الطوى في الإسلام

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-03-18


الطوى في الإسلام
الطى في القرآن:
طى السماء كطى السجل للكتاب:
بين الله لنا أن فى يوم القيامة يطوى السماء كطى السجل للكتب أى يضم السماء كضم الكتاب الكبير للصحف الصغرى والمراد أن السموات السبع يضغطها فتعود سماء واحدة كما أن السجل يضغط الصحف الصغرى المفرقة فى كتاب واحد ويبين لنا أنه كما بدأ أول خلق يعيده أى كما خلق أسبق مرة المخلوق يرجعه حيا فى يوم القيامة فهذا وعد عليه أى فرض فرضه على نفسه وهو له فاعل أى عامل أى صانع فى يوم القيامة
وفى هذا قال تعالى :
"يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين "
السموات مطويات بيمين الله :
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار ما قدروا الله حق قدره والمراد ما أطاعوا حكم الله واجب طاعته حيث أشركوا غيره فى الطاعة والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والمراد والأرض كلها ملكه أى تحت أمره يوم البعث والسموات مطويات بيمينه أى مضغوطات بأمره فبعد سبع طبقات تصبح طبقة واحدة وفى هذا قال تعالى بسورة الإنفطار"والأمر يومئذ لله "سبحانه أى تعالى عما يشركون والمراد أنه علا عن الذى يعبدون وعلوه هو كونه الإله وهم ليسوا بآلهة
وفى هذا قال تعالى :
"وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون "
دخول الوادى المقدس طوى حفاة :
سأل الله نبيه (ص)هل أتاك حديث موسى (ص)والمراد هل أوحيت لك قصة موسى (ص)والغرض من السؤال هو إخباره بقصة موسى (ص) إذ نادى ربه والمراد حين كلم خالقه فى الواد المقدس وهو المكان المبارك الطاهر طوى فقال الله له اذهب إلى فرعون إنه طغى والمراد سافر لمقابلة فرعون إنه ظلم أى كفر بى فقل له :هل لك أن تزكى والمراد هل لك أن تتطهر من ذنوبك بالإسلام؟وفسر سؤاله بقوله هل أهديك إلى ربك فتخشى أى هل أعلمك دين خالقك فتتبع دينه؟والغرض من السؤال هو أن يطلب فرعون تطهيره أى تعليمه الإسلام ليطيعه وأراه موسى (ص)الآية الكبرى والمراد وأشهده البراهين العظيمة الدالة على صدقه مصداق لقوله بسورة طه"ولقد أريناه آياتنا كلها"فكانت النتيجة هى أنه كذب أى عصى أى أبى الإسلام والمراد كفر مصداق لقوله بسورة طه"فكذب وأبى "ثم أدبر يسعى والمراد ثم ذهب يكيد وهو جمع السحرة فحشر فنادى والمراد فجمع الناس فخطب فيهم فقال أنا ربكم الأعلى والمراد أنا خالقكم العظيم والمراد أنا إلهكم الوحيد كما قال بسورة غافر"ما علمت لكم من إله غيرى"فكانت النتيجة أن أخذه الله نكال الآخرة والأولى والمراد أن أذاقه الرب عذاب القيامة وهى النار والدنيا حيث أغرقه وسلط عليه الآيات المؤذية فيها وفى ذلك وهو عذاب فرعون عبرة أى آية لمن يخشى أى يخاف عذاب الله فيطيع حكمه وهو العاقل مصداق لقوله بسورة النحل"إن فى ذلك لآية لقوم يعقلون "
وفى هذا قال تعالى :
"هل أتاك حديث موسى إذ نادى ربه بالواد المقدس طوى اذهب إلى فرعون إنه طغى فقل هل لك أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن فى ذلك لعبرة لمن يخشى "
بين الله لنبيه(ص)أن موسى (ص)لما أتاها أى لما جاء عند مكان النار نودى أي خوطب أى كلم الله موسى (ص)فقال يا موسى إنى أنا ربك أى إلهك ،وهذا إخبار من الله بأن المتكلم وهو الموحى هو الله الخالق ،فاخلع نعليك أى فاترك حذاءيك ،وهذا يعنى أن المطلوب منه أن يقلع حذاءيه من رجليه والسبب :إنك بالواد المقدس طوى أى إنك بالبقعة المباركة طوى مصداق لقوله بسورة القصص"فى البقعة المباركة "وهذا يعنى أن سبب طلب خلع النعل هو الوجود بالمكان المقدس طوى ومن اسمه طوى نفهم أن هذا المكان يخفيه الله حتى لا يدنسه أحد وهو مكان الكعبة ،وقال :وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى والمراد وأنا اصطفيتك أى اصطنعتك مصداق لقوله بسورة طه"واصطنعتك لنفسى" فافهم ما يقال وهذا يعنى أن الله اجتبى موسى (ص)رسولا وعليه أن يفهم الوحى وكلمة يوحى تدل على أن خطاب الله لموسى (ص)ليس سوى وحى يقول :إننى أنا الله لا إله أى لا رب إلا أنا فاعبدنى أى فأطعنى أى فاتبعنى وفسر هذا بقوله
