التحريش فى الإسلام

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-05-28


التحريش فى الإسلام
لم يرد اللفظ فى المصحف بين أيدينا لا هو ولا شىء من الجذر حرش ذكر فيه
واللفظ معناه :
التحريض وهو :
حث الناس على عمل شىء أو الامتناع عنه ومن ذلك أن الله أمر رسوله(ص) أن يحرض المسلمين وهم المؤمنين على القتال وهو :
الجهاد فى سبيله
وفى هذا قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ"
واللفظ التحرش أو التحريش يطلق فى عصرنا وما سبقه من عصور على موضوعات معينة منها :
التحريش بين الحيوانات :
المرلد بالتحريش إقامة مسابقات بين حيوانات من نوع واحد مثل :
الثيران
الطواويس
الديوك
بغرض أن يلحق واحد منهم الأذى بالثانى فيقتله أو يعميه أو يجعله غير قادر على الحركة
وكل محرش يقوم بتدريب حيوانه أو طائره على ذلك بأسلوبه الخاص
وهذه الألعاب القائمة على التحريش محرمة للتالى :
أولا :استعمال الحيوان فى غير ما خلقه الله عليه فالثور المفروض أن يعمل فى الحقل أو يسمن لكى يذبح ويتناول لحمه كطعام للناس والطائر المفروض تسمينه وأكل لحمه وهو ما يدخل تحت قول الشيطان فى تغيير خلق الله :
"وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ"
ثانيا : افساد المال فبدلا من التربح من بيع الحيوان أو الطائر أو لحمه يفقد أحد المتنافسين أو هما معا مالهما الممثل فى ثمن الحيوان أو الطائر وهو ما يدخل تحت عصيان أمر الله بعدم الافساد فى الأرض وهو قوله :
" ولا تفسدوا فى الأرض"
ثالثا : أن ضياع المال بالقتل والضرب نوع من أنواع التبذير الذى نهى الله عنها واعتبر صانعه من اخوان الشيطان والمراد :
كافر وفى هذا قال تعالى :
"وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا "
التحريش بين الناس :
التحريش بين الناس يقصد به:
الوقيعة بينهم
وقد سماه الله الوضع بين الناس بغرض الفتنة وهى وقوع القتال
"لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"
كما سماه ايقاد نار الحرب وهو اشعال الحروب بين الناس فقال :
"كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"
وهذا التحريش محرم بمعنى :
الايقاع بين الناس سواء كان وقيعة فى مجتمع داخلى أو بين مجتمعين والمراد دولتين من الدول
وأما التحريض على القتال فى الإسلام فهو مباح للتالى :
أنه حث وحض على الجهاد والجهاد لا يكون إلا بسبب مباح وهو :
العدوان على المسلمين أو غيرهم من رعايا المسلمين فى دولتهم العادلة وفى هذا قال تعالى :
"الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
وفى الفقه نجد الفقهاء حرموا ذلك تحت مسمى :
النميمة
واستدلوا بحديث :
قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَل مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؟
قَالُوا: بَلَى.
قَال: صَلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ"
والحديث لا علاقة له بالنميمة وهو كلام لم يقله النبى(ص) ولا نطق به لأنه جعل صلاح ذات البين كعمل أفضل من الجهاد وغيره وهو ما يناقض كون الجهاد أفضل العمل كما قال تعالى :
" فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا"
ولا يمكن وضع ذات البين وهى النفس فى مقارنة مع الأعمال لأنها ليست عمل لأنها مصدر كل الأعمال الخيرة والشريرة من الفرد
تحريش حيوان الصيد :
المراد بهذا هو :
تسليط الكلب أو الصقر وما شابههما من الجوارح على صيد حيوان ما ويسمون هذا الفعل :
اشلاء
وهو أمر مباح كما قال تعالى :
" يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
التحرش :
يقصد بالتحرش :
قيام الفرد بمضايقة فرد أخر سواء أنثى أو ذكر أو حتى صغير وهو الطفل أو كبير بغرض :
الزنى معه
وهو معنى مستحدث فى هذا العصر وهو صورة من صور الفساد فى الأرض
وهناك فارق بين ما يسميه البعض المعاكسة من أجل الخطبة لأن الغرض ليس واحدا فالمعاكسة غرضها هنا الخطبة بينما غرض التحرش الزنى أو حتى الاغتصاب
بالقطع هذا الفعل من صور الافساد وإذا تكرر يعاقب صاحبه باعتباره محارب لله لأنه يري نشر الفاحشة فى البلاد كما قال تعالى :
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
اجمالي القراءات 95

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2800
اجمالي القراءات : 22,407,997
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 513
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt