رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-05-29
الحراسة فى الإسلام
الحراسة تعنى فى المعنى المعلوم بين الناس :
القيام بمنع الأخرين من الاعتداء على مكان الحراسة سواء كان منعهم من الاستيلاء على المكان بما فيه أو أخذ شىء منه وهو السرقة أو السطو مع ترك المكان
وللفقهاء واللغويين تعريفات وإطلاقات كالتالى :
حفظ الشىء حفظا مستمرا عن طريق صرف الآفات عن الشيء قبل أن تصيبه صرفا مستمرا، فإذا أصابته فصرفها عنه سمي تخليصا أو استعادة
ويقال أن معنى الجذر حرس هو :
دهر فالحرس هو الدهر
وفى كتب اللغويين تطلق الكلمة على الحفظ والسرقة معها فيقال مثلا عن الشاة المفقودة بسرقة ونحوها :
حريسة والمراد :
مسروقة
وفى التقسيم الضال نجد أن الحراسة تنقسم إلى نوعين :
الأول :
حراسة الحدود وهو ما يقوم به المجاهدون حيث يخصص معظم المجاهدين للقعود على الحدود لرصد تحركات الأعداء
وفى هذا قال سبحانه :
"واقعدوا لهم كل مرصد "
وسمى الحراسة من العدو :
الحذر فقال تعالى :
" هم العدو فاحذرهم "
وقد وردت العديد من الروايات فى كموضوع الحراسة باسم الرباط ومنها :
روى سلمان قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه وأمن الفتان "
وروى :
"عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله "
قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" من حرس من وراء المسلمين متطوعا لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم"
والأحاديث فى الموضوع رغم صحة ان أجر الرباط وهو الحراسة عظيم لكونه صورة من صور الجهاد إلا أنها تخالف القرآن فمثلا الحديث الأول :
الخطأ الأول فيه هو أخذ المرابط الميت أجرا بعد موته وهو لم يعمل شىء والمراد لم يسع والثواب يكون على السعى وليس بعد الموت سعى
وفى هذا قال تعالى :
" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
وقال :
"وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ"
والخطأ الثانى الأمان من الفتان ولا أحد آمن الفتان الدنيوى كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
والخطأ أن العيون هى الأمن من النار بينما الآمنون منها هم الأشخاص بما فيهم جسدهم وفيه العيون
وأيضا أن هناك من بات يحرس فى سبيل الله وغل من ضمن من غل من الغنائم وهذا يدخل جهنم يوم القيامة كما قال تعالى :
"وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"
والخطأ فى الحديث الثالث دخول المسلمين النار قم خروجهم منها وهو ما يناقض أن لا أحد يخرج من النار بعد دخولها وفى هذا قال :
"وما هم بخارجين من النار "
وقوله :
"وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ".
ونجد فى كتاب الله حراسة الحراس وهم المجاهدين لبعضهم حيث يقوم بعض من المجاهدين بحماية من سيصلون وهم بعض منهم فإن صلوا ذهب المحروسين لحماية من حرسوهم كى يصلوا مثلهم وفى هذا قال تعالى :
"وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا ".