وأقم الصلاة لذكرى والمراد أطع الدين لأجرى وهذا يعنى أن يطيع حكم الله لينال ثواب الله .
وفى هذا قال تعالى :
"فلما أتاها نودى يا موسى إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى "
الطى في الفقه :
استعمل الطوى في معانى متعددة بعيدة كل البعد عما في المصحف وقد اختلف الفقهاء كما اختلف المفسرون في مكان وادى طوى والمراد به
الكلمة استعملت في التالى:
بناء بئر بالحجارة
وقيل في طوى الواد المقدس أقوال عجيبة مثل :
وَفي اللّسَان:
طُوَى جَبَلٌ بالشَّام
وَقيل: هُوَ وَادٍ في أَصْل الطُّور
في مُعْجَم يَاقُوت الْحَمَويّ:
الطُّوَى بئْرٌ حَفَرَهَا عَبْدُ شَمْس بْنُ عَبْد مَنَافٍ، وَهيَ الَّتي بأَعْلَى مَكَّةَ عنْدَ الْبَيْضَاء دَارُ مُحَمَّد بْن سَيْفٍ .
قَال الزُّبَيْديُّ :وَذُو طُوًى وَادٍ بمَكَّةَ، يُعْرَفُ الآْنَ بالزَّاهر.
وَقَال الشّرْبينيُّ الْخَطيبُ: طُوًى - بالْقَصْر وَتَثْليث الطَّاء وَالْفَتْحُ أَجْوَدُ - وَادٍ بمَكَّةَ بَيْنَ الثَّنيَّتَيْن - كَدَاء الْعُلْيَا وَالسُّفْلَى - وَأَقْرَبُ إلَى السُّفْلَى، سُمّيَ بذَلكَ لاشْتمَاله عَلَى بئْرٍ مَطْويَّةٍ - مَبْنيَّةٍ - بالْحجَارَة.
وهى تعريفات معظمها مخالف لما جاء في المصحف وهو كونه الوادى المقدس وليس بئر أو جبل
ونجد أن الفقهاء ذهبوا إلى ان الوادى المقدس ليس في مكة وإنما مكان أخر بعضهم يقول أنه في سيناء الحالية والتى ليست سيناء والبعض الأخر في الشام والبعض يقول في مكة ولكنه ليس الوادى الذى تقع فيه الكعبة
والأحكام التى قالوها هى :
البيات في ذى طوى والصلاة والاغتسال في المكان وهذا اعتماد على حديث يقول :
"نَافعٌ قَال: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إذَا دَخَل أَدْنَى الْحَرَم أَمْسَكَ عَن التَّلْبيَة ثُمَّ يَبيتُ بذي طُوًى، ثُمَّ يُصَلّي به الصُّبْحَ وَيَغْتَسل وَيُحَدّثُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَل ذَلكَ "
قطعا لا علاقة لذى طوى بالوادى المقدس طوى والذى تقع داخله كل مناسك الحج دون استثناء
وكلمة طوى وردت في حديث من أحاديث دفن قتلى كفار قريش في غزوة بدر بمعنى بئر من الآبار حيث رمى البعض فيه
والحديث يقول :
حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ وَحَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فَأُلْقُوا فِي طُوًى مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ قَالَ وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ قَالَ فَلَمَّا ظَهَرَ عَلَى بَدْرٍ أَقَامَ ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتَّى إِذَا كَانَ الثَّالِثُ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّتْ بِرَحْلِهَا ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ قَالُوا فَمَا نَرَاهُ يَنْطَلِقُ إِلَّا لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ قَالَ حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الطُّوَى قَالَ فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ أَسَرَّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالَ عُمَرُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ فِيهَا قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ قَالَ قَتَادَةُ أَحْيَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَتَّى سَمِعُوا قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنَقِيمَةً * (رواه أحمد)
اجمالي القراءات 83

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2730
اجمالي القراءات : 21,712,748
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt