأمر بإستمرار الصلاة من أول لحظة نزل فيها القرءان . وبأنها كانت معروفة لهم بعدد الصلوات وعدد الركعات وهيئتها الحركية .
==
فكل بند مما سبق تستطيعين أن تجعليه موضوعا وتبحثين عن الآيات القرءانية التى تحدثت عنه ،وتُجمعيها ،ثم تدرسيها ، وتُحليليها وتستخرجى تشريعاتها وحقائقها وأوامرها ونواهيها .......ثم كلما وجدتى وإكتشفتى موضوعا جديدا تفتحى له ملفاخاصا به وتجمعى آياته ، وهكذا وهكذا وهكذا إلى أن تنتهى من قراءة ودراسة وبحث القرءان الكريم ......
والأهم ونصيحتى لك ألا تتبعى هواك ورغباتك وخلفيتك الثقافية الدينية فى الدراسة ،ولكن إتركى نفسك لنتائج القرءان نفسه ..... أعملى نفسك وكأنك فى تجربة كيمياء ومنتظرة ماسينتج عن تفاعل العناصر الكيماوية فى التجربة،و على نتيجة تحليل العينة وأرقامها .فنحن نمشى وراء نتائج التجارب المعملية ولا نفرض هوانا ورغباتنا عليها ،فكذلك القرءان الكريم سيرى وراء نتائجه هو وليس وراء رغباتك أنت ،لتخرجى بنتائج صائبة وحقيقية وصادقة ومحايدة ..
==
بالتوفيق فى بحثك ونرجو الله لنا ولك وللجميع الهداية إلى الحق فى دين الله جل جلاله . ونحن على إستعداد للحوار حول أى مضوع تنتهين من بحثه فى القرءان الكريم وللتواصى فيه بالحق بشرط أن تكونى قد إنتهيت منه بالفعل ،وليس كلما وجدتى شيئا تسألين عنه .... أكملى البحث الموضوع كُله ثم نتحاور ونتناقش فيه لو أردتى .... بالتوفيق مرة أُخرى ....
اجمالي القراءات
145