الثانى الحراسة الداخلية وهى :
تخصيص مؤسسات الدولة أو الأفراد أشخاص من أجل حمايتها أو حمايتهم وهو تشريع لم يشرعه الله
المؤسسات العامة وهى البيوت غير المعدة للسكن فى داخل دولة المسلمين المفروض أنها كلها مفتوحة لكل الناس فى الدولة فى كل وقت لقضاء حاجاتهم وهم يدخلونها دون إذن أو استئذان
وفى هذا قال تعالى :
" لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ"
ومن ثم لا يوجد حراسة عليها وكذلك لا وجود لحراسة الأفراد أيا كان منصبهم أو صفتهم ومن ثم لا نجد أن الله عين أحد لحماية النبى (ص) أو أن النبى (ص)عين أحد لحماية صاحب منصب
والله لم يشرع ذلك لسبب وهو :
ألا يتواجد الحاكم الظالم لأن الحراسة هى التى تساعده على الاستمرار فى الظلم
فترك أصحاب المناصب بلا حراسة واجب حتى يقدر الناس على تغيير ظلمهم ومن ثم أول علامات الظلم هو :
اتخاذ حارس لصاحب منصب
ومن أجل هذا شرع الله الاختلاف مع أصحاب المناصب وهم أولى المر مع الاحتكام فى النهاية لله والمقصود لكتاب الله وفى هذا قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
وفى الفقه نجد أن القوم ابتكروا أنواع من الحراسة مثل :
حراسة الحمى والحمى كما يقولون :
بقعة موات تترك لرعى النعم وهى الأنعام سواء كانت أنعام الصدقة وهى الزكاة أو أنعام الجزية
وقد استدلوا على هذا الحكم بالتالى :
جناية النقيع لخيل المسلمين فى عهد النبى(ص)
حماية عمر بن الخطاب للشرف والربذة
والحرس المعين يقوم بمنع بقية أنعام الناس أو خيولهم من دخول تلك المنطقة
وهى أحاديث كاذبة لكون الأرض ملكية مشتركة للمسلمين جميعا كما قال تعالى :
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ"
ومن ثم لا يوجد حمى من الإمام أو من غيره من الناس لأى مكان داخل الدولة وإنما المجتمع ينظم كل شىء حسب أحكام الله فمثلا أنعام الصدقة والزكاة تذبح وتباع وتوزع أثمانها على المستحقين وأنعام الجزية تذبح وتباع وتورد أثمانها وتوزع على المستحقين لها من أهل العهد
وأباح الفقهاء الحراسة الداخلية لحراسة الثمار والأسواق عن طريق تأجير بعض الناس للقيام بحراستها ليل نهار
وهو أمر يتعارض مع ما يؤمن به الفقهاء من الأحاديث مثل :
"ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة"
فلو كانت هناك حراسة على المزروعات والنباتات فكيف يأكل الناس والأنعام منه وعليه الحراسة المزعومة ؟
وفى دولة الإسلام لوجود لملكية خاصة غير ملكية البيوت المسكونة حفاظا على العورات وبقية الأرض بما عليها ملكية مشتركة يعمل الكل فيها ويقتسمونها بالتساوى كما قال تعالى :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
قطعا لا تجوز لا حراسة الماكن ولا حراسة الناس فى داخل الدولة وإنما الحراسة الجائزة هى لحدود الدولة من قبل المجاهدين الذين يقعدون لرصد ألعداء للرد عليها عند أى عدوان على المسلمين
وأباح الفقهاء استخدام الكلاب ما شابهها لحراسة الماشية وذلك بناء على على بعض الأحاديث مثل :
حديث أبي هريرة مرفوعا :
"من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط "
الخطأ فى الحديث أن وجود الكلب مع المسلم ينقص أجره وهو يخالف أن الله لم يذكر أى نقص للأجور فى العمل وإنما جعله ثابتا فى كل الأحوال فقال "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
والخطأ الأخر هو أن وحدة الأجر هى القيراط وهى فى القرآن الحسنة كما بسورة الأنعام .
بالطبع لم يقل النبى(ص) شىء من ذلك
وقد اختلف الفقهاء فى ضمان الحارس ما بين من يدفعه ثمن المسروقات وهو ديدن الحكومات الحالية وبين من قال لا ضمان عليه
والحقيقة أنه لا ضمان عليه لأن الحارس لا يملك أن ينظر من أربع جهات فى وقت واحد وحتى نظام عيون المراقبة والتى تسمى الكاميرات أو القمرات يمكن اختراقه وتعطيله فلا يرى الحارس الجالس أمام شاشات العرض شىء
دعوة للتبرع
قناة فضائية: لي راى متواض ع وهو لماذا لا يكون هتاك قناه...
لماذا ( أهل القرآن ): مرحبا باهل القرآ ن عندي اقترا ح لكم بخصوص...
علمنا قليل: ما معنى ( وما أوتيت م من العلم إلا قليلا )؟...
اربعة أسئلة : السؤ ال الأول من د . محمود أبو جودة : السلا م ...
الباقى من التركة: ي مسألة الموا ريث هل صحيح بعد تفصيل الله جل...
more